تعتبر مصممة الأزياء الفرنسية كوكو شانيل (1883 1971) ظاهرة كسرت مجموعة من المفاهيم والأعراف التي كانت سائدة في زمنها، فهي أول مصممة أزياء أو امرأة عاملة في مهنة الخياطة، اخترقت المجتمع المخملي وعالم الفن والأدب، لتتربع على قمة المجد والشهرة طيلة حياتها المهنية، وحتى وفاتها.
كوكو شانيل مصممة الأزياء الفرنسية، امرأة استطاعت بإرادتها القوية وموهبتها وذكائها أن تنتشل نفسها من قدر الفقر المحتوم على من نشأ من أمثالها في ملاجئ الأيتام، إلى عالم الأثرياء لتؤسس مفاهيماً جديدة لأزياء المرأة، ولتصبح سيدة الأعمال الأكثر ثراءً بين نساء جيلها.
وكأية شخصية، شكلت ظاهرة في زمنها وما بعده، ومرجعاً للعديد من الأكاديميين والباحثين سواء على صعيد مسيرتها الحياتية، أو إنجازاتها وحتى صداقاتها، لتكتب سيرتها الذاتية من قبل العديد، وليتم الكشف في كل كتاب عن وجه جديد من تاريخ حياتها.
محطات
مرت شانيل واسمها الحقيقي (غابرييل بونهور شانيل) في حياتها بالكثير من المحطات، منذ مغادرتها ملجأ الأيتام حينما كانت في الثامنة عشر، لتبدأ من عاملة في متجر للأقمشة، إلى الغناء فصانعة قبعات، فمصممة أزياء وسيدة أعمال من الطراز الأول.
ومما لا شك فيه أنه كان لنشأتها دور كبير فيما وصلت إليه من نجاح وشهرة. وتمثل تأثير نشأتها في الجانب الأول من خلال معاناتها من الفقر واليتم، ومن جانب آخر غياب الخطوط الحمراء المتمثلة بأعراف وتقاليد المجتمع التي تحدد بصورة ما مسار حياة الإنسان.
انطلقت من الميتم، بعدما تسلحت بمهنة الخياطة وما اكتسبته من خبرة أوسع في الحياكة لدى أقربائها حيث أمضت عطلاتها خلال سنوات حياتها في الملجأ ما بين سن الثانية عشر والثامنة عشر. وكان هاجسها آنذاك تجاوز خط الفقر بلا عودة. وبدأت بالعمل إلى حين في أحد متاجر القماش، ومنه انتقلت إلى العمل كمغنية في بعض المقاهي والحانات، حيث اكتسبت لقبها (كوكو) من خلال أغنيتين ارتبطتا بها.
ونذكر قبل التحدث عن تجربتها كمصممة أزياء للعروض المسرحية وفي السينما، بدايات تجربتها العملية مع التصميم بعد تركها تجربة الغناء عام 1908 والتي استمرت لمدة ثلاث سنوات نتيجة فشلها في الحصول على عمل ثابت كمغنية، لتفتتح بعدها أول متجر لها في باريس عام 1910 .
وعرضت فيه قبعات النساء من تصميمها، أما تمويل المتجر فحصلت عليه من عشيقها الفرنسي الثري إيتيان بالسان، ولاحقاً من عشيقها البريطاني الشاب كابتن آرثر إدوارد (بوي) كابل الذي استمرت صداقتها معه حتى وفاته بحادث سيارة عام 1919، علماً أن كلاهما أدخلها في نسيج المجتمع المخملي.
بدايات النجاح
بذكائها استثمرت شانيل علاقاتها الاجتماعية، لتجذب إلى متجرها سيدات المجتمع المخملي اللواتي أعجبن بتصاميم قبعاتها الأنيقة والبسيطة. وسرعان ما فتحت فروع لها في باريس أيضاً، ودخلت عالم التصميم لتكون أول من حرر النساء من عرف استخدام المشدات التي تضغط على أجسادهن.
كما كانت الأولى في استخدام قماش (الجورسيه) في أزياء النساء عام 1920. ولاقت تصاميمها المريحة من القمصان والأطقم (تايور) والبنطال والتنانير القصيرة نسبياً مقارنة بما قبلها، نجاحاً كبيراً ورواجاً واسعاً.
