الجمعة، 18 نوفمبر 2011

البرازيلي غوميز يقود حملة لاكتشاف المواهب الشبابية في الإمارات

المصدر: البيان - رشا المالح
بدأت مجموعة من الشركات الخاصة، خلال العقد الأخير، المساهمة في تفعيل دورها المجتمعي، على مختلف الصعد، كتقديم المنح الدراسية، أو دعم بعض الأبحاث والدراسات، والعديد من البرامج التي تفي بغرض تعزيز تطوير بنية المضمون الفكري والابداعي في المجتمع، لتخرج الحملات في هذا الاطار، من نسق مفهوم النجومية، وترسخ كوجهة ايجابية فاعلة، ومثالها: حملة ساعات (جي سي) السويسرية الصنع، الهادفة الى رعاية وصقل مهارات مواهب ابداعية شبابية في دول العالم، ومنها الحملة في الامارات ،والتي يقودها المصور البرازيلي بينو غوميز.


(مسارات) التقت بالمصور الفوتوغرافي في الحملة الترويجية، الشاب البرازيلي بينو غوميز، خلال زيارته دبي، بهدف التعرف على تفاصيل البرنامج الفني للحملة. علماً أن برنامج زيارته لدبي تضمن تصوير مجموعة من المواهب الإماراتية البارزة، التي تتمتع بقدرات فنية لم تكتشف بعد، على الرغم من تميزها.
ما هي خلفيتك الفنية وكيف تم اختيارك كمصور للحملة؟
بدأت رحلتي مع التصوير الفوتوغرافي منذ كنت في السابعة عشرة من عمري، وعملت في العديد من مجالات الفن، كمساعد مصور في عالم الأزياء والإعلانات، وكممثل مسرحي، وماكيير. وجميع تلك الاعمال أضاف لتجربتي مع مضي السنين. أما اختياري كمصور للحملة، فكان خلال فترة استقراري مع زوجتي في سويسرا، قبل خمس سنوات، حيث عملت في التصوير، وكذا تابعت كتابة عمود صحافي في مجلة (أوبن). وفي أحد الأيام، قبل عام تحديدا، اتصلت بي المديرة التنفيذية للحملة، بعد قراءتها لعمودي في احد اعداد المجلة، وزارتني في الاستوديو واطلعت على تجربتي ورؤيتي الفنية التي تحمل الكثير من الأفكار الجديدة. وبعد سنة، جاءني اتصال منها، تخبرني فيه باختياري كمصور للحملة.

روح فنية
ما نقاط ومكمن تميزك كمصور؟
انا امتلك منهج ورؤية عمل خاصين في هذا السياق، حيث أبدأ أولاً بدراسة المشروع تبعاً لنوعيته، فإن كان على صعيد الأزياء فإنني اشرع بمشاهدة المجموعة كاملة، لأنتقل بعدها إلى روح الفنان لأتخيل الأجواء العامة التي تتناسب وروح الأزياء المقدمة، ابتداء بمسرح التصوير، لادرس جملة حيثيات، مثل:
هل هو موقع خارجي أم داخلي؟
ضمن المدينة أو في الطبيعة؟
هل هو في قصر أو مكتب عمل؟
وهكذا، حتى أختار بعدها نوع المكياج الذي يبرز جماليات كل تصميم. وحين يكتمل التصور في ذهني، اباشر عملية اختيار مواقع التصوير.
ما هي تفاصيل الحملة ووجهتها؟
تعتبر هذه الحملة، الأولى من نوعها، فهي لم تقتصر على الترويج لمنتجها من خلال ربطه بأسماء رواد في الأدب والفن، بل تسعى إلى إبراز الفنانين المغمورين، وتسليط الضوء على قدراتهم الفنية، أي التركيز على الإنسان كعنصر أساسي في الحملة. أما الإعداد لها بصورة عامة، فبدأ منذ عام تقريباً. واستغرق البحث عن الفنانين المغمورين في الإمارات، بالتعاون مع مجموعة أحمد صديقي وأولاده، حوالي الاربعة أشهر، وهم من مختلف امارات ومناطق الدولة، كالفجيرة ودبي وعجمان.
ويتمثل دوري بزيارة هؤلاء الفنانين الذين يملكون طاقات فنية استثنائية في بيوتهم أو مشغلهم، والتقاط صور لهم خلال عملهم على مشروعهم الفني، لتكون الساعة في كادر الصورة، عنصراً ثانوياً. وما سعيت إلى إبرازه في كل صورة من هذه الصور، ماهية حضور هؤلاء المبدعين، وتميز شخصيتهم وروح الفنان فيهم، والكثير من الصور هي بالأبيض والأسود. ولا يتوقف مشروع الحملة عند هذا الحد، حيث ستصدر الشركة بعد عامين، كتابا يضم جميع صور الفنانين وأعمالهم، مع نبذة عنهم، سيطبع في إيطاليا وفق المواصفات العالمية. علماً أن مجموعة ساعات (جي سي)، وضعت نوعية تصاميم تماشي وتواكب الحملة، تلائم تميز الإنسان وخصوصيته، بأسعار معتدلة.

أسماء
هل لك أن تذكر أسماء بعض الفنانين الذين تم اختيارهم من الإمارات والسعودية؟
اخترنا فنان الخدع البصرية السعودي ممدوح المرزوقي، والذي أدهشني بمهارته وقدراته، اذ انها تذكرنا بالفنان الأبرز في التاريخ، الهنغاري الأصل الأميركي الجنسية هاري هوديني (1874 1926). وكان المرزوقي تلقى تدريباً مكثفاً على يد المحترف العالمي جيف مكبرايد، في مدينة لاس فيغاس الاميركية. وهناك ايضا، المصورة الفوتوغرافية سارة، ذات السبعة عشرة ربيعا، وهي موهوبة جداً. ويعتبر نتاجها استثنائياً على مستوى يتجاوز الهواية، ليصل حد الاحتراف والفن. وكذلك الطاهية لولوا العزة، والشاعرة مي الكتبي.
أما من الإمارات فهناك قائمة من الفنانين الذين سيتم الكشف عن أسمائهم خلال انطلاق الحملة الترويجية في منتصف شهر أكتوبر المقبل مع معرض خاص بصورهم خلال تنفيذ أعمالهم الفنية، وسيكونون بمثابة مفاجأة على الصعيد الفني. من ضمنهم التشكيلية العُمانية الفنانة شيماء المغيري (16 عاماً) المقيمة في الإمارات والتي ترسم بالرمال، وتمتلك موهبة استثنائية في الرسم بإيقاع سريع، إلى جانب مصور فوتوغرافي وتشكيلية من الفجيرة، وعدد من الفنانين المقيمين.

عامان
ما مدة الحملة؟
تستمر الحملة لمدة عامين. وقدمنا معارض الحملة في أربعة بلدان، حتى الآن، وسننظم الخامس قريباً، في دولة الإمارات. وبعد انتهاء الجولة يقدم معرض شامل لكافة الفنانين الذين شاركوا في الحملة. واخترنا من سويسرا، خمس فنانات، يعملن في تخصصات مختلفة، وايضا مصورة فوتوغرافية من المملكة المتحدة.
هل تركت جولاتك ولقاءاتك مع الفنانين أي أثر عليك؟
بالتأكيد، وفي كل زيارة كنت أكتشف المزيد عن الحياة، وأتعلم من الطاقات الإبداعية التي التقيها. ففي جدة، شاهدت الرفاهية بحد ذاتها، وزرت العديد من المواقع التي تحمل لمسات الإبداع، ومن خلال لقائي بالفنانين، تعرفت على ثقافة المنطقة وأصالتها، والجمع بين الكبرياء والانضباط.
وسأتحدث عن انطباعي عن زيارتي للإماراتي من خلال مؤتمر صحافي خاص بالحملة، يعقد في شهر أكتوبر المقبل.
من صاحب فكرة الحملة ؟
إنه بول مارسيانو، مؤسس أزياء (غيس) وامبراطورية ثقافة العيش، حيث استلهم فكرة الحملة من حلمه القديم بإطلاق ساعة يعتمد تصميمها على رؤيته لاسلوب العيش وتميز شخصية الفرد في المجتمع، بما يتصف به من قدرات وطاقات إبداعية. وكان من الطبيعي أن يربط منتج هذا الساعة بالمجتمع وتفرد الإنسان. وهذا الاهتمام يبدا بأدق التفاصيل، من علاقة الفرد بالزمن، وإلى التصاميم الخاصة بكل حقل من التميز في الحياة، مع التركيز على الإتقان وجودة النوعية.

نحو البعد الثلاثي
ما رؤيتك لمستقبل التصوير الرقمي، وللفارق بينه وبين التصوير في الفيلم؟
سيتجه التصوير الرقمي في المستقبل، إلى البعد الثلاثي، ليكون الفن السائد والمعتمد عليه. وأما التصوير بالفيلم، فسيبقى فناً قائماً له جمهوره ومتذوقوه، خاصة وأنه يمثل حنيناً إلى الماضي، كبقية الفنون الكلاسيكية التي تبقى مكانتها في عالم الفن على مر التاريخ. والتصوير بالفيلم يلتقط حالة ومزاجا ما، كالسينما والتلفزيون. أما التصوير الرقمي فهو أشبه بالانترنت، كونه يلتقط الضوء بدقة أكبر، ما يلغي أجواء الحالة أو مزاجها.


سيرة مارسيانو

ولد مصمم الأزياء الايطالي بول مارسيانو، في المغرب (مغربي الأصل)، في عام 1952. وعاش في مرسيليا بفرنسا. كما أسس دار وشركة (غيس) للأزياء، بالشراكة مع إخوانه الأربعة : بول وأرماند وموريس وجرجس.


بينو غوميز

ولد بينو غوميز في العام 1974، في البرازيل. وبدأ العمل والممارسة في التصوير، منذ كان في الـ 17 من عمره. واشتغل في العديد من حقول الفن، كالتصوير والتمثيل والمكياج. ومن ثم انتقل، قبل خمسة أعوام، إلى سويسرا. ويقيم مع زوجته، حالياً، في مدينة نيويورك، اذ يعمل في مركز الفنون بأميركا. وتميزت صوره بفرادة اللقطة والفكرة، وايضاً خروجه عن المألوف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق