الأربعاء، 13 أغسطس 2014

آخر نجمات عصر هوليوود الذهبي

لورين باكال تنجز مهمتها في الحياة وترحل


رحلت عن الدنيا أيقونة سينما هوليوود لورين باكال، الممثلة الأسطورة التي أسرت الجمهور بصوتها المخملي المثير وجمال صورتها وحضورها اللافت في حقبة الخمسينات والسبعينات من القرن العشرين، فلقد وافتها المنية أول من أمس، في مدينة نيويورك عن عمر ناهز 89 عاماً، نتيجة إصابتها بذبحة صدرية، لتكون آخر ممثلة تفارق الحياة من العصر الذهبي لسينما هوليوود، ولتكمل بوفاتها قناعتها كما في مقولتها الشهيرة، «هذا اختبار لمعرفة إن كانت مهمتك في الحياة قد انجزت، فإن بقيت حياً فهذا يعني أنها لم تكتمل».

السخرية والمثابرة
استأثرت لورين خلال السبعين عاماً من مسيرتها الفنية في السينما والمسرح، بعدد كبير من المعجبين بموهبتها وقدراتها التي جمعت بين حس السخرية والمثابرة وقوة استقلالية الشخصية، لتعتبر معظم الأفلام التي مثلت فيها، من الأعمال الكلاسيكية مثل فيلم «أن تملك وألا تملك» المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب الشهير أرنست همنغواي انتاج عام 1944، «النوم الكبير» إنتاح عام 1946 المقتبس عن رواية في عالم الجريمة للكاتب ريموند شاندلر. علماً أن الروائي الشهير ويليام فولكنر شارك في كتابة سيناريو الفيلم.

مسيرة فنية
بدأت لورين مسيرتها الفنية حينما كانت في السابعة عشر من عمرها، وكانت حينها تعمل في إرشاد القادمين إلى أمكنتهم المسرح وبعض الأحيان عارضة أزياء، إلى جانب دراستها في الأكاديمية الأميركية للفنون الدرامية. ومثلت على مسرح البرودواي عام 1942 في العمر نفسه.

أما فيما يتعلق بدخولها عالم السينما، فإن الفضل في اكتشافها يعود إلى نانسي زوجة مخرج الأفلام الشهير آنذاك هوارد هوكس«1896 – 1997» التي استوقفتها صورة لورين الصغيرة في صفحة من مجلة الأزياء «فوغ». لتطلب من زوجها أن يجري اختبار على الشاشة لأجل فيلم «أن تملك وألا تملك»، ويلعب الحظ دوره لصالح لورين بسبب خطأ سكرتيرة المخرج التي قامت بدعوة لورين وإرسال تذكرة سفر لها إلى هوليوود بدلاً من معرفة المزيد عنها.

وسرعان ما وقع معها هوكس عقداً شخصياً لمدة سبع سنوات، ليعطيها 100 دولار كأجر أسبوعي. واحتضنتها نانسي وتكفلت بتعليمها الأناقة والسلوك الراقي. كما ساعدتها على تدريب صوتها لتحكي بصوت منخفض يجمع بين الخشونة والأنوثة، ليصبح فيما بعد أحد العلامات البارزة التي تميزها عن غيرها من الممثلات.

لعبت لورين منذ البداية أدوار البطولة وشاركت منذ عام 1944 وحتى عام العام الجاري، في 60 فيلماً، ومن أشهر أفلامها الكوميدية التي عزت شهرتها في هوليوود «كيف تتزوج مليونيراً» عام 1953، ودورها المميز في فيلم «للمرأة وجهين» 1996، كما اشتهرت بأدوارها في أفلام الجريمة الغامضة.

حياتها العائلية
تزوجت لورين عام 1945، من الممثل الأول الذي وقفت أمامه النجم هامفري بوغارت «1945 – 1957»، وأمضيا شهر العسل في مزرعة الكاتب لويس برومفيلد الفائز بجائزة بوليتزر في أوهايو، وكان يكبرها بخمسة وعشرين عاماً، واستمر زواجها حتى وفاته بعد إصابته بمرض السرطان عام 1957.

زاد في تلك المرحلة اهتمام لورين بالسياسة ووسعت دائرة أصدقائها خارج عالم السينما، كما ارتبطت بعلاقة عاطفية قصيرة الأمد مع المغني والممثل فرانك سيناترا، ومن ثم تزوجت الممثل جيسون روباردس الأصغر عام 1961 لتنفصل عنه بعد ثماني سنوات لإدمانه الكحول كما تقول في كتاب سيرتها الذاتية. وأنجبت من بوغارت ابناً وابنة وولداً آخر من زوجها الثاني.

صاحبة النظرة
أصدرت لورين الكتاب الأول عن سيرتها الذاتية بعنوان «لورين باكال بقلمي» عام 1978، و«الآن» عام 1994. وفي عام 2005 بادرت إلى تحديث الجزء الأول بإضافة فصول جديدة ليصبح عنوان الكتاب «بقلمي وقلم البعض».

سيرتها الذاتية
أطلق على لورين لقب «امرأة صعبة» لصعوبة اختيارها للنصوص التي كانت ترفض أغلبيتها، حفاظاً على مكانتها في الصدارة. ولتقبل أخيراً المشاركة ببطولة الفيلم الموسيقي الدرامي «الشاب صاحب البوق» عام 1950، الذي مثلت فيه دور مغنية تعطف على الموسيقي الشاب الذي قام بدوره كيرك دوغلاس.

امرأة صعبة
حاولت لورين خلال تجربة الاختبار أمام الشاشة لأول مرة عام 1944، مداراة خوفها وتوترها بحني رأسها لتلامس ذقنها صدرها ولتطالع الكاميرا بعينيها. هذه اللقطة تحولت إلى جزء من خصوصيتها كممثلة صاحبة «النظرة» الخاصة بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق