بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الجمعة، 28 فبراير 2014

اليوم السابع: مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما

متعة بصرية في العرض الكويتي ولوحات سريالية للألماني الروسي

الحشاش يأسر الجمهور وأكويون يصطدم باللغة

ما يستوقف المتابع لأيام مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، في اليوم السادس، حرص عدد من ضيوف المهرجان الأجانب على المشاركة في نقاش الندوة التطبيقية الخاصة بالعرض الكويتي "يوميات أدت إلى الجنون"، إلى جانب عدد من نجوم فن المونودراما العرب الذين افتقدنا إما حضورهم أو مداخلاتهم في العروض السابقة.
وقد أسر العرض الكويتي، الذي أداه يوسف الحشاش الجمهور، فيما أصطدم العرض الثاني "الحياة كحلم: سلفادور دالي" للمثل بوراك أكويون بحاجز اللغة.

حياة موظف
تفاعل جمهور العرض الكويتي الأول "يوميات أدت إلى الجنون" المقتبس عن نص للمؤلف الروسي نيكولاي غوغول وتمثيل المؤلف الموسيقي ومخرج العمل يوسف الحشاش، مع العرض منذ المشهد الأول ليتابع بشغف حياة الموظف الحكومي المهمّش، الذي يقع في غرام صوفي ابنة المدير العام.
لتتجسد معاناته اليومية ابتداء من اضطهاد مدير القسم له، إلى تتبعه لكل ما يمت بصلة للشابة صوفي بهذيان جمع بين المتخيل والواقع البائس.
في عالمه المتخيل يعتلي منصة الغناء في أحد المطاعم ليشدو بصوته أغنية تترجم عشقه لصوفي بأسلوب كوميدي تفاعل معه الحضور، لتسمع قهقهات الحضور هنا وهناك، ولتستمر في المشاهد التي يحاول فيها التجسس على الكلبة مارجوري الوفية لآنستها صوفي، والتجسس على مراسلاتها للكلب فيديل.


هذيان ملكي
ليدرك من خلال المراسلات غرامها بأحد الرجال من الطبقة العليا، فيهوي من فانتاسيا مشاعره إلى واقعه المعتم الضيق الذي لا يجد فيه أية فسحة مضيئة، حتى يقرأ في إحدى الصحف عن اسبانيا التي تبحث عن ملكها الجديد.
وهنا تنفرج أساريره، فهو الملك الإسباني المنتظر، ليعيش دوره الجديد بمفارقات درامية للكوميديا السوداء أدت به إلى مشفى الأمراض العقلية، ليستدعي من فيها ليكونوا حاشيته، وبسبب ما أثاره من صخب وتمرد يتم تعذيبه حتى يتخلى عن حلمه.
فينكمش على نفسه ويتضاءل رعباً وخوفاً من تعذيبهم له حتى يفارق الحياة في النهاية.

تفاعل الجمهور
وقد نجح الممثل الحشاش في الاستئثار بجمهور الصالة، وتجاوز عائق اللغة، ليتفاعل معه طيلة العرض من خلال فرجة بصرية أمتعت الحاضرين بحلولها بين السيارة المضيئة بخطوطها العامة في خلفية الخشبة التي تنزل منها صوفي، التي رمز لها بفستان ملون خرج عن هيمنة أجواء حياته المؤطرة بالأبيض والأسود والرماديات، ولعبه بالمظلة خلال بحثه في الشوارع، ومشهد الغناء الذي أبهر الجمهور سواء بالأداء أو بالإضاءة التي اعتمد فيها على فريق عمله الذين خلقوا مشهداً ديناميكياً بتلاعبهم في الإضاءة على خشبة المسرح. ويُحسب للممثل أنه قدم عرضاً جمع فيه بين المتعة البصرية والكوميديا والترفيه.


الحياة كحلم
شكلت لغة العرض الثاني الألماني الروسي "الحياة كحلم: سلفادور دالي" للمثل بوراك أكويون والمخرجة إنا سوكولوفا غوردون التي أعدت النص، حاجزاً حال دون تفاعل الجمهور مع العرض، خاصة وأن الممثل الذي يؤدي دور سلفادور دالي لم يقدم فرجة بصرية تفاعلية في المشاهد الأولى التي جسد من خلالها أحلام ونزوات ذلك الفنان، حيث طغى السرد على الفعل الدرامي، ما دفع البعض إلى الخروج من الصالة، بما فيهم عدد من الضيوف الأجانب.
قدم العرض من خلال بعض اكسسوارات الديكور لوحات سريالية لنزوات دالي ورؤيته للعالم ونرجسيته وتفاعله مع بعض الشخصيات التاريخية التي أثرت فيه، مثل علاقته الجدلية بهتلر، وتأثره بموت لوركا وتحويل الفكرة المألوفة إلى ما هو غير مألوف.
وبالطبع لا يمكن لمن لم يقرأ مذكرات دالي أو معرفة نبذة عن الفنان التفاعل مع العرض، سيما وأن الممثل اعتمد على المحكي.

