بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الخميس، 7 يناير 2016

صفوان داحول: أرسم لحظة ما التقطته نفسي


يرى نفسه مصوراً أكثر من كونه تشكيلياً



تميز الفنان التشكيلي السوري صفوان داحول الذي وصل إلى العالمية، بخصوصية أسلوبه الفني الذي شكل علامة المصدر: 
    دبي – رشا المالح

فارقة قائمة بحد ذاتها في عالم الفن العربي والغربي، والذي لا يخلو مزاد من مزادات كريستيز للأعمال الفنية بدبي في السنوات الأخيرة من عمل أو أكثر له، كما شكلت لوحاته جزءاً من خصوصية الأجواء الدرامية في مسلسل «جلسات نسائية» للمخرج مثنى الصبح.
  
وبهدف الاقتراب من وجدانيات داحول التي تتجلى في مختلف أعماله ولسنوات طويلة ومعرفة الحد الفاصل بينها وبين مهنية الفنان، التقت به البيان بمرسمه في دبي مقر إقامته.
 يدخل المتأمل للوحات داحول في حالة قريبة من الصوفية ليستغرق في جمالية مشهد اللوحة، لينتقل بهدوء من أجواء واقعيته السحرية على خلفية موسيقى تدرجات الأبيض والأسود، إلى التفاصيل والعلاقة المتداخلة بين التكوين والمساحة من جهة، وبين الحالة الوجدانية المطلة من عنصر المرأة الحاضر في لوحاته ليتابع تعبير العين المنكسر تارة والشاهد تارة أخرى إلى حركة أصابع اليد وانحناءة الرأس أو تكور الجسد من جهة أخرى.
يقول داحول حول وجدانيات واقعيته السحرية: «أرى نفسي مصوراً فوتوغرافياً أكثر مني رساماً، في لحظات السكون أمسك بكاميرتي لألتقط ما أراه في تداعيات لحظة من الحياة، ولأثبت ما التقطته عدستي الداخلية في هدأة السكون والصمت».
ارتقاء بالاختزال
وينتقل إلى عنصر المرأة بطل لوحاته: «تصبح بعض العناصر قريبة جداً من وجدان الرسام مع تراكم التجربة وتزداد غنى في وسائل تعبيرها التي ترتقي إلى الأختزال والتقشف بعيداً عن بهرجة الألوان أو التفاصيل. وأنا بطبعي إنسان أحب التقشف وعليه فإن تكويناتي جزء مني، وأتوقف عن العمل على اللوحة حينما أصل إلى القناعة أن الجرح الخفي فيها أوصل رسالته».
غنى داخلي
يحكي عن عمق وجدانياته: «كل إنسان فينا غني من الداخل، ومن يبحث في أعماقه يجده، ليصبح حضوره وتلاقيه أكبر. بإرادتنا نخفي وجدانياتنا عن أنفسنا، وما يحفز حضورها الدائم البحث والقلق والهم والتفكير الذي يقودني إلى اكتشافات في نفسي وفي لوحاتي. هذه الحالات يعيشها الفنان ولا يصطنعها، وخلال عملي حالياً على لوحة بالأبيض والأسود تتداعى التأملات عن اللونين الأبيض والأسود، وكيف يرى بعض الناس في الأبيض رمزاً للحياة وبعضهم الآخر يراه رمزاً للموت.
أما فيما يخص الحد الفاصل عند الفنان بين تدفق الوجدان أو حالة الانفعال والحرفة فيقول:«تأتي فكرة اللوحة في لحظة وجدانية خلال أجزاء من الثانية، ليتحقق جزء منها في اللوحة، ولتجبره العناصر الأخرى بالمعنى التقني مثل كيفية توزيع الألوان وتدرجاتها وتكوين العناصر على الانفصال والتعامل بانضباط وحرفية مهنية صارمة».
روح التجدد
ورداً على المقولة التي مفادها أن كل عمل إبداعي يقتطع جزءاً من روح الفنان يقول:«برأيي العكس هو الصحيح، فالفنان المبدع يتجدد مع كل عمل يقدمه، وإحساسه بالرضا والسعادة بعده هو خطوة لعمل آخر يساهم في اتساع ورحابة روحه وقدرته على الاغتناء وتحمل الظروف. وأرى عمل الفنان جزءاً من مذكراته اليومية ».
سيرة داحول
ولد صفوان داحول في سوريا عام 1961، ويقيم حالياً في دبي. درس الفن في معهد سهيل الأحدب وكلية الفنون الجميلة بدمشق. وحصل عام 1987على منحة دراسية من وزارة التعليم العالي للدراسة في بلجيكا، لينال شهادة الدكتوراه عام 1997.