بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الثلاثاء، 24 فبراير 2015



يُوثّق في كتابه «النشوء والارتقاء» نشوء وتطور الفن الإماراتي

إحسان الخطيب: جمعت رحيق تجربة الرعيل الأول لتشكيليي الإمارات

 الولاء والعطاء للمكان شكّلا دافع مبادرة الفنان التشكيلي إحسان الخطيب، المقيم في الإمارات منذ عام 1975، والتي تمثلت بمشروع توثيقه لروح بدايات الحركة الفنية التشكيلية والنقد المواكب لها في الإمارات، والذي تفرغ له بعيداً عن لوحته وألوانه لمدة ثلاث سنوات، التقى الخطيب خلالها بالرواد الأوائل ممن ساهموا في تأسيس الحراك التشكيلي ..
ولا يزالون على قيد الحياة ليذهب إليهم أينما كانوا. وخلال رحلته هذه جمع الخطيب إرثاً من المعلومات والتاريخ وتجربة الفنانين الذين قابلهم ومسيرتهم الحياتية، وليستبدل ريشته بالقلم ويحقق حلمه في إصدار كتابه «النشوء والارتقاء في الفن التشكيلي الإماراتي» الذي صدر في أكتوبر من العام الماضي.
ويتحدث إحسان الخطيب مع «بيان الكتب» للتعرف على أبعاد هذه التجربة التي ساهمت في توثيق أرشيف الحركة الفنية التشكيلية في الإمارات من جهة، والتعرف على العوالم الداخلية لمجموعة الفنانين الذين التقى بهم من جهة أخرى، وانعكاس هذه التجربة على حياته كفنان وإنسان وما أعطته وأخذت منه. ويؤكد أنه جمع في كتابه رحيق الرعيل الأول.
ما الذي دفعك إلى المبادرة بتوثيق تجربة الأوائل وأنت التشكيلي؟
حضرت ندوة برفقة صديقي الفنان محمود الرمحي في الجامعة الأميركية بالشارقة عن الفن التشكيلي بالإمارات، وفوجئنا بالطالبة التي ألقت كلمتها عن بدايات الحركة الفنية في الإمارات، تسقط مرحلة الرعيل الأول وتذكر أسماء رواد الجيل الثاني وما بعده، ولدى الحديث معها أوضحت أنها لم تعثر على أرشيف ترجع إليه.
وهنا شجعني الرمحي لمعرفته بكتابتي عن الفن التشكيلي، على توثيق تجربة الرعيل الأول للحركة الفنية من بداية الثمانينيات من القرن الماضي. وتقتضي الأمانة التنويه إلى أن مشروع التوثيق للحركة الفنية التشكيلية ضخم ويتطلب زمناً أطول، وجهداً أكبر، مع غياب أسماء بعض الرواد الحاليين الذين حاولت الاتصال بهم وبعث رسالة هاتفية نصية للتواصل معهم، من دون أي رد منهم، وهؤلاء مثل: عصام شريدة وعبيد الهاجري.. وغيرهما.
نهج مغاير
هناك العديد من الإصدارات التي وثقت بداية الحراك التشكيلي في الإمارات، ما الذي يختلف أو الجديد في كتابك؟
يتعرف القارئ من خلال لقاءاتي مع الفنانين، على رحيق تجربتهم الفنية والإنسانية ومسيرة انجازاتهم والتحديات التي واجهتهم، وبالتالي يمكنه الاقتراب من عوالمهم الداخلية بعيدا عن النهج الأكاديمي وقريباً من أسلوبي الفني التعبيري. وبالتالي يشعر القارئ بالقرب من عالم كل فنان، خاصة وأني كتبت بلسان وثقافة كل منهم في حوار زمنه مفتوح تبعاً لاسترسالهم، لأضيف تداعيات ذاكرتي حول تجربتي الفنية معهم، بصفتي أحد رواد هذا الجيل.
هل شكلت هذه اللقاءات أية إضافة أو مفاجأة لك، بصفتك رفيق دربهم؟
حملت اللقاءات الكثير من المفاجآت والمعلومات المدهشة، وأدركت أن معرفتي السابقة بهم لم تتجاوز العموميات، لأكتشفهم من جديد. وتجربة البعض منهم تستحق، بلا مبالغة، تسجيلها في فيلم وثائقي لأهميتها إما كنموذج حقيقي للإنسان العربي المثقف مثل مسيرة حياة الدكتور عبدالكريم السيد، أو لغرابة الصدف ولعبة القدر، مثل تجربة التشكيلي محمود الرمحي أو جموح الفنان الذي لا يستقر في مكان بحثاً عن صدى ندائه الداخلي مثل فاطمة لوتاه، التي انتقلت بين الإمارات ومصر والعراق وأميركا وفرنسا، لتستقر أخيراً بين إيطاليا والإمارات.
إجازة فكرية
ما الذي أضافته لك هذه التجربة ..أو أخذته منك؟
أخذت مني زمني ومرونتي كرسام، وفي الوقت نفسه كانت بمثابة إجازة للفكر والتأمل، لأعود إلى نفسي بعدها بذهن صاف لأصطدم بفداحة حجم الإرهاب، وأعود إلى ريشتي وألواني وأتابع رسالتي كفنان. كما تعلمت (يضحك) الطباعة على الكمبيوتر، حيث كنت أدبج ما كتبته على الورق، والأهم أني تعلمت فن الإصغاء للآخر.
كما رافقتني في السنوات الثلاث تلك تجربتي مع الكلمة واللون التي جمعت بيني وبين الزميل عبدالإله عبدالقادر التي كانت ثمرتها كتاب فريد بخصوصيته «شخابيط وألوان»، حيث كنت أستلهم من صوره الشعرية عوالم سحرية.
شخصيات ساهمت في مسيرة الفن التشكيلي الإماراتي
يُوثّق إحسان الخطيب من خلال كتابه «النشوء والارتقاء في الفن التشكيلي الإماراتي»، مرحلة بدايات الحراك التشكيلي في الإمارات على يد الرعيل الأول من رواد الفن من التشكيليين الإماراتيين والعرب المقيمين، من خلال لقاءاته وحواراته مع 22 فناناً وفنانة في التشكيل والنحت والتصميم وغيرها..
وبما في ذلك الناقد التشكيلي الدكتور يوسف عيدابي الذي رصد بمقالاته تجربة الفنانين في وقتها. كما يتجلى بحثه بين أروقة المؤسسات الحكومية للحصول على الوثائق الأولى الخاصة بإشهار جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وتعاون الجميع معه حتى وصولها إليها، والتي ضمت أسماء أعضاء مجلس الإدارة المؤقت المنتخبين وهم سبعة، ليتم إشهار الجمعية بقرار وزاري في 18 سبتمبر عام 1980.
أما الأعضاء الأوائل فهم الفنانون: عبيد سرور ومحمد العيدروس وعلي درويش وأحمد الأنصاري وابراهيم مصطفى وحمد السويدي، ليجري عقبها، انتخاب محمد يوسف رئيساً لمجلس الجمعية. وكانت أعمارهم حينذاك تتراوح بين 25 و26 سنة. ووصل عدد أعضاء الجمعية بعد إشهارها إلى 25 عضواً.
بوصلة
والجزء المحوري الذي يتكرر على لسان جميع الفنانين الذين قابلهم الخطيب وهو في مقدمتهم، رعاية ودعم واحتضان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للفنانين واستمراريتهم مادياً ومعنوياً ولوجستياً.
وتعتبر مقدمة ومدخل الكتاب بمثابة بوصلة يسترشد بها القارئ ليتعرف من خلالها على الأجواء العامة التي ساهمت في ولادة الحركة الفنية من شخصيات ومؤسسات وغيرها..
والتي تركت بصمتها في ذاكرة هؤلاء الفنانين، وفي مقدمتهم الشيخ أحمد بن محمد القاسمي، الذي ترأس سابقاً، دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، كما ساهم في حركة تطور جميع الفنون بجهده وماله الخاصين، وأمضى جلّ وقته بين الفنانين والأدباء. وكذلك هناك خلفان مصبح السويدي -مدير المجمع الثقافي في أبوظبي، سابقا.
إضاءات
إن قراءة تجربة كل فنان أشبه بالحكاية ضمن الكتاب، بما فيها من حوارات وتداعيات وأحداث ترجع إلى زمن الستينيات، ومن الحكايات التي تشكل إضاءات جديدة أن معالي عبدالرحمن العويس، كان جزءاً من الحراك الفني كفنان في التصوير الفوتوغرافي، إلى جانب توقه للمعرفة، والذي كما يقول الخطيب «تميز بوعي استثنائي للاقتناء».
ويتعرف القارئ على دور الإعلامي الدكتور يوسف عيدابي المستشار الثقافي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تحدث عن بداياته مع جريدة (الخليج) ومحاولاته وأقرانه..
حينذاك، للنهوض بالنشاط الفني والثقافي والأدبي، لينتقل بعدها إلى وصف بدايات الحراك الفني بعد تأسيس دائرة الثقافة والإعلام عام 1981، وتأسيس مشاريع كثيرة، كمعارض «البانوش» و«عبداللطيف وجماعته»، ذلك بهدف تفعيل الحراك الفني. ويعود العيدابي بذاكرته إلى معرض أقامه التشكيلي أحمد الأنصاري سنة 1972 في مبنى إذاعة الشارقة (إذاعة الساحل).
1985
يكتشف القارئ في هذا الكتاب، أن الفنان أحمد الأنصاري هو أول من أقام معرضاً فردياً في الشارقة، كما يتعرف على بداية حراك الأنشطة الفنية في المجمع الثقافي بأبوظبي من خلال حوار الخطيب مع الدكتورة ريم المتولي المتخصصة في العمارة الداخلية، التي تعينت في المكتبة الوطنية بأبوظبي عام 1984، والتي أصبح اسمها لاحقاً المجمع الثقافي، لتحكي عن المعرض التشكيلي الأول للفنانين عام 1985.
سيرة
تمتد مسيرة الفنان العراقي إحسان الخطيب، المقيم في الإمارات منذ عام 1975، الى أكثر من 30 عاماً، تحول فيها أسلوبه الفني من التعبيرية الواقعية إلى التجريدية التعبيرية. كما تحول بألوانه إلى أجواء نقاء الصوفية. وخلال مسيرته الفنية خاض الكثير من التجارب على صعيد اللون والخط والحروفية، والعلاقة بين اللون والمساحة. كذلك، شارك في العديد من المعارض المحلية والعربية والأجنبية.

نافذة لمشاركة الفنانين المهمشين في «موسم دبي الفني»



في غاليري «آرت سوا» وضمن موسم دبي

الموعد الأخير للمشاركة 28 فبراير

نافذة لمشاركة الفنانين المهمشين في «موسم دبي الفني»

مبادرة فنية جديدة تضاف لرصيد "موسم دبي للفن" في شهر مارس، وتتمثل هذه المبادرة في توفير منصة لمختلف الفنانين الناشئين والبارزين ووكلائهم المهمشين على حد سواء، لعرض أعمالهم الفنية خلال هذا الشهر. وتتمثل هذه الفرصة في المعرض "إبداعات الفن" الذي تنظمه آمال مكي القيمة على غاليري "آرت سوا" بمقرها الثاني في منطقة القوز والذي تصل مساحته إلى ألف متر مربع، خلال الفترة من 16 إلى 20 مارس المقبل.
تفادي الاعتذار
تقول آمال في بداية لقائها مع "البيان" حول كيفية تبلور الفكرة: "منذ أكثر من عامين وعدد كبير من الفنانين الذين يتجاوز عددهم 400 يطلبون منا عرض أعمالهم خاصة بالتزامن مع معرض آرت دبي" الذي يقام هذا العام من 18 إلى 21 مارس. وكان من الصعب علينا الاعتذار بصورة مستمرة. وفي هذا العام طلبت مني إحدى المؤسسات ذات النفع العام المعنية بالفنون البصرية استخدام صالة الغاليري لمعرض جماعي لأبرز الفنانين لديهم في الهند، لكنهم اعتذروا لضيق الوقت وطلبوا تأجيل المشروع للعام المقبل".
اكتشاف المحاور
وتتابع بحماس وحيوية: "وهنا وردت الفكرة، فلم لا نحول مساحة الغاليري إلى معرض المشاركة فيه مفتوحة لمن يرغب من الفنانين أو وكلائهم  في مختلف المجالات دون شروط أو معايير، إلا في حال تجاوز عدد طلبات المشاركة المساحة المتوفرة. وتتمثل أهمية هذا المعرض بالنسبة للفنانين الناشئين المشاركين، في اكتشاف العديد من المحاور المهمة على أرض الواقع كتسويق أنفسهم وأعمالهم من جهة، ومعرفة احتياجات السوق ومتطلباته من جهة أخرى، إلى جانب إتاحة الفرصة لاكتشاف مواهبهم من عدد كبير من المقتنين والأكاديميين والقيمين سواء من داخل الدولة أو خارجها.
وتستدرك آمال قائلة: "بالطبع هذا المشروع بمثابة تجربة، فإن حقق نجاحاً وكانت النسبة الكبرى من المشاركات مرتبطة بالفنون البصرية، فسيتم اعتماده في العام المقبل. أما إن كانت النسبة الغالبة من المشاركات في فنون تصميم الأزياء وغيرها، فلن نعيد النظر فيه".
جائزة المعرض
انتقلت بعد ذلك إلى الحديث عن جائزة المعرض قائلة: "سيتم في نهاية المعرض منح أفضل جناح على صعيد التصميم وتقديم الفنان لنفسه وأعماله جائزة تقديرية مع شهادة من الغاليري. ة. أما اختيار الجائزة، فيتم بناءً على تصويت الجمهور خلال زيارتهم للمعرض.
طبيعة المشاركة
وتحدثت عن الجانب اللوجستي من المعرض قائلة: :تقتصر رسوم المشاركة على تغطية تكاليف أيام المعرض الأربعة من كهرباء وخدمات وديكور وإضاءة. ويمكن للفنانين الاختيار بين مساحتين إما 20 متراً مربعاً أو خمسة أمتار مربعة. كما أود التأكيد أن الغاليري لن تتقاض أية عمولة على مبيعات الفنانين".
يوم الافتتاح
وتحكي آمال عن أجواء المعرض قائلة: "سيكون للمعرض حفل افتتاح في أجواء موسيقية مع كرم الضيافة العربية. وسيتم تخصيص ركن لخدمات المقهى للفنانين والزوار بهدف  تشجيعهم على تمضية وقت أطول في الغاليري.

آلية المشاركة
يمكن للراغبين زيارة الموقع الالكتروني لغاليري "آرت سوا" للاطلاع على بيانات المشاركة في المعرض والتسجيل على الرابط التالي، علماً أن الموعد النهائي لقبول الطلبات 28 فبراير الجاري: http://artsawa.com/userfiles/creativesartshow/casapp.pdf

الاثنين، 2 فبراير 2015




أساطير وحكايات ألهمت الفنانين إبداعهم
المصدر:  رشا المالح
التاريخ: 16 يناير 2015

الأميرة ذات قبعة القش سيفيرينو بارالدي


يبقى إحساس دهشة الطفولة والانبهار بعوالم الحكايات المرسومة في ذاكرتنا، لنسترجع روعة تلك المشاعر كلما نظرنا إلى لوحات فنانين استلهموا من مخيلة الحكايات الخرافية والأساطير، عوالم ساحرة بجماليات ألوانها ودقة تفاصيلها وروعة تأثيرها في الروح، وتماماً كما استلهم الأدب من روائع هذه الأعمال، أخذت الأعمال الفنية من الموروث الثري للأساطير، كما استعان الرسامون بكتب ومنشورات تحدثت عن هذه الحكايات، ومؤلفات تناولت جماليات هذه القصص وتأثيرها في التراث الإنساني.
سندريلا كينوكو كرافت



عالم الأساطير
عالم الأساطير بالنسبة للفنان أشبه بالسحر الذي يشحذ مخيلته وينقله إلى عوالم يستغرق فيها كالأطفال، بعيدا عن الواقع. وازدهر هذا الفن بداية في العهد الفيكتوري وفي بريطانيا تحديداً، حيث ارتبط بالأدب والمسرح والحركة الرومانسية.




علاء الدين والبساط السحري توماس كينكيد

كما ساهم في ازدهار هذا الفن الثورة الصناعية وسرعة تحول التقاليد وتطور العلوم والتكنولوجيا، التي أدت إلى إشعار شريحة واسعة من الناس بالقلق والحيرة، مما دفعهم إلى التمسك بعوالم الأساطير سواء في الأدب أو الفنون البصرية هرباً من أعباء الحياة، والتي وجدوا فيها كما في كل الأزمان والعصور مساحة من الهدوء والراحة التي يمنحها الخيال.
قوس قزح والمنطاد ماري راي كرامر

حكايات خرافية
أما أول فنان ارتبط اسمه برسم الأساطير والحكايات الخرافية، فهو الإنجليزي ريتشارد داد «1817- 1886»، الذي ألهمت أعماله أجيالاً من الفنانين من بعده.

بابا ياغاغا لإيفان بيليبين

وأنتج داد روائع أعماله بعد إيداعه في مستشفى للأمراض النفسية التي بقي فيه حتى وفاته. وابتداء من عام 1970 أعيد إحياء هذا الفن بأسلوب العصر الفيكتوري، الذي يُعنى بدقة التفاصيل، ليبدع الفنانون روائع أعمالهم، وليتخصص عدد كبير منهم في هذا الفن الذي يحظى بشعبية واسعة لدى كافة فئات المجتمع.





الأحد، 1 فبراير 2015


مصباح من وحي المطرقة من وينر سيلبر














سيريل زاميت: نفخر باستضافة أول تصاميم مبتكرة في الأثاث للمعمارية زها حديد

«أيام التصميم- دبي» حلقة وصل المواهب بالصالات

لا يقتصر تميز معرض «أيام التصميم- دبي» السنوي على تقديمه في كل دورة ما هو جديد ومتميز ونوعي على صعيد أصالة فنون التصميم الداخلي، بل يشمل دوراً فعالاً خلف الكواليس والمتمثل في الكشف عن المواهب والقدرات المتواجدة على الصعيد المحلي والإقليمي وربطها بالجهات المعنية من الغاليريهات وغيرها، وبالتالي إتاحة الفرصة لعرض تصاميمها، وتطوير إمكانياتها. وبهدف التعرف على مستجدات وخصوصية الدورة الرابعة التي تقام في الفترة 16 – 20 مارس المقبل، التقت «البيان» بمدير المعرض سيريل زاميت.

مشاركة
تحدث زاميت في البداية عن الصالات المشاركة قائلاً: «وصلت نسبة الصالات والعارضين من منطقة الشرق الأوسط في هذه الدورة إلى الثلث من أصل 44 مشاركة، آخذين في الاعتبار الارتقاء النوعي للمشاركات التي تشمل عرض أعمال فردية تجمع بين الابتكار والإبداع لمصممين بمفردهم أو ضمن فريق والذين يطلق على جناحهم اسم «استوديو التصميم»».
تطور
ويقدم مثالاً عن المصممين الشباب الذين تطورت تجربتهم إلى مراحل مشاركتهم في المعرض ويقول: «نحن فخورون بعرض نتاج المصممة المحلية الناشئة الجود لوتاه التي تحول شغفها بعد عام 2012 ومشاركتها في برنامج «درب التصميم للمحترفين» الذي نظمته هيئة دبي للثقافة والفنون، من تصميم الأزياء والفنون الغرافيكية إلى التصميم الداخلي، لتقدم أعمالاً تعكس موهبتها واهتمامها بالتفاصيل الدقيقة».
خصوصية
انتقل سيريل بعدها إلى الحديث عن خصوصية أعمال المواهب الإقليمية التي يفخر المعرض بتميزها ويقول: «هناك المصمم اللبناني فادي سري الدين الذي يتميز بخصوصية تصاميمه كالطاولة التي استلهمها من وحي الساحر الأسطورة هوديني، وأعمال المؤسسة غير الربحية التي تعنى بالمواهب الناشئة «هاوس أوف تودي» أي بيت اليوم، ومقرها في لبنان، حيث تبادر المصممة شرين مغربي طيب القيمة على المؤسسة بتنظيم معرض كل عامين يتمحور حول ثيمة معينة، والتي تتكشف من خلالها العديد من المواهب التي بات لها صداً في عالم التصميم بالمنطقة وفي مقدمتهم الشابين ديفيد ونيكولا الذيّن تتميز تصاميمهم بالرقي والبساطة والأناقة، كما هو السهل الممتنع».
مبادرة
ويقول بشأن أبرز الأعمال والمشاركات العالمية، «تشكل مشاركة «عاصمة التصميم العالمي تاييبي» الذي سيقام في تايوان عام 2016 مبادرة جديدة للترويج لهذا الحدث العالمي المعني بالتصميم الذي يتم استضافته كل عامين في عاصمة أحد البلدان بالتنسيق مع المنظمة الدولية المعنية بصناعة التصميم في كندا. وتعرض حكومة مدينة تاييبي الجهة المنظمة في جناحها مجموعة من التصاميم المبتكرة من خشب البامبو التي تحمل روح وثقافة البلد».
ويتابع زاميت بحماس: «كما نفخر باستضافة أول تصاميم مبتكرة في الأثاث للمهندسة المعمارية المبدعة زها حديد في غاليري «ديفيد غيل» من لندن، وتتميز أعمالها بالتصميم المبتكر والمادة المصنعة التي تقارب في بعض التصاميم من الزجاج بمظهرها الخارجي».

هادي يزبك يجمع بين شفافية الإحساس والإبداع بالألوان



«الحنين والزمن».. طبيعة لبنان الجبلية بالمائيات

هناك لوحات لا تكشف عن نفسها إلا للمتمعن فيها، كما هو حال النص الأدبي، فكلما استزاد القارئ منه، تكشفت له أبعاد جديدة من الجماليات. ويتجلى هذا القول في زيارة المعرض التشكيلي الفردي «الحنين والزمن» للفنان اللبناني هادي يزبك الذي افتتح أول أمس في منتجع شاطئ دبي مارين.
يستوقف الزائر في الجولة الأولى للمعرض الذي يضم 51 لوحة ويستمر حتى 26 يناير الجاري، براعة الفنان يزبك في رسمه لطبيعة لبنان الجبلية وبيوته الحجرية بشفافية المائي، ووجوه البورتريه المعبرة التي تعكس خصوصية بيئتها وتاريخها.
وخلال تلك الجولة يتوقف الزائر زمناً أطول أمام عدد من اللوحات دون غيرها، والتي يخرج فيها الفنان عن إطار المشهد البانورامي العام للطبيعة إلى مشهد يعنى بجزئية ما من تفاصيل المشهد.
جزئيات التفاصيل
لا يملك الزائر بعد انتهاء جولته إلا العودة إلى تلك اللوحات المعنية بالتفاصيل، ليتمعن في سر انجذابه إليها. ويتكشف له خلال تأمله في جزئيات تفاصيلها، جماليات تبهر العين وتشبع الروح، في تداخل الألوان والتكوين. كلوحة «نهر إبراهيم» التي تصور جريان المياه بين الصخور تحت ظلال أوراق الشجر، ولوحة «عنب» التي تصور عدداً من العناقيد البنفسجية اللون المتدلية من العريشة المشعة بالنور، والتي تتداخل في عمق ظلالها علاقة من الألوان تأسر شغاف النفس، كما هي الحال مع لوحة «التين» وحباتها الداكنة اللون بحمرتها المزرقة، وأوراقها التي تُرى في جزء منها أجمل ما في ألوان الخريف.
نهر إبراهيم
وسرعان ما يعود إلى «نهر إبراهيم» ليكمل بمخيلته عوالم اللوحة ليسمع خرير جريان المياه ويتنشق النسيم البارد من انعكاسات وريقات الشجر وزرقة الصخور. ويرتقي الزائر إلى حالة من الإحساس الشفيف مع كل سنتيمتر من اللوحة بما فيها من روعة تشكيلات الألوان وتناغمها، والتي لا تتجلى إلا بالألوان المائية التي تحاكي رقة الطبيعة وسحرها.
درفة مفتوحة
يحكي هادي يزبك في لقائه مع «البيان» عن علاقته بالمائي كفنان والطبيعة كإنسان ويقول، «أرسم منذ 32 عاماً، وواجهت الكثير من التحديات في علاقتي بالألوان المائية حتى تمكنت من تطويعها، لأصل إلى المرحلة التي أحاول من خلال ضربة فرشاة واحدة رسم ما أريد التعبير عنه. وبأسلوب يقارب من النصيحة التي قالها لي الروائي اللبناني توفيق عواد »1911-1988« الذي نشأنا على أدبه، »الفن نافذة.. درفة مفتوحة وأخرى مغلقة«؟
وتابع لحظات صمت: «وعليه بدأت في المرحلة الأخيرة الرسم بهذا المفهوم الذي تجلى في لوحاتي مثل »نهر إبراهيم« و»عنب«، أي الاعتماد على جزئية في التكوين، ليكمل المتلقي بمخيلته بقية المشهد، وبذا تتحقق للوحة قيمة فنية إضافية».
لحظة توهج
ينتقل يزبك إلى الحديث عن ارتباطه بالطبيعة ويقول: »أستمد شفافيتي الداخلية من جمال الطبيعة التي تشكل بالنسبة لي لحظة توهج. كاللحظة التي أطل فيها لأول مرة من تلة في قرية جزين على جلال الصنوبر كالسجادة الخضراء الموشاة بالقرميد الأحمر لبيوت قديمة يعبر بينها شلال مياه، لأشهد ببصري لوحة بانورامية بين تراب الأرض وزرقة السماء. هذا المشهد أصابني بقشعريرة وشعرت بحالة من السمو والارتقاء الإنساني".
سيرة
درس يزبك «1956» في المعهد العالي للفنون في أوتاوا. ونظّم معرضه الفردي الأوّل في بكندا عام 1986، ليتبعه معرض فردي عام 1987 في الأشرفية بلبنان. كما أقام معارض في بوسطن، ونيويورك، واشنطن دي سي، ونيو جيرسي، والقاهرة وأبوظبي.