السبت، 28 نوفمبر 2015

إلياس زيات: مأخذي على الفنانين قصور معرفتهم بتاريخهم



في حوار استذكر خلاله حضارة تدمر وتسامحها الديني

المصدر: 
  • دبي – رشا المالح

«أنا من الجيل التالي لمرحلة الحداثة، أي أنني عاصرت الجيل الأول وأجيال ما بعد الحداثة إن جاز القول»، هذا مما قاله الفنان المخضرم إلياس زيات الذي يعتبر من مؤسسي حركة الفن الحداثي بسوريا في مستهل لقائه مع «البيان» خلال زيارته لدبي بالتزامن مع معرضه «ما بعد الطوفان» بغرين آرت غاليري في مجمع القوز بمنطقة السركال.
ويتابع الزيات تقديمه لمحات من المشهد التشكيلي في بلاده قائلاً: «عمر الفن بسوريا يعود إلى ما قبل خمسة أو ستة آلاف سنة قبل الميلاد والتاريخ، وآثار فنون الحضارات التي تعاقبت على البلد لا تزال شاهدة على ذلك. تمثلت مشكلتنا ـ وأنا أتحدث عن المرحلة قبل الأزمة في سوريا ـ في ضعف تسويق الفن السوري الذي له هويته وخصوصيته.
ونتيجة ضعف التسويق لم يتمكن الفنانون من التفرغ حتى السنوات الأخيرة التي شهدت انفتاحاً مع افتتاح العديد من الغاليريهات، وبالتالي توفر السوق الذي أسهم في ارتفاع أسعار لوحات الفنانين، ما أتاح للبعض منهم التفرغ».
مأخذي عليهم
ويتحدث عن رؤيته لنتاج الفنانين الشباب قائلاً: «كل مرحلة تقدم جيلاً جديداً من الفنانين المبدعين الذين استطاعوا بلورة أسلوبهم الخاص. أما المأخذ الوحيد على معظم الفنانين الشباب العرب فهو قصور ثقافتهم بتاريخ حضارات بلدانهم القديمة، التي تشكل معرفتهم بها قيمة مضافة لإبداعهم عبر تشبع روحهم وذاكرتهم بها».
منابع الإلهام
ويعد معرضه «ما بعد الطوفان» مثال على القيمة المضافة لإبداع الفنان التي تحدث عنها الزيات، الأشبه بموسوعة لتاريخ فنون الحضارات القديمة التي تعاقبت على سوريا بما فيها حضارة اليونانيين والبيزنطيين.
ويقول زيات عن منابع إلهامه: «استلهمت لوحتي الثلاثية التي تحمل اسم المعرض من حضارة تدمر التي اتسمت بالتسامح الديني، حيث عثرت البعثات الأثرية على كنائس المسيحيين والكنس اليهودي وعدد من معابد الديانات القديمة وفي مقدمتها عشتار الهة الخير وبل حامي المدينة إله الشمس، وغيرهما».
تحرر النسب
وأبرز ما يتجلى في أسلوب رسم زيات لشخوصه الأسطورية تحررها من نسب تشريح جسد الإنسان، ومع ذلك تبدو في انسجام بحضورها دون أي إحساس بالخلل، ويقول الزيات عن سر هذا التناغم: «مع تعمقي بتاريخ بلدان الشام، وفهمي لجماليات فنوننا القديمة المنعكسة في الرسم والنحت الجداري والخط العربي، عدت إلى نسب جماليات الشرق التعبيرية التي أضحت جزءاً من أسلوبي.
فبدلاً من رسم رأس الإنسان وفق نسب جماليات الفن اليوناني بنسبة 1/‏8 بت أرسمه بنسب تفرض نفسها خلال رسمي للوحة».
بطاقة
ولد إلياس الزيات في دمشق عام 1935.
 درس على يد الفنان السوري ميشيل كرشه من عام 1952 إلى عام 1955.
 تخرج عام 1960 من أكاديمية صوفيا للفنون الجميلة.
Ⅶ 1973 – 1974تخصص في ترميم الفنون في هنغاريا.
Ⅶ 1980حصل على مرتبة أستاذ في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق بعد تدريسه لمدة عشرين عاماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق