ارتطام الإنسان بصخرة الواقع سمة قصصه
المصدر:
رشا المالح - مسارات - البيان
يقولون إن الحب الحقيقي يتغلب على جميع التحديات، لكن هذه المقولة المثالية
تتحطم على صخرة الواقع. وصخرة الواقع تتمثل في ظرف الزمان وجغرافية المكان، والتي
يختزلها الأدباء بكلمة ومعاني القدر. ويشكل ارتطام الإنسان بصخرة الواقع، صحوة
ومرحلة انتقالية من العالم الوردي إلى العملي، أو من مرحلة الشباب إلى النضج.
ينبض الحب بين اثنين، ربما بعد اللقاء الأول أو عقب عدة لقاءات تقرب بينهما، ليدرك كل منهما أن الآخر توأمه، ثم ليتوج الحب بالمكاشفة، وليجمع بينهما حلم الارتباط والاستقرار ومتابعة مسيرة الحياة معاً. لكن ظروف الحياة تقف امامهمـا حجر عثرة يحول دون تحقيق حلمهما، وهذا الحجر يبقى على الرغم من صغر حجمه، بمثابة حاجز غير مرئي يفرق بينهما.
وبعد مضي سنوات وسنوات على فقدان الحب الحقيقي، ويدرك كلاهما أو أحدهما أن حبهما نما في توقيت زمني أو ظرف غير ملائم، أو بسبب عدم الوعي أو الافتقار إلى النضج الكافي لدى أحدهما.
وكم تناول الأدباء هذا الحب الذي تكسرت أجنحته أمام تلك الظروف التي سموها بالقدر، في روايات أدبية وأعمال ملحمية أضحت من روائع الأدب الخالد منذ بداية التاريخ والأسطورة وحتى يومنا هذا؟
قراءة مثل هذه الروائع الأدبية سواء بنهاياتها التراجيدية، أو تتويج الحب وانتصاره في نهاية العمر، تساعد على ارتقاء الوعي والمشاعر الإنسانية النبيلة.
الإبداع مبحراً في عوالم الحب
فنون الابداع من رواية ودراما وشعر وسينما، غنية بالأمثلة التي باتت عبرة من عبر الحياة، والتي تقدم الحكمة والصبر والعزاء. وبرزت اعمال إبداعية روائية كثيرة تناولت موضوعة الحب ضمن مختلف البلدان، مثل: (حلم الغرفة الحمراء) من الأدب الصيني، والتي كتبت في منتصف القرن الثامن عشر، لكاتبها كاو كسيكين. وهناك نماذج من القرن التاسع عشر الذي تميز بالأدب الرومانسي، منها رواية (الإقناع) من الأدب البريطاني للروائية جين أوستن.
وفي الأدب الفرنسي: (ماجدولين تحت ظلال الزيزفون) للروائي ألفونس كار، والتي ترجمها بتصرف، مصطفى لطفي المنفلوطي. و(الأجنحة المتكسرة) لجبران خليل جبران. ومن القرن العشرين رواية (ذهب مع الريح) التي نشرت عام 1936 من الأدب الأميركي للروائية مارغريت ميتشيل.
و(دكتور زيفاغو) من الأدب الروسي لبوريس باسترناك، التي نشرت في العام 1957. و(الحب في زمن الكوليرا) من أدب أميركا اللاتينية للروائي غابرييل غارسيا ماركيز -عام 1985، ورواية (الجبل البارد) الحديثة للروائي الأميركي تشارلز فريزير، التي نشرت عام 1997.
«حلم الغرفة الحمراء»
تتناول هذه الرواية الحب الذي يتم التحكم به من قبل المجتمع، وتدور أحداثها في مدينة بكين، خلال الفترة ما بين عامي 1729 و1737م، في عهد حكم الأسرة المالكة شينغ. وهي تبدأ بأسطورة: ولادة باو يو وفي فمه حجر الجاد النفيس، مما دفع العائلة إلى ربطه بقدر ابنهم، ليحمله الأخير كقلادة تلازمه طيلة حياته.
وتبدأ الأحداث بالتصاعد حينما تعود القريبة الشابة تاي يو للعيش مع جدتها وأقربائها الأثرياء في بكين، بعد وفاة والدتها. ومنذ البداية استأثر قريبها باو يو باهتمامها. وسرعان ما أغرمت به، فهو شاب مقدم على الحياة محب للهو. وبالتدريج نشأت بينهما صداقة متينة، انضم لها فرد جديد: باو تشاي، ابنة خالة باو يو التي تكبره بعام، لتعيش معهم أيضاً في الدار.
بدأت العائلة خلال في تلك الفترة، تواجه العديد من الكوارث المتتالية التي كانت تقلص من ثروتها وحظوتها لدى الإمبراطور تدريجياً، ومع ذلك لم تدرك خطورة الموقف. ونظراً لوجوب سفر الوالد (رب البيت)، بحثاً عن الرزق ، فقد تم التخطيط لزواج ابنه الشاب واختيار عروس له، كي ينوب عنه.
وحينما تناهى إلى سمع تاي يو هذا الخبر، وقعت فريسة المرض ولم تتجاوز محنتها إلا عندما طمأنها باو يو بأن عروسه ستكون قريبته، ومن ستكون سواها. وفي أحد الأيام يفقد باو يو قلادته، فيبدو ذاهلاً لفترات طويلة، أو معتزلاً في غرفته مكتئباً.
ومن خلال حوار جانبي بين خادمتين، تعلم تاي يو أن عروس باو المختارة هي باو تشاي، وبسبب اعتلال صحتها تستسلم للمرض وتعاني آلاماً لا مثيل لها، إلا أن باو يو يعود ليؤكد لها مجدداً، أنها العروس المختارة.
ومع اقتراب موعد الزفاف كان باو يو يتعافى تدريجياً، ولم ينتبه إلى تدبيرات العائلة إلا بعد أن تمت اجراءات الزواج، اذ أدرك حينما رفع الغلالة عن وجه العروس بأن أسرته خدعته، فلم تكن العروس سوى باو تشاي التي هربت إلى غرفة داخلية حينما ارتسمت على وجهه خيبة الأمل والغضب، وسرعان ما تهاوى على الأرض، فاقداً وعيه. وخلال مرضه سمع خبر وفاة محبوبته.
«مجدولين تحت ظلال الزيزفون»
تحكي هذه الرواية عن الصراع بين الحب والحياة المادية والضعف أمام تأثير الآخرين. وتبدأ الرواية بعلاقة حب تنشأ بين الشاب (استيفن) الذي ينحدر من عائلة ثرية والفتاة القروية (مجدولين)، لكن فقر استيفن الذي طردته عائلته الثرية، لرفضه الزواج من الفتاة التي اختاروها له، يحول دون موافقة والدها.
ويعاهد الشاب محبوبته على العودة إليها، بعد تأسيس نفسه. وسرعان ما يلمع نجمه في الموسيقى والعزف، وحينما يعود وقد حقق حلمها في تأسيس بيت ذي غرف زرقاء، يفاجأ بأنها على أعتاب الزواج من صديقه الثري اللاهي.
تمضي الأعوام وتعيش مجدولين في أسى دائم، ويكرس استيفن نفسه للموسيقى ليصبح من أشهر المبدعين. وتتطــور الأحداث لتفقد مجدولين زوجها وصديقتها التي كانت ترعاها، فلا يبقى لها وابنتها الرضيعة، سوى استيفن، وحينما تلجأ إليه، تتغلب مشاعر الانتقام في داخله على حبهما الكبير. ولا يــدرك قوة حبه لها إلا بعدما يفاجأ في اليوم التالي، بانتحارها، ومن دون تردد يلحق بها، بعد أن أوصى بجميع أملاكه لابنتها.
الإقناع
تتناول جين أوستن في روايتها "الاقناع"، الفكرة نفسها لعمل مجدولين. وأما الاختلاف فيكمن في تفاصيل الأحداث، فآن إليوت تحب الضابط فريديريك وينتورث وتُخطب له. ولكن والدها وصديقة الأسرة، ينجحان في فسخ الخطوبة، نظراً لدخله المحدود. وتمضي السنوات ويتزوج اخوتها باستثنائها. وحينما تبلغ 27 عاماً، تلتقي مصادفة بحبيبها السابق، الضابط، في بيت شقيقته الجديد، والذي أصبح برتبة كابتن في الملكية البحرية، ومن احد الأثرياء.
كان الكابتن محط أنظار الجميع، وحلم كل فتاة، وفي أحد النزهات العائلية التي جمعت بينهما، وتقع إحدى الشابات وتصاب بالإغماء، فتسارع آن بإسعافها، بينما وقف الجميع في حالة عجز. يعجب وينتورث بهدوئها ونضجها. وسرعان ما يدرك حبه العميق لها.
«دكتور زيفاغو»
تعتبر هذه الرواية من الروائع الأدبية العالمية، إذ انها كتبت بشاعريـــة القرن التاســـع عشر، وتحكي الرواية عن نشـــوء قصة حب، خـــلال الحروب الأهلية والثور البلشفية في روسيا، بين عامي 1903 و1929، جمعت الطبيب الشاعر يوري زيفاغو الذي يرفض العنف، والممرضة لارا. وسرعان ما يعود كل منهما إلى حياته.
حيث يعود الدكتور زيفاغو إلى موسكو في العام 1922، ويعيش في فقر مدقع، ويشعر في أحد أيام العام 1929 بالغثيان، متأثراً بكل ما يدور حوله، فينزلق من الحافلة التي يستقلها، مرتطماً بالأرض ليصبح جثةً هامدة، وهو في ذروة عشقه للحياة، مخلفاً بعض القصائد. ولا يلتقي الحبيبان تحت سقف واحد، إلا بعد وفاة يوري، لتراه لارا وتتقرب منه وهو في نعشه.
«حب في زمن الكوليرا»
تمثل هذه الرواية روائــع قصص الحب التي تحمل نهاية سعيدة، وإن بعد مضي نصــــف قرن من الزمن. والبطلان الرئيسيان هما فلورنتينــو أريثا الذي يعشق فيرمينا أديثا وهي على مقاعد الدراسة، وتبادله الحب عبر الرسائل. وتقع إحدى رسائلها الموجهة اليه، في يد مدرسة مادة التربية الدينية، فتطرد من المدرسة.
كما يرفض والدها التاجر هذا الحب، لأنه يأمل أن تجد ابنته عريساً من طبقة اجتماعية أعلى، فيسافر بها، بعيداً عن المنطقة ويغيب لفترة يظنهـا كافية، دون أن يدرك أن ابنته كانت على اتصال مع حبيبها طيلة الوقت، مـــن خــلال التلغراف.
وبعد مضي ثلاثة أعوام، تقترب منه للمرة الأولى، في السوق، وهي تشتري أغراضاً لتفاجأ بأن حبها مجرد (وهم). وتذهل كيف أحبت ذلك (الطيف) المفتقر إلى الملامح المحددة، فتنهي الأمر بقرار فردي. وسرعان ما تتزوج من طبيب درس في أوروبــا، يحظى بمباركة والدها، وتعيش معه سعيدة طوال 52 عاماً من عمرها.
أما فلورنتينو الذي يعيش على أمل استعادة حبه، حتى بعد زواج محبوبته، وانجابهـــا الأبنــــاء، فنجده يتخلى عن عفته ويرتبط بعدة نساء، هرباً من ذكراها. كما يحرص على عمله بشركة النقل النهري التي يملكها عمه، وبفضل اجتهاده وسعيه، يصبح شخصية بارزة في المجتمع، مما يعزز أمله في عودتها إليه.
ينبض الحب بين اثنين، ربما بعد اللقاء الأول أو عقب عدة لقاءات تقرب بينهما، ليدرك كل منهما أن الآخر توأمه، ثم ليتوج الحب بالمكاشفة، وليجمع بينهما حلم الارتباط والاستقرار ومتابعة مسيرة الحياة معاً. لكن ظروف الحياة تقف امامهمـا حجر عثرة يحول دون تحقيق حلمهما، وهذا الحجر يبقى على الرغم من صغر حجمه، بمثابة حاجز غير مرئي يفرق بينهما.
وبعد مضي سنوات وسنوات على فقدان الحب الحقيقي، ويدرك كلاهما أو أحدهما أن حبهما نما في توقيت زمني أو ظرف غير ملائم، أو بسبب عدم الوعي أو الافتقار إلى النضج الكافي لدى أحدهما.
وكم تناول الأدباء هذا الحب الذي تكسرت أجنحته أمام تلك الظروف التي سموها بالقدر، في روايات أدبية وأعمال ملحمية أضحت من روائع الأدب الخالد منذ بداية التاريخ والأسطورة وحتى يومنا هذا؟
قراءة مثل هذه الروائع الأدبية سواء بنهاياتها التراجيدية، أو تتويج الحب وانتصاره في نهاية العمر، تساعد على ارتقاء الوعي والمشاعر الإنسانية النبيلة.
الإبداع مبحراً في عوالم الحب
فنون الابداع من رواية ودراما وشعر وسينما، غنية بالأمثلة التي باتت عبرة من عبر الحياة، والتي تقدم الحكمة والصبر والعزاء. وبرزت اعمال إبداعية روائية كثيرة تناولت موضوعة الحب ضمن مختلف البلدان، مثل: (حلم الغرفة الحمراء) من الأدب الصيني، والتي كتبت في منتصف القرن الثامن عشر، لكاتبها كاو كسيكين. وهناك نماذج من القرن التاسع عشر الذي تميز بالأدب الرومانسي، منها رواية (الإقناع) من الأدب البريطاني للروائية جين أوستن.
وفي الأدب الفرنسي: (ماجدولين تحت ظلال الزيزفون) للروائي ألفونس كار، والتي ترجمها بتصرف، مصطفى لطفي المنفلوطي. و(الأجنحة المتكسرة) لجبران خليل جبران. ومن القرن العشرين رواية (ذهب مع الريح) التي نشرت عام 1936 من الأدب الأميركي للروائية مارغريت ميتشيل.
و(دكتور زيفاغو) من الأدب الروسي لبوريس باسترناك، التي نشرت في العام 1957. و(الحب في زمن الكوليرا) من أدب أميركا اللاتينية للروائي غابرييل غارسيا ماركيز -عام 1985، ورواية (الجبل البارد) الحديثة للروائي الأميركي تشارلز فريزير، التي نشرت عام 1997.
«حلم الغرفة الحمراء»
تتناول هذه الرواية الحب الذي يتم التحكم به من قبل المجتمع، وتدور أحداثها في مدينة بكين، خلال الفترة ما بين عامي 1729 و1737م، في عهد حكم الأسرة المالكة شينغ. وهي تبدأ بأسطورة: ولادة باو يو وفي فمه حجر الجاد النفيس، مما دفع العائلة إلى ربطه بقدر ابنهم، ليحمله الأخير كقلادة تلازمه طيلة حياته.
وتبدأ الأحداث بالتصاعد حينما تعود القريبة الشابة تاي يو للعيش مع جدتها وأقربائها الأثرياء في بكين، بعد وفاة والدتها. ومنذ البداية استأثر قريبها باو يو باهتمامها. وسرعان ما أغرمت به، فهو شاب مقدم على الحياة محب للهو. وبالتدريج نشأت بينهما صداقة متينة، انضم لها فرد جديد: باو تشاي، ابنة خالة باو يو التي تكبره بعام، لتعيش معهم أيضاً في الدار.
بدأت العائلة خلال في تلك الفترة، تواجه العديد من الكوارث المتتالية التي كانت تقلص من ثروتها وحظوتها لدى الإمبراطور تدريجياً، ومع ذلك لم تدرك خطورة الموقف. ونظراً لوجوب سفر الوالد (رب البيت)، بحثاً عن الرزق ، فقد تم التخطيط لزواج ابنه الشاب واختيار عروس له، كي ينوب عنه.
وحينما تناهى إلى سمع تاي يو هذا الخبر، وقعت فريسة المرض ولم تتجاوز محنتها إلا عندما طمأنها باو يو بأن عروسه ستكون قريبته، ومن ستكون سواها. وفي أحد الأيام يفقد باو يو قلادته، فيبدو ذاهلاً لفترات طويلة، أو معتزلاً في غرفته مكتئباً.
ومن خلال حوار جانبي بين خادمتين، تعلم تاي يو أن عروس باو المختارة هي باو تشاي، وبسبب اعتلال صحتها تستسلم للمرض وتعاني آلاماً لا مثيل لها، إلا أن باو يو يعود ليؤكد لها مجدداً، أنها العروس المختارة.
ومع اقتراب موعد الزفاف كان باو يو يتعافى تدريجياً، ولم ينتبه إلى تدبيرات العائلة إلا بعد أن تمت اجراءات الزواج، اذ أدرك حينما رفع الغلالة عن وجه العروس بأن أسرته خدعته، فلم تكن العروس سوى باو تشاي التي هربت إلى غرفة داخلية حينما ارتسمت على وجهه خيبة الأمل والغضب، وسرعان ما تهاوى على الأرض، فاقداً وعيه. وخلال مرضه سمع خبر وفاة محبوبته.
«مجدولين تحت ظلال الزيزفون»
تحكي هذه الرواية عن الصراع بين الحب والحياة المادية والضعف أمام تأثير الآخرين. وتبدأ الرواية بعلاقة حب تنشأ بين الشاب (استيفن) الذي ينحدر من عائلة ثرية والفتاة القروية (مجدولين)، لكن فقر استيفن الذي طردته عائلته الثرية، لرفضه الزواج من الفتاة التي اختاروها له، يحول دون موافقة والدها.
ويعاهد الشاب محبوبته على العودة إليها، بعد تأسيس نفسه. وسرعان ما يلمع نجمه في الموسيقى والعزف، وحينما يعود وقد حقق حلمها في تأسيس بيت ذي غرف زرقاء، يفاجأ بأنها على أعتاب الزواج من صديقه الثري اللاهي.
تمضي الأعوام وتعيش مجدولين في أسى دائم، ويكرس استيفن نفسه للموسيقى ليصبح من أشهر المبدعين. وتتطــور الأحداث لتفقد مجدولين زوجها وصديقتها التي كانت ترعاها، فلا يبقى لها وابنتها الرضيعة، سوى استيفن، وحينما تلجأ إليه، تتغلب مشاعر الانتقام في داخله على حبهما الكبير. ولا يــدرك قوة حبه لها إلا بعدما يفاجأ في اليوم التالي، بانتحارها، ومن دون تردد يلحق بها، بعد أن أوصى بجميع أملاكه لابنتها.
الإقناع
تتناول جين أوستن في روايتها "الاقناع"، الفكرة نفسها لعمل مجدولين. وأما الاختلاف فيكمن في تفاصيل الأحداث، فآن إليوت تحب الضابط فريديريك وينتورث وتُخطب له. ولكن والدها وصديقة الأسرة، ينجحان في فسخ الخطوبة، نظراً لدخله المحدود. وتمضي السنوات ويتزوج اخوتها باستثنائها. وحينما تبلغ 27 عاماً، تلتقي مصادفة بحبيبها السابق، الضابط، في بيت شقيقته الجديد، والذي أصبح برتبة كابتن في الملكية البحرية، ومن احد الأثرياء.
كان الكابتن محط أنظار الجميع، وحلم كل فتاة، وفي أحد النزهات العائلية التي جمعت بينهما، وتقع إحدى الشابات وتصاب بالإغماء، فتسارع آن بإسعافها، بينما وقف الجميع في حالة عجز. يعجب وينتورث بهدوئها ونضجها. وسرعان ما يدرك حبه العميق لها.
«دكتور زيفاغو»
تعتبر هذه الرواية من الروائع الأدبية العالمية، إذ انها كتبت بشاعريـــة القرن التاســـع عشر، وتحكي الرواية عن نشـــوء قصة حب، خـــلال الحروب الأهلية والثور البلشفية في روسيا، بين عامي 1903 و1929، جمعت الطبيب الشاعر يوري زيفاغو الذي يرفض العنف، والممرضة لارا. وسرعان ما يعود كل منهما إلى حياته.
حيث يعود الدكتور زيفاغو إلى موسكو في العام 1922، ويعيش في فقر مدقع، ويشعر في أحد أيام العام 1929 بالغثيان، متأثراً بكل ما يدور حوله، فينزلق من الحافلة التي يستقلها، مرتطماً بالأرض ليصبح جثةً هامدة، وهو في ذروة عشقه للحياة، مخلفاً بعض القصائد. ولا يلتقي الحبيبان تحت سقف واحد، إلا بعد وفاة يوري، لتراه لارا وتتقرب منه وهو في نعشه.
«حب في زمن الكوليرا»
تمثل هذه الرواية روائــع قصص الحب التي تحمل نهاية سعيدة، وإن بعد مضي نصــــف قرن من الزمن. والبطلان الرئيسيان هما فلورنتينــو أريثا الذي يعشق فيرمينا أديثا وهي على مقاعد الدراسة، وتبادله الحب عبر الرسائل. وتقع إحدى رسائلها الموجهة اليه، في يد مدرسة مادة التربية الدينية، فتطرد من المدرسة.
كما يرفض والدها التاجر هذا الحب، لأنه يأمل أن تجد ابنته عريساً من طبقة اجتماعية أعلى، فيسافر بها، بعيداً عن المنطقة ويغيب لفترة يظنهـا كافية، دون أن يدرك أن ابنته كانت على اتصال مع حبيبها طيلة الوقت، مـــن خــلال التلغراف.
وبعد مضي ثلاثة أعوام، تقترب منه للمرة الأولى، في السوق، وهي تشتري أغراضاً لتفاجأ بأن حبها مجرد (وهم). وتذهل كيف أحبت ذلك (الطيف) المفتقر إلى الملامح المحددة، فتنهي الأمر بقرار فردي. وسرعان ما تتزوج من طبيب درس في أوروبــا، يحظى بمباركة والدها، وتعيش معه سعيدة طوال 52 عاماً من عمرها.
أما فلورنتينو الذي يعيش على أمل استعادة حبه، حتى بعد زواج محبوبته، وانجابهـــا الأبنــــاء، فنجده يتخلى عن عفته ويرتبط بعدة نساء، هرباً من ذكراها. كما يحرص على عمله بشركة النقل النهري التي يملكها عمه، وبفضل اجتهاده وسعيه، يصبح شخصية بارزة في المجتمع، مما يعزز أمله في عودتها إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق