الخميس، 3 مارس 2016

لهم عالمهم ولنا عالمنا



جمعتني الصحافة بالعديد من المبدعين العرب في شتى حقول الفن، من الأدب إلى فنون الأداء والتشكيل، وتميز عملي في المهرجانات عن سواها، بتمضية زمن أطول أتاح لي التواصل مع بضعهم على الصعيد الإنساني، ولكن عبثاً لم أجد ما كنت أنشده. فأنا لا يعنيني التقاط صور تذكارية معهم والتباهي بها، فما أبحث عنه جوهر التجربة الإنسانية.

تمنيت أن يخرج واحداً منهم من عباءة نجومية الفنان، ويتواصل كإنسان يدفعه فضوله أو شغفه بمعرفة عوالم أو تجربة من يتواصلون معه، على أي صعيد كان. وللأسف لم أجد هذا الاستثناء طيلة سنوات عملي العشر، فكل من التقيته مسكون بهاجس توسيع شبكة اتصالاته المهنية.

بالطبع لا يمكننا نكران هذا المحور الأساسي في لقاءات المهرجانات، لكن اكتفاء الفنان بسماع صوته أو صوت من يفتح له بوابة آفاق أوسع لشهرته، يكسر الخاطر ويوسع من رقعة الوحشة والعزلة الداخلية، ويعزز القناعة في أن لهم عالمهم ولنا عالمنا لتبقى حلقة الوصل بينهم وبين الناس مفقودة.

بيننا الكثير من المبدعين والخلاقين الذين لم تُسلط عليهم أضواء الشهرة، وبالتالي يُسقطون هذه الفئة من حسابهم، وعليه يخسرون فرصة اكتشاف عوالم الآخرين وإغناء وتعميق تجربتهم الإنسانية والإبداعية. فكم من حوارات بترت في بدايتها أو منتصفها بسبب عدم المبالاة إن لم يكن المبدع من يتحدث.

الخوف أن تركب فئة المبدعين المجهولين الموجة ويعزلون أنفسهم أسوة بمن سبقهم، ليتحولوا إلى رموز استنزفت عطاءها وينابيع إبداعها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق