مثال لمساهمة المؤسسة والهيئات في الخدمة المجتمعية
جائزة «أبراج كابيتال» جسر فتــي من الشرق إلى الغرب
تعتبر«جائزة أبراج كابيتال للفنون»، التي انطلقت من دبي قبل خمس سنوات من أبرز
وأهم الجوائز في الفنون البصرية على صعيد العالم لقيمتها الفنية والمادية. واستطاعت
هذه الجائزة خلال السنوات الخمس الكشف عن 21 موهبة فنية في منطقة الشرق الأوسط
وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
يأتي تميز "جائــزة أبراج كابيتـــال للفنون" عبر خروجهــــا من المفهوم
التقليدي لجــــوائز الفن العالميـــة، الذي ينحصر غالباً في توزيع جوائـــز
نقديــة وتغطيـــة خبر الفـــوز.
فهي تلعب دوراْ جوهريـاً في تعريف الغرب بقدرات الفنانيـــن من منطقة الشــرق
الأوسطــ وشمــال إفريقيـــا وجنــوب آسيا، في إطار الفنون البصرية المعاصرة، والتي
لا تقـــل عن المستوى الإبداعي في الغرب.
كما تتميز الجائزة بتطويـــر استراتيجيتها بصـــورة دائمة، لتفعيل دورهـــا
لتحقيــق أفضل النتائج للفنانين على المدى الطويل، ومتابعة تطورهم ونشاطاتهم.
حكاية نجاح
وتكمن خلف نجاح هذه الجائزة حكاية، أسوة بكل النجاحات، وبهدف التعرف على حكاية
هذا النجاح والدور اللوجستي الذي تقوم به الجائزة.
التقت "مسارات" بسافيتا آبتي رئيسة الجائزة، خاصة وأن الجائزة تعتمد على دراسة
قيمة وجدوى مشروع كل فنان مشارك، والبحث المتأني والدراسة المرتبطة بثقافة بيئته،
لتساهم قيمة الجائزة الماليـــة البالغــــة 100 ألف دولا أميركي، في تنفيذ مشروع
الفنان الفائز وحلمه على أرض الواقع.
رصيد من المبادرات
وقالت سافيتا، التي تمتلك رصيداً من المبادرات الإبداعية في عالم الفن على صعيد
منطقة الشرق الأوسط وآسيا، عن بداية تأسيس الجائزة، "تبلورت فكرة الجائزة في ذهني
لدى تواصل القائمون على معرض "آرت دبي" مع مجموعة "أبراج كابيتال" عام 2008، بهدف
المشاركة في رعاية المعرض.
لكن عارف النقفي، المؤسس والرئيس التنفيذي للمجموعة، رغب في لعب دور أكثر فعالية
في إطار الخدمة المجتمعية في دبي والمنطقة عموماً. وعليه تم الاتفاق على إقامة
جائزة فنية خاصة بالمنطقة، ونظراً لخبرتي في هذا المجال ومن ضمنها مشاركتي في تأسيس
دار سوثبي للمزادات الفنية كمستشارة وخبيرة في الفـــن الحديــث والمعاصر في جنوب
آسيا، إلى جانب مشاركتي في تأسيس "جائزة سوثبي" للفن الهندي المعاصر".
مراحل
وتابعـــت قائلة، "كنــت أعرف ما أريده وما لا أريده عند تأسيـس الجائزة، مع
تركيز هدفنا بصــورة دائمـــة على تحقيـق الفائــدة القصوى. ويمكن تلمس هذا الجانب،
بعد نقل شروط الجائــزة، حيث كانـــت في العاميــن الأولين تختـــار ثلاثـــة
فنانين فائزين بمشاركة القيميّن الذين يمثلوهما، حيث يحصل كل فائز على 200 ألف
دولار أميركي.
وبعد الاستماع إلى انطباعات الفنانين بهذا الشأن والذين واجهــوا صعوبـــات
عديدة فيمـــا يتعلق بتمثيل أحد القيمين لهم كشرط للمشاركة في الجائزة، والإشارة
إلى أن قيمة الجائزة العالية تربكهم. وعلى هذا الأساس تم تعــديل الشروط، ليتـم
لاحقاً اختيار خمسة فائزين مع اختيارنــا لقيّم واحــد يتعاون مع الفنانين الخمسة،
والـــذي ينجز "كاتالـــوغ" عن الفنانيـن والمعرض".
فن معاصر
وأجابت لدى سؤالها عما حققته هذه الجائزة خلال السنوات الخمس قائلة، "تُعرف
الجائزة عالم الفن في الغرب على نخبة من الفنانين المبدعين في الفن المعاصر في
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا "ميناسا"، من خلال تسليط الجائزة
الضوء عليهم وعلى أعمالهم، كذلك تغيير المفهوم النمطي السائد عن الفنون التي لا
تزال في إطار التيارات الفنية التقليدية في تلك المناطق.
والتأكيد على مواكبة الفنانين في "ميناسا" للحركة الفنية المعاصرة وتميز
المبدعين منهم أسوة بأي فنان من الغرب. كما تساهم أعمال الفائزين في نقل ثقافة
وحضارة وبيئة بلدانهم إلى الثقافات الأخرى، وفي الوقت نفسه يتحول الفائزون إلى
سفراء لثقافة بلدهم".
دعم ومشاركة
كما قالت لدى سؤالها إن كانت الجائزة تتلقى أي نوع من الدعم والمشاركة من أية
جهة كانت، "لا تتلق الجائزة أي دعم أو مساعدة من أية جهة كانت، أما ما تطمح إليه
فيتمثل في إيجاد مقر دائم بمثابة غاليري دائم لعرض أعمال الفائزين بعد الانتهاء من
جولتها.
وبالتالي يمكن لهذا المقر أو الغاليري اجتذاب العديد من الأكاديميين والباحثين
لزيارة البلد والمعرض الدائم لإجراء بحوثهم ودراساتهم، بدلاً من عرض الأعمال بصورة
شبه دائمة في الخارج. ولحسن الحظ لم تعد أعمال الفائزين من جولاتها في الخارج منذ 5
سنين وحتى الآن، وإلا كنا سنواجه صعوبة بهذا الشأن".
جانب مهني
أما فيما يتعلق بالجانب المهني بشأن اختيار الأعمال الفائزة فقالت، "تقوم لجنة
متخصصة من الكفاءات الفنية والأكاديمية بمراجعة ومناقشة طلبات المشاركة في مسابقة
الجائزة ودراسة أبعادها وقيمتها الفكرية والفنيـــة والثقافية. وبعد اختيار
الرابحين بشكل جماعي، يتاح للفنانين فترة 6 أشهر على الأقل، لتنفيذ أعمالهم الفنيّة
التي سيتم الكشف عنها في شهـــر مارس ضمــن "آرت دبي"، أكبر المعارض الفنيّة على
مستوى منطقة الشرق الأوسط".
مشاركات
وبخصوـــص مشاركـــات الفنانين من الإمـــارات ومنطقة الخليج وغيـــاب فوز أي
منهــــم في السنوات الخمـــس فقـــالت، "هناك العديد من الفنانين الذين تقدموا
بطلباتهم كل عام. وما ينقصهم هو الصبر في إعداد مشروعهم الذي يتطلب الكثير والكثير
من البحث والدراسة والتفكير. وهـــذا الصبر مرتبــط بنسبة شغفهم بتحقيق حلمهم أو
بالأحرى مشروعهم الفني".
شروط
وقدمت نبــذة فيمــا يتعلق بشروط المشاركة قائلة، "لا توجد قيود على الفئة
العمريـــة ونــوع الوسائـــط المستخدمة في إنتاج العمل الفني. ويتـــوجب في هذه
الأعمال أن تحمل روح الثقافة الإقليميـــة لتنال إعجاب الجمهــــور العالمي،
والالتزام بالمعلومـــات والمعايير المطلوبة عند المشاركة، مثل مواصفـــات أساسية
لقبـــول المشـــروع، مع وصـــف المشـــــروع بعدد محـــدود من الكلمات، وتقديـــم
رسومــات أوليــة أو صور أو فيـــديو عن تصور المشروع، والمواد المطلوب
استخــدامهـــا والميزانية التقديرية، وغيرهــا من التفاصيل".
يُذكر أن القائمين على الجائـــزة يكشفـــون اللثام عن أعمـال الفائزين كل عام
في يوم افتتــاح معرض "آرت دبي" السنـــوي الذي يقـــام في مدينة الجميرا، مع حضور
الفنانين للتحدث عن أعمالهــــم والتعـــرف على تجـــارب زملائهــــم الفنانيـن
ســـــواء الفائزيـــــن منهم أو في منطقة الإمـــارات.
ولتعــرض الأعمال في العديد المناطق في الإمارات قبل بـــدء جولتهــا الخارجيــة
في العديد من المتاحـــف والهيئات الفنيـــة في مختلـــف بلـــدان العالـــم.
وليلبــي الفنانون دعــوة العديد من الفعاليات الفنية الـكبرى مثـــل تكليـــف
البيناليـــات لهـــم بتنفيذ أعمال فنية، وإقامة المعـــارض والمشاركة في البرامج
الفنية.
لجان التقييم
ضمت لجان التقييم رواداً في النقد الفني، ومديري متاحف، ومقتنين وقيّمين، منهم
أنطونيا كارفر مديرة آرت دبي؛ ودانا فاروقي داعمة للفنون؛ وعلي خضرة ناشر ورئيس
تحرير مجلة كانفاس؛ والدكتورة سلوى مقدادي، المدير التنفيذي لبرنامج مؤسسة الإمارات
للثقافة والفنون؛ وجيسيكا مورغان، قيمة الفنون العالمية لمعرض داسكالوبولوس، متحف
تيت؛ وإيلين أن جي محررة مجلة آرت آسيا باسيفيك؛ وغلين لوري مدير متحف الفن المعاصر
في نيويورك؛ وشارميني بيريرا القيمة الضيفة في جائزة أبراج كابيتال للفنون
2011.
الإختيار
تقوم لجنة متخصصة من الكفاءات الفنية والأكاديمية بمراجعة ومناقشة طلبات
المشاركة في مسابقة الجائزة ودراسة أبعادها وقيمتها الفكرية والفنيـــة والثقافية.
وبعد اختيار الرابحين بشكل جماعي، يتاح للفنانين فترة 6 أشهر على الأقل، لتنفيذ
أعمالهم الفنيّة التي سيتم الكشف عنها في شهـــر مارس ضمــن "آرت دبي"، أكبر
المعارض الفنيّة على مستوى منطقة الشرق الأوسط".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق