السبت، 24 ديسمبر 2016

ملكات صنعن تاريخ أوروبا في القرن ١٦



فضّلن السلم على الحروب ولم يترددن بتبني الدموية على المحك

دبي - رشا المالح البيان







حكايات جديدة لم يعرفها القراء في الشرق والغرب عن عوالم حياة ملكات أدّين دوراً مؤثراً في تاريخ أوروبا، وذلك من خلال كتاب «لعبة الملكات - نساء صنعن أوروبا في القرن 16»، الذي صدر باللغة الإنجليزية الشهر الماضي عن دار النشر الأميركية «بيسيك بوكس» المعنية بالأدب الواقعي.
وتحكي البريطانية سارة غريستوود، كاتبة أدب السيرة والصحافية، عن عوالم تلك الملكات، مثل ملكة إنجلترا الجميلة آن بولين «1501 -1536»، الزوجة الثانية للملك هنري الثامن، وماري تيودور «1516-1558» التي حكمت إنجلترا وإيرلندا، ووصفت بالدموية، لقتلها أصحاب المذهب البروتستانتي، والملكة إليزابيث تيودور الأولى «1553-1603»، ابنة الملكة آن بولين، وآخر ملوك عهد سلالة تيودور في الحكم، التي لُقبت بالعذراء، لعدم إنجابها الأبناء، وملكة إسكتلندا ماري ستيوارت «1542-1587»، وهي الابنة الشرعية الوحيدة لملك إسكتلندا جيمس الخامس، الذي توفي بعد ولادتها بستة أيام.



ملكة قشتالة
وتبدأ سارة كتابها بالتسلسل الزمني لحكمهن من أوائل القرن 16، مع الملكة الإسبانية إيزابيلا الأولى «1451-1504»، التي وحّدت إسبانيا، بعدما أصبحت ملكة قشتالة، من خلال زواجها الذي سبقه رفضها العديد من عروض الزواج التي حاول شقيقها هنري الرابع فرضها عليها، وبالطبع، فإن قدرة ملكة قشتالة على الموافقة والرفض، أمر نادر في ذاك العهد، حيث كان مصير نساء البلاط يُرسم منذ طفولتهن، ولم يكن يحق لهن الاعتراض تحت أي ظرف كان. وتحكي الكاتبة عن موقف يمثل عجزهن، مثلما حدث مع مارغوت، ابنة الملكة كاثرين دي ميدتشي «1533-1559»، التي بادر أخوها الملك شارلز التاسع، حينما رفضت نذور الزواج بملك نافار هنري عام 1572، إلى إمساك رأسها بقبضته وهزه دليلاً على موافقتها.


ملكة إسبانيا
وتنتقل بعدها بين جغرافية الدول وبين مراحل سلام ومراحل يهيمن عليها شبح الموت بين 40 شخصية محورية، أدت دوراً درامياً في صياغة تاريخ أوروبا، ويتعرف القارئ إلى سيرة الملكة مارغريت، ابنة الأرشيدوق النمساوي تشارلز الثاني «1584-1611»، التي أصبحت ملكة إسبانيا والبرتغال، بزواجها بالملك فرديناند الثالث، والتي كانت من أبرز رعاة الفن، إلى جانب إسهامها في إحلال السلام بين إسبانيا وفرنسا.
وتعود الكاتبة بالزمن، لدى الوصول إلى سيرة الملكة آن بولين، ليتعرف إليها القارئ منذ كان عمرها 12 سنة، وحتى ظهور اسمها بين حين وآخر عبر مسيرة التاريخ، وهي مثل الملكة كاثرين من آراغون الزوجة الأولى، شكلّت إلى حين تاريخ أوروبا، ولكن بطريقة فاشلة.



جوهر الدسائس
والنقطة المهمة التي تثيرها الكاتبة، أن العديد من الدسائس والمؤامرات لا تتمحور حول العشق والحب والمفاتن، بل ترتبط في جوهرها باستمرارية نسل السلالة الملكية. فلو أن الملكة كاثرين أنجبت للملك هنري الثامن وريثاً، كان في أمسّ الحاجة له، لما فكر في هجرها، ولما حُكم على آن بولين من بعدها بالموت.
كما تشير إلى إدراك النساء في «عهد الملكات»، أهمية قوة تكاتفهن معاً، والقدرة على ممارسة السلطة عبر أنوثتهن، وتؤكد ذلك من خلال المراسلات بين ملكة إسكتلندا ماري ستيوارت والملكة إليزابيث الأولى.

إصدار
الكتاب: «لعبة الملكات - نساء صنعن أوروبا في القرن 16»
المؤلف: سارة غريستوود
دار النشر: دار بيسيك بوكس – نيويورك 2016
الصفحات: 384 صفحة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق