بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الخميس، 31 يوليو 2014

تحضر للدورة الثانية من معرض «داون تاون»

كريستينا روميلي: دبي عززت جماليات فن التصميم



قطع تتميز بالابتكار والإبداع

«الجودة والابتكار، الحرفية والأصالة» بعض الميزات التي وصفت بها كريستينا روميلي، مديرة معرض «داون تاون للتصميم» خصوصية هذا المعرض الذي يعنى بأرقى ما قدمته الشركات العالمية في عالم التصميم الداخلي، وذلك خلال لقائها بـ«البيان» للتحدث عن مستجدات الدورة الثانية من المعرض الذي سيقام خلال الفترة من 28 إلى31 أكتوبر من العام الجاري بجوار برج خليفة في دبي.



وتحدثت كريستينا في البداية عن أهمية هذا المعرض ودوافع نجاح الدورة الأولى قائلة، «عززت دبي في السنوات الأخيرة الربط بين مفهوم جماليات التصميم وفن العمارة الخارجي الذي تميزت به كمدينة، بفن التصميم الداخلي الذي يعتبر جزءاً من تفاصيل الحياة اليومية، والذي لا يقتصر على جماليات فن التصميم، بل يشمل الحرص على الوعي بدوره على صعيد البيئة وصحة الإنسان والجانب العملي من حياته».

إبداع وابتكار
انتقلت بعد ذلك إلى الحديث عن الجانب اللوجستي لدورة المعرض الثانية، «يتراوح عدد المشاركين ما بين 40 إلى 50 شركة من أبرز العلامات التجارية في العالم، وأغلبها من أوروبا والولايات المتحدة. أما نسبة المشاركين من خلال وكلائهم وممثليهم في المنطقة فتبلغ ما يقارب من 70%. ونتوقع أن يرتفع عدد الزوار مقارنة بالدورة الماضية التي سجلت 5000 زائر من المختصين بعالم التصميم أو الذين يرتبط عملهم به بصورة مباشرة أو غير مباشرة».

وتابعت بشأن المستجدات قائلة، «ما يميز هذه الدورة حرص الشركات التي تشارك للمرة الثانية، على تقديم تصاميم أكثر ابتكاراً وتنافسية من الدورة السابقة بعد إدراكها لارتفاع معايير الجودة العالمية والابتكار اللذين تعتمدهما دبي بصفتها مركزاً لسوق التصميم الداخلي في منطقة الشرق الأوسط. كما سيتم في اليوم الثاني من المعرض، إعلان إحدى الجهات الخاصة بدبي عن جائزة تعنى بفن التصميم الداخلي، والتي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة».










ثقافة وفن







تصميمات مطعمة بروح الفن

وقالت كريستينا بشأن تفاصيل برنامج الفعاليات التي تقام على هامش المعرض، «يضم البرنامج محورين من الحوارات والجلسات، الأول خاص بالمعنيين بصناعة التصميم، والآخر موجه إلى العامة ويتناول ثقافة فن التصميم وبالتالي الارتقاء بوعي مفهوم التصميم كجزء من حياتنا اليومية، وليس مجرد رفاهية».

وأضافت قائلة، «يسبق افتتاح المعرض ثلاث جلسات حوارية حول أهمية الترويج للتصاميم الأصيلة، واستعراض تطوره عبر التاريخ، والربط بين القديم منها والمعاصر. ويتحدث في هذه الجلسات خبراء من العلامات التجارية المشاركة ممن حازوا العديد من الجوائز العالمية. وتشمل أيام المعرض ثلاث جلسات، يحكي فيها المختصون من العلامات التجارية عن مرجعية شركاتهم خلف الكواليس وأحدث ما حققوه على صعيد تطوير فن التصميم، من الحسابات المطلوبة لتحقيق الراحة والجمالية، إلى استخدام أحدث التقنيات. كما يسلط الخبراء المحليون في جلساتهم على تطور سوق فن التصميم بدبي والتوقعات المستقبلية».

وأعطت كريستينا أمثلة على بعض التصاميم المبتكرة التي تشكل إضافة لافتة في الدورة الثانية قائلة، «هناك مشروع (بيت المستقبل) الذي يعتمد على التقنية الحديثة والمواءمة بين المفهوم العصري والتقليدي. وعلى صعيد المحترفين، ستقوم شركة "برسيوزا" السلافية بتقديم عرض لأحدث أجهزتها الخاصة بقطع الزجاج».


انطباعات
ويصف أوندريج سوسكا المدير التنفيذي لشركة «برسيوزا»، التي تعد من أقدم الشركات المعنية بصناعة الكريستال في جمهورية التشيك رأيه بالمعرض قائلاً، «أدركنا من خلال مشاركتنا في الدورة الأولى ارتفاع المعايير الفنية والجودة للتصميم في دبي، مما شجعنا في هذه الدورة على تقديم تحديات جديدة مثل الجهاز المتطور في قطع الزجاج، كذلك عرض إبداعات مصممنا رينيه روبيكيك البالغ من العمر 94 عاماً والذي حاز على جوائز عالمية في الإبداع والابتكار».

مواهب محلية
يشكل معرض «داون تاون للتصميم» فرصة ذهبية لطلبة اختصاص التصميم الداخلي والموهوبين المبدعين في هذا المجال، للتعرف على أحدث ابتكارات التصميم في العالم، كذلك اللقاء مع مسؤولي أبرز العلامات التجارية العالمية والحوار معهم وتأسيس شبكة من الاتصالات.

الأحد، 27 يوليو 2014

«بحيرة البجع».. الأنوثة في أنقى حالاتها

«بحيرة البجع».. الأنوثة في أنقى حالاتها






ما لا يعرفه الكثيرون عن «بحيرة البجع»، التي تعد من روائع الأعمال الفنية الكلاسيكية، سواء في عالم الموسيقى أو رقص الباليه، أنها منيت بفشل ذريع لدى عرضها للمرة الأولى، من قبل فرقة بولشوي للباليه، في الرابع من مارس عام 1877، وذلك على خشبة مسرح بولشوي في موسكو، وقوبلت بهجوم واستنكار من الصحافة والجمهور على مستوى القصة التي نفر منها الجمهور حينها، لتوجسه من كونها جزءاً من الفولكلور الألماني. وكان تشايكوفسي أتفق مع اصداقئه، على أن بحيرة البجع، تمثل الأنوثة في أنقى حالاتها.

بداية مشوار التألق
لم تحقق عروض «بحيرة البجع» التي لحنها الموسيقار العبقري الروسي بيوتر إيليتش تشايكوفسكي (1840 1893)، والتي صمم رقصاتها الروسي يويوليوس وينستل ريسنغر (1828 1892)، نجاحها الباهر إلا عام 1895، عندما عرضت في سانت بطرسبورغ، حيث أدخلت تعديلات عدة على مختلف المحاور، شملت تعديل بعض المقاطع الموسيقية من قبل ريكاردو دريغو، بموافقة موديست شقيق بيوتر تشايكوفسكي الأصغر..

واختصار المشاهد لتصبح ثلاثة بدلاً من أربعة، والاعتماد على الراقصة الإيطالية الموهوبة، بيرينا ليغناني، في أدائها لدور أوديت، إذ وضعت معايير قياسية لكل راقصة أدت الدور، بعدها. أما تصميم الرقصات فأنجزه ليف إيفانوف من «باليه إمبريال»، وبمشاركة الراقص بافل غيردت بدور الأمير سيغفريد.

شكوى.. وزواج
أسوة بكل روائع الفن والأدب العالميين، هناك حكايات خلف الكواليس لا يعرفها إلا من يتعمق في البحث والقراءة، وترتبط حكايتنا هذه بأحد العوامل التي ساهمت في الفشل الذي منيت به العروض الأولى لبحيرة البجع.

بدأت الحكاية لدى استبدال الراقصة الروسية المحترفة، آنا سوبيشانسكايا، التي تؤدي دور أدويت، براقصة من الدرجة الثانية، بسبب شكوى من أحد كبار المسؤولين في الحكومة بموسكو التي تضمنت قبول آنا لعدد من المجوهرات الثمينة كهدايا منه، إذ باعت تلك القطع وتزوجت بشخص آخر.

ملك البجعة
أما الحكاية الثانية فترتبط بإلهام تشايكوفسكي ومرجعية قصة «بحيرة البجع». ويشير البعض فيها إلى أنها مستوحاة من قصة للكاتب الألماني يوهان كارل أوغست موساوس، بعنوان «الوشاح المسروق». ويربطها البعض بقصة من الفولكلور الروسي «البطة البيضاء».والشق الثاني من تلك الحكاية، يكمن في ما أشار إليه معاصرو تشايكوفسكي، في أن الأخير اهتم كثيراً بقصة حياة الملك البافاري لودفيغ الثاني (1864 1886)، الذي أُطلق عليه لقب ملك البجع.

شعر تشايكوفسكي بالسعادة والحماس، بعد تكليفه من قبل فلاديمير بيتروفيتش بيغيتشيف، مدير مسارح أمبريال الروسية في موسكو، بتلحين هذا العمل الموسيقي، عام 1875، ودفعه حماسه إلى إنجازه خلال عام واحد. ولم يحظ عمله بالنجاح في السنوات الأولى.
والمعروف عن تشايكوفسكي هيمنته على مضمون القصص التي يؤلف ألحانها. وكان قد اتفق مع زملائه على أن قصة أوديت البجعة، تمثل الأنوثة في أنقى حالاتها.

الفصل الأول
يصل الأمير سيغفريد إلى حفل عيد ميلاده 21 المقام في باحات القصر، ليجد جميع العائلات الملكية وسكان المدينة يرقصون ويمرحون، في حين تنافست الفتيات على لفت انتباهه. وخلال الحفل، تعطيه أمه قوساً ونشاباً وتخبره أنه وصل إلى العمر الذي يؤهله للزواج. يفاجأ بكلام والدته عن مستقبله المرسوم فيأخذ هديته ويسرع إلى الغابة بغية الصيد مع أصدقائه.

الفصل الثاني
يجد سيغفريد الذي سبق أصدقاءه إلى الغابة، نفسه، وحيداً في مكان هادئ قرب البحيرة التي كانت تطفو على سطحها البجعات بعذوبة. وبينما كان يتابعها ببصره، وقع نظره على بجعة جميلة على رأسها تاج.. ومع حلول الغروب، تحولت البجعة ذات التاج إلى أجمل فتاة شاهدها في حياته. تقدم نفسها للأمير وتخبره عن اسمها:

أوديت ملكة البجع، لتحكي له مأساتها التي بدأت حين حولها الساحر الشرير، فون روثبارت، هي وصديقاتها، الذي كان متنكراً في تلك اللحظة بشخصية معلم الأمير، إلى بجعات. وأن البحيرة التي يراها تشكلت من دموع أهاليهم.

وتقول له إن الطريقة الوحيدة لفك اللعنة، هي عندما يفصح رجل نقي القلب، عن حبه لها. وقبل أن يوشك الأمير على الاعتراف بحبه لها، تجري مقاطعته من قبل الساحر الشرير الذي يأخذ أوديت من الأمير قبل احتضانه لها، ويأمر جميع بجعات البحيرة بالرقص، حتى لا يتمكن الأمير من اللحاق بها. وهكذا يجد سيغفريد نفسه وحيداً مرة أخرى.

الفصل الثالث
في اليوم التالي، وخلال الاحتفالات الرسمية في القاعة الملكية، كان الأمير محاطاً بالكثير من الأميرات الجميلات اللواتي لم يستطعن انتشاله من تفكيره بأوديت. وتطلب منه والدته، بصيغة الأمر، أن يختار منهن عروسه، لكنه لا يستطيع. ومجاملة لها، يبدأ مراقصتهن، ليتوقف الجميع عندما تعلن الأبواق وصول فون روثبارت، الذي اصطحب معه ابنته أوديل، التي ألقى عليها تعويذة لتبدو على أنها أوديت.

يسحر الأمير بجمالها ويرقص معها، من دون أن يدري أن أوديت الحقيقية تراقبه من النافذة. وسرعان ما يعترف الأمير لأوديل، بصفتها أوديت، بحبه لها. تدفع هذه الفجيعة أوديت إلى الهرب في عتمة الليل، وسرعان ما يلمحها الأمير وهي تبتعد عن النافذة. ويدرك خطأه. ولحظة إدراكه الخديعة، يكشف روثبارت للأمير الوجه الحقيقي لابنته أوديل. وبلا تردد، يغادر الأمير الحفل مسرعاً، باحثاً عن أوديت.

الفصل الرابع
تعود أوديت إلى البحيرة وتنضم إلى صديقاتها والحزن يثقل صدرها. وما إن يصل الأمير البحيرة حتى يجدهن مجتمعات على الضفة حول أوديت يواسينها. وحين يشرح لها خدعة روثبورت تصفح عنه، وما هي إلا لحظات حتى يظهر لهما مع ابنته بشكلهما غير الإنساني القبيح. ويطالب الشرير الأمير أن يلتزم بكلمته التي قطعها عهداً لابنته والزواج بها.

ويحتدم القتال بينهما، ليعود الأمير إلى أوديت، ويقفزا معاً في البحيرة. وهكذا تُفك اللعنة وتعود جميع البجعات إلى صورتهن الإنسانية الأولى، ويقبضن على روثبورت وابنته، ويدفعن بهما إلى البحيرة حيث يغرقان، لتشاهد الفتيات روح كل من الأمير وأوديت، تصعدان إلى السماء فوق بحيرة البجع.

في السينما
1931 استهلت افتتاحية فيلم «دراكولا»، من بطولة بيلا لوغوسي، بالمقطوعة الموسيقية للفصل الثاني من «بحيرة البجع»، والتي استخدمت لاحقاً في فيلم «المومياء»، وكخلفية موسيقية ل«شبح الأوبرا».

1940 مشهد مطول من باليه «بحيرة البجع»، تم تقديمه في فيلم «كنت مغامراً».
1968 صورت فرقة باليه «كيروف» بالتعاون مع «لينفيلم»، عرضاً كاملاً لـ«بحيرة البجع». وأدت دور أوديت، الراقصة يلينا إيفتيفا.
1968 رقصت الممثلة الأميركية الشهيرة، باربرا سترايسند، على هذه المقطوعة في فيلمها «فتاة مضحكة».
1992 تنجح الشخصيات الرئيسية الثلاث، في الفيلم الكوميدي «متبرعو العقول»، في تخريب عرض الباليه الافتتاحي عن «بحيرة البجع».
2010 «البجعة السوداء» من أقوى الأفلام التي حازت العديد من الجوائز العالمية، والتي تدور قصتها حول راقصة باليه تسعى إلى الفوز بدور أوديت، لتقدم الكثير من التضحيات. والفيلم لدارين آرونوفسكي.

في التشكيل
1944 لوحة للفنانة الفرنسية كارولتا إدواردز (1994-1977)، عن «بحيرة البجع».
2012 لوحة للفنانة بوني هاملن.

الأحد، 20 يوليو 2014

استضافتي في ندوة

رشا المالح: الإحباط آفة البيئة الثقافية

وذلك بسبب أنني استمعت إليها، وللمرة الأولى، وهي تتحدث عن ذاتها الإبداعية في مجال التشكيل والكتابة القصصية وعالم الفن السابع، ودورها الذي لن تنساه في مسرحية " بطوط الشجاع " بالاشتراك مع المسرحيين الإماراتيين: عبد الله المناعي وحسن رجب. إضافة إلى عهدها بالشاعر جميل بخيت، الذي مثل لها نموذجاً عربياً مهماً، في احتضان الإبداعات ودعمها.
تجولت بنا رشا المالح، في جلسة المنتدى، عبر ذاكرتها منذ عام 1981، تاريخ قدومها إلى الإمارات، ومن ثم وصولاً إلى عملها الصحافي حالياً، في القسم الثقافي في صحيفة "البيان"، مقدمة إضاءات نوعية، وأفكاراً تؤمن بأهمية الكتاب في ترسيخ ثقافة اكتشاف الذات بالدرجة الأولى، وحماية المبدعين من آفة إحباط البيئة المثقفة. وجاء ذلك ضمن أمسية التجربة الإبداعية للزميلة رشا المالح، التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، في معهد الشارقة للفنون المسرحية، بحضور مجموعة من المثقفين والمهتمين في الشأن الإبداعي.
تكسير الأجنحة
عندما تسمع رشا المالح وهي تتحدث عن تجربتها، تؤمن بأن للإبداع، جملة تفاصيل لا يستطيع الشخص اختزالها في سويعات من الزمن، بل يحاول فقط، أن يرسم لوحة جمالية لمواقف مر بها، بألوان من تكسير الأجنحة، هكذا وصفت رشا دافعها إلى الاستمرار في مجال الكتابة الإبداعية.
مشيرة إلى أن إحساسنا بأننا غير مقدرين أحياناً، يمثل حافزا لنبقى موجودين. وتحدثت رشا، بدايةً، عن دراستها الفنون الجميلة، والتي قادتها إلى الرسم في مجلات قصص الأطفال، منطلقة بعدها إلى التمثيل، والذي كان يعد إحدى أمنياتها أثناء دراستها الجامعية، وهي أمنية حققتها بتقديم أعمال مع "مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون"، في ذاك الوقت، وتحديداً في استوديو عجمان. ولفتت إلى أنه، وبسبب محدودية مجال التمثيل في تلك الفترة، توجهت إلى معايشة تجربة المسرح، ما خلق لديها، علاقة مع الخشبة، مبينة، في هذا الصدد، تجربتها مع المسرحي عبد الله المناعي، في مسرحية "الفخ ".
وتابعت رشا استعراض محطات تجاربها، موضحة انها انخرطت بعدها في مجموعة ورش تدريبية متخصصة بفنيات المسرح، نظمها مسرح الشارقة الوطني. وأضافت حول تجربتها في المسرح المسرح: " لا أنسى مسرحية (بطوط الشجاع) مع حسن رجب، والتي قدمناها على مدار تسعة أيام، إذ كان فيها شباك التذاكر حاضرا بقوة، وهي مرحلة نوعية في منحى التعاطي بين الجمهور والمسرح المحلي". وأضافت أيضا: ".. توقفت المسرحية، لأسباب لا نعلم ما هي، وقررت التوجه إلى العمل السينمائي، فشاركت في فيلم" عابر سبيل"، كممثلة ومساعد مخرج، مع سهيل وعلي العبدول".
احتضان
تطرقت رشا المالح، في حديثها بالجلسة، إلى أن عملها في مجال المسرح والسينما، لاقى، لاحقا، تصادماً مع ظروفها، كونها موظفة وأماً، فقررت حينها توثيق تجربتها لنفسها، من خلال حضورها المهرجانات المسرحية والكتابة عنها، مثل مهرجان قرطاج في عام 1987. وهناك ولدت علاقة كتاباتها مع النشر في الصحف، فقد تعرفت على مسرحي فلسطيني، وسألها عن ماهية كتاباتها، وبمجرد اطلاعه على قراءاتها في العمل الفني، وجهها للنشر.
مؤكداً لها أن ما تكتبه هو نقد فني يستحق المتابعة. ولفتت رشا إلى انها في تلك الفترة، أيضا، تعرفت على الشاعر جمال بخيت، رئيس قسم الثقافة في جريدة الخليج، والذي ساهم في تعزيز موهبتها في مجال الكتابة الإبداعية، وذلك إلى جانب مجموعة من المبدعين، الذين قادوا مضمون ورؤى حركة نوعية في مجال النشر الثقافي، خلال تلك الفنرة، مثل: سعد محيو مدير( تحرير مجلة الشروق آنذاك)، د. طلال طعمة( رئيس تحرير مجلة زهرة الخليج، حينها)،وكامل يوسف (رئيس قسم الثقافة في جريدة البيان، آنذاك)، أسامة سمرة( المنسق الإعلامي في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.

سيمفونية إبداعية

"صقيع في الأطراف"، مجموعة قصصية لرشا المالح، نشرت في عام 1999، اعتبرتها تجربة ترد فيها اعتبارها لذاتها، وتوثق مرحلتها الإبداعية، مؤكدة خلالها أن بيئة المثقفين حينها اتسمت بالإحباط، والبعد عن منحى تفاعلهم مع مهمتهم كمثقفين ورسالتهم في تعزيز رؤى الإبداع. ولفتت رشا المالح، الى تجربتها الثرية في مشروع " روايات خالدة " التي قدمتها في ملحق "بيان الكتب" الذي كان يصدر عن صحيفة "البيان" الإماراتية، بأنها بمثابة اختزالات في الكتابة الإبداعية عبر مفهوم الصحافة الأدبية.

كيف تصل روائية غلى العالمية في 3 روايات

3 روايات أوصلتها إلى العالمية بينها «التدبير المنزلي»

ماريلين روبنسون: الأدب يرتقي بالقيم الإنسانية

تتمثل تجربة ماريلين الإبداعية في رواياتها الثلاث؛ «التدبير المنزلي» التي صدرت عام 1980، «جلعاد» عام 2004، «البيت» عام 2008. وذلك إلى جانب مؤلفاتها في الأدب الواقعي، التي تشمل عروضاً للكتب ومقالات ودراسات نشرت في أبرز المجلات والصحف، ومن ضمنها، كتابها الثاني «البلد الأم : بريطانيا ـ دولة الرفاهية والتلوث النووي»، الذي سلطت فيه الضوء على الأضرار البيئية الجسيمة، التي أحدثها مصنع إعادة تصنيع الوقود النووي في مدينة سيلافيلد.


هل تلك زيارتك الأولى إلى بلد عربي. وماذا عن انطباعاتك؟
لم يكن لديّ الكثير من التوقعات قبل قدومي، واعتبرت زيارتي بمثابة تجربة جديدة. وما أثار إعجابي على أرض الواقع تطور وتقدم الإمارات في زمن قياسي، خاصة في ما يرتبط بازدهار الثقافة ورعايتها. كما استمتعت كثيراً بالشخصيات التي التقيت بها في هذا المجال.
تصنيف
يقال إنه لم يعد يوجد في الغرب، كتّاب أدب كلاسيكيون، بفعل غياب عمق المعاناة الإنسانية. هل هذا صحيح؟
لا أعرف. من الصعب تحديد مثل هذا التصنيف فالحكم النهائي للتاريخ. أما في ما يتعلق بالمواضيع الإنسانية المعاصرة، فأعتقد أن أوروبا غنية بالتجارب التي تتناول القضايا الإنسانية وحقوق الإنسان. بصورة عامة، وعلى مر التاريخ، هناك دائما الكثير من الكتب ونسبة قليلة من الأعمال الأدبية الإبداعية.
هذا السؤال يعيد إلى ذاكرتي ما قرأته أخيراً في كتاب عن الأدب الأميركي الكلاسيكي. ويستحضرني انتقاد الروائي ناثانيال هوثورن (1804 1964)، لحال الأدب في عصره، إذ اشتكى من كثرة النساء اللواتي اقتحمن عالم الأدب بكتاباتهن. نحن لا نعرف ما الذي سيبقى من الأدب وما الذي يغيب منه.
مذهب القراء
لماذا ترفضين المشاركة في تسويق أعمالك، هل تعارضين فكرة التسويق؟
شاركت في روايتي الأولى «التدبير المنزلي»، في خطة التسويق، لأني لم أكن معروفة بعد. ولكن بعد استقطاب شريحة واسعة من القراء، لا أجد ضرورة للمشاركة مرة أخرى، فالقراء يبحثون عن نتاج الكاتب الذي يقتنعون أو يُعجبون بأعماله. وأنا لا أرفض الفكرة من حيث المبدأ فهي تساعد وتدعم المكتبات الصغيرة، من خلال حفلات توقيع الكاتب التي تجذب نسبة أكبر من القراء، وهو رافدٌ مهم جداً في صناعة النشر، خاصة في السنوات الأخيرة.
هل أصبح أحد طلبتك، ممن درستهم الكتابة الإبداعية في جامعة أيوا الأميركية، كاتباً معروفاً؟
نعم. وبنسبة لا تقل عن 30 % من عدد من درّستهم، غدوا كذلك. وهي نسبة عالية، كما فازوا بالعديد من الجوائز الأدبية. وورشات الكتابة الإبداعية التي أدرّسها مدتها عامان ضمن أربعة فصول وتعادل درجة جامعية، وهي مدة كافية لاكتشاف طلبتي لقدراتهم وصقل موهبتهم.
أدوار ومهام
هل يشارك في الدراسة لديكم، طلبة من جنسيات أخرى؟
لدينا تنوع جميل في ثقافات الطلبة، فمنهم الجيل الثاني لمهاجرين من كوريا والهند، إضافة إلى آخرين من جزر الكاريبي، كما يتبدل الأساتذة في كل فصل.
كيف تساهم الرواية في تجاوز النزاعات العرقية والطائفية؟
يسهم عالم الرواية والأدب الإنساني العظيم المتخيل، في فتح آفاق تفكير الإنسان. والرواية الإنسانية ترتقي بوعي وأحاسيس الناس لدى تفاعلهم مع تجارب الآخرين، وفي الوقت نفسه تجعلهم يدركون ما هو قيّم وجميل في حياتهم، كذلك كيفية تفاعل الناس في محيطهم. باختصار، الأدب جزء أساسي في بناء الإنسانية في مفهومها العام والخاص.
أحد العوامل المشتركة في رواياتك، ربطك بين الطبيعة والجانب الروحي في شخصيات أبطالك. ما السبب؟
هذا الربط مهم بالنسبة إلي. لأنه حقيقي، والتشتت الذي يعيشه الكثيرون، يفقدهم الإحساس بما هو حقيقي وأصيل. فالإنسان جزء من محيط واسع. ونحن البشر لدينا أسلوب في تصغير ما هو رائع وخاص في حياتنا الإنسانية.
ثقافة تتكرر
ما الهواجس التي تحاربينها كروائية؟
الشك بقدراتي. وإن كان هذا الجانب ضروري كي يطور الإنسان قدراته ويتقدم. حين أكتب تختفي كافة الهواجس ومعوقات الإبداع، لأستغرق في محتوى ما أكتب. تظهر هذه الهواجس عندما أكون في المرحلة الفاصلة بين كتابين. وأكثر ما أخشاه وأنا أكتب، أن أتناول فكرة من دون تعمق وبحث فيها، أو بسرد نمطي أكرر فيه ما فعله غيري. بالطبع، نحن نعيش في إطار ثقافة لا بد وأن تتكرر الأفكار نفسها إلى حد ما، وما نحاول هو طرحها بمنظور آخر.
إيقاع الجمال
هل جماليات إيقاع وموسيقى السرد موهبة، أم أنها مهارة تكتسب؟
اللغة فن جميل بحد ذاتها، وبمثابة فعل في عالمنا. والجمال في القصيدة يتدفق من إحساس كاتبها بالجمال، الذي يعيد صياغته بلغته التي يحمل إيقاعها هذا الجمال.
اختزل معظم النقاد في الغرب، الجانب الروحي في أعمالك، بالديانة المسيحية. هل توافقين على ذلك؟
بالتأكيد لا. فالجانب الروحي موجود، لكن إحساسنا به أمر آخر. وإن قالت لنا الثقافات العصرية، ان لا نعير الجانب الروحي من حياتنا اهتماماً، فهذا يعني ضياعنا وابتعادنا عن أنفسنا وفقداننا لجماليات إنسانيتنا.
يقول " إيميس"، بطل روايتك "جلعاد": "كل منا لديه في داخله لغته الخاصة". كيف هو ذلك؟
لكل إنسان لغته التي يُشكل مفرداتها من تفاصيل حياته ومشاعره، والتي ترتبط بمؤثرات خارجية، كالمكان والموسيقى والمشهد، وفي أسلوب فريد يرتبط به وحده. وعليه، فحين يكتب عن هذا الجانب، يكتب بلغته الخاصة الغنية.
إحساس بالماء
استخدمت الماء كرمز أو مفهوم للتحول في أعمالك. لمَ الماء تحديداً؟
ارتبطت نشأتي بالماء. عشت طفولتي في جوار بحيرة ضخمة جميلة بين الجبال، شمال غرب الولايات المتحدة. وعلى الرغم من عدم حبي للسباحة أو الأسماك، إلا أن شغفي بجماليات الماء لا حدود له. قضيت زمناً طويلا في تأمل تلك البحيرة والينابيع الجبلية التي تجري إليها بمائها المنعش البارد. إحساسي بالماء يشبه المعجزة القائمة بيننا.
كيف تواجهين ضغوطات الحياة وتقلبات الحالة النفسية التي تعيق الكتابة؟
وجدت دوماً، في الأفكار التجريدية، كالتاريخ، ملاذاً. وحين تحاصرني الظروف، أقرأ شيئاً من القرن الـ 15، لأخرج من ضيق حصار ظرفي، إلى شيء أكثر رحابة وسعة وراحة.
مسار
ولدت الكاتبة ماريلين روبنسون، عام 1943، في ضاحية ساندبوينت التابعة لمدينة إيداهي، وبعد تخرجها من جامعة براون عام 1966، سجلت في برنامج اللغة الانجليزية للخريجين في جامعة واشنطن، وخلال دراستها، بدأت كتابة رواية "ربات البيوت"، التي حققت نجاحاً كبيراً لدى نشرها في عام 1981.
وكانت ماريلين، قد فازت بجائزة «بوليتزر» للأدب الروائي عام 2005، عن روايتها «جلعاد»، وهي عبارة عن رسالة مطولة من الواعظ الذي يبلغ السابعة والستين من العمر، موجهة إلى ابنه الوحيد، البالغ من العمر سبع سنوات، وتتناول من خلالها، حياة وأفكار وتجارب الأب وأجداده، في تلك المدينة الصغيرة التي تدعى إيوا.
نساء ووصايا عبر ثلاثة أجيال في رواية «التدبير المنزلي»
تبدأ رواية «التدبير المنزلي»، من بيت العائلة المنعزل في منتصف عام 1900، الواقع قرب بحيرة في ضاحية فينجربورن، في أقصى غرب مقاطعة إيداهو. وانتقلت بطلتها روث، أصغر نساء العائلة، برفقة أختها لوسيل، إلى تلك الضاحية، للعيش مع جدتهما.
وذلك بعد أن أحضرتهما والدتهما، هيلين، التي تركتهما على مدخل البيت، لتقود سيارتها باتجاه مدينة البحيرة نحو المرتفع المطل على البحيرة، ولتتوقف وتفتح نوافذ السيارة الخلفية. وتعاود قيادة السيارة مجددا حتى النهاية. وبذا تهوي بسيارتها في البحيرة، التي غرق فيها والدها سابقاً.
مصائر وخيارات
ربت الجدة الطفلتين، على قناعة بأن حياة ربة المنزل في بيتها، عالم المرأة وكينونتها، فالبيت وما فيه، عالمها الأوحد الذي منه تستمد وجودها وبقاءها.. كذلك حاميها. ومع وفاة الجدة تنتقل رعاية الفتاتين إلى عماتهما العوانس، لتستقرا أخيرا، مع العمة سيلفي. ودوما في البيت ذاته.
والعمة سيلفي، شخصية غريبة الأطوار وغامضة، توافق على العودة إلى فنغربورن لرعاية الفتاتين. وتبدو العمة في نظر الفتاتين في البداية، شخصية واهية لا تثير اهتمامهما، ولكن مع مرور الوقت، تبدو تصرفاتها لهما غير متوقعة ومحيرة. وتصمم لوسيل أن تختار لنفسها حياة محافظة، وعليه تنفصل عن العائلة، لا سيما عن العمة. أما روث، الفتاة الحالمة، التي لم تبلور أفكارها بعد، والتي انعزلت عن المحيط ولا تزال تعيش حالة الحداد بعد فاجعة فقدان والدتها، فتتجاوب وتنقاد لرؤى عمتها الشعرية.
فكرة مضللة
تتجسد رؤى العمة، من خلال ما ترويه روث عن نفسها بأن «فكرة جدتي التي اقتدت بها عمتي» المتجسدة في الرباط الوثيق بالمنزل، فكرة مضللة. من الأفضل أن لا نملك شيئا، حتى عظامنا سنفقدها يوما ما. وحين نكون بمفردنا، من المستحيل أن نفكر بغير ذلك". وفي النهاية، تحرق روث المنزل، وتغادر مع عمتها، الحياة الماضية، لتبدأ اكتشاف الحياة وحقيقتها، من خلال التجوال في عالم الحياة.
براعة
لم تصنف تلك الرواية ضمن الأدب الكلاسيكي الأميركي، استنادا إلى القصة وحدها فقط، بل لمهارة الكاتبة في : وصف الطبيعة ببراعة متميزة، ربط مصير شخصيات الرواية بتراث وجغرافية المنطقة المتمثلة بالبحيرة والجبال المحيطة بها، لغتها الشعرية التي وازت في جماليتها وقوتها القصة نفسها. إذ تتضح براعة الكاتبة في السرد بجلاء.
وهو ما أجمع عليه النقاد، مؤكدين أن أهمية تلك الرواية تكمن أيضا من خلال اللغة المختزلة المعبرة والشعرية، فقراءتها تشبه قراءة القصيدة. ومعها يحظى القارئ بمتعة توازي متعته بقراءة القصيدة، فبدلا من الاكتفاء بمتابعة قراءة السطور لمعرفة تطورات الأحداث، يتمعن القارئ في كل جملة وعبارة.