احداث وظروف
قدمت شانيل في عام 1922 عطر (شانيل رقم 5)، الذي لا يزال يلقى رواجاً حتى يومنا هذا، والذي جنت من خلاله الملايين، خاصة خلال فترة الحرب العالمية الثانية حيث استغلت علاقتها بالنازيين لتتقدم بشكواها ضد شركة الأخوين اليهوديين ويرثايمر التي أنتجت العطر، بهدف زيادة نصيبها من الأرباح والذي كان 10%، وبلغت ما جنته خلال فترة الحرب بما يعادل في زمننا تسعة ملايين دولار.
ونتيجة علاقتها العاطفية مع أحد الضباط النازيين تمت محاكمتها، مما دفعها إلى مغادرة بلدها والاستقرار في سويسرا لتبقى فيها حتى حقبة كاملة حتى عام 1954. ومع عودتها إلى باريس استطاعت بعد زمن قصير، استعادة مكانتها في مقدمة دور الأزياء، وحظيت بشعبية واسعة في أوروبا وأميركا باستثناء فرنسا التي لم تنس تاريخها مع النازيين.
في السينما
تعرفت شانيل عام 1931 في مونت كارلو ومن خلال صديقها الدوق الكبير دميتري بافلوفيتش ابن عم قيصر روسيا، على منتج أفلام سينما هوليوود صاموئيل غولدوين (1879 1974)، الذي عرض عليها ملايين الدولارات (ما يعادل 75 مليون في الحاضر) مقابل قدومها إلى هوليوود مرتين في العام، لتصميم أزياء نجوم ممثلي شركة الأفلام (إم. جي. إم). وكانت تسافر من نيويورك إلى كاليفورنيا بقاطرة بيضاء خاصة بها ومجهزة بكافة أنواع الرفاهية. وقالت في إحدى المقابلات الصحفية عامة 1932، (سأرى ما الذي ستقدمه لي السينما وما الذي سأقدمه لها).
كان هدف غولدوين من دعوة شانيل، جذب شريحة واسعة من النساء إلى السينما لمشاهدة الأزياء المعاصرة بهدف التغلب على أزمة كساد السينما في إطار الأزمة الاقتصادية التي كانت تواجهها أميركا آنذاك.
وسرعان ما أدركت شانيل ما تعنيه لها سينما هوليوود بعد أن صممت أزياء ثلاثة أفلام هي، (أيام رائعة) عام 1931، (إما الليلة أو ...) في العام نفسه، وفيلم (لليونانيين كلمة لها) عام 1932، فعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته الأفلام الثلاثة، غادرت شانيل هوليوود بلا عودة، فقد واجهت صعوبة في تقبلها لفكرة أن تكون تابعة للنجوم، إلى جانب رفض بعض الممثلات ارتداء أزيائها التي لم تتضمن في رأيهن ما يكفي من الإثارة. ومن أبرز الممثلات اللواتي ارتدين أزياءها كاثرين هيبورن، وغريس كيلي وإليزابيث تايلور وغلوريا سوانسون.
أفلام عن شانيل
حمل أول فيلم تناول جانباً من حياة شانيل عنوان (سوليتير شانيل) عام 1981، وهو من إخراج جورج كازيندر، ثم تبعه فيلم (كوكو قبل شانيل) عام 2009 ويتناول قصة طفولتها وقامت بدور البطولة فيه أودري توتو المتحدثة الجديدة باسم شركة شانيل. أما فيلم (كوكو شانيل وإيغور سترافينسكي) عام 2009 فهو من إخراج آنا موغلاليس ومادس ميكلسن، ويتناول العلاقة بينها وبين ذاك الموسيقي.
روايات عن شانيل
كتب كريس غرينهالغ رواية (كوكو وإيغور) عام 2003 والتي تحولت إلى فيلم سينمائي فيما بعد، وتناول فيها الجانب الإبداعي من العلاقة بين الاثنين. وفي عام 2008 نُشر كتاب الأطفال (مختلفاً مثل كوكو)، ويتناول طفولة كوكو المتواضعة، وتواريخ تطورها الدرامي في عالم الأزياء.
وفي عام 2009 نشرت رواية (الانجيل تبعا لكوكو شانيل: دروس من الحياة من عالم سيدة الأناقة الأولى) للكاتبة كارين كاربو. وظهرا مؤخراً كتاب عن سيرة حياتها بعنوان (كوكو شانيل: حياة عاطفية) للكاتبة ليزا شاني والذي أثار اهتماماً كبيراً نظراً لكشفه جانباً جديداً من حياتها الشخصية.