اليوم الرابع: مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما

جولانتا تذهل الجمهور ببراعتها وأريج تحمل عبء النص

مونودراما في «نساء مدانات» وسرد في «عشيات حلم»

بات الجمهور وضيوف الدورة السادسة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، على موعد مع احتفاليتهم الخاصة في المقهى الشعبي الكائن خلف مسرح جمعية دبا، ليتواصل الجميع بمودة قبل بدء العرضين المسرحيين في اليوم الخامس من المهرجان. لتدور نقاشات هنا وهناك بين الفنانين والحاضرين من الكبار والشباب والأطفال على حد سواء.
استقبلت أريج الجبور ممثلة دور الغجرية في العرض الأردني الأول "عشيات حلم ـ نقوش حورانية" للمؤلف مفلح العدوان والمخرج فراس المصري، الجمهور لدى دخوله القاعة بالبخور والتراتيل الشعرية لتتوجه إلى خشبة المسرح بعد امتلاء الصالة.

حجر الرحى
بدأت الحكاية بتدوير الغجرية لحجر الرحى وجرش الزمن على أصداء أغنية تحكي وجعها في الانتظار، لتسرد عبر نص بلغة شعرية ألم انتظارها الروحي للشاعر الأردني الراحل "عرار" (1899 ـ 1949)، ليتعرف الجمهور من خلال روايتها السردية على حال الأرض التي أصابها القحط بعد غيابه في السجون لأشعاره السابقة لعصره التي نادت بالعدالة الإنسانية والحرية، وهي التي تناجي عودته مثل غيرها لـ"يمسح البؤس عن بلور أرواحنا" وتبكي شبابها في الزمن الضائع بفرحة أشعاره وغيابه عبر "برزخ بين الفرحة والشقة".
وتتابع سرد حكايتها الشعرية وهي ترمي وتمزق قصائده حيناً، وحيناً آخر تغربل بغربالها غبار الزمن، لتجول في خشبة المسرح ضمن حلقة مفرغة.
ورغم براعة الممثلة في فن إلقاء نص شعري طويل يحمل جماليات اللغة الفصحى، محور المونودراما التي تعتمد على تقديم لغة بصرية في الأداء والإخراج تُجسد عبر الفعل والتخيل حكايتها، لم يتمكن العرض بإيقاعه الزمني الواحد من الاستئثار بالجمهور باستثناء ذواقة الشعر.



نساء مدانات
من جهة أخرى جسد العرض الأسترالي الثاني "نساء مدانات ـ منفى مدى الحياة" للمؤلفة والممثلة جولانتا جوزكيويتش بالتعاون مع المخرج أناتولي فروزين على خشبة مسرح بيت المونودراما، محور ومقومات هذا الفن الذي يعتمد على أداء الممثل ولغته البصرية في زمن متخيل.
تجسد جولانتا بلغة الجسد حكايات من ذاكرة 25 ألف امرأة أدينت في بريطانيا بتهمة السرقة والدعارة وغيرها، لنستمع إلى أصوات تلك النساء اللواتي حطمهن الجوع والحاجة لإطعام أولادهن وإيوائهن من البرد. وتأخذنا الممثلة عبر حكايات تلك الشخصيات في رحلة بين عام 1788 و1850، والعذابات التي عشنها بالافتراق عن أطفالهن بعد إصدار أحكام نفيهن إلى المستعمرات الاسترالية لبدء حياة جديدة.

رحلة المنفى
من خلال تأرجح الممثلة يركب الجمهور معها السفينة في رحلة شاقة مع الجوع والبرد، ليحط الرحال في البلد الجديد ليتابع مع الشخصيات التي قدمتها مصيرهن وشبح الموت بلغة تعبيرية وجسدية أذهلت الجمهور، الذي تابع كل حركة وسكنة من مشاهد عايشها بجوارحه خلال بيع تلك النساء ليعشن في واقع أكثر مرارة وبؤساً من حياتهن السابقة.
وبانتهاء العرض وقف الجمهور وصفق طويلاً وبحماس لتلك الممثلة والمخرج اللذيّن قدما لهم رحلة أمتعت الروح وأغنت الفكر.

أزمنة وشخصيات
تميزت جولانتا ببراعة أدواتها كممثلة لتقوم من خلال الجسد بتصوير عدة أزمنة استغرق مدة الرحلة البالغة ستة أشهر، عبر حالات إنسانية لشخصيات متعددة مستعينة بإكسسوارات بسيطة كالحبل والقبعة وقطعة من القماش وكرسي صغير لتستخدم كل منها كرمز في المشاهد، كما أذهل الجمهور براعتها الفائقة في التعبير الجسدي، بين مشهد قدمته وهي مستلقية على خشبة المسرح كالمحتضرة لتلقي كلماتها وهي ترفع جذعها قبالة الجمهور بنصف زاوية قائمة لتتابع سردها، والمشهد الذي تعكس فيه عذاباً مختلفاً بالسجود لتحرك عضلات كتفيها على إيقاع الموسيقى.
كما تابع الجمهور تعابير ملامح وجهها مع كل سكنة ونأمة على الرغم من حاجز اللغة.

ندوات تطبيقية

أدار الندوة التطبيقية الأولى الخاصة بعرض "عشيات حلم" الباحث المسرحي الدكتور عبدالحليم المسعودي بحضور مخرج العمل فراس المصري والمؤلف مفلح عدوان. وتمحور النقاش حول أهمية تراكم الخبرة المسرحية لدى الراغبين قبل دخولهم في تجربة المونودراما، التي تعتمد على الفعل الدرامي البصري الذي يستفز مخيلة الجمهور بعيداً عن مفهوم الحكواتي في السرد.
ولا يمكن تبرير الاحتفال بمكانة وقيمة فكر وإبداع الشاعر عرار على حساب الفعل الدرامي وتحميل الممثلة نصا خطابيا طيلة العرض، والذي كان أداءً أفقياً كرشق المطر ليغيب معه التلوين في تونات بالصوت.
وحرص المشاركون في الندوة التطبيقية الثانية "نساء مدانات ـ منفى مدى الحياة" التي أدارتها الممثلة المغربية لطيفة أحرار بحضور المخرج أناتولي فروزين والممثلة جولانتا جوزكيويتش، على التعبير عن إعجابهم بجماليات وقيمة العرض والحلول الدرامية، وبراعة الممثلة في التعبير بالملامح والجسد والصوت.
وأجمع الحضور على تكامل العرض المسرحي بين الاختزال الصعب وسهولة التفاعل مع الحكاية التي فتحت آفاق المخيلة بين البحر واليابسة والسجن والشاطئ والحيز الضيق للسجينات في عالم رحب.

الخميس، 13 فبراير 2014

فن الحداثة في الدورة الثامنة من معرض آرت دبي 2014

أعلى نسبة لمشاركة فنانين عرب في معرض عالمي للفن

الحداثة والمعاصرة تتصدران «آرت دبي»

تحمل الدورة الثامنة من معرض "آرت دبي 2014" الذي سيقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال الفترة من 19 22 مارس في مدينة الجميرا بدبي، العديد من المستجدات التي تم الكشف عنها خلال مؤتمر صحافي أقيم صباح أمس في فندق راديسون بلو بمدينة دبي للإعلام، بحضور كل من سعيد محمد النابوده المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون الشريك الاستراتيجي لآرت دبي، وأنتونيا كارفر مديرة المعرض، وممثلين من شركاء ورعاة المعرض "مجموعة أبراج" و"إعمار" و"كارتييه".

موسم دبي
تحدث النابوده في البداية عن مبادرة دبي للثقافة "موسم دبي الفني" التي تنطلق بالتزامن مع بداية أسبوع الفن في 14 مارس لتستمر مدة شهر كامل، والتي يُقام تحت مظلتها إلى جانب أبرز خمس فعاليات سنوية "آرت دبي" و"أيام التصميم دبي" و"معرض سكة الفني"، و"معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة "كوميك كون"، و"مهرجان الخليج السينمائي "2014، ما يقارب من 200 فعالية في سبعة مواقع بدبي. وأشار إلى أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل البرنامج في الأسبوع القادم.

جديد المعرض
أما أنتونيا كارفر، فلخصت مستجدات الدورة الثامنة من المعرض بداية بالأرقام قائلة، "الدورة الثامنة بمشاركة 85 غاليري و500 فنان من 34 بلدا لتبلغ نسبة الفنانين العرب النصف، مع زيارة أكثر من 70 متخصصا من مجموعات المتاحف.
وهي أعلى نسبة مشاركة لفنانين عرب في معرض للفن على مستوى العالم". وتحدثت عن المستجدات تبعاً لبرامج المعرض الثلاثة وهي "الفن المعاصر" و"الفن الحديث" بانطلاقته الأولى، و"ماركر" الذي يتناول الفن المعاصر من زاوية مختلفة ويشرف عليه لهذا العام قيّمون يسلّطون الضوء على المساحات الفنية في آسيا الوسطى والقوقاز.


الفن الحديث
يشارك في قسم الفن الحديث 11 غاليري وذلك في فندق "ميناء السلام" يمدينة جميرا. أما المعارض الفردية أو الثنائية فيه، فهي لفنانين من أوائل القرن العشرين (1950 1980) ممن كان لهم دور مؤثر في الحركة الفنية ببلدهم مثل ميشال بصبوص، ناصر اليوسف وراشد آل خليفة ، سيد صادقين ومقبل فدا حسين، نبيل نحاس، وآدم حنين وحامد عبدالله. كما سيتم الاحتفاء بالفنان عبدالقادر الريس ليتم عرض أعماله التي توثق مسيرة رحلته الفنية بصفته من رواد الفن في الإمارات الذين تركوا بصمتهم في منطقة الخليج وخارجها والتي تشمل بصورة خاصة لوحات نادرة من مرحلة الستينات والسبعينات.


الفن المعاصر
يضم قسم الفن المعاصر 70 غاليري من 30 بلدا، من ضمنها 20 غاليري تشارك لأول مرة في المعرض، في مقدمتها "313 آرت بروجكت" من كوريا، "أوتا فاين آرتس" من اليابان، "بارو غاليريا" البرازيل، "ذي بريدر" اليونان، " إس كيه إي" الهند، " بولاريس" فرنسا، وغيرها.

25
فنانا وقيّما مقيما يشاركون في البرامج

6
فنانين في «الفنان المقيم»

70
زائرا من مجموعات المتاحف

12
فنانا مشاركا في مشاريع «آرت دبي»

أنشطة المعرض
"جائزة مجموعة أبراج للفنون" معرض لأعمال الفائزين
"منتدى الفن العالمي" لمدة 5 أيام بين الدوحة ودبي
"راديو" محطة إذاعية خلال المعرض
"سينما" برنامج لعروض سينمائية
برنامج "الشيخة منال للرسامين الصغار"

الأحد، 9 فبراير 2014

رواية يتيمة لشارلي شابلن تظهر بعد 60 عاماً


رواية يتيمة لشابلن تظهر بعد 60 عاماً

المهرج كالفيرو
كتب شابلن، الذي لا يتجاوز تعليمه المدرسي ستة أشهر،رواية "أضواء المسرح" عام 1948، أي قبل كتابته لسيناريو فيلمه الأخير "أضواء المدينة" بثلاث سنوات، ومنها استلهم قصة وشخصيات الفيلم.
وتناول في روايته ذات الـ 34 ألف كلمة في 70 صفحة، قصة المهرج كالفيرو، الذي انحسرت عنه الأضواء بعد تقدمه بالسن ليصبح وحيداً بلا نديم سوى زجاجة الشراب، حتى يلتقي براقصة شابة تحاول الانتحار.
وبمساعدته لها لاستعادة ثقتها بنفسها، ومن ثم النجاح ليستعيد هو الآخر إنسانيته، وليصعد مرة أخيرة على خشبة المسرح، ويحقق نجاحاً ساحقاً، أفشل نظرية المنتجين بأفول نجمه.

انحسار شعبيته
يذكر كاتب سيرته ديفيد روبنسون أن كتابة شابلن لهذه الرواية، ومن بعدها السيناريو تزامن مع انحسار شعبيته في الولايات المتحدة، حيث اتهمته السلطات هناك بمحاباته للشيوعيين، وبالتالي لم تسمح له بدخول أراضيها بعد زيارته وطنه بريطانيا.
وتقول سيسيليا سينسيارلي مساعدة مدير مشروع شابلن في المعهد:" نعرف في هذه الرواية لماذا كان البطل كالفيريو يعاني من الكوابيس، ولماذا تسكنه هواجس شهرته وعلاقته بالجمهور".
في تلك المرحلة كان شابلن الهدف الأكبر لمدير مكتب التحريات الفيدرالي جيه إدغار هوفر، الذي لعب دوراً بارزاً في انقلاب الشعب في وسط أميركا ضده. وكان ذلك بمثابة صدمة لشابلن، خاصة بعدما كان الأكثر شعبية وحباً في العالم على مدى 30 عاماً.
يقول كالفيرو في الرواية: "أعلم أني مُضحك، لكن المديرين يعتقدون أني وصلت إلى النهاية، وبِتُ في خبر كان. يا الله! كم سيكون رائعاً أن أجعلهم يبتلعون كلماتهم. هذا ما أكرهه في ما يخص التقدم بالعمر الرضا واللامبالاة، التي يظهرونها لك".

سيرة

ولد الممثل الكوميدي الإنجليزي السير تشارلز سبنسر تشابلن في 16 أبريل 1889. واعتبر بصفته ممثل ومخرج أفلام صامتة، من أشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية الحرب العالمية الأولى.
اعتمد تشابلن على لغة التعبير في الأداء الجسدي، واشتهر بشخصية الشاب المشرّد الفقير أو الصعلوك، ليمثل في أول فيلم عام 1914، وليقوم بعد ذلك بعامين بكتابة وإخراج معظم أفلامه ولاحقاً الانتاج، إلى جانب وضع ألحان موسيقى أفلامه.

الاثنين، 3 فبراير 2014

اليوم الثالث الصين والسودان: عرضان سوداني وصيني يطلقان صوت المرأة في مونودراما الفجيرة

هدى تروي مأساتها ومانشا تبدع في الغناء والرقص







حرص جمهور كبير في اليوم الثالث من الدورة السادسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، على حضور العرض الصيني "تـنـهُـد" لفرقة أكاديمية شنغهاي للمسرح على خشبة مسرح جمعية دبا، وعاش الجميع تجربة نوعية غير مألوفة مع الممثلة والمخرجة تيان مانشا ونص يو رونغجون برفقة فرقتها الموسيقية التي ضمت عازفي الإيقاع ومغنية والتي شغلت الجهة اليمنى من مقدمة المسرح.

فنانة التشوانجو
تابع الجمهور المشاهد الأولى التي جمعت بين الصمت والإيقاع والغناء، والتي جسّدت الممثلة حكاية مغنية وراقصة بزيها التقليدية الأوبرا الصينية "التشوانجو" من عهد أسرة مينغ، لتبدأ بتسليط الضوء على الحذاء التقليدي لفنانات التشوانجو وتعريف الجمهور بهذا الفن من حركة اليدين ومن ثم الساقين والقدمين فإيقاع حركة المشي، لتنتقل بعدها إلى مشاهد الرقص والغناء تخاطب فيه إنساناً متخيلاً جالساً على كرسي قبالتها، لينتهي الفصل الأول برمي الموسيقيين عليها أحذية مشابهة لحذائها.

مكانتها خادمة
نشاهد في الفصل الثاني تحول الممثلة بعد الثورة الثقافية للزعيم الصيني ماو تسي تونغ، الذي منع هذا الفن، إلى عاملة تنظيف وبينما هي تنظف الأرضية يشد انتباهها أصداء سقوط قطرات ماء، تتحول في مخيلتها إلى إيقاعات تعيدها إلى زمنها السابق فتعيشها بذاكرتها وتبدأ بالرقص والغناء، لتعود فجأة إلى واقعها الحزين لدى سماعها رنين الجرس.

عودة الأمل
في المشهد الثالث يعود الموسيقيون إلى أمكنتها بالتدريج مع الغناء مع انتهاء حقبة تونغ، لنشاهد فرحة الممثلة بحريتها التي تخرج ثيابها التقليدية في الأوبرا وتحاول أن تعود إلى دورها السابق في الرقص لكنها تفاجأ بعدم قدرتها على تأدية الحركات كسابق عهدها، فيكتنفها حزن شديد لينتشلها الأمل بتعليم الأجيال الجديدة فنون هذه الأوبرا، لينتهي العرض بتسليط الضوء على الحذاء نفسه الذي افتتح به المشهد الأول.

الجمهور والصمت
جدير بالقول قبل تناول الجانب الفني من العمل، الإشارة إلى أن الجمهور العربي عاش تجربة جديدة خلال العرض، حيث أربكه الصمت والإيقاع الهادئ، الذي جعله تحت وطأة عرض خاص به، حيث كان يُسمع بين الحين والآخر ارتباكه في سعال هنا أو كحة هناك أو ومضة نور لهاتف متحرك، غير أن إدراكه للقيمة الفنية لجماليات العمال دفعته إلى التحلي بالصبر، وهو إنجاز يُحسب له.

الإيقاع والسكون
تميز العرض الذي جسّد معاناة الفنانين في حقبة الثورة الثقافية، بانضباط الإيقاع والحركة والسكون المدروس وفق فن الأوبرا الصينية التقليدية، وبجماليات غناء الممثلة ومهارتها في الرقص والأداء التعبيري لمختلف الحالات، إلى جانب الإضاءة التي لعبت دوراً أساسياً في العرض، والتناغم بين الفرقة الموسيقية والممثلة، خاصة في انسيابية تبادل الغناء كتردد الصدى فيما بينهما.


غدر و"احتراق"
انتقل الجمهور مع العرض التالي، الذي جاء تحت عنوان "احتراق" من السودان، للممثلة والمخرجة هدى مأمون ابراهيم على في مسرح بيت المونودراما، إلى فضاء عالم آخر اقتبسته الممثلة من نص "صوت امرأة" للكاتب فرحان خليل، ليتفجر فيه هذيان الغضب والأسى لامرأة عاشت في كذبة الكلام المعسول لتستسلم للخطيئة وتكتشف بعدها معنى الغدر.
وجع الغدر
جسدت الممثلة ادائها بذلك الهذيان، الذي تسترجع فيه مأساتها، وفي هذيانها تقتل من غدر بها مرات ومرات وتسترجع بذاكرتها نساء من التاريخ عشن تجربتها بالغدر مثل هند بنت عتبة وبلقيس من اليمن ورابعة العدوية والجزائرية جميلة بوحيرد لتصل في نهاية العرض إلى الخلاص بالتطهر من خطيئتها وآلامها في اغتسالها بالماء.

تطهّر الخطيئة

بذلت الممثلة والمخرجة هدى جهداً كبيراً في الإخراج والأداء، لكنها لم تنجح في السيطرة على الخشبة والجمهور ولم توفق في مشهدها الأول بدخولها من قاعة الجمهور، والذي رمزت من خلال مشاركتهم في مسؤولية ما تعنيه الحكاية، خاصة عندما أدت المشهد الأول تحت مقدمة خشبة المسرح، حيث شكلت قطعاً بينها وبين جمهور الصالة، الذي لم يتمكن من مشاهدة أدائها على أرض الصالة.

لقاء مع تيان



مانشا تيان تروي محنة الفنانين خلال الثورة الثقافية
اللقاء مع الممثلة ومغنية الأوبرا الصينية التقليدية مانشا تيان التي قدمت أول من أمس عرض (تنهد)، بمثابة إطلالة على ثقافة الفن المسرحي وتاريخ وذاكرة غناء الأوبرا الصيني التقليدي التي تختزلها مانشا في عرضها.

تقول مانشا في بداية اللقاء، "بدأت بدراسة فن الأوبرا الصينية التقليدية من خلال معلمة مختصة عام 1979، وشملت دراستي الغناء والتمثيل والكلام والكونغ فو والرقص والتي استمرت 10 سنوات. كان عمري حينما بدأت الدراسة 16 سنة وهو عمر متأخر نسبياً حيث يلتحق عادة من يدرسون هذا الفن في عمر 11 عاماً".

وتابعت، "بعد دراستي عملت في مسرح بالريف بأدوار ثانوية انتقلت بعدها بالتدريج إلى مسارح المدينة ومن ثم إلى أكاديمية المسرح في مقاطعة شيوان مسقط رأسي التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة كان ذلك خلال عاميّ 1986 و1987. وبسبب حصولي على جائزتين من أكبر جوائز التمثيل في الصين، تم تعييني في الأكاديمية كمدرسة لطلبة الماجستير وبقيت فيها حتى عام 2006، لأنتقل بعدها إلى مسرح أكاديمية شنغهاي لأشغل منصب نائبة المدير إلى جانب دوري كمخرجة وممثلة.

تحديات الانفتاح
انتقلت مانشا بعد ذلك إلى الحديث عن تجربتها في تحديث الأوبرا الصينية التقليدية التي تبلورت في عرضها الحالي "تنهد" قائلة، "دعاني دالي يونغ مدير مسرح هونغ كونغ المتخصص في المسرح التجريبي عام 1999 إلى تقديم عمل تجريبي. وهناك أمضيت عامين أعتبرهما من أصعب المراحل التي واجهتها، حيث تمثلت فكرتي في كسر الأداء التقليدي الصارم للأوبرا الصينية، والانفتاح في حركات الأداء لتكون أكثر انطلاقاً. واجهت صعوبات كبيرة في القدرة على تحرير فكري من الأداء التقليدي لحركة الجسد.

كان العقل يرفض بعناد الخروج من أسر القواعد الصارمة التي تدربت عليها سنوات وسنوات. كان صراعاً على صعيد الفكر وفي المرحلة الأخيرة بدأت أتلمس ومضات منحتني الأمل حتى استطعت التحرر منها بإكساب تلك القواعد بعض الليونة والمرونة".

ذاكرة المحنة
وأشارت بشأن فكرة العرض "تنُهد" قائلة، "أنقل من خلال العرض ذاكرة المحنة التي واجهتها الأوبرا الصينية التقليدية خلال الثورة الثقافية في الصين، حيث تم منعها لمدة عشر سنوات ابتداء من عام 1966 وحتى وفاة زعيم الحزب الشيوعي الصيني 1976. في تلك المرحلة كان فنانو الأوبرا الذين لم يكونوا يجيدون الكتابة، يمارسون فنهم بسرية مطلقة وفي أغلب الأحيان في ذاكرتهم.

وحينما بدأ الانفتاح مجدداً لم يتمكن هؤلاء الفنانون من استعادة دورهم حيث فقدوا مرونتهم ولياقتهم خاصة وأن روحهم كسرت خلال المرحلة الماضية، لكنهم استطاعوا نقل ما اكتسبوه بتعليم الأجيال الجديدة لتستعيد الأوبرا مكانتها السابقة بروح حديثة. وأن في العرض أنقل ما جمعته ذاكرتهم وآلامهم".

سيرة مانشا

تختص الفنانة الممثلة والمخرجة مانشا تيان بفن الأوبرا الصينية التقليدية (التشوانجو)، وتدرس حالياً طلبة الماجستير في أكاديمية مسرح شانغهاي إلى جانب منصبها كنائب لرئيس الجامعة. حازت مانشا على العديد من الجوائز في الصين في مقدمتها، منحها الجائزة الكبرى "بلوم بلوسوم" الصينية من قبل وزير الثقافة كأفضل ممثلة في الأداء وهو أمر نادر.

اليوم الثاني للمونودراما جنوب أفريقيا وعُمان: ثيمبي جونز تجسد مأساة شعب بالكوميديا السوداء وعبدالحكيم الصالحي يتحدى نفسه


ثيمبي جونز تجسد مأساة شعب بالكوميديا السوداء وعبدالحكيم الصالحي يتحدى نفسه

«في انتظار امرأة» تتألق برمزيتها و«مجرد نفايات» بسردها







أمضى جمهور العرض الأول من الدورة السادسة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما والذي جاء من من جنوب أفريقيا "امرأة في الانتظار" لفرقة يايل فاربر للإنتاج الفني وإخراج يائل فاربر، وقتاً نوعياً مع الحكاية التي جسدتها الممثلة ثيمبي متشالي جونز على خشبة مسرح جمعية دبا، وتفاعل معها على الرغم من حاجز اللغة الذي تجاوزته بالتعبير والإيماءة والجسد والأغنية والدمعة. تأخذ ثيمبي الجمهور في رحلة عبر سيرتها الذاتية من زمن التمييز العنصري في جنوب إفريقيا حينما كانت طفلة تعيش في كنف جدتها ولا تفهم أسباب عدم تمكنها من رؤية والديها سوى مرة واحدة في العام، حيث كانت تعد توالي ظهور القمر على مدى العام حتى لقائها بوالديها وحتى تبلغ 12 عاماً كي تذهب لتعيش في كنف والدتها في بلدة بين.

حلم يتشظى
ما إن يتحقق حلمها حتى يتشظى حينما ترى أمها التي تعتبرها محور الكون، تتضاءل وتنكمش أمام مخدومها لترتطم بواقع كسر قلبها، لتعيش في مدينة مزدحمة لا مكان لها فيه، وليستمر تعطشها لحضن أمها الذي لا تلقاه سوى في العطلة الأسبوعية لوالدتها التي تأتي منهكة بعد نهار تمضيه في مطبخ أحد السادة البيض، لتعيل سبعة أطفال هجرهم والدهم، ليتكفل القدر بتربيتهم.

مفارقات عالمين
تبدأ مأساة ثيمبي التي لا تعرف عن الحياة شيئا حينما تجد نفسها حاملا وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وتقرر العمل كخادمة لإعالة ابنتها، حينها تدرك أسباب غياب والدتها عنها. تقوم ثيمبي برعاية وتربية أبناء مخدوميها البيض وهي تتحسر على حرمانها من رعاية ابنتها واحتضانها كما تحتضن أبناء الغرباء، الذين وإن تعلقت بهم تدرك أنها في أية لحظة يمكن أن تطرد لتحمل حبها معها.

وتتابع المشاهد الدرامية المؤرقة واللاذعة والتي لا تخلو من مواقف كوميدية تعكس تلك المفارقات بين العالمين. ويبتسم لها القدر أخيراً، حينما تشاء المصادفة أن تعمل لدى عائلة تساهم ابنتهم الشابة التي أعجبت بصوت وغناء ثيمبي في تغيير حياتها حينما تقترح عليها أن تشارك في تجربة أداء للغناء أعلن عنها في إحدى الصحف. وهكذا تتحرر ثيمبي من حياة أسلافها السابقة لتشق طريقها وتصبح إنسانة مستقلة لتشارك أول مرة في الانتخابات بعد إطلاق سراح نيلسون مانديلا.

أجواء متخيلة
استطاعت ثيمبي التي تجاوزت الستين من عمرها، أن تقنع المشاهدين بلعبها دور الطفلة التي تحكي مع القمر والطيور، والفتاة اليافعة التي يصدمها واقع المدينة والشابة الأم التي تستنزفها الحياة الشاقة، وتمكنت من خلال غنائها بلغتها الأم لتعود إلى اللغة الانجليزية أن تجسد أجواء بيئتها بمهارة وعفوية آسرة.

كما ساعدت أدوات الديكور البسيطة في خلق الأجواء المتخيلة بين صندوق خشبي يتحول من مأوى لها يحميها من العواصف، إلى مركبة تنقلها إلى المدينة فسرير لأطفال مخدوميها، وحبل الغسيل الذي تنشر عليه ثياب مخدوميها. أما المشهد الرمزي الإخراجي الذي ترك أثراً قوياً في نفوس المشاهدين فتمثل في الثوب الضخم الذي أنزل من أعلى خشبة المسرح والذي يجسد أمها التي بدت عملاقة أمام ابنتها التي كانت تسير بصحبتها في المدينة. ليتهاوى هذا الثوب تدريجياً أمام تأنيب مخدوم البيت الذي تعمل فيه أمها أمامها، لتخرجه ثيمبي من المرحاض بعدما انكمش ليصبح لطفلة صغيرة. والمأخذ الوحيد على العرض الإطالة في المشاهد الأخيرة التي استنزفت المشاهد بعد شحنة كثيفة من الانفعالات.

التجربة الأولى لعُمان
قدم العرض الثاني العماني "مجرد النفايات" على مسرح بيت المونودراما للمخرج خالد العامري، حكاية سجين سابق جسدها الممثل الشاب عبد الحكيم الصالحي. وتمثلت حكاية العرض في معاناة رجل هجرته زوجته مع ولديها ليبقى في عزلة يواجه فيها آلامه. ليتعرف المشاهد على مأساته التي بدأت باعتقاله بحثا عن أخيه الهارب، ليضطر تحت التعذيب والتهديد بالإعدام الوشاية بمكان أخيه، وليقوم لقاء حريته بتنفيذ حكم الإعدام بالرصاص لعدد من المحكومين ليكتشف بعدها أن أخيه كان واحداً منهم.

وفي مونولوجات درامية يجلد الرجل نفسه ويحتقر جبنه وعدم مقدرته على الانتحار والخلاص من عذابه الداخلي ويتساءل بصورة دائمة كيف تخوف من الموت في المعتقل، بينما ينشده ويتمناه وهو حر طليق. وتنتهي الحكاية باعتباره جزءاً من نفايات الكتب التي لم تتمكن البطولات التاريخية من منحه الشجاعة والشهامة حينما كان بأمس الحاجة إليها، وبالتالي يضع نفسه بين نفاياتها بانتظار قدوم سيارة القمامة التي تمر على حيه المهجور كل أسبوع.

إيقاع واحد
تميز الممثل عبد الحكيم الصالحي بتمكنه من أدواته وصوته، وإن كان المأخذ على أدائه الاعتماد على السرد في التعبير عن مختلف المراحل في إيقاع واحد من بداية وحتى نهاية العرض. ولم يساعده ديكور العرض في التلوين بالأداء والاستعانة بالمتخيل في تجسيد الحالات والشخصيات الأخرى كرجل الأمن وغيره.

واللفتة البارعة في الإخراج تمثلت باستعانة المخرج خالد العامري بمشهد سينمائي في بداية العرض جمع بين النار والعواصف والماء وغيرها لينزل عليها اسم العرض والعاملين فيه، مما ساعده على الاستئثار بالجمهور وتهيئته قبل العرض، وتعكس هذه المبادرة موهبة وقدرات المخرج المستقبلية، خاصة وأنها التجربة الأولى لعرض مونودرامي تقدم في عمان.

العروض الأولى: إبداع "مايا" الجزائرية ومسرح مدرسي في "البحث عن عزيزة سليمان"

عاش من أتيح له مشاهدة عروض الدورة السادسة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الذي أقيم خلال الفترة من 20 إلى 28 يناير 2014، تجربة نوعية أضافت له على الصعيد الإنساني والجماليات البصرية لتبقى بعض العروض في ذاكرته ووجدانه، ليخرج بعد المهرجان إنساناً متجدداً مشحوناً بالطاقة الإيجابية للإبداع.

المصدر: الفجيرة - رشا المالح البيان
التاريخ:
سعاد جناتي في دور مايا

في عبق الأجواء التراثية المحلية وكرم الضيافة العربية اجتمع ضيوف المهرجان والجمهور الذي توافد من مختلف الإمارات، في المقهى الشعبي الكائن خلف مسرح جمعية دبا قبل مشاهدة أول عرضين مسرحيين من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، ليشكل هذا التجمع لوحة من الموزاييك البشري لثقافات وحضارات وأعراق من مختلف بلدان العالم.
وبينما استغرق الجمهور إما في الحوار مع نجومهم المفضلين من العالم العربي أو في التقاط صور تذكارية معهم، تحلّق ضيوف المهرجان في مجموعات صغيرة هنا وهناك لتدور بينهم حوارات بمختلف اللغات.
وما إن قاربت الساعة من موعد العرض الأول "البحث عن عزيزة سليمان" في السادسة والنصف حتى انفرط العقد ليتجمع في قاعة المسرح التي امتلأت بكاملها. لينتقل الجميع بعد فاصل استراحة وعبور الشارع إلى مسرح بيت المونودراما المجاور الذي حرص المنظمون بالتعاون مع شرطة الفجيرة، على توفير أكبر قدر من راحة وسلامة الجمهور، لمشاهدة العرض التالي "مايا".

نجمة وعزيزة
(أمل عرفه وأسعد فضة)
قدم عرض"البحث عن عزيزة سليمان" هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وهو للكاتب الراحل عاطف الفراية والمخرج أسعد فضة والممثلة أمل عرفة. وتابع الجمهور سيرة الفنانة نجمة التي انحسرت عنها أجواء الشهرة فجأة بعد حادث أليم تعرضت له، لتجد نفسها وحيدة في دار للمسنين.

تبدأ نجمة مونولوجها الداخلي بعد مضي 10 سنين من تواجدها في الدار لتتكشف معاناتها في البحث عن هويتها الأصلية المتمثلة باسمها الحقيقي عزيزة سليمان، في أجواء درامية من الحسرة والندم والمرارة والنقمة على الشهرة التي سرقت عمرها وعطاءها الفني. ولتكتشف في النهاية أن معيلها في الدار لم يكن سوى ذلك الخباز الفقير الذي احتقرت مكانته وحبه لها وفضلت عليه أضواء الفن والنجومية.

كان العرض كلاسيكياً، وتمحور حول أدوات الممثلة أمل عرفة في الانتقال بأدائها بين الحاضر والماضي البعيد والقريب، وحمل ديكور العرض الكثير من الرمزية من السرير الذي يحمل تصميمه شاهدة القبر إلى حبل الغسيل في الخلفية الذي علقت عليه شهاداتها وجوائزها وصور أزواجها الخمس. والمأخذ على العرض أنه خلا من لحظات توهج الإبداع التي تأسر المشاهد وتأخذه إلى أمكنة أخرى تنبع من العوالم الداخلية الخفية لتلك الشخصية.

تألق "مايا"
قدم العرض الثاني "مايا" من الجزائر للكاتب والمخرج بوسهلة هواري هشام والممثلة جنّاتي سعيد، حكاية فتاة شابة تسكنها الأحلام بالمستقبل، لتعيش في واقع مغرق بالتناقض بين حياتها البائسة كخادمة وبين عشقها لرقص الفلامينكو المنبثق من بلاد الأندلس. لتدفعها صعوبات الحياة إلى هجرة غير شرعية إلى بلاد الفلامنكو لتحقق حلمها وتساعد أسرتها في محنتهم لترتطم بواقع مرير لا مكان لها فيه، حيث تبخر حلمها بالرقص أمام مطاردة البوليس. وبعد فوات الأوان يصلها المكتوب الذي تعرف من خلاله انتهاء معاناة عائلتها الذي تزامن مع انكسار روحها والجنون.

فرجة بصرية
حمل العرض فرجة بصرية آسرة لفن المونودراما، استطاعت خلاله الممثلة الشاملة جنّاتي سعاد بقدراتها الإبداعية في الحركة والصوت والإيماء وإيقاع الجسد أن تستأثر بالجمهور من اللحظة الأولى وحتى المشهد الأخير، لتضحكه وتبكيه وتدهشه بأدائها للعديد من الشخصيات كالجدة العجوز والخالة ماري والسائق والعم في بلادها، إلى صاحب المطعم ومدرسة الرقص واللاجئين مثلها من مختلف الجنسيات، لتجسدها ببراعة أذهلت الجميع، ولتسحرهم بصوتها في الغناء المسرحي بين الموال والأغنية الشعبية وغناء الأوبرا.

غنى المخيلة
واعتمد المخرج برؤيته على المسرح الفقير بأدواته الغني بمخيلته وإيقاعاته، ليتمثل ديكور العمل الذي استعانت به الممثلة، بثلاثة ستائر ذات بعدين، استعانت بها الممثلة في التحول من الجدة إلى أشرعة السفينة والأزياء المتعددة للشخصيات، والتي أغنت العرض ومنحته بعداً جميلاً في التخيل لفضاءات عوالم سافر الجميع إليها. كما يُحسب للممثلة قدرتها على امتلاك خشبة المسرح والجمهور على الرغم من صعوبة اللهجة والكلام بلغات مختلفة في بعض الأحيان.