بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الثلاثاء، 31 يوليو 2012

سينما

هوليوود الغرب والشرق.. وجهان لصناعة الفن السابع

نجوم هوليوود الغرب والشرق: (السينما المصرية)، وجهان لصناعة الفن السابع التي وصلت إلى عصرها الذهبي في الخمسينيات من القرن العشرين، حيث ساهم تطور هذه الصناعة في فتح آفاق السينما لتقدم مجموعة أفلام بارزة، في مختلف المجالات، من الموسيقى والغناء إلى الخيال العلمي وأفلام الرعب.

وتألق في هذه المرحلة العديد من النجوم، الأجانب والعرب، في عالم السينما.

شهدت سينما هوليوود في الخمسينيات من القرن الـ20، تغيرات عديدة، منها ظهور الأفلام الموسيقية مثل: (أميركي في باريس) عام 1951، (جي جي)- 1958، (غناء تحت المطر)- 1952، (كاوبوي)، أفلام الغموض لألفريد هيتشكوك، الأفلام الملحمية. أما أبرز الممثلين والممثلات في تلك المرحلة، فهم: مارلون براندو وجيمس دين ومارلين مونرو. وغيرهم الكثير.

وبالمقابل، شهدت السينما المصرية التي تعتبر هوليوود العرب، عصرها الذهبي في الأربعينيات والخمسينيات( القرن الـ20). وتألق على شاشتها العديد من الممثلين والممثلات، إذ أتيح لهم احتراف التمثيل، وبالتالي صقل مواهبهم، ليصبحوا نجوماً وأيقونات في تاريخ السينما العربية، وملهمين للأجيال من بعدهم، وارتبطت أسماء العديد من هؤلاء الفنانين، بألقاب تختزل ملكاتهم الإبداعية.

عوالم ونجوم

كان جميع من يسكنه حلم التمثيل والشهرة، يذهب إلى هوليوود الشرق والغرب، ليحقق النجاح والانتشار، سواء في التمثيل أو الغناء أو كتابة السيناريو، أو العمل في صناعة السينما، من الإخراج إلى التصوير والمونتاج.

ويتجلى في المقاربة بين نجوم هوليوود الشرق والغرب، بروز العديد من الممثلين الذين حققوا شهرة واسعة في إطار محدد، كنجوم الكوميديا أو الإثارة والحركة، أو الدراما، إضافة إلى الغناء والفن الاستعراضي. ونعرض هنا لمقاربة بين الممثلين الأجانب والعرب، في مختلف أنماط التمثيل والأدوار.



أدوار الإغراء

تقابل النجمة مارلين مونرو ( 1926 1962)، التي اشتهرت في الغرب، واعتبرت اسطورة الإغراء والجمال في السينما الأميركية حتى يومنا هذا، الفنانة الشقراء هند رستم( 1929 - 2011)، على الصعيد العربي، والتي جمعت أيضاً بين الجمال والأنوثة والبراءة.

ويلاحظ أن مارلين، أكبر من هند بثلاثة أعوام، وتوفيت الاثنتان في الشهر نفسه، بفارق ثلاثة أيام. مع اختلاف مصير كل منهما، إذ انتحرت مارلين بجرعة زائدة من المخدرات، لتفارق الحياة وعمرها 36 عاما، في حين اعتزلت هند التمثيل في عام 1979، واشتهرت بلقب «ملكة الإغراء» و»مارلين مونرو الشرق»، لشبهها الظاهر بمارلين مونرو، ولشعرها الأشقر.

كما برزت في أدوار الإغراء في السينما المصرية أيضاً، الممثلة برلنتي عبد الحميد (1935 - 2010) التي لقبت بنجمة الإغراء، وتزوجت أحد أبرز رجالات مصر، آنذاك، وهو المشير عبد الحكيم عامر، القائد العام للجيش والنائب الأول لرئيس الجمهورية :(الزعيم الراحل جمال عبد الناصر).

أما العامل المشترك بين برلنتي ومارلين، فهو ارتباطهما برجل سياسي، في بدايات السيتينيات من القرن الـ20، إذ كانت مارلين على علاقة برئيس أميركا الذي تم اغتياله جون إف كيندي، وكذلك مع أخيه روبرت، في حين تزوجت برلنتي المشير عامر الذي يقال ان موته كان قتلاً بالسم.



نجوم الشاشة والغناء

خلدت شاشة السينما في تاريخ الفن، كلا من فرانك سيناترا ( 1915 1998) الذي يعد أبرز مغن أميركي في القرن العشرين، وعبد الحليم حافظ (1929 - 1977)، كأيقونة في عصرهما، في عالم الغناء والتمثيل، وكلاهما حظي بشعبية واسعة.

وكان بدأ سيناترا الذي ترجع أصوله إلى صقلية، رحلته الفنية في عالم الغناء، مع تسجيل أول ألبوم له في عام 1940، ليتألق بعدها في عالم التمثيل ويفوز بجائزة أوسكار في عام 1953، عن دوره في فيلم (من هنا إلى الأبدية). وأطلق عليه المعجبون لقب (الصوت) و(سلطان التهويم).

وتعكس مقولة سيناترا «حينما أغني، أقتنع بأني صادق»، حقيقة ما يتميز به من أسلوب شاعري صادق في الغناء. وأما أشهر أفلامه الموسيقية فهو (غناء تحت المطر) في عام 1952، الذي يمثل أهم الأعمال الموسيقية التي قدمت في تاريخ السينما، وهو يتركز في مقدمة قائمة أفضل 100 عمل موسيقي، كما احتل المركز الخامس في قائمة أفضل الأفلام الأميركية في عام 2007م.

وأما عبد الحليم حافظ، فهو أشهر من غنى للحب في العالم العربي. ولقبه النقاد والجمهور بـ»العندليب الأسمر». وكانت مراسم جنازته بمثابة أسطورة في تاريخ مصر والعالم. وما زاد من شعبيته، إضافة إلى ملامح البراءة في وجهه، عفويته وصدقه في الغناء. وقد قدم أكثر من 300 أغنية، واشتهرت جميع أفلامه.

ومنها: (لحن الوفاء)، (أبي فوق الشجرة). ومثل مع أشهر الممثلات، ومن بينهن: فاتن حمامة، سعاد حسني، زبيدة ثروت. كما شارك في التمثيل مع النجوم: عبد السلام النابلسي، حسين رياض، عماد حمدي، حسن فايق.



صوت الشموخ

اشتهر كل من الممثلين: مارلون براندو ( 1924 2004 )، في هوليوود الغرب، يوسف وهبي ( 1900 - 1982 ) في السينما العربية، بصوتهما العميق الهادئ والرخيم، وبقدرتهما على التحكم بالصوت، للتأثير على الجمهور.

وتميز براندو ووهبي اللذان يعدان أيقونة نادرة في عالم السينما، بأدائهما المسرحي وبفن الخطابة، إذ انطلقت شهرة كليهما، من خشبة المسرح، إلى عوالم السينما (وخاصة في الإخراج). ويكمن الاختلاف بينهما، في طبيعة، نشأتهما حيث عاش براندو في كنف أسرة فقيرة مفككة، ولم يحظ بأية رعاية، بينما نشأ وهبي وسط أسرة هي من علية القوم، ودرس التمثيل في ايطاليا، وتتلمذ على يدي الممثل الإيطالي كيانتوني.

وتتجلى عبقرية موهبة براندو، بمدى تشبع وخصب مخيلته، وتبدى ذلك منذ مراحل بدايات دراسته فن التمثيل المسرحي، على يد ستيلا أدلر، والتي طلبت من تلاميذها أن يتخيلوا أنفسهم دجاجة لحظة سقوط قنبلة نووية، وأن يتفاعلوا مع الحدث. فلاذ الجميع بالفرار، باستثناء براندو الذي مثل دور دجاجة تبيض. وحينما سألته ستيلا عن سبب ردة فعله قال: «كيف للدجاجة أن تدرك معنى قنبلة؟؟». وشارك براندو، خلال مسيرته الفنية التي امتدت 50 عاماً، في 38 فيلماً سينمائياً.

وبالمقابل، ورث يوسف وهبي عن والده، ميراثا كبيرا من الأراضي والأموال، انفق جميعها على فنه الذي احبه واخلص له، وقدم وهبي 302 من المسرحيات العالمية، واخرج 185 مسرحية، والف 60 مسرحية. واما في السينما، فقدم 70 فيلما، منها: سفير جهنم، اشاعة حب، ملاك الرحمة، ابن الحداد، بنت الذوات، سيف الجلاد. ولم يكن ممثلا عبقريا فحسب، بل كان مخرجا ومؤلفا ومنتجا وصاحب ومدير إحدى اهم الفرقة المسرحية.



حضور آسر

اعتبرت كل من النجمتين: الإنجليزية فيفيان لي ( 1913 1967)، المصرية ليلى مراد ( 1916 1995)، من أكثر الفنانات، شعبية وحضوراً على الشاشة، وتميزتا بخفة الظل والجاذبية الآسرة والتنوع في الأداء. وارتبط اسم كلتيهما بأشهر الأفلام في تاريخ السينما، حيث تألقت فيفيان بدورها في فيلم (ذهب مع الريح) عام 1939، وكذا ليلى في فيلم (غزل البنات) عام 1949.

وتزوجت، كل منهما، بأحد أشهر نجوم التمثيل، إذ ارتبطت فيفيان بالممثل لورانس أوليفييه في عام 1940، واستمر زواجهما 20 عاماً، في حين تزوجت ليلى، وسيم الشاشة أنور وجدي، في عام 1945، ولم يستمر زواجها أكثر من بضعة أشهر، ولكنهما، تزوجا من جديد، على مدار سبع سنوات.



نجوم آخرون

يقابل الفنان الأميركي الروسي الأصل، كيرك دوغلاس (ديسمبر 1916) الذي اشتهر بأفلام الحركة( برز في فيلم «سبارتاكوس»، يقابله في السينما المصرية، الممثل فريد شوقي ( 1920 - 1998) الذي لقب بملك الترسو، والذي جمع بين الأفلام الحركية والكوميديا، وأدخل منهج الخدع السينمائية.

كما اشتهر الممثل البريطاني لورنس أوليفييه ( 1907 1989)، بأدواره الكلاسيكية العالمية، واعتبر من أهم فناني القرن العشرين العالميين، ويقابله في الشرق، الممثل عمر الشريف، الذي عد أسطورة عصره، في الشرق والغرب. وكان انطلق من السينما المصرية، ثم إلى المسرح الإنجليزي.

وهو ينحدر من أسرة ثرية في الاسكندرية، واكتشفه زميله، المخرج المعروف يوسف شاهين، الذي أخرج له الكثير من الأفلام. وفي الغرب اكتشفه المخرج العالمي ديفيدلين، فقدمه في أفلام عديدة، واشهر افلامه الأجنبية:(دكتور زيفاغو)، كما أنه عمل في السينما الفرنسية والإيطالية والأميركية.

وتقابل الممثلة انجريد بيرغمان، بقوة شخصيتها وحضورها القوي، نادية لطفي، وفي حين يشابه حضور الفنانة الاستعراضية شارك ماكلين، الممثلة لبلبة. وأما الممثلة الخفيفة الظل أودري هيبورن، فتقابلها الممثلة سعاد حسني التي لقبت باسم سندريلا الشاشة العربية. وتقابل الممثلة الذكية كاثرين هيبورن، في قدراتها وسماتها، الممثلة سناء جميل.

بدايات

تعد مصر الدولة الثانية على مستوى العالم، بعد فرنسا، في إدخال اختراع السينما إلى المجتمع، ومنذ بدايتها في عام 1896 أنتجت السينما المصرية أكثر من 4000 فيلم، أي أكثر من 75 في المائة من إجمالي الإنتاج السينمائي العربي. كما أن مصر هي الدولة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، ضمن هذا المجال. وكان طلعت حرب أول من أسس «استوديو مصر» عام 1936، بإمكانات واستعدادات ضخمة، ليصبح موازيا لاستوديوهات هوليوود. وأنتجت الاستوديوهات التي تأسست ما لا يقل عن 44 فيلما.