كوكو شانيل مصممة الأزياء الفرنسية، امرأة استطاعت بإرادتها القوية وموهبتها وذكائها أن تنتشل نفسها من قدر الفقر المحتوم على من نشأ من أمثالها في ملاجئ الأيتام، إلى عالم الأثرياء لتؤسس مفاهيماً جديدة لأزياء المرأة، ولتصبح سيدة الأعمال الأكثر ثراءً بين نساء جيلها.
وكأية شخصية، شكلت ظاهرة في زمنها وما بعده، ومرجعاً للعديد من الأكاديميين والباحثين سواء على صعيد مسيرتها الحياتية، أو إنجازاتها وحتى صداقاتها، لتكتب سيرتها الذاتية من قبل العديد، وليتم الكشف في كل كتاب عن وجه جديد من تاريخ حياتها.
محطات
مرت شانيل واسمها الحقيقي (غابرييل بونهور شانيل) في حياتها بالكثير من المحطات، منذ مغادرتها ملجأ الأيتام حينما كانت في الثامنة عشر، لتبدأ من عاملة في متجر للأقمشة، إلى الغناء فصانعة قبعات، فمصممة أزياء وسيدة أعمال من الطراز الأول.
ومما لا شك فيه أنه كان لنشأتها دور كبير فيما وصلت إليه من نجاح وشهرة. وتمثل تأثير نشأتها في الجانب الأول من خلال معاناتها من الفقر واليتم، ومن جانب آخر غياب الخطوط الحمراء المتمثلة بأعراف وتقاليد المجتمع التي تحدد بصورة ما مسار حياة الإنسان.
انطلقت من الميتم، بعدما تسلحت بمهنة الخياطة وما اكتسبته من خبرة أوسع في الحياكة لدى أقربائها حيث أمضت عطلاتها خلال سنوات حياتها في الملجأ ما بين سن الثانية عشر والثامنة عشر. وكان هاجسها آنذاك تجاوز خط الفقر بلا عودة. وبدأت بالعمل إلى حين في أحد متاجر القماش، ومنه انتقلت إلى العمل كمغنية في بعض المقاهي والحانات، حيث اكتسبت لقبها (كوكو) من خلال أغنيتين ارتبطتا بها.
ونذكر قبل التحدث عن تجربتها كمصممة أزياء للعروض المسرحية وفي السينما، بدايات تجربتها العملية مع التصميم بعد تركها تجربة الغناء عام 1908 والتي استمرت لمدة ثلاث سنوات نتيجة فشلها في الحصول على عمل ثابت كمغنية، لتفتتح بعدها أول متجر لها في باريس عام 1910 .
وعرضت فيه قبعات النساء من تصميمها، أما تمويل المتجر فحصلت عليه من عشيقها الفرنسي الثري إيتيان بالسان، ولاحقاً من عشيقها البريطاني الشاب كابتن آرثر إدوارد (بوي) كابل الذي استمرت صداقتها معه حتى وفاته بحادث سيارة عام 1919، علماً أن كلاهما أدخلها في نسيج المجتمع المخملي.
بدايات النجاح
بذكائها استثمرت شانيل علاقاتها الاجتماعية، لتجذب إلى متجرها سيدات المجتمع المخملي اللواتي أعجبن بتصاميم قبعاتها الأنيقة والبسيطة. وسرعان ما فتحت فروع لها في باريس أيضاً، ودخلت عالم التصميم لتكون أول من حرر النساء من عرف استخدام المشدات التي تضغط على أجسادهن.
كما كانت الأولى في استخدام قماش (الجورسيه) في أزياء النساء عام 1920. ولاقت تصاميمها المريحة من القمصان والأطقم (تايور) والبنطال والتنانير القصيرة نسبياً مقارنة بما قبلها، نجاحاً كبيراً ورواجاً واسعاً.
احداث وظروف
قدمت شانيل في عام 1922 عطر (شانيل رقم 5)، الذي لا يزال يلقى رواجاً حتى يومنا هذا، والذي جنت من خلاله الملايين، خاصة خلال فترة الحرب العالمية الثانية حيث استغلت علاقتها بالنازيين لتتقدم بشكواها ضد شركة الأخوين اليهوديين ويرثايمر التي أنتجت العطر، بهدف زيادة نصيبها من الأرباح والذي كان 10%، وبلغت ما جنته خلال فترة الحرب بما يعادل في زمننا تسعة ملايين دولار.
ونتيجة علاقتها العاطفية مع أحد الضباط النازيين تمت محاكمتها، مما دفعها إلى مغادرة بلدها والاستقرار في سويسرا لتبقى فيها حتى حقبة كاملة حتى عام 1954. ومع عودتها إلى باريس استطاعت بعد زمن قصير، استعادة مكانتها في مقدمة دور الأزياء، وحظيت بشعبية واسعة في أوروبا وأميركا باستثناء فرنسا التي لم تنس تاريخها مع النازيين.
في السينما
تعرفت شانيل عام 1931 في مونت كارلو ومن خلال صديقها الدوق الكبير دميتري بافلوفيتش ابن عم قيصر روسيا، على منتج أفلام سينما هوليوود صاموئيل غولدوين (1879 1974)، الذي عرض عليها ملايين الدولارات (ما يعادل 75 مليون في الحاضر) مقابل قدومها إلى هوليوود مرتين في العام، لتصميم أزياء نجوم ممثلي شركة الأفلام (إم. جي. إم). وكانت تسافر من نيويورك إلى كاليفورنيا بقاطرة بيضاء خاصة بها ومجهزة بكافة أنواع الرفاهية. وقالت في إحدى المقابلات الصحفية عامة 1932، (سأرى ما الذي ستقدمه لي السينما وما الذي سأقدمه لها).
كان هدف غولدوين من دعوة شانيل، جذب شريحة واسعة من النساء إلى السينما لمشاهدة الأزياء المعاصرة بهدف التغلب على أزمة كساد السينما في إطار الأزمة الاقتصادية التي كانت تواجهها أميركا آنذاك.
وسرعان ما أدركت شانيل ما تعنيه لها سينما هوليوود بعد أن صممت أزياء ثلاثة أفلام هي، (أيام رائعة) عام 1931، (إما الليلة أو ...) في العام نفسه، وفيلم (لليونانيين كلمة لها) عام 1932، فعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته الأفلام الثلاثة، غادرت شانيل هوليوود بلا عودة، فقد واجهت صعوبة في تقبلها لفكرة أن تكون تابعة للنجوم، إلى جانب رفض بعض الممثلات ارتداء أزيائها التي لم تتضمن في رأيهن ما يكفي من الإثارة. ومن أبرز الممثلات اللواتي ارتدين أزياءها كاثرين هيبورن، وغريس كيلي وإليزابيث تايلور وغلوريا سوانسون.
أفلام عن شانيل
حمل أول فيلم تناول جانباً من حياة شانيل عنوان (سوليتير شانيل) عام 1981، وهو من إخراج جورج كازيندر، ثم تبعه فيلم (كوكو قبل شانيل) عام 2009 ويتناول قصة طفولتها وقامت بدور البطولة فيه أودري توتو المتحدثة الجديدة باسم شركة شانيل. أما فيلم (كوكو شانيل وإيغور سترافينسكي) عام 2009 فهو من إخراج آنا موغلاليس ومادس ميكلسن، ويتناول العلاقة بينها وبين ذاك الموسيقي.
روايات عن شانيل
كتب كريس غرينهالغ رواية (كوكو وإيغور) عام 2003 والتي تحولت إلى فيلم سينمائي فيما بعد، وتناول فيها الجانب الإبداعي من العلاقة بين الاثنين. وفي عام 2008 نُشر كتاب الأطفال (مختلفاً مثل كوكو)، ويتناول طفولة كوكو المتواضعة، وتواريخ تطورها الدرامي في عالم الأزياء.
وفي عام 2009 نشرت رواية (الانجيل تبعا لكوكو شانيل: دروس من الحياة من عالم سيدة الأناقة الأولى) للكاتبة كارين كاربو. وظهرا مؤخراً كتاب عن سيرة حياتها بعنوان (كوكو شانيل: حياة عاطفية) للكاتبة ليزا شاني والذي أثار اهتماماً كبيراً نظراً لكشفه جانباً جديداً من حياتها الشخصية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق