الأحد، 20 يوليو 2014

استضافتي في ندوة

رشا المالح: الإحباط آفة البيئة الثقافية

وذلك بسبب أنني استمعت إليها، وللمرة الأولى، وهي تتحدث عن ذاتها الإبداعية في مجال التشكيل والكتابة القصصية وعالم الفن السابع، ودورها الذي لن تنساه في مسرحية " بطوط الشجاع " بالاشتراك مع المسرحيين الإماراتيين: عبد الله المناعي وحسن رجب. إضافة إلى عهدها بالشاعر جميل بخيت، الذي مثل لها نموذجاً عربياً مهماً، في احتضان الإبداعات ودعمها.
تجولت بنا رشا المالح، في جلسة المنتدى، عبر ذاكرتها منذ عام 1981، تاريخ قدومها إلى الإمارات، ومن ثم وصولاً إلى عملها الصحافي حالياً، في القسم الثقافي في صحيفة "البيان"، مقدمة إضاءات نوعية، وأفكاراً تؤمن بأهمية الكتاب في ترسيخ ثقافة اكتشاف الذات بالدرجة الأولى، وحماية المبدعين من آفة إحباط البيئة المثقفة. وجاء ذلك ضمن أمسية التجربة الإبداعية للزميلة رشا المالح، التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، في معهد الشارقة للفنون المسرحية، بحضور مجموعة من المثقفين والمهتمين في الشأن الإبداعي.
تكسير الأجنحة
عندما تسمع رشا المالح وهي تتحدث عن تجربتها، تؤمن بأن للإبداع، جملة تفاصيل لا يستطيع الشخص اختزالها في سويعات من الزمن، بل يحاول فقط، أن يرسم لوحة جمالية لمواقف مر بها، بألوان من تكسير الأجنحة، هكذا وصفت رشا دافعها إلى الاستمرار في مجال الكتابة الإبداعية.
مشيرة إلى أن إحساسنا بأننا غير مقدرين أحياناً، يمثل حافزا لنبقى موجودين. وتحدثت رشا، بدايةً، عن دراستها الفنون الجميلة، والتي قادتها إلى الرسم في مجلات قصص الأطفال، منطلقة بعدها إلى التمثيل، والذي كان يعد إحدى أمنياتها أثناء دراستها الجامعية، وهي أمنية حققتها بتقديم أعمال مع "مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون"، في ذاك الوقت، وتحديداً في استوديو عجمان. ولفتت إلى أنه، وبسبب محدودية مجال التمثيل في تلك الفترة، توجهت إلى معايشة تجربة المسرح، ما خلق لديها، علاقة مع الخشبة، مبينة، في هذا الصدد، تجربتها مع المسرحي عبد الله المناعي، في مسرحية "الفخ ".
وتابعت رشا استعراض محطات تجاربها، موضحة انها انخرطت بعدها في مجموعة ورش تدريبية متخصصة بفنيات المسرح، نظمها مسرح الشارقة الوطني. وأضافت حول تجربتها في المسرح المسرح: " لا أنسى مسرحية (بطوط الشجاع) مع حسن رجب، والتي قدمناها على مدار تسعة أيام، إذ كان فيها شباك التذاكر حاضرا بقوة، وهي مرحلة نوعية في منحى التعاطي بين الجمهور والمسرح المحلي". وأضافت أيضا: ".. توقفت المسرحية، لأسباب لا نعلم ما هي، وقررت التوجه إلى العمل السينمائي، فشاركت في فيلم" عابر سبيل"، كممثلة ومساعد مخرج، مع سهيل وعلي العبدول".
احتضان
تطرقت رشا المالح، في حديثها بالجلسة، إلى أن عملها في مجال المسرح والسينما، لاقى، لاحقا، تصادماً مع ظروفها، كونها موظفة وأماً، فقررت حينها توثيق تجربتها لنفسها، من خلال حضورها المهرجانات المسرحية والكتابة عنها، مثل مهرجان قرطاج في عام 1987. وهناك ولدت علاقة كتاباتها مع النشر في الصحف، فقد تعرفت على مسرحي فلسطيني، وسألها عن ماهية كتاباتها، وبمجرد اطلاعه على قراءاتها في العمل الفني، وجهها للنشر.
مؤكداً لها أن ما تكتبه هو نقد فني يستحق المتابعة. ولفتت رشا إلى انها في تلك الفترة، أيضا، تعرفت على الشاعر جمال بخيت، رئيس قسم الثقافة في جريدة الخليج، والذي ساهم في تعزيز موهبتها في مجال الكتابة الإبداعية، وذلك إلى جانب مجموعة من المبدعين، الذين قادوا مضمون ورؤى حركة نوعية في مجال النشر الثقافي، خلال تلك الفنرة، مثل: سعد محيو مدير( تحرير مجلة الشروق آنذاك)، د. طلال طعمة( رئيس تحرير مجلة زهرة الخليج، حينها)،وكامل يوسف (رئيس قسم الثقافة في جريدة البيان، آنذاك)، أسامة سمرة( المنسق الإعلامي في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.

سيمفونية إبداعية

"صقيع في الأطراف"، مجموعة قصصية لرشا المالح، نشرت في عام 1999، اعتبرتها تجربة ترد فيها اعتبارها لذاتها، وتوثق مرحلتها الإبداعية، مؤكدة خلالها أن بيئة المثقفين حينها اتسمت بالإحباط، والبعد عن منحى تفاعلهم مع مهمتهم كمثقفين ورسالتهم في تعزيز رؤى الإبداع. ولفتت رشا المالح، الى تجربتها الثرية في مشروع " روايات خالدة " التي قدمتها في ملحق "بيان الكتب" الذي كان يصدر عن صحيفة "البيان" الإماراتية، بأنها بمثابة اختزالات في الكتابة الإبداعية عبر مفهوم الصحافة الأدبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق