المخرج
يشتري استقلاليته بتحوله إلى منتج فيلمه الخاص
التجارب
السيئة سبباً رئيساً للقيام بالدورين
رشا المالح
هيمنت ظاهرة
جديدة في السنوات العشر الأخيرة على قطاع الانتاج في صناعة السينما المستقلة،
وتمثلت هذه الظاهرة في تحول المخرجين صنّاع الأفلام إلى منتجين أيضاً، ولمعرفة
الأسباب والدوافع التقت البيان في أروقة المهرجان و"سوق دبي السينمائي"
بعدد من المنتجين أو المنتجين المخرجين.
شريان
الفيلم
كانت
البداية مع المنتجة والمخرجة جيهان الطاهري المصرية المقيمة في فرنسا والتي تعتبر
مدرسة قائمة بحد ذاتها في السينما العربية الوثائقية والتسجيلية المستقلة. تقول
جيهان عن دوافع تبني المخرج لدور المنتج: "يشتري المخرج بهذه الطريقة حريته
في العمل، فرأس المال هو القوة المحركة والمتحكمة بالفيلم وعليه يفرض المنتج شروطه
التي لا تتناسب في بعض الأحيان مع رؤية المخرج. بالنسبة لي واجهت عام 2003 تجربة
قاسية مع المنتج ومن حينها قررت تبني هذا الدور خاصة، وبذا لا يستطيع المنتج سواء
المستقل أو الجهات الأجنبية الداعمة للأفلام فرض قناعاتها أو توجهاتها في عملي،
وإن كلفني هذا الجانب الكثير من الأعباء المالية أو المسؤولية والجهد والزمن،
بالمقابل ساعدتنا التكنولوجيا الرقمية في اختيار الكثير من التكاليف ليصبح المخرج
متعدد المهام ليقوم بدور المصور أو المنتج وغير ذلك".
مغامر
بطبيعتي
تجربة
مشابهة للشاب المصري وائل عمر الذي يعمل في مختلف أنواع الأفلام الذي يقول:
"قلة هم عدد المنتجين في مصر، خاصة بالنسبة للسينما العربية المعاصرة،
بالنسبة أعتبر حقل الانتاج الذي بدأت به مغامرة شيقة لأتوجه قريباً إلى الإخراج،
فأنا في هذا السوق منذ سبع سنوات وساهمت في انجاز فيلمين والثالث على وشك الصدور
وتعاونت في أحدهما مع المخرج الكبير محمد خان".
عبء إضافي
بالمقابل
يقول المنتج اللبناني الشاب سيلفيوس عادل: "دور المنتج قريب من القيّم على
المعارض الفنية ورعاة الفن، يمتلك الشغف بهذه الصناعة ليقوم بكافة مستلزمات الفيلم
غير الفنية ليتمكن المخرج من التركيز على الجانب الفني، من توفير الميزانية إلى
الجهة المعنية بتوفير فريق الممثلين وغير ذلك من التفاصيل. وفي رأي ما يدفع المخرج
للقيام بدور المنتج وهو عبء إضافي، مروره بتجربة مريرة مع أحد المنتجين".
استثمار
أفلامي
ويتحدث
المخرج المنتج الأميركي جورج جيها عن جمعه بين المهنتين قائلاً: "نشأت في كنف
عائلة معنية بتوزيع الأفلام، وانطلقت في البداية من كتابة الأفلام لأتحول بعدها
إلى الإنتاج ومن بعدها الإخراج. بالطبع دور المنتج عند ليس بصعب لأن لدي الكثير من
المعارف من أصدقاء وأقارب، وتبعاً للميزانية أكتب فكرة الفيلم وأنفذه. والسبب في
هذا الاختيار لأنني أصنع أفلام روائية مستقلة ذات رؤية خاصة بي، وعادة أحقق نجاحاً
لا بأس به ومن الأفلام التي قدمتها.
رؤية
موضوعية
بهدف معرفة
مدى إيجابية مبادرة الربط بين مهنة المنتج والمخرج، التقينا بخليل بن كيران المخرج
المخضرم ومدير قسم منح الأفلام في "مؤسسة الدوحة للأفلام" الذي قال:
"يوقع المخرج نفسه في مطب حينما يقوم بدور المنتج لأفلامه خاصة الروائية
الطويلة، لأن دور المنتج يعني إزاحة الأعباء اللوجستية عنه كي يتفرغ للإبداع. ومع
ذلك يمكن تحقيق معادلة توازن في حال بناء الفيلم على كادر تمثيل لا يتجاوز ثلاث
شخصيات".
السينما
المعاصرة
ويقل عن
مهنة المنتج في السينما العربية المعاصرة قائلاً: "التحول الذي جرى خلال
السنوات العشر الأخير في هذه الصناعة فتح باباً أو لدور المنتج، فقبل 15 عاما كان
المنتج يقدم عدداً محدوداً جداً من الأفلام بعكس المرحلة الحالية بفضل توفر
التمويل سواء الجزئي أو الكامل من خلال العديد من المؤسسات العربية الداعمة
للأفلام. وأصبح بالإمكان اتخاذ الانتاج كمهنة ليعمل على تمويل عدة أفلام في وقت
واحد، لأن كل فيلم يتطلب من سنتين وأكثر لانجازه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق