بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الجمعة، 30 مارس 2012

الفائزون بجائزة «أبراج كابيتال» 2012



المصدر : رشا المالح

كشف معرض (آرت دبي 2012) عن أعمال الفائزين الخمسة بجائزة "أبراج كابيتال للفنون" في دورتها الرابعة، حيث استلهم تيسير البطنيجي (1966) عمله، من حكاية شقيقه الذي قتل برصاصة قناص في اليوم التاسع من الانتقاضة في غزة عام 1987، ولم يكن قد مضى على زواجه أكثر من عامين. وترجم تساؤله هل من الممكن تحويل ما هو غائب إلى شيء ملموس؟ في عمل يحمل أبعاد فكرته في الذاكرة بين الخاص والعام، وقام بنقش 60 لوحة من الورق دون حبر، مستلهما موضوعاتها جمعياً من صور زفاف شقيقه، وفرح العائلة.

وجسد اللبناني رائد ياسين (1979) محاولة الإنسان للبناني للوصول إلى معادلة مع نفسه، بشأن انعكاسات الحرب الأهلية اللبنانية (1975- 1990) عليه خاصة وأن هيمنة الطائفية مازالت حاضرة، من خلال (فازات ) البورسلين الصيني التي استبدل مشاهدها التاريخية من الصين بصراعات الحرب الأهلية اللبنانية.

وقدم الفنان المصري وائل شوقي (1971) عملاً بعنوان (لمحة من التاريخ النظيف) من خلال  صندوق الفرجه الذي تفتح ستارته كل دقيقتين على مجسمات الزعماء الذين حضروا أجتماع االكاردينال التاريخي الذي حثهم فيه على تشكيل أول حملة صليبية عام 1905.

أما المشروع المشترك لكل من جوانا حاجي توما وخليل جريج من لبنان فجمع بين الفن المفاهيمي وفيلم الفيديو، الذي يتجلى موضوعه من عنوان (تصل الرسالة إلى وجهتها دائما)، حيث يقابل المشاهد على الشاشة مجموعة من الشخوص من مختلف الجنسيات والذين يتحدث كل منهم تباعاً عن رسالته التي اعتاد الناس استلامها عبر البريدي الالكتروني، والمشكوك بأمرها مثل تهريب الأموال وطلب العنوان المصرفي وغير ذلك.

أما عمل ريشام سيد من الباكستان فتكمن خصوصيته بالجمع بين جغرافية السياسة المعاصرة والتاريخ القديم لتجارة القطن، بين الهند والامبراطورية البريطانية.

المشاركة في جائزة 2013

تقبل طلبات الفنانين والقيّمين لعام 2013 عبر الإنترنت من 30 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 30 نيسان/أبريل 2012
- يتوجب على الفنانين الحصول على موافقة مسؤولي الترشيح الرسميين المدرجة أسماؤهم على الموقع الإلكتروني.
- تراجع اللجنة طلبات المشاركة وتختار الرابحين بشكل جماعي. وما أن يتم اختيارهم، تتاح أمام الفنانين فترة ستة أشهر على الأقل لتنفيذ أعمالهم الفنية ليتم الكشف عنها في شهر مارس في معرض آرت دبي، أكبر المعارض الفنية في الشرق الأوسط.
- تفتح أبواب المشاركة أمام الفنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، مع عدم وجود قيود على الفئة العمرية ونوع الوسائط المستخدمة في إنتاج العمل الفني. ويتوجب في هذه الأعمال أن تحمل روح الثقافة الإقليمية لتنال إعجاب الجمهور العالمي.

لمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقع الجائزة :
abraajcapitalartprize.com

السعادة جوهرة يبحث عنها الجميع




المصدر: رشا المالح

التاريخ:
 
ما السعادة؟ هل هي وهم وحالة افتراضية، أم فعل مكتسب؟ هل تحقيقها مرتبط بالظروف أم بموروثات الإنسان؟ هل هي شعور مطلق أم نسبي؟ هل تحقيق الإنسان لأحلامه وأمنياته يضمن له السعادة، وإن حرم من بعضها غابت عنه؟ أم ان السعادة ترتبط بالقناعة؟ وهل صحيح أنها غاية لا تدرك؟

كانت السعادة هاجس البشرية منذ الأزل، واختلف الفلاسفة قديماً وحديثاً حول مفهومها، إن كانت مرتبطة بالمحيط الخارجي أم انها شعور نابع من داخل الإنسان، وله القدرة على التحكم به. وكان السفسطائيون في ما مضى يعتقدون بأن السعادة مرهونة باتباع الأهواء، بينما كانت قناعة سقراط وأفلاطون بأن السعادة تكمن في الفضيلة.

وقال أصحاب مذهب المنفعة ان الخير الأفضل يكمن بأكبر مساهمة في المجتمع، وبالتالي في إسعاد الآخرين، أما في الطاوية والبوذية فيقولون ان السعادة تكمن في التقشف والتخلي عن الملذات، وفي الأديان السماوية تربط السعادة بالرضا والقناعة وصفاء النفس. أما الفيلسوف الصيني الكونفوشي مينكوس، فقال قبل 2300 عام، ان العقل يلعب دوراً في الموازنة بين الذات العليا (المثل والقيم) والذات السفلى (النفسية)، وكلاهما بحاجة إلى غذائهما المعنوي المتوازن.

«كيمياء السعادة»

نشر الصوفي الغزالي (1058 1111) كتاباً في (كيمياء السعادة) وفيه العديد من التعاليم الروحية من العالم الإسلامي التي تتبع في يومنا هذا، ويذكر في فصل واحد، ثلاثة أشياء تبنى عليها السعادة: (تمام السعادة مبني على ثلاثة أشياء: قوة الغضب، قوة الشهوة، قوة العلم..

فيحتاج أن يكون أمرها متوسطاً؛ لئلا تزيد قوة الشهوة فتخرجه إلى الرخص فيهلك، أو تزيد قوة الغضب فتخرجه إلى الجموح فيهلك. فإذا توسطت القوتان بإشارة قوة العلم، دل على طريق الهداية، وكذلك الغضب إذا زاد سهل عليه الضرب والقتل.

وإذا نقص ذهبت الغيرة والحمية في الدين والدنيا، وإذا توسط كان الصبر والشجاعة والحكمة. وكذا الشهوة إذا زادت كان الفسق والفجور، وإن نقصت كان العجز والفتور، إن توسطت كان العفة والقناعة وأمثال ذلك).

ينابيع

علينا أن نميز بين السعادة الآنية التي ترتبط بزمن محدود، مثل الفرح أو البهجة التي نشعر بها من خلال جمالية المكان الذي يحيط بنا، أو في دائرة الأصدقاء الطيبين التي تحيط بنا، أو متعة مشاهدة جمال الطبيعة، وتذوق الأطعمة الشهية والروائح الزكية. وترتبط قيمة وعمق هذا النوع من السعادة بمدى نقائها وصفائها.

أما السعادة الأكثر ديمومة وأثراً في حياة الإنسان، فهي النابعة من الأفعال الإنسانية النبيلة، والأمثلة عليها عديدة، منها العطاء والكرم والإيثار. ومدى السعادة مرتبط بمراتب ودرجات الفعل، فأثر سعادة الكرم بما هو فائض، أقل من مقاسمة الغير بما يرغبه ويشتهيه لنفسه، كذلك العطاء المعنوي كزمن ومؤازرة، وحب وطاقة واستيعاب. وينسحب هذا الأمر على المشاعر أيضاً فالسعادة الناجمة عن الشفقة أقل زخماً من مشاعر التعاطف.

وما يكسبه الإنسان من أفعاله النبيلة يتجلى في البداية بالرضا عن النفس، الذي يتحول إلى نوع أعلى من السعادة التي تتمثل بحالة السكينة والسلام والطمأنينة التي تخيم على روحه، والتي تبقى معه بعكس السعادة الآنية، وهذا النوع من السعادة يمده بالحيوية والطاقة المتجددة.

هذه السكينة تمنح الإنسان القدرة على التأمل، وبالتالي الارتقاء بوعيه الإنساني والتواصل مع ذاته الداخلية والتعرف على كوامن نفسه ومساره في الحياة. ويكتسب خلال هذه المرحلة من الارتقاء، البصيرة والحكمة التي تتناسب طردا مع قدرته على التأمل والوعي بإنسانيته والفهم لنفسه وللمحيط من حوله.



فارق

إن مفهوم السعادة متحول ومرتبط بكل مرحلة عمرية وبكل حضارة وبيئة ومجتمع، آخذين في الاعتبار الفارق بين جوهر السعادة، وما يتم الترويج له في الإعلام من منظور جديد أو مختلف للسعادة والمرتبط دوماً بصناعة الاستهلاك وتحقيق المكاسب والأرباح، ابتداء من ارتباط السعادة بمفهوم الجمال أو الشباب، ووصولا إلى كماليات ورفاهيات الحياة.

ويمكن ربط مفهوم السعادة المتحول، بأبرز المراحل العمرية للإنسان، وهي السنوات الأولى من عمر المولود، سنوات الدراسة والمراهقة، ومرحلة الشباب، ومنتصف العمر. والمرتبطة بدورها بحضارة وثقافة وبيئة كل مجتمع في مراحل ازدهاره ونكوصه.

السنوات الأولى

ترتبط سعادة الطفل في سنواته الأولى بإشباع احتياجاته الأساسية من الطعام والشراب ووصولا إلى دفء التواصل في إطار الأسرة، والاستقرار النفسي والإحساس بالأمان، والحصول على الاهتمام الكافي.

المراهقة

ترتبط السعادة في هذه المرحلة، باكتشاف المراهقين لقدراتهم التي تميزهم عن الآخرين، وبروح المنافسة، والمغامرة واكتشاف العالم الخارجي. وغالباً ما ينشدونها من محيطهم الخارجي، وبكسر الروتين وكل ما هو متعارف عليه، وغالباً ما يمنحهم تحديهم لأسرتهم ومحاولة تجاوز الخطوط الحمراء، شعوراً بالقوة والحبور والتفاخر.

الشباب

فتيات وأحلام وشطآن خيال، لحرية الانطلاق والعيش كحورية في حكايات الجدات. شبان وبطولات وفتوحات .. لأراض بكر لم يكتشفها أحد من قبل، ويلتقي فارس الأحلام بأميرة الزمان في مملكة شيدت قصورها من الرمال. وهكذا تبدأ الحكايات لتنتهي بانهيار الأبطال.

هذه بعض الأحلام التي ترسمها مخيلة الشباب عن السعادة، لكن سرعان ما يصطدمون بحقيقة الواقع البعيد عن المثل والنظريات التي درسوها وقرؤوها في الأدب والفلسفة، ليبدؤوا البحث عن حقيقة السعادة من خلال دخولهم في صراعات الحياة. وصعوبات هذه المرحلة ترتبط بمدى الوعي الذي اكتسبه الشباب في مراحلهم السابقة.

ومدى حماية أو عزل أسرهم بعيدا عن مصداقية ومعترك الحياة. وكثير منهم يتملكهم اليأس في بداية الطريق ويعجزون عن إيجاد طريقهم ويستسلمون للأقدار دون أية محاولة لإدراك معنى السعادة التي يعتبرونها مجرد وهم وجزء من رومانسية المراهقة.

وتجد كل فئة في هذه المرحلة، سعادتها في منظومة معينة من القيم أو المكتسبات أو النجاحات، حيث تلعب المفاهيم السائدة في المجتمع دوراً كبيراً في تشكيلها والترويج لها، ففي حضارة نجد السعادة تكمن في العيش في رحاب العلوم والأدب والمعرفة، وغيرها في الانتصارات والحروب والبطولات، وأخرى في التعايش السلمي والاكتفاء الذاتي والتركيز على الروحانيات.

منتصف العمر

غالباً ما ينشد من تجاوزوا مرحلة الشباب السعادة، في السلام الداخلي والسكينة والاستقرار. ويرجع ذلك إلى تحرر فكر الإنسان من الانطباعات السلبية السابقة والمرونة في التعامل مع الحياة والتخلص من التوتر، وقد أثبتت نتائج دراسات في جامعة وسكونسن الأميركية، أن مهارات الإنسان الفطرية كسرعة التفكير وتحسين الخبرات والمرونة الذهنية تزداد في متوسط العمر.

ويؤكد الدكتور آرثر. إيه. ستون من جامعة ستوي بروك ذلك في دراسته التي يذكر فيها، أن الإنسان كلما تقدم به العمر، زادت حنكته وحكمته وذكاؤه، وأن الأشخاص من الفئة العمرية المتقدمة يتذكرون السلبيات بنسبة أقل، مما يسهل عليهم تحكمهم بمشاعرهم وأوضاعهم النفسية.

في الأدب

تناولت الرواية مفهوم السعادة منذ نشأتها، وأخذت في الاعتبار الفرق بين الأعمال التي تبحث في هذا المفهوم والأعمال التي تمنح قارءها شعوراً من السعادة يبقى معه طويلاً، ويعود إليه كلما احتاجه.

ومن أبرز تلك الأعمال في الأدب الكلاسيكي العالمي، رواية (كبرياء وتحامل) للروائية البريطانية جين أوستن، ورواية (جيم المحظوظ) لكينغسلي إيميس والتي تتميز بحس الفكاهة الاستثنائي المسخر في نقد كل من وسط الأكاديميين في أعلى المراتب والزيف الاجتماعي في الطبقات الراقية والمثقفة.

كما تناول الأديب الاميركي اللبناني الأصل جبران خليل جبران، مفهوم السعادة في مجمل أعماله، وأبرزها كتابه (النبي) الذي يحكي عن مفهوم السعادة في مختلف جوانب الحياة.

ويشكل أسلوب السرد واللغة والإيقاع والعوالم التي يخلقها الأديب من شاعر أو روائي أو قاص، واحة من السعادة التي تمنح القارئ في البداية شعوراً بالراحة والسكينة، لينتقل بعدها تبعاً لعمق وقيمة العمل، إلى التأمل والتفكر وإعادة صياغة العديد من أفكاره حول مفهوم السعادة في الحياة.

وظهر في الحقبة الأخيرة من القرن الماضي اهتمام كبير بهذا الجانب، ونشرت آلاف الكتب التي تتناول العوامل النفسية التي تساعد الإنسان على تجاوز محنة وتحقيق السعادة، ومن أبرز الكتب العربية التي لاقت إقبالاً واسعاً في هذا الإطار كتاب (لا تحزن) للدكتور عائض القرني الذي يقدم فيه بعض المفاتيح التي تتنقل بالإنسان من حالة الحزن إلى طريق السعادة.

ومن ذلك: (اعلم أنك إذا لم تعش في حدود يومك تشتت ذهنك، واضطربت عليك أمورك، وكثرت همومك وغمومك، وهذا معنى: "إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح").

أما الكتاب الأجنبي الذي حقق نجاحاً نوعيا في مختلف بلدان العالم والذي ترجم إلى العربية، فهو كتاب (السر) للإعلامية الاسترالية روندا بايرن، والذي بيع منه ما يزيد على 21 مليون نسخة منذ صدوره عام 2006، وترجم إلى 44 لغة.

الأحد، 11 مارس 2012

شهرزاد الرواية العربية بين جيل الرائدات والكلام المباح



ساد لزمن ليس بالبعيد، اعتقاد بأن أول رواية كتبت في العالم العربي هي (زينب) للأديب المصري الدكتور محمد حسين هيكل، والتي نشرت عام 1914.

ولكن سرعان ما تبين أن ما يزيد عن خمس كاتبات كانت لهن الأسبقية في القرن التاسع عشر. أي أن المرأة لم تدخل عالم الرواية حديثا ،ولم يكن هذا العالم حكراً على الرجل ،كما أشيع من قبل.حضور الروائية العربية لم يغب عن الساحة منذ القرن التاسع عشر، وقسم النقاد والباحثون مسيرتها من خلال الأجيال التي كان لها الريادة أو الحضور القوي، خاصة في عصر النهضة العربية في الخمسينيات والستينيات، وإن بقي نتاجها في الظل أو على هامش نتاج الرجل حتى أواخر القرن العشرين، لتأخذ الروائية العربية الريادة وليحتل نتاجها خاصة في الزمن المعاصر قوائم الكتب الأعلى مبيعاً.

نستعرض فيما يلي الخطوط الرئيسية لملامح مسيرة إبداع وانجازات الروائية العربية عبر التاريخ وما قدمنه اللواتي أقمن في المهجر، بما في ذلك التحديات التي واجهنها والدعم الذي حظين به لصقل وتبلور إبداعهن، وذلك من خلال الدراسات التي قدمت في هذا الإطار، بعيداً عن جدليات النقاد حول الأدب النسوي والأدب النسائي الذي نظمت له مؤتمرات وندوات لا حصر لها. سجل اختلف النقاد حينا واتفقوا حيناً آخر على من كتب الرواية العربية الأولى، وكل منهم يسحب البساط لصالح بلده، ولكن في المجمل ضم جيل رائدات الرواية في القرن التاسع عشر كل من:

الروائية اللبنانية زينب فواز (1846 - 1914) التي نشرت روايتين هما (حسن العواقب ـ غادة الزهراء) التي نشرت عام 1899 وقد أودعتها الكثير من العادات العاملية لا سيّما عادات الاُسرة التي قضت مدّة في خدمتها في جبل عامل بلبنان، ورواية (الملك كورش أول ملوك الفرس) ونشرت عام 1905، وهي رواية تاريخية عاطفية. تلقت زينب التي لقبت بـ (درة المشرق) تعليمها في الاسكندرية، بعدما عاشت بين لبنان وسورية. وفي مصر تفتحت موهبتها في الشعر والسرد. واللبنانية لبيبة هاشم (1880 ـ 1952) التي نشرت روايتها (قلب رجل) عام 1904. عاشت لبيبة في البداية بين لبنان ومصر. وهناك أصدرت مجلتها التي حملت عنوان (فتاة الشرق) عام 1906، حيث تتلمذت في مصر على يد الشيخ ابراهيم اليازجي، ثم عينتها الحكومة السورية عام 1930 في وزارة المعارف للتفتيش على المدارس لاهتمامها الكبير بالتعليم.

وبعد فترة قصيرة هاجرت إلى تشيلي وأصدرت في سنتياغو سنة (1923) مجلة (الشرق والغرب) التي استمرت لمدة عام، ثم عادت إلى مصر لتشرف على مجلتها السابقة.

واللبنانية لبيبة ميخائيل صوايا (1876 ـ 1916) التي نشرت رواية (حسناء سالونيك) عام 1909والصادرة من دمشق. كانت روايتها تلك بمثابة تاريخ للحركة الإصلاحية التي قام بها رجال جمعية الاتحاد والترقي ونشرتها بعد إعلان الدستور (1908) ولاقت رواجاً كبيراً، إلى جانب ترجمتها لرواية بالانجليزية بعنوان (الحنو الطاهر) عام 1913، وتوفيت إبان الحرب العالمية الأولى في حمص بسورية حيث كانت تدير إحدى المدارس.

ويضاف إلى القائمة كل من اللبنانية أليس بطرس البستاني ولها رواية »صائبة» التي نشرتها عام 1891، وعالجت فيها قضية نسائية هي أقدر على فهمها والكتابة فيها. واللافت للانتباه أن عنوان روايتها اتخذ من اسم امرأة.

ومن سورية رواية عفيفة آظن الدمشقية (فابيولا) التي نشرت عام 1895، كما ترجمت آظن العديد من الروايات من الفرنسية إلى العربية كرواية (الرحلة الكاليفورنية) للكاتب الفرنسي الكسندر دوماس عام 1892 وتميزت بعباراتها الرشيقة السلسة.

ومن مصر عائشة التيمورية (1840 ـ 1902) ولها رواية (نتاج الأحوال في الأقوال والأفعال) التي نشرت عام 1885، ورواية (اللقاء بعد الشتات). نشأت عائشة في بيت علم سياسة، وتزوجت في الرابعة عشر من عمرها، وأتاحت لها حياتها الرغيدة في بيت زوجها محمد بك توفيق الإسلامبولي، الاستزادة من العلم وأتقنت نظم الشعر والسرد إلى جانب إتقانها للغتين الفارسية والتركية وهي من تولت تعليم شقيقها الأصغر العالم الأديب أحمد تيمور.

الجيل الثاني

شهدت البلدان العربية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، نهضة عربية ثقافية نادت بتحرر المرأة وحقها في التعليم والعمل. وكان لهذه النهضة وروادها أمثال عبد الرحمن الكواكبي وقاسم أمين والشيخ محمد عبده، دور كبير في تفعيل دور المرأة بمختلف قطاعات الحياة. وفي تلك الأجواء الثقافية الخصبة برز عدد كبير من الأديبات والروائيات اللواتي استطعن من خلال نتاجهن الأدبي ترسيخ مكانتهن على خارطة الأدب العربي.

تناولت أديبات الجيل الثاني في باكورة أعمالهن قضايا الوطن وهمومه، لينتقلن بعد اكتسابهن المزيد من المصداقية والجرأة إلى الجمع بين الشأن العام والخاص. وأبرزهن في لبنان كل من ليلى بعلبي (1934)، وإميلي نصرالله (1931)، وفي سوريا ألفة أدلبي (1912 ـ 2007) وكوليت خوري 1937، وفي مصر نوال السعداوي (1930)، وفي الجزائر زهور ونيسي (1936).

ومن كاتبات المهجر الروائية الجزائرية آسيا جبار (1936) التي رشحت لجائزة نوبل أكثر من مرة، والتي نشرت أول رواية لها بعنوان (العطش) عام 1953 ولم تكن أكملت العشرين عاماً من عمرها بعد. من أهم أعمال آسيا واسمها الحقيقي (فاطمة الزهراء) التي هاجرت إلى فرنسا عام 1980 حباً بالسينما، رباعيتها الروائية، التي تحمل العناوين التالية حسب ترتيب نشرها، (نساء الجزائر)، و(ظل السلطانة)، و(الحب والفنتازيا)، و(بعيداً عن المدينة).

أطلت بعلبكي على الساحة الأدبية بروايتها (أنا أحيا) عام 1958، واستقبلتها الأوساط الأدبية بالإعجاب وجزء من المجتمع بالتجهم، لتحدي بطلة روايتها (لينا الطيبي) التقاليد وتجاوز الممنوعات.

ويذكر أن ليلى قوبلت بزوبعة نقدية واسعة لدى نشر مجموعتها القصصية بعنوان «سفينة حنان إلى القمر» عام 1964، حيث بادرت وزارة الإعلام بمنع الكتاب نظراً لاحتواء إحدى القصص مقطعاً أو جملة وصفت بـ (الإباحية). حوكمت ليلى آنذاك وأوقفت، ثم تراجعت المحكمة عن قرار المنع مع تبرئتها. والمقطع الذي أثار تلك البلبلة في تلك المرحلة لا يقارن بما وصلت إليه الجرأة في الزمن الراهن على أيدي الكاتبات. انصرفت ليلى بعد تلك المحنة إلى الصحافة وتوقف عن كتابة الرواية.

كما أثارث الروائية والباحثة والمؤرخة الفلسطينية سحر خليفة، نقداً لاذعاً لدى نشرها روايتها الأولى (لم نعد جواري لكم) عام 1974 من دار المعارف في القاهرة، والتي كتبتها سرا خلال فترة زواجها الذي أرغمت عليه وبقيت في أسره 13 عاماً.

حققت سحر نجاحاً متميزاً على صعيد دراستها الأكاديمية التي توجت بشهادة الدكتوراه من جامعة آيوا في الولايات المتحدة. وعلى صعيد الرواية، كانت قضية فلسطين والمشهد الاجتماعي تسيران معاً في خطين متوازيين في معظم أعمالها. وقد حازت سحر على العديد من الجوائز الأدبية العالمية القديرة.

وفي سورية لفتت رواية (أيام معه) لكوليت خوري التي صدرت عام 1959، انتباه النقاد والمثقفين وأثارت عاصفة من حولها بسبب ما ينطوي عليه النص من جرأة في التعبير والمكاشفة. وكشفت لاحقاً أنها استلهمت موضوع روايتها من قصة حبها مع الشاعر ونصير المرأة الراحل نزار قباني، حيث أجبر كلاهما على السفر شرقا وغرباً، وما تبقى بينهما هو الرواية و35 رسالة بحوزة الكاتبة.

الجيل الثالث

مهد الجيل الثاني من الروائيات الطريق أمام من تلاهن، وكان الثمن الذي دفعنه كبيراً سواء على صعيد المجتمع أو الهيمنة الذكورية في الأوساط الأديبة. ومع نهضة التعليم ودخول المرأة معترك الحياة، برز عدد كبير من الكاتبات والروائيات من مختلف البلدان العربية، وتميزت كل منهم بخصوصية وتفرد أسلوبها.

ومن أبرز الروائيات اللاتي لا يزال نتاجهن حاضراً ومقروءاً، فاطمة المرنيسي (1941) من المغرب التي اشتهرت بروايتها (أحلام النساء الحريم - مذكرات طفولة) المنشورة عام 1987، والتي استطاعت من خلالها أن تنقل بمهارة حياة كاملة بما فيها من وقائع وأحداث على لسان طفلة. واللبنانية حنان الشيخ (1945) التي أطلت على الساحة الأدبية بروايتها التي حققت شهرتها وهي بعنوان (حكاية زهرة) ونشرت عام 1980.

ومن سورية ماري رشو (1942)، وغادة السمان (1942) التي تميزت بغزارة إنتاجها وفرادة أسلوبها وبالجمع بين حياتها الشخصية والأدبية، ومعاصرة القضايا القومية والحرب الأهلية في لبنان وغيرها.

ومن مصر رضوى عاشور (1946) ولها ثلاثية غرناطة التي نشرت خلال عامي 1994 و1995. وتتضمن المجموعة العديد غيرهن مثل سلوى بكر (1949) من مصر، وليلى عثمان (1943) من الكويت، وأحلام مستغانمي (1953) من الجزائر، وهدى بركات (1952) من لبنان، وسميحة خريس (1956) من الاردن.

ومن المهجر الروائية المصرية أهداف سويف (1950) التي استطاعت أن تثبت مكانتها الأدبية في الغرب والشرق أسوة بآسيا جبار، ومن أهم أعمالها، (عين شمس) ونشرت عام 1992 (خارطة الحب) عام 1999.

الجيل المعاصر

برز في أواخر القرن العشرين أصوات عدد كبير من الروائيات من مختلف البلدان العربية وفي مقدمتها السعودية. وتحلى الجيل المعاصر من الكاتبات بجرأة كبيرة وكسرن الكثير من القيود والتابوهات، لتكتب المرأة والأنثى فيهن عن تجاربها وعلاقتها بجسدها وبالرجل والمجتمع المحيط بها. وجمع نتاجهن الغزير الذي تشهده الساحة العربية، بين الإبداع وقوائم الأكثر مبيعاً.