الجمعة، 28 فبراير 2014

اليوم السابع: مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما

متعة بصرية في العرض الكويتي ولوحات سريالية للألماني الروسي

الحشاش يأسر الجمهور وأكويون يصطدم باللغة

ما يستوقف المتابع لأيام مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، في اليوم السادس، حرص عدد من ضيوف المهرجان الأجانب على المشاركة في نقاش الندوة التطبيقية الخاصة بالعرض الكويتي "يوميات أدت إلى الجنون"، إلى جانب عدد من نجوم فن المونودراما العرب الذين افتقدنا إما حضورهم أو مداخلاتهم في العروض السابقة.
وقد أسر العرض الكويتي، الذي أداه يوسف الحشاش الجمهور، فيما أصطدم العرض الثاني "الحياة كحلم: سلفادور دالي" للمثل بوراك أكويون بحاجز اللغة.

حياة موظف
تفاعل جمهور العرض الكويتي الأول "يوميات أدت إلى الجنون" المقتبس عن نص للمؤلف الروسي نيكولاي غوغول وتمثيل المؤلف الموسيقي ومخرج العمل يوسف الحشاش، مع العرض منذ المشهد الأول ليتابع بشغف حياة الموظف الحكومي المهمّش، الذي يقع في غرام صوفي ابنة المدير العام.
لتتجسد معاناته اليومية ابتداء من اضطهاد مدير القسم له، إلى تتبعه لكل ما يمت بصلة للشابة صوفي بهذيان جمع بين المتخيل والواقع البائس.
في عالمه المتخيل يعتلي منصة الغناء في أحد المطاعم ليشدو بصوته أغنية تترجم عشقه لصوفي بأسلوب كوميدي تفاعل معه الحضور، لتسمع قهقهات الحضور هنا وهناك، ولتستمر في المشاهد التي يحاول فيها التجسس على الكلبة مارجوري الوفية لآنستها صوفي، والتجسس على مراسلاتها للكلب فيديل.


هذيان ملكي
ليدرك من خلال المراسلات غرامها بأحد الرجال من الطبقة العليا، فيهوي من فانتاسيا مشاعره إلى واقعه المعتم الضيق الذي لا يجد فيه أية فسحة مضيئة، حتى يقرأ في إحدى الصحف عن اسبانيا التي تبحث عن ملكها الجديد.
وهنا تنفرج أساريره، فهو الملك الإسباني المنتظر، ليعيش دوره الجديد بمفارقات درامية للكوميديا السوداء أدت به إلى مشفى الأمراض العقلية، ليستدعي من فيها ليكونوا حاشيته، وبسبب ما أثاره من صخب وتمرد يتم تعذيبه حتى يتخلى عن حلمه.
فينكمش على نفسه ويتضاءل رعباً وخوفاً من تعذيبهم له حتى يفارق الحياة في النهاية.

تفاعل الجمهور
وقد نجح الممثل الحشاش في الاستئثار بجمهور الصالة، وتجاوز عائق اللغة، ليتفاعل معه طيلة العرض من خلال فرجة بصرية أمتعت الحاضرين بحلولها بين السيارة المضيئة بخطوطها العامة في خلفية الخشبة التي تنزل منها صوفي، التي رمز لها بفستان ملون خرج عن هيمنة أجواء حياته المؤطرة بالأبيض والأسود والرماديات، ولعبه بالمظلة خلال بحثه في الشوارع، ومشهد الغناء الذي أبهر الجمهور سواء بالأداء أو بالإضاءة التي اعتمد فيها على فريق عمله الذين خلقوا مشهداً ديناميكياً بتلاعبهم في الإضاءة على خشبة المسرح. ويُحسب للممثل أنه قدم عرضاً جمع فيه بين المتعة البصرية والكوميديا والترفيه.


الحياة كحلم
شكلت لغة العرض الثاني الألماني الروسي "الحياة كحلم: سلفادور دالي" للمثل بوراك أكويون والمخرجة إنا سوكولوفا غوردون التي أعدت النص، حاجزاً حال دون تفاعل الجمهور مع العرض، خاصة وأن الممثل الذي يؤدي دور سلفادور دالي لم يقدم فرجة بصرية تفاعلية في المشاهد الأولى التي جسد من خلالها أحلام ونزوات ذلك الفنان، حيث طغى السرد على الفعل الدرامي، ما دفع البعض إلى الخروج من الصالة، بما فيهم عدد من الضيوف الأجانب.
قدم العرض من خلال بعض اكسسوارات الديكور لوحات سريالية لنزوات دالي ورؤيته للعالم ونرجسيته وتفاعله مع بعض الشخصيات التاريخية التي أثرت فيه، مثل علاقته الجدلية بهتلر، وتأثره بموت لوركا وتحويل الفكرة المألوفة إلى ما هو غير مألوف.
وبالطبع لا يمكن لمن لم يقرأ مذكرات دالي أو معرفة نبذة عن الفنان التفاعل مع العرض، سيما وأن الممثل اعتمد على المحكي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق