معرض يضم أعمال راشد آل خليفة بغاليري «أيام» في دبي
دبي - رشا المالح (البيان)يناير 2018
تعرف عشاق الفنون البصرية، من خلال زيارتهم للمعرض الفردي «هجين»، للفنان البحريني الشيخ راشد آل خليفة في غاليري «أيام»، بمجمع السركال في منطقة القوز بدبي، والذي افتتح أول أمس، على نمط مختلف من الفن المعاصر، الذي يعيد إلى الذاكرة أجواء حركة فن «باوهاوس» الألمانية، إنما برؤية وأسلوب الفنان آل خليفة، والتي أنجزها خلال المرحلة ما بين 2010 و2017.
ويربط عنوان المعرض «هجين»، الذي يستمر حتى 10 مارس المقبل، ما بين الانطلاق من فن «الباوهاس»، المعني بالربط بين الفنون التشكيلية والتصميم وحرفية الفن التطبيقي والنحت والعمارة، وما بين تركيز الشيخ آل خليفة على بعض الأشكال الهندسية التي تعامل معها بروح الهندسية الشرقية، التي تمثل «الدائرة» فيها أساس العناصر المتكررة، إلى جانب الخط المستقيم، لينتج أعمالاً إبداعية تعكس شمولية ونضج رؤيته الفنية، عبر خصوصية معالجته للعلاقة الرباعية في كل عمل له بين الظل والنور، والفراغ والكتلة، واستبدال اللون بانعكاسات الضوء، تعددية الأبعاد المادية والافتراضية.
رمز الحركة
ويطالع الزائر في بداية جولته بالمعرض، المجموعة الفنية الأولى «شكل الزمن»، التي تتمحور حول الدائرة رمز الحركة والوحدة والحياة، والمربع رمز الفكر المفاهيمي والثبات والنظام، واللذان شكلا جزءاً من جماليات وقواعد الزخرفة الإسلامية تاريخياً، وجداريات الفنان التي اعتمد في تكوينها جميعاً على خامة الألمنيوم، الذي طوعه تبعاً لتصميماته.
لعبة الظلال
وضمت مجموعة الزمن الدائرية، تضاريس متنوعة لاتجاهات انعكاسات الظل والنور، بين جماليات وحدة تكرار الحركة، وما بين تباين اتجاهات الحركة وظلالها، والتي تزيد من ديناميكية اللوحة، وأخيراً، وحدة الدوائر الملونة، والتي يدرك الزائر أمامها، أن الظلال وعمق الفراغ في العملين السابقين، اللذين شاهدهما، شكلا بديلاً بصرياً لديناميكية الألوان الحيوية في العمل الثالث.
تموجات رصينة
ويصل الزائر في جولته إلى مجموعة «أمواج» الجدارية أيضاً، والغريبة بتكوين كتلتها، والتي يخمن الزائر من عنوان المجموعة، أن انحناء الجزأين وتداخلهما في كل عمل، يشابه تعاقب موجتيّ بحر. وتوحي هذه المجسمات بالرصانة، سواء في توزيع الكتلة أو اختيار اللون وخامته الكتيمة.
خفة الزهور
ويشعر لدى وقوفه أمام الجداريتين من مجموعة «الزهور»، اللتين تمثلان أحدث نتاج الفنان في العام الماضي، أنه أكثر مرحاً وخفة بعد الحالة الرصينة التي هيمنت عليه خلال مطالعته للأعمال السابقة. ويكمن الاختلاف في هذين العملين، في تعدد أبعاد العنصر وخروجه من الدائرة، حيث شكّل عنصره الزخرفي المتكرر، أربع بتلات لزهرة رسمت مع ظلالها، أجواء قريبة من طيران سرب للفراشات.
يُذكر أن الشيخ آل خليفة، بدأ مسيرته الفنية قبل أربعة عقود بالفن الواقعي، لينتقل بعدها بين مختلف المدارس الفنية، كالانطباعية والتعبيرية والتجريدية، إلى المفاهيمية التركيبية.
سيرة
بدأ الفنان الشيخ راشد آل خليفة مشواره الفني في أوائل الستينيات من القرن الماضي، عارضاً أعماله في البحرين وحول العالم، بما فيها بينالي البندقية عاميّ 2015 و2017، إلى جانب معرض فردي في معهد الشرق الأوسط بواشنطن عام 1982، ومعرض استعادي في متحف البحرين الوطني عام 2010، وهو أول من ترأس «جمعية البحرين للفنون التشكيلية»، ويحمل حالياً لقب «رئيس فخري» لهذه الجمعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق