إيفا داوود موهبة في الإخراج بمعايير عالمية
دبي ـــ رشا المالح
(يمكن مشاهدة تريلر trailer الفيلم عبر الرابط https://vimeo.com/117719847)
حالة من الذهول، تهيمن على المتابع للمشاهد الأولى من الفيلم الخليجي القصير «سارق النور»، للمخرجة البحرينية السورية إيفا داوود، ومرد ذلك، محاولته استيعاب فكرة أنه لا يشاهد فيلماً عالمياً بأجوائه وتقنياته وممثليه ولغته، فسرعان ما ينسى نفسه ويستغرق في أحداث الفيلم، بفعل تأثير الموسيقى التي تصعّد من الإحساس بالغموض، وأداء الممثلين وحرفية التصوير لمشاهد مدروسة بدقة، سواء على صعيد جمالية المكان أو تفاعل الممثلين أو أجواء الطبيعة الدرامية.
و«سارق النور»، من الأفلام التي تمكن المشاهد من العيش في أحداث القصة التغريبية برمزيتها، والواقعية بمعانيها، ليتابع تلك المرأة في خريف العمر، التي تراقب أدهم الرجل الوسيم زير النساء، حتى نصل معها إلى بيته، لنكتشف أنه كان يسرق نور الفتاة التي يقيم معها علاقة، لتتحول إلى امرأة منهكة، يغزو الشيب رأسها أسوة بالبطلة.
إيفا تعطي ملاحظاتها قبل تصوير أحد مشاهد الفيلم |
ويُحسب للمخرجة، براعتها ودقتها في خلق أجواء تجمع فيها بين الأسطورة والواقع، بأسلوب الأفلام الكلاسيكية العالمية، على الصعيد الفني، ليشكل كل مشهد وإيماءة وحركة، فعلاً له دوره في بناء الأحداث، مثل اللقطة التي تزيد من تصعيد الحدث الدرامي في أحد الأمكنة، حيث تشيح إحدى النساء الجالسات في المقهى، بوجهها سريعاً، خوفاً من مشاهدة أدهم لها خلال مروره بجانبها. يحمل هذا المشهد أكثر من بعد، بداية بمعرفتها لأدهم، وتفادي اللقاء، إلى تعابير وملامح وجهها التي تشبه طير «البوم»، وابتسامتها لاحقاً، التي تنم عن خبث عميق.
إيفا داوود خلال تواجدها في مهرجان دبي السينمائي الدولي |
لماذا إسبانيا
التقت «البيان» بعد العرض بإيفا داوود، التي في رصيدها 7 أفلام قصيرة وعدد من الجوائز العربية والعالمية بما فيها «سارق النور»، والتي تحدثت عن خصوصية فكرة الفيلم وأجوائه قائلة: «تولدت فكرة الفيلم، عندما كنت في مهرجان برلين عام 2012، من خلال لقائي بإحدى المشاركات، لأكتب سيناريو الفيلم على مدى عامين. أما فيما يخص التصوير، فاخترت إسبانيا بدلاً من بلد عربي، نظراً لتعاونهم بشأن قيمة التكلفة المالية للتصوير والخدع، خاصة وأن فيلمي غير تجاري. وبعد تصوير أجزاء منه، حصلت على الدعم المالي والتقني منهم، مما ساعدني على إنجازه بالبعد الذي أراه في مخيلتي».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق