السبت، 23 أغسطس 2014

دعوة منح فنية وثقافية للشباب

فرص دعم متنوعة تقدمها مؤسسات معنية

منح الشباب الثقافية خريطة إبداع متكاملة




كثير من الجهات المعنية بالثقافة والفنون والأدب، سواء على الصعيد العربي أو الدولي، يعلن، بين حين وآخر، عن دعوات مسابقات ومنح للشباب في مجالات الثقافة المتنوعة، ويبرز من بينها برامج «الفنان المقيم» وغيرها.. خارطة إبداع عربية متكاملة. وفي كثير من الأحيان لا تصل مثل هذه الدعوات إلى الفنانين أو المعنيين بمثلها، وعليه يمكن للمهتمين الاطلاع على ملخص لعدد منها بهدف المشاركة.

المسرح العربي
تأتي في مقدمة هذه البرامج دعوة «صندوق شباب المسرح العربي» ومقره في بلجيكا، المسرحيين العرب الشباب إلى تقديم الطلبات للمشاركة في برنامج «الإنتاج والجولات»، بهدف دعم الفنانين المستقلين في المنطقة العربية، وبالتالي استكشاف طاقات فنية جديدة وتطوير المحيط الثقافي لتوليد الإبداع. ويعنى البرنامج بالفنانين الذين يستكشفون الصلات بين مختلف المجالات الفنية، ولا سيما الفيديو والتجهيز وعرض الأداء الصوتي.
والموعد النهائي لاستلام الطلبات على الموقع الإلكتروني الخاص بصندوق شباب المسرح العربي، هو اليوم الأول من شهر سبتمبر المقبل.

منح آفاق
تقدم «آفاق» المعنية بالثقافة والفن في المنطقة العربية، والمنفتحة على الحوار ودعم أكبر عدد ممكن من المفكّرين والفنانين والمبادرين والمبدعين، منحاً للأبحاث والدراسات والتدريب في مجالي الثقافة والفن، وتبادل الخبرات بين الفنانين والأكاديميين، ومشاريع المكتبات الفنية متعددة الوسائل وتوثيق وأرشفة الأعمال الثقافية. والموعد النهائي للمشاركة هو الأول من سبتمبر المقبل، ولمزيد من المعلومات يمكن زيارة الموقع الإلكتروني للصندوق العربي للثقافة والفنون، الذي مقره في لبنان.



ديجيتال مراكش
كما تعلن إدارة مهرجان «ديجيتال مراكش 2014» الذي ينظمه «المختبر العربي لفنون الميديا» خلال الفترة ما بين 26 و28 نوفمبر المقبل، عن فتح باب ترشيح طلبات الأفلام، والأﻓﻼم اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﯿﺔ بكل أﻧﻮاﻋﮭﺎ وﻣﺪارﺳﮭﺎ، وﻓﻨﻮن اﻟﻔﯿﺪﯾﻮ، والإبداعات الرقمية للمشاركة في فعاليات دورة المهرجان الرابعة. وفتح المجال لمنسقي اﻟﺒﺮاﻣﺞ والمؤسسات اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ ﺑﺈﻧﺘﺎج وﺗﻮزﯾﻊ اﻷﻓﻼم التجريبية لعرض برامجهم ﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺨﺒﺮات وﺗﻮﺳﯿﻊ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻔﻨﯿﺔ، بهدف اﺳﺘﻌﺮاض تنوع اﻹﻧﺘﺎج والخبرات الإبداعية والأفكار.

ويتناول محور هذه الدورة، إعادة رسم خارطة أحداث فن الميديا، والفن الرقمي في العالم العربي، ودور التكنولوجيا الرقمية في المتغيرات الديناميكية والإبداعية في العالم العربي.

ويسمح للراغبين في المشاركة بالتقدم بأكثر من عمل خارج إطار الأعمال التجارية، وألا يزيد تاريخ إنتاج العمل على العامين، ويمكن للمزيد من المعلومات زيارة موقع المهرجان الإلكتروني: digitalmarrakech.org، علماً أن الموعد الأخير للمشاركة هو 25 سبتمبر المقبل.



يو 40 آرابيسك
يدعو برنامج «كونيكشنز» المكلف من «اليونسكو»، الشباب العرب من المثقفين والراغبين في تغيير مفاهيم الثقافة، للقاء وتشكيل شبكة إقليمية. والشباب المعنيون بالدعوة هم من البلدان العربية التي تشهد تحولات في القرن الواحد والعشرين. وتهدف شبكة تواصل «يو 40 آرابيسك» إلى تشكيل منتدى للمشاركات الثقافية، لابتكار استراتيجية شراكة وتنظيم ممثلين من المجتمع المدني في الحقل الثقافي، بهدف تسليط الضوء على أعمال الفنانين الشباب الإبداعية والتعريف بها عالمياً، وتبادل المعلومات والمعرفة والتجربة بهدف تطوير التنوع الثقافي. أما اللقاء فيتمثل في ورشة عمل تقام في الأردن خلال الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر من العام الجاري. وذلك بالتعاون مع مسرح البلد. علماً أن الموعد النهائي للمشاركة هو في 5 سبتمبر المقبل، ولمعرفة المزيد يمكن زيارة الموقع الإلكتروني للبرنامج http://u40net.org/u40-arabesque-call/

ثقافة مجتمعية
لا تنحصر المنح والمسابقات الثقافية في الإمارات، بجانب وسائل التحفيز الأخرى المتنوعة والرائدة، بجهة أو مؤسسة محددة، إذ يمثل هذا النهج ثقافة مبادرة مجتمعية عامة، تتكامل فيها جهود قطاعات العمل في الجهات الحكومية والخاصة معاً، سعياً إلى تشجيع أفراد المجتمع على خوض غمار وحقول الإبداع، وإثبات أنفسهم ففيه، من مسرح وفن تشكيلي وشعر ورواية، وغير ذلك، ليحصلوا على تمويل ودعم سخيين، يساعداهما ليكونوا متمكنين ومجيدين في مجالات الإبداع.
 

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

شرلوك هولمز يتحرر من ملكية ورثته

وأخيراً أطلقت المحكمة الأميركية سراح التحري شرلوك هولمز وصديقه الدكتور واتسون، من قبضة ورثته بعد مضي ما يقارب من قرن، وذلك بعدما حكم القاضي لصالح المدعى عليه الكاتب الأميركي ليزلي كلينغر الذي رفض دفع مبلغ خمسة آلاف دولار أميركي للمؤسسة المعنية بحقوق نشر ورثة الروائي الأميركي آرثر كونان دويل «1859 – 1930» الذي ابتكر هاتين الشخصيتين الشهيرتين. وبرر كلينغر رفضه دفع الرسوم لاستخدامه الشخصيتين في الجزء الثاني من روايته التي اتفق على طباعتها، بسبب تغييره لدار النشر التي لا تملك تصريحاً.

قانون
ويُذكر أن قانون حقوق النشر للكتاب تنتهي صلاحيته في الولايات المتحدة بعد مضي 95 عاماً، وفي بريطانياً بعد 70 عاماً. وعليه فإن حقوق أعمال شخصيتي هولمز وواتسون انتهت بالنسبة لستة وأربعين قصة مع الاحتفاظ بحقوق ملكية 10 قصص نشرت ما بين 1923 و1927. وعليه تمثل النزاع في المحكمة حول شخصية هولمز إن كانت صلاحيتها تنتمي للقسم الأول أم للعشرة الأخيرة.

نقد
وانتقد قاض أميركي سلوك المؤسسة ووصف فعلها بعملية الابتزاز، خاصة وأن حقوق ملكية معظم أعمال الشخصيتين انتهت في الولايات المتحدة. كما انتقدت محكمة استئناف أميركية ادعاء المؤسسة ووصفتها بسوء السلوك مالياً، وفرضت عليها دفع تكاليف المحكمة التي تتجاوز 30 ألف دولار، وأشادت بالكاتب كلينغر الذي رفع الدعوى.

تهديد
وما دفع كلينغر لرفع القضية للمحكمة، هو تهديد المؤسسة له قائلة، «إذا قمت بالنشر دون تصريح منا، فلا تتوقع بيعها عن طريق «أمازون» و«بارنز أند نوبل» وغيرهما، لأننا على صلة عمل وثيقة معها بشأن حقوق النشر». وقال القاضي المعني بالدعوة بشأن المؤسسة، «لو أن هذه المؤسسة طالبت برسم مالي متواضع، لفضل الكاتب والناشر دفعه تجنباً من الدخول في متاهة كبيرة للحصول على الترخيص»، وأشار محامو المؤسسة إلى أنهم سيستأنفون الحكم قريباً".

شعبية هولمز
ابتكر آرثر كونان دويل شخصية شرلوك هولمز التحري الذي يتميز بدقة الملاحظة والذكاء الخارق، عام 1887. وظهر في أربع روايات و56 قصة قصيرة. أما شعبية شهرة هولمز فبدأت مع المجموعة الأولى من القصص القصيرة عام 1891، أي بعد صدور روايتين من بطولته. وتغطي القصص مرحلة زمنية من 1880 وحتى 1914. وجميع القصص باستثناء أربعة يرويها صديقه الدكتور واتسون

آخر نجمات عصر هوليوود الذهبي

لورين باكال تنجز مهمتها في الحياة وترحل


رحلت عن الدنيا أيقونة سينما هوليوود لورين باكال، الممثلة الأسطورة التي أسرت الجمهور بصوتها المخملي المثير وجمال صورتها وحضورها اللافت في حقبة الخمسينات والسبعينات من القرن العشرين، فلقد وافتها المنية أول من أمس، في مدينة نيويورك عن عمر ناهز 89 عاماً، نتيجة إصابتها بذبحة صدرية، لتكون آخر ممثلة تفارق الحياة من العصر الذهبي لسينما هوليوود، ولتكمل بوفاتها قناعتها كما في مقولتها الشهيرة، «هذا اختبار لمعرفة إن كانت مهمتك في الحياة قد انجزت، فإن بقيت حياً فهذا يعني أنها لم تكتمل».

السخرية والمثابرة
استأثرت لورين خلال السبعين عاماً من مسيرتها الفنية في السينما والمسرح، بعدد كبير من المعجبين بموهبتها وقدراتها التي جمعت بين حس السخرية والمثابرة وقوة استقلالية الشخصية، لتعتبر معظم الأفلام التي مثلت فيها، من الأعمال الكلاسيكية مثل فيلم «أن تملك وألا تملك» المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب الشهير أرنست همنغواي انتاج عام 1944، «النوم الكبير» إنتاح عام 1946 المقتبس عن رواية في عالم الجريمة للكاتب ريموند شاندلر. علماً أن الروائي الشهير ويليام فولكنر شارك في كتابة سيناريو الفيلم.

مسيرة فنية
بدأت لورين مسيرتها الفنية حينما كانت في السابعة عشر من عمرها، وكانت حينها تعمل في إرشاد القادمين إلى أمكنتهم المسرح وبعض الأحيان عارضة أزياء، إلى جانب دراستها في الأكاديمية الأميركية للفنون الدرامية. ومثلت على مسرح البرودواي عام 1942 في العمر نفسه.

أما فيما يتعلق بدخولها عالم السينما، فإن الفضل في اكتشافها يعود إلى نانسي زوجة مخرج الأفلام الشهير آنذاك هوارد هوكس«1896 – 1997» التي استوقفتها صورة لورين الصغيرة في صفحة من مجلة الأزياء «فوغ». لتطلب من زوجها أن يجري اختبار على الشاشة لأجل فيلم «أن تملك وألا تملك»، ويلعب الحظ دوره لصالح لورين بسبب خطأ سكرتيرة المخرج التي قامت بدعوة لورين وإرسال تذكرة سفر لها إلى هوليوود بدلاً من معرفة المزيد عنها.

وسرعان ما وقع معها هوكس عقداً شخصياً لمدة سبع سنوات، ليعطيها 100 دولار كأجر أسبوعي. واحتضنتها نانسي وتكفلت بتعليمها الأناقة والسلوك الراقي. كما ساعدتها على تدريب صوتها لتحكي بصوت منخفض يجمع بين الخشونة والأنوثة، ليصبح فيما بعد أحد العلامات البارزة التي تميزها عن غيرها من الممثلات.

لعبت لورين منذ البداية أدوار البطولة وشاركت منذ عام 1944 وحتى عام العام الجاري، في 60 فيلماً، ومن أشهر أفلامها الكوميدية التي عزت شهرتها في هوليوود «كيف تتزوج مليونيراً» عام 1953، ودورها المميز في فيلم «للمرأة وجهين» 1996، كما اشتهرت بأدوارها في أفلام الجريمة الغامضة.

حياتها العائلية
تزوجت لورين عام 1945، من الممثل الأول الذي وقفت أمامه النجم هامفري بوغارت «1945 – 1957»، وأمضيا شهر العسل في مزرعة الكاتب لويس برومفيلد الفائز بجائزة بوليتزر في أوهايو، وكان يكبرها بخمسة وعشرين عاماً، واستمر زواجها حتى وفاته بعد إصابته بمرض السرطان عام 1957.

زاد في تلك المرحلة اهتمام لورين بالسياسة ووسعت دائرة أصدقائها خارج عالم السينما، كما ارتبطت بعلاقة عاطفية قصيرة الأمد مع المغني والممثل فرانك سيناترا، ومن ثم تزوجت الممثل جيسون روباردس الأصغر عام 1961 لتنفصل عنه بعد ثماني سنوات لإدمانه الكحول كما تقول في كتاب سيرتها الذاتية. وأنجبت من بوغارت ابناً وابنة وولداً آخر من زوجها الثاني.

صاحبة النظرة
أصدرت لورين الكتاب الأول عن سيرتها الذاتية بعنوان «لورين باكال بقلمي» عام 1978، و«الآن» عام 1994. وفي عام 2005 بادرت إلى تحديث الجزء الأول بإضافة فصول جديدة ليصبح عنوان الكتاب «بقلمي وقلم البعض».

سيرتها الذاتية
أطلق على لورين لقب «امرأة صعبة» لصعوبة اختيارها للنصوص التي كانت ترفض أغلبيتها، حفاظاً على مكانتها في الصدارة. ولتقبل أخيراً المشاركة ببطولة الفيلم الموسيقي الدرامي «الشاب صاحب البوق» عام 1950، الذي مثلت فيه دور مغنية تعطف على الموسيقي الشاب الذي قام بدوره كيرك دوغلاس.

امرأة صعبة
حاولت لورين خلال تجربة الاختبار أمام الشاشة لأول مرة عام 1944، مداراة خوفها وتوترها بحني رأسها لتلامس ذقنها صدرها ولتطالع الكاميرا بعينيها. هذه اللقطة تحولت إلى جزء من خصوصيتها كممثلة صاحبة «النظرة» الخاصة بها.

الاثنين، 4 أغسطس 2014

عبرة لمن لا يعتبرون

سيغفريد ساسون ناهض الحرب بعد أن نال أوسمة الشجاعة

قصائد على الإنترنت لجندي عاصر الحرب العالمية الأولى

تحيي البلدان الأوروبية الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى «1914 – 1918»، بمجموعة من الفعاليات والاحتفالات من بينها مبادرة أطلقتها مكتبة جامعة كامبردج وتتلخص بنسخ 4100 صفحة من أرشيف مذكرات الجندي البريطاني سيغفريد ساسون «1886 – 1976»، الذي أصبح أبرز شعراء هذه الحرب، ولتصبح مذكراته في متناول الجميع على الانترنت.

«حياتي الداخلية حقيقية أكثر من بشاعة واقع هذه الأرض، مرتع الحرب»، دون ساسون هذه الجملة في يومياته في شهر ديسمبر عام 1915، وقال في مقتطف آخر: «كنت لأناشد الموت السريع، لو لم يكن لأجل أمي وأصدقائي».

طين الخنادق
وما تزال بعض دفاتر يوميات سيغفريد ساسون عن تلك الحرب تحمل آثار الطين من خنادق المعارك، حيث التحق بالحرب منذ بدايتها ليصل إلى الجبهة بعد عام. والعديد من الصفحات ملطخة ببقع الشمع الذي كان يكتب على ضوئه في المساء. هذه الصفحات الموثقة والمنقحة من قبله مع رسوم ونتائج مباريات الكريكيت تعيد القراء إلى زمن أبعد بكثير من عصر التويتر والسيلفي وقنوات التواصل الاجتماعي.




عملية التفاف
ويصف ساسون، الذي أطلق عليه حينما كان برتبة ملازم ثان لقب «جاك المجنون» لشجاعته المقترنة بالاستهتار، بالكلمة والرسم في صفحة من يومياته بتاريخ 6 يوليو 1916، كيف هاجم بمفرده أحد خنادق الألمان بعدما قتل القناص في الغابة خمسة من أفراد فرقته وأصاب العديدين.

شناعة الحروب
مع نهاية الأسبوع الجاري يتم نسخ جميع نتاجه بواقع 23 دفترا ليومياته ودفترين صغيرين لأشعاره، والتي كانت متاحة لماكس إغرمونت فقط، لكتابته سيرته الذاتية.

ويقول جون ويلز أحد المسؤولين في مكتبة الجامعة: «على عكس تنقيح وطباعة النصوص، فإن نسخ النص يمنح المشاهد إحساساً تفاعلياً مع المادة ». وكانت الجامعة التي تخرج منها ساسون في أوائل القرن العشرين، قد اشترت آخر يومياته ودفاتر أشعاره عام 2009 من أحد أقاربه، بقيمة مليون وربع جنيه استرليني. كما أوضح بأنه لا يزال في الأرشيف الكثير من أعماله التي ليس بمقدور الباحثين أو العامة الوصول إليها بسبب حالتها السيئة.

جحيم وتحطيم
تشير المخطوطات إلى وصف ساسون لانجراف الحرب عن مسارها ورسم للبرهان خطاً بيانياً، وبالطبع كان ينتقد الحكومة البريطانية علناً مما دفع المسؤولين إلى سحبه بحجة انهيار أعصابه نتيجة صدمة في الحرب. ومثال على وصفه لإحدى المعارك في 1 يوليو عام 1917 قوله «جحيم .. جحيم .. ضرب وتحطيم»، ويتابع «كان الجحيم اندلع منذ الساعة السادسة والنصف. الهواء يرتعد بأصوات الانفجارات، والأرض تهتز بأكملها والصخور تفرقع. إن صريرا متواصلا لهدير المسدسات والأسلحة، والرصاص يصفر فوق رؤوسنا».

رفض الحرب
يذكر ساسون أنه بعد حصوله على وسام الشجاعة «1916» بعام، رفض العودة إلى الخطوط الأمامية للجبهة، رامياً وسامه وكاتباً قصيدته «تصريح جندي».

تحدي السلطة
يقول سيغفريد ساسون في دفتر يومياته عن الحرب: «أعلن هذا التصريح كتحد للسلطات العسكرية لقناعتي أن إطالة زمن الحرب فعل مقصود من أولئك أصحاب القوة والقدرة على إنهائها».

الأحد، 3 أغسطس 2014

أول مبنى أخضر في فلسطين

أول مبنى أخضر في فلسطين

«المتحف الفلسطيني».. مفردات تتجاوز جغرافية المكان

 
من المنتظر إنجاز هيكل بناء المتحف الفلسطيني بمساحة 40 دونم في مدينة بير زيت شمالي رام الله في شهر سبتمبر المقبل، علماً أن حجر الأساس وضع في شهر أبريل من العام الماضي بتكلفة 19 مليون دولار، وأن تصميم مبنى المتحف وضع من قبل شركة التصميم المعماري الأيرلندية «هينغان بينغ»
 
وكما ورد في الموقع الإلكتروني الخاص بـ «المتحف الفلسطيني»، فإنه سيكون هناك، عند افتتاح المرحلة الأولى من المبنى في ربيع عام 2015، أول مبنى أخضر «صديق للبيئة» في فلسطين،فضلاً عن الحصول على الشهادة الفضية في نظام الريادة العالمي في تصميمات الطاقة والبيئة.

يحيط بالبناء حديقة ضخمة من المدرجات المزروعة بالبيارات والأشجار والزهور والتي ترمز إلى طريقة فلسطين في الزراعة. وتبلغ مساحة القسم الأول أول المرحلة الأولى من المبنى 3500 متر مربع، أما مساحة بناء المرحلة الثانية فتبلغ 10 آلاف متر مربع يتم إنجازها خلال 10 سنوات.

ورداً على سؤال مجلة «أخبار الفن» الإلكترونية حول تأثير الحرب في غزه على مشروع المتحف قال جاك بيرسيكيان مدير المتحف: «تعتبر القضايا الأمنية جزءاً من إيقاع الحياة في فلسطين، وعوائق الوصول إلى المتحف صعبة بصرف النظر عن الحرب الحالية في قطاع غزة، ومثال على تلك العوائق التصاريح التي تحدد حركة الفلسطينيين خارج المنطقة التي يعيشون فيها».

شبكة علاقات
ويقول بشأن تجاوز هذه الصعوبات: «يهدف المتحف إلى لعب دور أوسع من حدود مبناه، فهو بمضمونه شبكة من العلاقات التي نؤسسها بين المجتمعات الفلسطينية في الداخل وفي مختلف أرجاء العالم.

ومن أبرز أنشطتنا هذا العام دورنا البارز في الدورة الثانية من «بينالي قلنديا العالمي» بفلسطين خلال الفترة من 22 أكتوبر إلى 15 نوفمبر، مع عرض خاص بكيفية جمع المقتنيات الخاصة بالمتاحف في فلسطين».كما أصدر المتحف في فترة سابقة قائمة اشتملت على 51 متحفاً تقع في فلسطين التاريخية، و5 متاحف تتناول فلسطين موضوعا لها، وتقع في بلدان مختلفة.

وشملت القائمة متاحف تم اعتمادها استناداً إلى عدة معايير أبرزها أنها تطلق على نفسها اسم «متحف» وأنشئت لاستقبال الزوار ولتكون مفتوحة أمام الجمهور، ما يميزها عن المجموعات الخاصة، التي تعنى بحفظ المقتنيات التراثية والفنية وغيرها.

قصة‭ ‬المتحف‬
في‭ ‬تخليده‭ ‬للذكرى‭ ‬الخمسين‭ ‬للنكبة،‭ ‬بادر‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مؤسسة‭ ‬التعاون الخيرية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬فكرة‭ ‬لتأسيس‭ ‬متحف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬لحفظ‭ ‬الذاكرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لشعبها‭ ‬وتوثيق‭ ‬نكبة‭ ‬عام‭‬1948‭ ‬، وما‭ ‬صاحبها‭ ‬من‭ ‬تهجير‭ 750 ‬ألف‭ ‬فلسطيني،‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬فلسطين‭ ‬الحديث‭
.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
حمل‭ ‬المتحف‭ ‬في‭ ‬بداياته‭ ‬اسم ‬«‬متحف‭ ‬الذاكرة‭ ‬الفلسطينية‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬تطورت‭ ‬الفكرة‭ ‬وأدت‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬في‭ ‬المفهوم‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬المتحف،‭ ‬فتغيّر‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬‮«متحف‭ ‬الذاكرة‭ ‬الفلسطينية»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المتحف‭ ‬الفلسطيني‮‬‭ ،«‬
وأصبحت‭ ‬الفكرة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المتحف‭ ‬منبراً‭ ‬حراً‭ ‬للحوار‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخليده‭ ‬لذكرى‭ ‬الماضي‭ ‬وتوثيق‭ ‬التاريخ،‭ ‬وبجعله‭ ‬جسراً‭ ‬ثقافياً‭ ‬ومنبراً‭ ‬لطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬الحاضر ‭‬وباباً‭ ‬لفتح‭ ‬آفاق‭ ‬المستقبل‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

بمناسبة مرور 100 عام على الحرب العالمية الأولى

مزاد عالمي يستلهم مفهوماً جديداً من مسلسل تلفزيوني

 
أطرف الابتكارات التي تنظمها إحدى دور المزادات العالمية لجمع أكبر قدر ممكن من التبرعات، المزاد الخيري بعنوان «أبطال في قلعة هايكلير: اختبر التعايش في داون تاون آبي» على الإنترنت الذي أعلنت عنه دار كريستيز العالمية للمزادات.
وفكرة المزاد الذي يستمر حتى 14 أغسطس، مستلهمة من المسلسل البريطاني التاريخي الشهر «داون تاون آبي»، الذي تدور أحداثه في مدينة داونتون آبي الخيالية التي يسكن فيها اللورد كراولي وأسرته، وتأثير الأحداث على مستقبل الأسرة، حيث يتناول الجزء الأول الحرب العالمية الأولى وغرق سفينة تيتانيك، والجزء الثاني يبدأ من عام 1916 وحتى 1919.

أعمال متخيلة
ويضم هذا المزاد الذي تنظمه اللجنة المسؤولة عن قلعة «هايكلير» بمناسبة مرور 100 عام على الحرب العالمية الأولى، حيث تم تصوير هذا المسلسل الحائز على العديد من الجوائز.

وهذه القلعة كانت البيت الحقيقي والمتخيل للعديد من بيوت العائلات التي لعبت دوراً في الحرب العالمية الأولى، مثل السيدة ألمينا الكوتيسا الخامسة لكارنارفو التي حولت قلعة هايكلير إلى مستشفى حرب خاصة بالضباط، في حين استقبلت البلدة الجرحى من الجنود.

ويضم المزاد الإلكتروني 12 تجربة فريدة تتيح التعرف عن قرب ومعايشة أجواء المسلسل في القلعة، ليبدأ المزاد من مبلغ 250 جنيه استرليني.

وتشمل هذه التجارب المبيت لليلة في القلعة لثلاثة أزواج، في كل من غرف بطلات المسلسل السيدة سيبيل والسيدة إيديث والسيدة كورا، ليبدأ المزاد من 10 آلاف جنيه إسترليني، كذلك الحصول على درس من فريق القائمين على تقديم الطعام حول كيفية إعداد الطاولة ليبدأ المزاد من ألفين جنيه إسترليني.

كلاسيك
عرض المسلسل لأول مرة والذي كتبته جوليان فيلوز عام 2010، ليعرض بعدها بعام في الولايات المتحدة كأحد الأعمال الكلاسيكية بقيمتها الإنسانية.

وتم حتى الآن تصوير خمسة أجزاء من المسلسل، ليعتبر بعد عرض الجزء الثالث من أكثر المسلسلات مشاهدة في العالم. كما حصد العمل العديد من الجوائز مثل «غولدن غلوم» وجائزة العمل الأفضل من «إيمي»، كما اعتبر المسلسل الدرامي البريطاني الأكثر نجاحاً منذ عام 1981.

وتشمل تجارب المزاد، دعوة للشاي على الطريقة الإنجليزية مع البارونه «جينكين» مستشارة العلاقات العامة في «بيت اللوردات» إلى جانب جولة في البيت وإقامة ليلة لشخصين في فندق غورينغ مع عشاء، ليبدأ المزاد من ألفي جنيه إسترليني.

على هامش المزاد
نظمت «كريستيز» أول من أمس تزامناً مع مزادها الإلكتروني ولمدة يوم واحد في مقر قلعة «هايكلير» وحتى يناير من العام المقبل على موقعها الإلكتروني، معرضها الذي ضم مجموعة مشغولات يدوية من البلدان التي ارتبط اسمها بالحرب العالمية الأولى ويحمل المعرض اسم «قصص المئوية: في ذكرى الحرب العالمية الأولى».
وتلك المشغولات تحكي قصص رجال ونساء عاصروا الحرب، كالرسائل والصور وغيرها.

الخميس، 31 يوليو 2014

تحضر للدورة الثانية من معرض «داون تاون»

كريستينا روميلي: دبي عززت جماليات فن التصميم



قطع تتميز بالابتكار والإبداع

«الجودة والابتكار، الحرفية والأصالة» بعض الميزات التي وصفت بها كريستينا روميلي، مديرة معرض «داون تاون للتصميم» خصوصية هذا المعرض الذي يعنى بأرقى ما قدمته الشركات العالمية في عالم التصميم الداخلي، وذلك خلال لقائها بـ«البيان» للتحدث عن مستجدات الدورة الثانية من المعرض الذي سيقام خلال الفترة من 28 إلى31 أكتوبر من العام الجاري بجوار برج خليفة في دبي.



وتحدثت كريستينا في البداية عن أهمية هذا المعرض ودوافع نجاح الدورة الأولى قائلة، «عززت دبي في السنوات الأخيرة الربط بين مفهوم جماليات التصميم وفن العمارة الخارجي الذي تميزت به كمدينة، بفن التصميم الداخلي الذي يعتبر جزءاً من تفاصيل الحياة اليومية، والذي لا يقتصر على جماليات فن التصميم، بل يشمل الحرص على الوعي بدوره على صعيد البيئة وصحة الإنسان والجانب العملي من حياته».

إبداع وابتكار
انتقلت بعد ذلك إلى الحديث عن الجانب اللوجستي لدورة المعرض الثانية، «يتراوح عدد المشاركين ما بين 40 إلى 50 شركة من أبرز العلامات التجارية في العالم، وأغلبها من أوروبا والولايات المتحدة. أما نسبة المشاركين من خلال وكلائهم وممثليهم في المنطقة فتبلغ ما يقارب من 70%. ونتوقع أن يرتفع عدد الزوار مقارنة بالدورة الماضية التي سجلت 5000 زائر من المختصين بعالم التصميم أو الذين يرتبط عملهم به بصورة مباشرة أو غير مباشرة».

وتابعت بشأن المستجدات قائلة، «ما يميز هذه الدورة حرص الشركات التي تشارك للمرة الثانية، على تقديم تصاميم أكثر ابتكاراً وتنافسية من الدورة السابقة بعد إدراكها لارتفاع معايير الجودة العالمية والابتكار اللذين تعتمدهما دبي بصفتها مركزاً لسوق التصميم الداخلي في منطقة الشرق الأوسط. كما سيتم في اليوم الثاني من المعرض، إعلان إحدى الجهات الخاصة بدبي عن جائزة تعنى بفن التصميم الداخلي، والتي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة».










ثقافة وفن







تصميمات مطعمة بروح الفن

وقالت كريستينا بشأن تفاصيل برنامج الفعاليات التي تقام على هامش المعرض، «يضم البرنامج محورين من الحوارات والجلسات، الأول خاص بالمعنيين بصناعة التصميم، والآخر موجه إلى العامة ويتناول ثقافة فن التصميم وبالتالي الارتقاء بوعي مفهوم التصميم كجزء من حياتنا اليومية، وليس مجرد رفاهية».

وأضافت قائلة، «يسبق افتتاح المعرض ثلاث جلسات حوارية حول أهمية الترويج للتصاميم الأصيلة، واستعراض تطوره عبر التاريخ، والربط بين القديم منها والمعاصر. ويتحدث في هذه الجلسات خبراء من العلامات التجارية المشاركة ممن حازوا العديد من الجوائز العالمية. وتشمل أيام المعرض ثلاث جلسات، يحكي فيها المختصون من العلامات التجارية عن مرجعية شركاتهم خلف الكواليس وأحدث ما حققوه على صعيد تطوير فن التصميم، من الحسابات المطلوبة لتحقيق الراحة والجمالية، إلى استخدام أحدث التقنيات. كما يسلط الخبراء المحليون في جلساتهم على تطور سوق فن التصميم بدبي والتوقعات المستقبلية».

وأعطت كريستينا أمثلة على بعض التصاميم المبتكرة التي تشكل إضافة لافتة في الدورة الثانية قائلة، «هناك مشروع (بيت المستقبل) الذي يعتمد على التقنية الحديثة والمواءمة بين المفهوم العصري والتقليدي. وعلى صعيد المحترفين، ستقوم شركة "برسيوزا" السلافية بتقديم عرض لأحدث أجهزتها الخاصة بقطع الزجاج».


انطباعات
ويصف أوندريج سوسكا المدير التنفيذي لشركة «برسيوزا»، التي تعد من أقدم الشركات المعنية بصناعة الكريستال في جمهورية التشيك رأيه بالمعرض قائلاً، «أدركنا من خلال مشاركتنا في الدورة الأولى ارتفاع المعايير الفنية والجودة للتصميم في دبي، مما شجعنا في هذه الدورة على تقديم تحديات جديدة مثل الجهاز المتطور في قطع الزجاج، كذلك عرض إبداعات مصممنا رينيه روبيكيك البالغ من العمر 94 عاماً والذي حاز على جوائز عالمية في الإبداع والابتكار».

مواهب محلية
يشكل معرض «داون تاون للتصميم» فرصة ذهبية لطلبة اختصاص التصميم الداخلي والموهوبين المبدعين في هذا المجال، للتعرف على أحدث ابتكارات التصميم في العالم، كذلك اللقاء مع مسؤولي أبرز العلامات التجارية العالمية والحوار معهم وتأسيس شبكة من الاتصالات.

الأحد، 27 يوليو 2014

«بحيرة البجع».. الأنوثة في أنقى حالاتها

«بحيرة البجع».. الأنوثة في أنقى حالاتها






ما لا يعرفه الكثيرون عن «بحيرة البجع»، التي تعد من روائع الأعمال الفنية الكلاسيكية، سواء في عالم الموسيقى أو رقص الباليه، أنها منيت بفشل ذريع لدى عرضها للمرة الأولى، من قبل فرقة بولشوي للباليه، في الرابع من مارس عام 1877، وذلك على خشبة مسرح بولشوي في موسكو، وقوبلت بهجوم واستنكار من الصحافة والجمهور على مستوى القصة التي نفر منها الجمهور حينها، لتوجسه من كونها جزءاً من الفولكلور الألماني. وكان تشايكوفسي أتفق مع اصداقئه، على أن بحيرة البجع، تمثل الأنوثة في أنقى حالاتها.

بداية مشوار التألق
لم تحقق عروض «بحيرة البجع» التي لحنها الموسيقار العبقري الروسي بيوتر إيليتش تشايكوفسكي (1840 1893)، والتي صمم رقصاتها الروسي يويوليوس وينستل ريسنغر (1828 1892)، نجاحها الباهر إلا عام 1895، عندما عرضت في سانت بطرسبورغ، حيث أدخلت تعديلات عدة على مختلف المحاور، شملت تعديل بعض المقاطع الموسيقية من قبل ريكاردو دريغو، بموافقة موديست شقيق بيوتر تشايكوفسكي الأصغر..

واختصار المشاهد لتصبح ثلاثة بدلاً من أربعة، والاعتماد على الراقصة الإيطالية الموهوبة، بيرينا ليغناني، في أدائها لدور أوديت، إذ وضعت معايير قياسية لكل راقصة أدت الدور، بعدها. أما تصميم الرقصات فأنجزه ليف إيفانوف من «باليه إمبريال»، وبمشاركة الراقص بافل غيردت بدور الأمير سيغفريد.

شكوى.. وزواج
أسوة بكل روائع الفن والأدب العالميين، هناك حكايات خلف الكواليس لا يعرفها إلا من يتعمق في البحث والقراءة، وترتبط حكايتنا هذه بأحد العوامل التي ساهمت في الفشل الذي منيت به العروض الأولى لبحيرة البجع.

بدأت الحكاية لدى استبدال الراقصة الروسية المحترفة، آنا سوبيشانسكايا، التي تؤدي دور أدويت، براقصة من الدرجة الثانية، بسبب شكوى من أحد كبار المسؤولين في الحكومة بموسكو التي تضمنت قبول آنا لعدد من المجوهرات الثمينة كهدايا منه، إذ باعت تلك القطع وتزوجت بشخص آخر.

ملك البجعة
أما الحكاية الثانية فترتبط بإلهام تشايكوفسكي ومرجعية قصة «بحيرة البجع». ويشير البعض فيها إلى أنها مستوحاة من قصة للكاتب الألماني يوهان كارل أوغست موساوس، بعنوان «الوشاح المسروق». ويربطها البعض بقصة من الفولكلور الروسي «البطة البيضاء».والشق الثاني من تلك الحكاية، يكمن في ما أشار إليه معاصرو تشايكوفسكي، في أن الأخير اهتم كثيراً بقصة حياة الملك البافاري لودفيغ الثاني (1864 1886)، الذي أُطلق عليه لقب ملك البجع.

شعر تشايكوفسكي بالسعادة والحماس، بعد تكليفه من قبل فلاديمير بيتروفيتش بيغيتشيف، مدير مسارح أمبريال الروسية في موسكو، بتلحين هذا العمل الموسيقي، عام 1875، ودفعه حماسه إلى إنجازه خلال عام واحد. ولم يحظ عمله بالنجاح في السنوات الأولى.
والمعروف عن تشايكوفسكي هيمنته على مضمون القصص التي يؤلف ألحانها. وكان قد اتفق مع زملائه على أن قصة أوديت البجعة، تمثل الأنوثة في أنقى حالاتها.

الفصل الأول
يصل الأمير سيغفريد إلى حفل عيد ميلاده 21 المقام في باحات القصر، ليجد جميع العائلات الملكية وسكان المدينة يرقصون ويمرحون، في حين تنافست الفتيات على لفت انتباهه. وخلال الحفل، تعطيه أمه قوساً ونشاباً وتخبره أنه وصل إلى العمر الذي يؤهله للزواج. يفاجأ بكلام والدته عن مستقبله المرسوم فيأخذ هديته ويسرع إلى الغابة بغية الصيد مع أصدقائه.

الفصل الثاني
يجد سيغفريد الذي سبق أصدقاءه إلى الغابة، نفسه، وحيداً في مكان هادئ قرب البحيرة التي كانت تطفو على سطحها البجعات بعذوبة. وبينما كان يتابعها ببصره، وقع نظره على بجعة جميلة على رأسها تاج.. ومع حلول الغروب، تحولت البجعة ذات التاج إلى أجمل فتاة شاهدها في حياته. تقدم نفسها للأمير وتخبره عن اسمها:

أوديت ملكة البجع، لتحكي له مأساتها التي بدأت حين حولها الساحر الشرير، فون روثبارت، هي وصديقاتها، الذي كان متنكراً في تلك اللحظة بشخصية معلم الأمير، إلى بجعات. وأن البحيرة التي يراها تشكلت من دموع أهاليهم.

وتقول له إن الطريقة الوحيدة لفك اللعنة، هي عندما يفصح رجل نقي القلب، عن حبه لها. وقبل أن يوشك الأمير على الاعتراف بحبه لها، تجري مقاطعته من قبل الساحر الشرير الذي يأخذ أوديت من الأمير قبل احتضانه لها، ويأمر جميع بجعات البحيرة بالرقص، حتى لا يتمكن الأمير من اللحاق بها. وهكذا يجد سيغفريد نفسه وحيداً مرة أخرى.

الفصل الثالث
في اليوم التالي، وخلال الاحتفالات الرسمية في القاعة الملكية، كان الأمير محاطاً بالكثير من الأميرات الجميلات اللواتي لم يستطعن انتشاله من تفكيره بأوديت. وتطلب منه والدته، بصيغة الأمر، أن يختار منهن عروسه، لكنه لا يستطيع. ومجاملة لها، يبدأ مراقصتهن، ليتوقف الجميع عندما تعلن الأبواق وصول فون روثبارت، الذي اصطحب معه ابنته أوديل، التي ألقى عليها تعويذة لتبدو على أنها أوديت.

يسحر الأمير بجمالها ويرقص معها، من دون أن يدري أن أوديت الحقيقية تراقبه من النافذة. وسرعان ما يعترف الأمير لأوديل، بصفتها أوديت، بحبه لها. تدفع هذه الفجيعة أوديت إلى الهرب في عتمة الليل، وسرعان ما يلمحها الأمير وهي تبتعد عن النافذة. ويدرك خطأه. ولحظة إدراكه الخديعة، يكشف روثبارت للأمير الوجه الحقيقي لابنته أوديل. وبلا تردد، يغادر الأمير الحفل مسرعاً، باحثاً عن أوديت.

الفصل الرابع
تعود أوديت إلى البحيرة وتنضم إلى صديقاتها والحزن يثقل صدرها. وما إن يصل الأمير البحيرة حتى يجدهن مجتمعات على الضفة حول أوديت يواسينها. وحين يشرح لها خدعة روثبورت تصفح عنه، وما هي إلا لحظات حتى يظهر لهما مع ابنته بشكلهما غير الإنساني القبيح. ويطالب الشرير الأمير أن يلتزم بكلمته التي قطعها عهداً لابنته والزواج بها.

ويحتدم القتال بينهما، ليعود الأمير إلى أوديت، ويقفزا معاً في البحيرة. وهكذا تُفك اللعنة وتعود جميع البجعات إلى صورتهن الإنسانية الأولى، ويقبضن على روثبورت وابنته، ويدفعن بهما إلى البحيرة حيث يغرقان، لتشاهد الفتيات روح كل من الأمير وأوديت، تصعدان إلى السماء فوق بحيرة البجع.

في السينما
1931 استهلت افتتاحية فيلم «دراكولا»، من بطولة بيلا لوغوسي، بالمقطوعة الموسيقية للفصل الثاني من «بحيرة البجع»، والتي استخدمت لاحقاً في فيلم «المومياء»، وكخلفية موسيقية ل«شبح الأوبرا».

1940 مشهد مطول من باليه «بحيرة البجع»، تم تقديمه في فيلم «كنت مغامراً».
1968 صورت فرقة باليه «كيروف» بالتعاون مع «لينفيلم»، عرضاً كاملاً لـ«بحيرة البجع». وأدت دور أوديت، الراقصة يلينا إيفتيفا.
1968 رقصت الممثلة الأميركية الشهيرة، باربرا سترايسند، على هذه المقطوعة في فيلمها «فتاة مضحكة».
1992 تنجح الشخصيات الرئيسية الثلاث، في الفيلم الكوميدي «متبرعو العقول»، في تخريب عرض الباليه الافتتاحي عن «بحيرة البجع».
2010 «البجعة السوداء» من أقوى الأفلام التي حازت العديد من الجوائز العالمية، والتي تدور قصتها حول راقصة باليه تسعى إلى الفوز بدور أوديت، لتقدم الكثير من التضحيات. والفيلم لدارين آرونوفسكي.

في التشكيل
1944 لوحة للفنانة الفرنسية كارولتا إدواردز (1994-1977)، عن «بحيرة البجع».
2012 لوحة للفنانة بوني هاملن.

الأحد، 20 يوليو 2014

استضافتي في ندوة

رشا المالح: الإحباط آفة البيئة الثقافية

وذلك بسبب أنني استمعت إليها، وللمرة الأولى، وهي تتحدث عن ذاتها الإبداعية في مجال التشكيل والكتابة القصصية وعالم الفن السابع، ودورها الذي لن تنساه في مسرحية " بطوط الشجاع " بالاشتراك مع المسرحيين الإماراتيين: عبد الله المناعي وحسن رجب. إضافة إلى عهدها بالشاعر جميل بخيت، الذي مثل لها نموذجاً عربياً مهماً، في احتضان الإبداعات ودعمها.
تجولت بنا رشا المالح، في جلسة المنتدى، عبر ذاكرتها منذ عام 1981، تاريخ قدومها إلى الإمارات، ومن ثم وصولاً إلى عملها الصحافي حالياً، في القسم الثقافي في صحيفة "البيان"، مقدمة إضاءات نوعية، وأفكاراً تؤمن بأهمية الكتاب في ترسيخ ثقافة اكتشاف الذات بالدرجة الأولى، وحماية المبدعين من آفة إحباط البيئة المثقفة. وجاء ذلك ضمن أمسية التجربة الإبداعية للزميلة رشا المالح، التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، في معهد الشارقة للفنون المسرحية، بحضور مجموعة من المثقفين والمهتمين في الشأن الإبداعي.
تكسير الأجنحة
عندما تسمع رشا المالح وهي تتحدث عن تجربتها، تؤمن بأن للإبداع، جملة تفاصيل لا يستطيع الشخص اختزالها في سويعات من الزمن، بل يحاول فقط، أن يرسم لوحة جمالية لمواقف مر بها، بألوان من تكسير الأجنحة، هكذا وصفت رشا دافعها إلى الاستمرار في مجال الكتابة الإبداعية.
مشيرة إلى أن إحساسنا بأننا غير مقدرين أحياناً، يمثل حافزا لنبقى موجودين. وتحدثت رشا، بدايةً، عن دراستها الفنون الجميلة، والتي قادتها إلى الرسم في مجلات قصص الأطفال، منطلقة بعدها إلى التمثيل، والذي كان يعد إحدى أمنياتها أثناء دراستها الجامعية، وهي أمنية حققتها بتقديم أعمال مع "مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون"، في ذاك الوقت، وتحديداً في استوديو عجمان. ولفتت إلى أنه، وبسبب محدودية مجال التمثيل في تلك الفترة، توجهت إلى معايشة تجربة المسرح، ما خلق لديها، علاقة مع الخشبة، مبينة، في هذا الصدد، تجربتها مع المسرحي عبد الله المناعي، في مسرحية "الفخ ".
وتابعت رشا استعراض محطات تجاربها، موضحة انها انخرطت بعدها في مجموعة ورش تدريبية متخصصة بفنيات المسرح، نظمها مسرح الشارقة الوطني. وأضافت حول تجربتها في المسرح المسرح: " لا أنسى مسرحية (بطوط الشجاع) مع حسن رجب، والتي قدمناها على مدار تسعة أيام، إذ كان فيها شباك التذاكر حاضرا بقوة، وهي مرحلة نوعية في منحى التعاطي بين الجمهور والمسرح المحلي". وأضافت أيضا: ".. توقفت المسرحية، لأسباب لا نعلم ما هي، وقررت التوجه إلى العمل السينمائي، فشاركت في فيلم" عابر سبيل"، كممثلة ومساعد مخرج، مع سهيل وعلي العبدول".
احتضان
تطرقت رشا المالح، في حديثها بالجلسة، إلى أن عملها في مجال المسرح والسينما، لاقى، لاحقا، تصادماً مع ظروفها، كونها موظفة وأماً، فقررت حينها توثيق تجربتها لنفسها، من خلال حضورها المهرجانات المسرحية والكتابة عنها، مثل مهرجان قرطاج في عام 1987. وهناك ولدت علاقة كتاباتها مع النشر في الصحف، فقد تعرفت على مسرحي فلسطيني، وسألها عن ماهية كتاباتها، وبمجرد اطلاعه على قراءاتها في العمل الفني، وجهها للنشر.
مؤكداً لها أن ما تكتبه هو نقد فني يستحق المتابعة. ولفتت رشا إلى انها في تلك الفترة، أيضا، تعرفت على الشاعر جمال بخيت، رئيس قسم الثقافة في جريدة الخليج، والذي ساهم في تعزيز موهبتها في مجال الكتابة الإبداعية، وذلك إلى جانب مجموعة من المبدعين، الذين قادوا مضمون ورؤى حركة نوعية في مجال النشر الثقافي، خلال تلك الفنرة، مثل: سعد محيو مدير( تحرير مجلة الشروق آنذاك)، د. طلال طعمة( رئيس تحرير مجلة زهرة الخليج، حينها)،وكامل يوسف (رئيس قسم الثقافة في جريدة البيان، آنذاك)، أسامة سمرة( المنسق الإعلامي في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.

سيمفونية إبداعية

"صقيع في الأطراف"، مجموعة قصصية لرشا المالح، نشرت في عام 1999، اعتبرتها تجربة ترد فيها اعتبارها لذاتها، وتوثق مرحلتها الإبداعية، مؤكدة خلالها أن بيئة المثقفين حينها اتسمت بالإحباط، والبعد عن منحى تفاعلهم مع مهمتهم كمثقفين ورسالتهم في تعزيز رؤى الإبداع. ولفتت رشا المالح، الى تجربتها الثرية في مشروع " روايات خالدة " التي قدمتها في ملحق "بيان الكتب" الذي كان يصدر عن صحيفة "البيان" الإماراتية، بأنها بمثابة اختزالات في الكتابة الإبداعية عبر مفهوم الصحافة الأدبية.

كيف تصل روائية غلى العالمية في 3 روايات

3 روايات أوصلتها إلى العالمية بينها «التدبير المنزلي»

ماريلين روبنسون: الأدب يرتقي بالقيم الإنسانية

تتمثل تجربة ماريلين الإبداعية في رواياتها الثلاث؛ «التدبير المنزلي» التي صدرت عام 1980، «جلعاد» عام 2004، «البيت» عام 2008. وذلك إلى جانب مؤلفاتها في الأدب الواقعي، التي تشمل عروضاً للكتب ومقالات ودراسات نشرت في أبرز المجلات والصحف، ومن ضمنها، كتابها الثاني «البلد الأم : بريطانيا ـ دولة الرفاهية والتلوث النووي»، الذي سلطت فيه الضوء على الأضرار البيئية الجسيمة، التي أحدثها مصنع إعادة تصنيع الوقود النووي في مدينة سيلافيلد.


هل تلك زيارتك الأولى إلى بلد عربي. وماذا عن انطباعاتك؟
لم يكن لديّ الكثير من التوقعات قبل قدومي، واعتبرت زيارتي بمثابة تجربة جديدة. وما أثار إعجابي على أرض الواقع تطور وتقدم الإمارات في زمن قياسي، خاصة في ما يرتبط بازدهار الثقافة ورعايتها. كما استمتعت كثيراً بالشخصيات التي التقيت بها في هذا المجال.
تصنيف
يقال إنه لم يعد يوجد في الغرب، كتّاب أدب كلاسيكيون، بفعل غياب عمق المعاناة الإنسانية. هل هذا صحيح؟
لا أعرف. من الصعب تحديد مثل هذا التصنيف فالحكم النهائي للتاريخ. أما في ما يتعلق بالمواضيع الإنسانية المعاصرة، فأعتقد أن أوروبا غنية بالتجارب التي تتناول القضايا الإنسانية وحقوق الإنسان. بصورة عامة، وعلى مر التاريخ، هناك دائما الكثير من الكتب ونسبة قليلة من الأعمال الأدبية الإبداعية.
هذا السؤال يعيد إلى ذاكرتي ما قرأته أخيراً في كتاب عن الأدب الأميركي الكلاسيكي. ويستحضرني انتقاد الروائي ناثانيال هوثورن (1804 1964)، لحال الأدب في عصره، إذ اشتكى من كثرة النساء اللواتي اقتحمن عالم الأدب بكتاباتهن. نحن لا نعرف ما الذي سيبقى من الأدب وما الذي يغيب منه.
مذهب القراء
لماذا ترفضين المشاركة في تسويق أعمالك، هل تعارضين فكرة التسويق؟
شاركت في روايتي الأولى «التدبير المنزلي»، في خطة التسويق، لأني لم أكن معروفة بعد. ولكن بعد استقطاب شريحة واسعة من القراء، لا أجد ضرورة للمشاركة مرة أخرى، فالقراء يبحثون عن نتاج الكاتب الذي يقتنعون أو يُعجبون بأعماله. وأنا لا أرفض الفكرة من حيث المبدأ فهي تساعد وتدعم المكتبات الصغيرة، من خلال حفلات توقيع الكاتب التي تجذب نسبة أكبر من القراء، وهو رافدٌ مهم جداً في صناعة النشر، خاصة في السنوات الأخيرة.
هل أصبح أحد طلبتك، ممن درستهم الكتابة الإبداعية في جامعة أيوا الأميركية، كاتباً معروفاً؟
نعم. وبنسبة لا تقل عن 30 % من عدد من درّستهم، غدوا كذلك. وهي نسبة عالية، كما فازوا بالعديد من الجوائز الأدبية. وورشات الكتابة الإبداعية التي أدرّسها مدتها عامان ضمن أربعة فصول وتعادل درجة جامعية، وهي مدة كافية لاكتشاف طلبتي لقدراتهم وصقل موهبتهم.
أدوار ومهام
هل يشارك في الدراسة لديكم، طلبة من جنسيات أخرى؟
لدينا تنوع جميل في ثقافات الطلبة، فمنهم الجيل الثاني لمهاجرين من كوريا والهند، إضافة إلى آخرين من جزر الكاريبي، كما يتبدل الأساتذة في كل فصل.
كيف تساهم الرواية في تجاوز النزاعات العرقية والطائفية؟
يسهم عالم الرواية والأدب الإنساني العظيم المتخيل، في فتح آفاق تفكير الإنسان. والرواية الإنسانية ترتقي بوعي وأحاسيس الناس لدى تفاعلهم مع تجارب الآخرين، وفي الوقت نفسه تجعلهم يدركون ما هو قيّم وجميل في حياتهم، كذلك كيفية تفاعل الناس في محيطهم. باختصار، الأدب جزء أساسي في بناء الإنسانية في مفهومها العام والخاص.
أحد العوامل المشتركة في رواياتك، ربطك بين الطبيعة والجانب الروحي في شخصيات أبطالك. ما السبب؟
هذا الربط مهم بالنسبة إلي. لأنه حقيقي، والتشتت الذي يعيشه الكثيرون، يفقدهم الإحساس بما هو حقيقي وأصيل. فالإنسان جزء من محيط واسع. ونحن البشر لدينا أسلوب في تصغير ما هو رائع وخاص في حياتنا الإنسانية.
ثقافة تتكرر
ما الهواجس التي تحاربينها كروائية؟
الشك بقدراتي. وإن كان هذا الجانب ضروري كي يطور الإنسان قدراته ويتقدم. حين أكتب تختفي كافة الهواجس ومعوقات الإبداع، لأستغرق في محتوى ما أكتب. تظهر هذه الهواجس عندما أكون في المرحلة الفاصلة بين كتابين. وأكثر ما أخشاه وأنا أكتب، أن أتناول فكرة من دون تعمق وبحث فيها، أو بسرد نمطي أكرر فيه ما فعله غيري. بالطبع، نحن نعيش في إطار ثقافة لا بد وأن تتكرر الأفكار نفسها إلى حد ما، وما نحاول هو طرحها بمنظور آخر.
إيقاع الجمال
هل جماليات إيقاع وموسيقى السرد موهبة، أم أنها مهارة تكتسب؟
اللغة فن جميل بحد ذاتها، وبمثابة فعل في عالمنا. والجمال في القصيدة يتدفق من إحساس كاتبها بالجمال، الذي يعيد صياغته بلغته التي يحمل إيقاعها هذا الجمال.
اختزل معظم النقاد في الغرب، الجانب الروحي في أعمالك، بالديانة المسيحية. هل توافقين على ذلك؟
بالتأكيد لا. فالجانب الروحي موجود، لكن إحساسنا به أمر آخر. وإن قالت لنا الثقافات العصرية، ان لا نعير الجانب الروحي من حياتنا اهتماماً، فهذا يعني ضياعنا وابتعادنا عن أنفسنا وفقداننا لجماليات إنسانيتنا.
يقول " إيميس"، بطل روايتك "جلعاد": "كل منا لديه في داخله لغته الخاصة". كيف هو ذلك؟
لكل إنسان لغته التي يُشكل مفرداتها من تفاصيل حياته ومشاعره، والتي ترتبط بمؤثرات خارجية، كالمكان والموسيقى والمشهد، وفي أسلوب فريد يرتبط به وحده. وعليه، فحين يكتب عن هذا الجانب، يكتب بلغته الخاصة الغنية.
إحساس بالماء
استخدمت الماء كرمز أو مفهوم للتحول في أعمالك. لمَ الماء تحديداً؟
ارتبطت نشأتي بالماء. عشت طفولتي في جوار بحيرة ضخمة جميلة بين الجبال، شمال غرب الولايات المتحدة. وعلى الرغم من عدم حبي للسباحة أو الأسماك، إلا أن شغفي بجماليات الماء لا حدود له. قضيت زمناً طويلا في تأمل تلك البحيرة والينابيع الجبلية التي تجري إليها بمائها المنعش البارد. إحساسي بالماء يشبه المعجزة القائمة بيننا.
كيف تواجهين ضغوطات الحياة وتقلبات الحالة النفسية التي تعيق الكتابة؟
وجدت دوماً، في الأفكار التجريدية، كالتاريخ، ملاذاً. وحين تحاصرني الظروف، أقرأ شيئاً من القرن الـ 15، لأخرج من ضيق حصار ظرفي، إلى شيء أكثر رحابة وسعة وراحة.
مسار
ولدت الكاتبة ماريلين روبنسون، عام 1943، في ضاحية ساندبوينت التابعة لمدينة إيداهي، وبعد تخرجها من جامعة براون عام 1966، سجلت في برنامج اللغة الانجليزية للخريجين في جامعة واشنطن، وخلال دراستها، بدأت كتابة رواية "ربات البيوت"، التي حققت نجاحاً كبيراً لدى نشرها في عام 1981.
وكانت ماريلين، قد فازت بجائزة «بوليتزر» للأدب الروائي عام 2005، عن روايتها «جلعاد»، وهي عبارة عن رسالة مطولة من الواعظ الذي يبلغ السابعة والستين من العمر، موجهة إلى ابنه الوحيد، البالغ من العمر سبع سنوات، وتتناول من خلالها، حياة وأفكار وتجارب الأب وأجداده، في تلك المدينة الصغيرة التي تدعى إيوا.
نساء ووصايا عبر ثلاثة أجيال في رواية «التدبير المنزلي»
تبدأ رواية «التدبير المنزلي»، من بيت العائلة المنعزل في منتصف عام 1900، الواقع قرب بحيرة في ضاحية فينجربورن، في أقصى غرب مقاطعة إيداهو. وانتقلت بطلتها روث، أصغر نساء العائلة، برفقة أختها لوسيل، إلى تلك الضاحية، للعيش مع جدتهما.
وذلك بعد أن أحضرتهما والدتهما، هيلين، التي تركتهما على مدخل البيت، لتقود سيارتها باتجاه مدينة البحيرة نحو المرتفع المطل على البحيرة، ولتتوقف وتفتح نوافذ السيارة الخلفية. وتعاود قيادة السيارة مجددا حتى النهاية. وبذا تهوي بسيارتها في البحيرة، التي غرق فيها والدها سابقاً.
مصائر وخيارات
ربت الجدة الطفلتين، على قناعة بأن حياة ربة المنزل في بيتها، عالم المرأة وكينونتها، فالبيت وما فيه، عالمها الأوحد الذي منه تستمد وجودها وبقاءها.. كذلك حاميها. ومع وفاة الجدة تنتقل رعاية الفتاتين إلى عماتهما العوانس، لتستقرا أخيرا، مع العمة سيلفي. ودوما في البيت ذاته.
والعمة سيلفي، شخصية غريبة الأطوار وغامضة، توافق على العودة إلى فنغربورن لرعاية الفتاتين. وتبدو العمة في نظر الفتاتين في البداية، شخصية واهية لا تثير اهتمامهما، ولكن مع مرور الوقت، تبدو تصرفاتها لهما غير متوقعة ومحيرة. وتصمم لوسيل أن تختار لنفسها حياة محافظة، وعليه تنفصل عن العائلة، لا سيما عن العمة. أما روث، الفتاة الحالمة، التي لم تبلور أفكارها بعد، والتي انعزلت عن المحيط ولا تزال تعيش حالة الحداد بعد فاجعة فقدان والدتها، فتتجاوب وتنقاد لرؤى عمتها الشعرية.
فكرة مضللة
تتجسد رؤى العمة، من خلال ما ترويه روث عن نفسها بأن «فكرة جدتي التي اقتدت بها عمتي» المتجسدة في الرباط الوثيق بالمنزل، فكرة مضللة. من الأفضل أن لا نملك شيئا، حتى عظامنا سنفقدها يوما ما. وحين نكون بمفردنا، من المستحيل أن نفكر بغير ذلك". وفي النهاية، تحرق روث المنزل، وتغادر مع عمتها، الحياة الماضية، لتبدأ اكتشاف الحياة وحقيقتها، من خلال التجوال في عالم الحياة.
براعة
لم تصنف تلك الرواية ضمن الأدب الكلاسيكي الأميركي، استنادا إلى القصة وحدها فقط، بل لمهارة الكاتبة في : وصف الطبيعة ببراعة متميزة، ربط مصير شخصيات الرواية بتراث وجغرافية المنطقة المتمثلة بالبحيرة والجبال المحيطة بها، لغتها الشعرية التي وازت في جماليتها وقوتها القصة نفسها. إذ تتضح براعة الكاتبة في السرد بجلاء.
وهو ما أجمع عليه النقاد، مؤكدين أن أهمية تلك الرواية تكمن أيضا من خلال اللغة المختزلة المعبرة والشعرية، فقراءتها تشبه قراءة القصيدة. ومعها يحظى القارئ بمتعة توازي متعته بقراءة القصيدة، فبدلا من الاكتفاء بمتابعة قراءة السطور لمعرفة تطورات الأحداث، يتمعن القارئ في كل جملة وعبارة.

السبت، 8 مارس 2014

الرسامة وكاتبة الأطفال سارا ماكنتاير شخصية من الخيال


سارا ماكنتاير تلفت انتباه الجمهور بغرابة أزيائها

سارا قالت عن أزيائها التي تشبه فتيات القرون الوسطى أو حكايات الأساطير، «استلهمت فكرة ابتكار هذه الأزياء بدافع جذب الأطفال خاصة في المدارس والاستئثار بانباههم، فهم بالمحصلة لن يرغبوا بالاستماع إلى محاضرة، أو إلى شخصية تشبه أمهم ومدرستهم.
بهذه الشخصية أدخل قلوبهم لنحكي ونتخيل ونحلم ونلعب. أما أبرز اهتمامات الأطفال في المرحلة الدراسية الأولى فهي مطالبتي برسم وحش بأسنان كبيرة جداً».

طفولة الشاعر سيساي مثل شخصيات أطفال شارلز ديكنز تبكي القلب


كتبت عنه الصحف وعمره لم يتجاوز 21 عاماً

ليمن سيساي: الشعر في الأدب كالجاز بالموسيقى

 
بعد الانطباع القوي والمؤثر الذي تركه الشاعر البريطاني الإثيوبي الأصل، ليمن سيساي في نفوس من حضروا أمسية «أبيات من أعماق الصحراء»، التقت به «البيان»، بهدف الاقتراب من عالمه كشاعر مبدع وبالتالي تلمس منابع ودوافع تميزه كصوت شعري له خصوصيته منذ كان عمره 21 عاماً.
وقال سيساي الذي عاش طفولة تشبه عوالم أطفال روايات تشارلز ديكنز عن بداياته مع الشعر، «أحببت الشعر دائماً، ولا أذكر إلا أني شاعر منذ تشكل وعييّ الأول في بلدة صغيرة منعزلة بجوار لانكشاير، ولم أكن أعرف حينها ما تعنيه القصيدة»، وتابع فيما يخص منابع إلهامه، «لا شيء محدد، ربما جملة مؤثرة أو موقفاً ما، كل ما أعرفه أن حالة الشعر فيها نوع من السحر الغامض»، كما يرى أن الشعر في الأدب كالجاز في الموسيقى.
تقنيات الكتابة
انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن تقنيته في كتابة القصيدة وقال، «ما بين الكتابة الأولى التي يمليها الإلهام، ومرحلة النشر، مسافة زمنية تطول أو تقصر أعمل خلالها على إعادة كتابة القصيدة مرات ومرات، والإلهام يبقى معها كأنها المرة الأولى».
ونفى سيساي توقعات الكثيرين في كونه ممثلاً مسرحياً لقوة أدائه وتحكمه بطبقات صوته وقال، «طريقة إلقاء الشاعر للقصيدة تحكي من هو. أما عن أدائي في أمسية الصحراء، فكان استثنائياً ومن تجليات تفاعلي مع جماليات المكان في ليلة صحراوية ندية، وللصوت دور كبير في الأداء فهو يحمل الكلمات والانفعالات».
خصائص شعرية

أما عن خصوصية شعره فقال، «أكتب القصيدة بوجداني حيث تنفتح قنوات التواصل بين مخزون اللاوعي والوعي، ولأترك لهما المساحة الكافية لأصبح كلاً واحداً وأنا أكتب القصيدة». وأشار فيما يتعلق بنوعية المواضيع التي يتناولها في أشعاره، «ليس هناك من تحديد، فأنا أكتب عن كل ما أتفاعل معه أو أتأثر به، وأن كتبت الكثير عن العنصرية بمختلف وجوهها، كما كتبت الكثير عن طفولتي وتجاربي».
وقال رداً على سؤالنا عن انحسار مكانة الشعر عما كانت عليه في الماضي، «يبقى للشعر مكانته، فالشعر في الأدب كالجاز في الموسيقى. وقصيدة المبدع تحكي عما يريده الإنسان وليس ما يرتبط بالسوق. والقصائد التي تحاكي الإنسان تلقى تفاعلاً. وأنا أؤمن بشعبية القصيدة، فأنا أكتب أشعاري على جدران الأبنية والمنحوتات».
ولخّص نصيحته للشعراء الناشئين بقوله، «لا يُطلب من الشاعر التفرغ لشعره، فيمكن للطبيب أو المحامي أن يحافظ على إبداعه وتدفق شعره، خاصة أن تفاعله الحياتي يزيد من خصوبة مخيلته"، وقال عن طموحه كشاعر، "أمنيتي أن أكتب قصيدة تدفع أمة إلى تغيير مفهومها حول قضية ما».

سيرة
عاش ليمن سيساي الذي ولد عام 1967 في لانكشاير البريطانية طفولة بائسة، حيث نقلت والدته إلى لانكشاير لتلده والعودة بمفردها إلى حين كما أوحوا لها، وتم تبني ليمن من قبل عائلة متزمتة دينياً وبعد انجابهم لثلاثة أولاد تخلوا عنه وعمره 12 عاماً، لينتقل بين أربعة بيوت لرعاية الأطفال حتى بلوغه 17 عاماً، ليكتشف في ملفه لدى خروجه رسالة والدته التي كانت تبحث عنه بعد ولادتها بعام. وعمل في مجال الأدب منذ كان في التاسعة عشرة من عمره.
ونشر مجموعته الشعرية الأولى عام 1988 وكان عمره 21 عاماً وهو العام الذي التقى فيه بوالدته.
وفي الرابعة والعشرين من عمره تفرغ بالكامل للكتابة والمشاركة في المهرجانات العالمية.
وفي عام 1995 عمل فيلماً وثائقياً بعنوان «رحلة داخلية» للبي بي سي عن حياته، ومسرحية بعنوان «شيء معتم» عن رحلة بحثه عن عائلته. وتم اختياره الشاعر الرسمي لأولومبياد لندن عام 2012، كما حاز على شهادة دكتوراه فخرية من جامعة هادرسفيلد عام

الجمعة، 28 فبراير 2014

اليوم السابع: مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما

متعة بصرية في العرض الكويتي ولوحات سريالية للألماني الروسي

الحشاش يأسر الجمهور وأكويون يصطدم باللغة

ما يستوقف المتابع لأيام مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، في اليوم السادس، حرص عدد من ضيوف المهرجان الأجانب على المشاركة في نقاش الندوة التطبيقية الخاصة بالعرض الكويتي "يوميات أدت إلى الجنون"، إلى جانب عدد من نجوم فن المونودراما العرب الذين افتقدنا إما حضورهم أو مداخلاتهم في العروض السابقة.
وقد أسر العرض الكويتي، الذي أداه يوسف الحشاش الجمهور، فيما أصطدم العرض الثاني "الحياة كحلم: سلفادور دالي" للمثل بوراك أكويون بحاجز اللغة.

حياة موظف
تفاعل جمهور العرض الكويتي الأول "يوميات أدت إلى الجنون" المقتبس عن نص للمؤلف الروسي نيكولاي غوغول وتمثيل المؤلف الموسيقي ومخرج العمل يوسف الحشاش، مع العرض منذ المشهد الأول ليتابع بشغف حياة الموظف الحكومي المهمّش، الذي يقع في غرام صوفي ابنة المدير العام.
لتتجسد معاناته اليومية ابتداء من اضطهاد مدير القسم له، إلى تتبعه لكل ما يمت بصلة للشابة صوفي بهذيان جمع بين المتخيل والواقع البائس.
في عالمه المتخيل يعتلي منصة الغناء في أحد المطاعم ليشدو بصوته أغنية تترجم عشقه لصوفي بأسلوب كوميدي تفاعل معه الحضور، لتسمع قهقهات الحضور هنا وهناك، ولتستمر في المشاهد التي يحاول فيها التجسس على الكلبة مارجوري الوفية لآنستها صوفي، والتجسس على مراسلاتها للكلب فيديل.


هذيان ملكي
ليدرك من خلال المراسلات غرامها بأحد الرجال من الطبقة العليا، فيهوي من فانتاسيا مشاعره إلى واقعه المعتم الضيق الذي لا يجد فيه أية فسحة مضيئة، حتى يقرأ في إحدى الصحف عن اسبانيا التي تبحث عن ملكها الجديد.
وهنا تنفرج أساريره، فهو الملك الإسباني المنتظر، ليعيش دوره الجديد بمفارقات درامية للكوميديا السوداء أدت به إلى مشفى الأمراض العقلية، ليستدعي من فيها ليكونوا حاشيته، وبسبب ما أثاره من صخب وتمرد يتم تعذيبه حتى يتخلى عن حلمه.
فينكمش على نفسه ويتضاءل رعباً وخوفاً من تعذيبهم له حتى يفارق الحياة في النهاية.

تفاعل الجمهور
وقد نجح الممثل الحشاش في الاستئثار بجمهور الصالة، وتجاوز عائق اللغة، ليتفاعل معه طيلة العرض من خلال فرجة بصرية أمتعت الحاضرين بحلولها بين السيارة المضيئة بخطوطها العامة في خلفية الخشبة التي تنزل منها صوفي، التي رمز لها بفستان ملون خرج عن هيمنة أجواء حياته المؤطرة بالأبيض والأسود والرماديات، ولعبه بالمظلة خلال بحثه في الشوارع، ومشهد الغناء الذي أبهر الجمهور سواء بالأداء أو بالإضاءة التي اعتمد فيها على فريق عمله الذين خلقوا مشهداً ديناميكياً بتلاعبهم في الإضاءة على خشبة المسرح. ويُحسب للممثل أنه قدم عرضاً جمع فيه بين المتعة البصرية والكوميديا والترفيه.


الحياة كحلم
شكلت لغة العرض الثاني الألماني الروسي "الحياة كحلم: سلفادور دالي" للمثل بوراك أكويون والمخرجة إنا سوكولوفا غوردون التي أعدت النص، حاجزاً حال دون تفاعل الجمهور مع العرض، خاصة وأن الممثل الذي يؤدي دور سلفادور دالي لم يقدم فرجة بصرية تفاعلية في المشاهد الأولى التي جسد من خلالها أحلام ونزوات ذلك الفنان، حيث طغى السرد على الفعل الدرامي، ما دفع البعض إلى الخروج من الصالة، بما فيهم عدد من الضيوف الأجانب.
قدم العرض من خلال بعض اكسسوارات الديكور لوحات سريالية لنزوات دالي ورؤيته للعالم ونرجسيته وتفاعله مع بعض الشخصيات التاريخية التي أثرت فيه، مثل علاقته الجدلية بهتلر، وتأثره بموت لوركا وتحويل الفكرة المألوفة إلى ما هو غير مألوف.
وبالطبع لا يمكن لمن لم يقرأ مذكرات دالي أو معرفة نبذة عن الفنان التفاعل مع العرض، سيما وأن الممثل اعتمد على المحكي.

اليوم الرابع: مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما

جولانتا تذهل الجمهور ببراعتها وأريج تحمل عبء النص

مونودراما في «نساء مدانات» وسرد في «عشيات حلم»

بات الجمهور وضيوف الدورة السادسة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، على موعد مع احتفاليتهم الخاصة في المقهى الشعبي الكائن خلف مسرح جمعية دبا، ليتواصل الجميع بمودة قبل بدء العرضين المسرحيين في اليوم الخامس من المهرجان. لتدور نقاشات هنا وهناك بين الفنانين والحاضرين من الكبار والشباب والأطفال على حد سواء.
استقبلت أريج الجبور ممثلة دور الغجرية في العرض الأردني الأول "عشيات حلم ـ نقوش حورانية" للمؤلف مفلح العدوان والمخرج فراس المصري، الجمهور لدى دخوله القاعة بالبخور والتراتيل الشعرية لتتوجه إلى خشبة المسرح بعد امتلاء الصالة.

حجر الرحى
بدأت الحكاية بتدوير الغجرية لحجر الرحى وجرش الزمن على أصداء أغنية تحكي وجعها في الانتظار، لتسرد عبر نص بلغة شعرية ألم انتظارها الروحي للشاعر الأردني الراحل "عرار" (1899 ـ 1949)، ليتعرف الجمهور من خلال روايتها السردية على حال الأرض التي أصابها القحط بعد غيابه في السجون لأشعاره السابقة لعصره التي نادت بالعدالة الإنسانية والحرية، وهي التي تناجي عودته مثل غيرها لـ"يمسح البؤس عن بلور أرواحنا" وتبكي شبابها في الزمن الضائع بفرحة أشعاره وغيابه عبر "برزخ بين الفرحة والشقة".
وتتابع سرد حكايتها الشعرية وهي ترمي وتمزق قصائده حيناً، وحيناً آخر تغربل بغربالها غبار الزمن، لتجول في خشبة المسرح ضمن حلقة مفرغة.
ورغم براعة الممثلة في فن إلقاء نص شعري طويل يحمل جماليات اللغة الفصحى، محور المونودراما التي تعتمد على تقديم لغة بصرية في الأداء والإخراج تُجسد عبر الفعل والتخيل حكايتها، لم يتمكن العرض بإيقاعه الزمني الواحد من الاستئثار بالجمهور باستثناء ذواقة الشعر.



نساء مدانات
من جهة أخرى جسد العرض الأسترالي الثاني "نساء مدانات ـ منفى مدى الحياة" للمؤلفة والممثلة جولانتا جوزكيويتش بالتعاون مع المخرج أناتولي فروزين على خشبة مسرح بيت المونودراما، محور ومقومات هذا الفن الذي يعتمد على أداء الممثل ولغته البصرية في زمن متخيل.
تجسد جولانتا بلغة الجسد حكايات من ذاكرة 25 ألف امرأة أدينت في بريطانيا بتهمة السرقة والدعارة وغيرها، لنستمع إلى أصوات تلك النساء اللواتي حطمهن الجوع والحاجة لإطعام أولادهن وإيوائهن من البرد. وتأخذنا الممثلة عبر حكايات تلك الشخصيات في رحلة بين عام 1788 و1850، والعذابات التي عشنها بالافتراق عن أطفالهن بعد إصدار أحكام نفيهن إلى المستعمرات الاسترالية لبدء حياة جديدة.

رحلة المنفى
من خلال تأرجح الممثلة يركب الجمهور معها السفينة في رحلة شاقة مع الجوع والبرد، ليحط الرحال في البلد الجديد ليتابع مع الشخصيات التي قدمتها مصيرهن وشبح الموت بلغة تعبيرية وجسدية أذهلت الجمهور، الذي تابع كل حركة وسكنة من مشاهد عايشها بجوارحه خلال بيع تلك النساء ليعشن في واقع أكثر مرارة وبؤساً من حياتهن السابقة.
وبانتهاء العرض وقف الجمهور وصفق طويلاً وبحماس لتلك الممثلة والمخرج اللذيّن قدما لهم رحلة أمتعت الروح وأغنت الفكر.

أزمنة وشخصيات
تميزت جولانتا ببراعة أدواتها كممثلة لتقوم من خلال الجسد بتصوير عدة أزمنة استغرق مدة الرحلة البالغة ستة أشهر، عبر حالات إنسانية لشخصيات متعددة مستعينة بإكسسوارات بسيطة كالحبل والقبعة وقطعة من القماش وكرسي صغير لتستخدم كل منها كرمز في المشاهد، كما أذهل الجمهور براعتها الفائقة في التعبير الجسدي، بين مشهد قدمته وهي مستلقية على خشبة المسرح كالمحتضرة لتلقي كلماتها وهي ترفع جذعها قبالة الجمهور بنصف زاوية قائمة لتتابع سردها، والمشهد الذي تعكس فيه عذاباً مختلفاً بالسجود لتحرك عضلات كتفيها على إيقاع الموسيقى.
كما تابع الجمهور تعابير ملامح وجهها مع كل سكنة ونأمة على الرغم من حاجز اللغة.

ندوات تطبيقية

أدار الندوة التطبيقية الأولى الخاصة بعرض "عشيات حلم" الباحث المسرحي الدكتور عبدالحليم المسعودي بحضور مخرج العمل فراس المصري والمؤلف مفلح عدوان. وتمحور النقاش حول أهمية تراكم الخبرة المسرحية لدى الراغبين قبل دخولهم في تجربة المونودراما، التي تعتمد على الفعل الدرامي البصري الذي يستفز مخيلة الجمهور بعيداً عن مفهوم الحكواتي في السرد.
ولا يمكن تبرير الاحتفال بمكانة وقيمة فكر وإبداع الشاعر عرار على حساب الفعل الدرامي وتحميل الممثلة نصا خطابيا طيلة العرض، والذي كان أداءً أفقياً كرشق المطر ليغيب معه التلوين في تونات بالصوت.
وحرص المشاركون في الندوة التطبيقية الثانية "نساء مدانات ـ منفى مدى الحياة" التي أدارتها الممثلة المغربية لطيفة أحرار بحضور المخرج أناتولي فروزين والممثلة جولانتا جوزكيويتش، على التعبير عن إعجابهم بجماليات وقيمة العرض والحلول الدرامية، وبراعة الممثلة في التعبير بالملامح والجسد والصوت.
وأجمع الحضور على تكامل العرض المسرحي بين الاختزال الصعب وسهولة التفاعل مع الحكاية التي فتحت آفاق المخيلة بين البحر واليابسة والسجن والشاطئ والحيز الضيق للسجينات في عالم رحب.

الخميس، 13 فبراير 2014

فن الحداثة في الدورة الثامنة من معرض آرت دبي 2014

أعلى نسبة لمشاركة فنانين عرب في معرض عالمي للفن

الحداثة والمعاصرة تتصدران «آرت دبي»

تحمل الدورة الثامنة من معرض "آرت دبي 2014" الذي سيقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال الفترة من 19 22 مارس في مدينة الجميرا بدبي، العديد من المستجدات التي تم الكشف عنها خلال مؤتمر صحافي أقيم صباح أمس في فندق راديسون بلو بمدينة دبي للإعلام، بحضور كل من سعيد محمد النابوده المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون الشريك الاستراتيجي لآرت دبي، وأنتونيا كارفر مديرة المعرض، وممثلين من شركاء ورعاة المعرض "مجموعة أبراج" و"إعمار" و"كارتييه".

موسم دبي
تحدث النابوده في البداية عن مبادرة دبي للثقافة "موسم دبي الفني" التي تنطلق بالتزامن مع بداية أسبوع الفن في 14 مارس لتستمر مدة شهر كامل، والتي يُقام تحت مظلتها إلى جانب أبرز خمس فعاليات سنوية "آرت دبي" و"أيام التصميم دبي" و"معرض سكة الفني"، و"معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة "كوميك كون"، و"مهرجان الخليج السينمائي "2014، ما يقارب من 200 فعالية في سبعة مواقع بدبي. وأشار إلى أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل البرنامج في الأسبوع القادم.

جديد المعرض
أما أنتونيا كارفر، فلخصت مستجدات الدورة الثامنة من المعرض بداية بالأرقام قائلة، "الدورة الثامنة بمشاركة 85 غاليري و500 فنان من 34 بلدا لتبلغ نسبة الفنانين العرب النصف، مع زيارة أكثر من 70 متخصصا من مجموعات المتاحف.
وهي أعلى نسبة مشاركة لفنانين عرب في معرض للفن على مستوى العالم". وتحدثت عن المستجدات تبعاً لبرامج المعرض الثلاثة وهي "الفن المعاصر" و"الفن الحديث" بانطلاقته الأولى، و"ماركر" الذي يتناول الفن المعاصر من زاوية مختلفة ويشرف عليه لهذا العام قيّمون يسلّطون الضوء على المساحات الفنية في آسيا الوسطى والقوقاز.


الفن الحديث
يشارك في قسم الفن الحديث 11 غاليري وذلك في فندق "ميناء السلام" يمدينة جميرا. أما المعارض الفردية أو الثنائية فيه، فهي لفنانين من أوائل القرن العشرين (1950 1980) ممن كان لهم دور مؤثر في الحركة الفنية ببلدهم مثل ميشال بصبوص، ناصر اليوسف وراشد آل خليفة ، سيد صادقين ومقبل فدا حسين، نبيل نحاس، وآدم حنين وحامد عبدالله. كما سيتم الاحتفاء بالفنان عبدالقادر الريس ليتم عرض أعماله التي توثق مسيرة رحلته الفنية بصفته من رواد الفن في الإمارات الذين تركوا بصمتهم في منطقة الخليج وخارجها والتي تشمل بصورة خاصة لوحات نادرة من مرحلة الستينات والسبعينات.


الفن المعاصر
يضم قسم الفن المعاصر 70 غاليري من 30 بلدا، من ضمنها 20 غاليري تشارك لأول مرة في المعرض، في مقدمتها "313 آرت بروجكت" من كوريا، "أوتا فاين آرتس" من اليابان، "بارو غاليريا" البرازيل، "ذي بريدر" اليونان، " إس كيه إي" الهند، " بولاريس" فرنسا، وغيرها.

25
فنانا وقيّما مقيما يشاركون في البرامج

6
فنانين في «الفنان المقيم»

70
زائرا من مجموعات المتاحف

12
فنانا مشاركا في مشاريع «آرت دبي»

أنشطة المعرض
"جائزة مجموعة أبراج للفنون" معرض لأعمال الفائزين
"منتدى الفن العالمي" لمدة 5 أيام بين الدوحة ودبي
"راديو" محطة إذاعية خلال المعرض
"سينما" برنامج لعروض سينمائية
برنامج "الشيخة منال للرسامين الصغار"

الأحد، 9 فبراير 2014

رواية يتيمة لشارلي شابلن تظهر بعد 60 عاماً


رواية يتيمة لشابلن تظهر بعد 60 عاماً

المهرج كالفيرو
كتب شابلن، الذي لا يتجاوز تعليمه المدرسي ستة أشهر،رواية "أضواء المسرح" عام 1948، أي قبل كتابته لسيناريو فيلمه الأخير "أضواء المدينة" بثلاث سنوات، ومنها استلهم قصة وشخصيات الفيلم.
وتناول في روايته ذات الـ 34 ألف كلمة في 70 صفحة، قصة المهرج كالفيرو، الذي انحسرت عنه الأضواء بعد تقدمه بالسن ليصبح وحيداً بلا نديم سوى زجاجة الشراب، حتى يلتقي براقصة شابة تحاول الانتحار.
وبمساعدته لها لاستعادة ثقتها بنفسها، ومن ثم النجاح ليستعيد هو الآخر إنسانيته، وليصعد مرة أخيرة على خشبة المسرح، ويحقق نجاحاً ساحقاً، أفشل نظرية المنتجين بأفول نجمه.

انحسار شعبيته
يذكر كاتب سيرته ديفيد روبنسون أن كتابة شابلن لهذه الرواية، ومن بعدها السيناريو تزامن مع انحسار شعبيته في الولايات المتحدة، حيث اتهمته السلطات هناك بمحاباته للشيوعيين، وبالتالي لم تسمح له بدخول أراضيها بعد زيارته وطنه بريطانيا.
وتقول سيسيليا سينسيارلي مساعدة مدير مشروع شابلن في المعهد:" نعرف في هذه الرواية لماذا كان البطل كالفيريو يعاني من الكوابيس، ولماذا تسكنه هواجس شهرته وعلاقته بالجمهور".
في تلك المرحلة كان شابلن الهدف الأكبر لمدير مكتب التحريات الفيدرالي جيه إدغار هوفر، الذي لعب دوراً بارزاً في انقلاب الشعب في وسط أميركا ضده. وكان ذلك بمثابة صدمة لشابلن، خاصة بعدما كان الأكثر شعبية وحباً في العالم على مدى 30 عاماً.
يقول كالفيرو في الرواية: "أعلم أني مُضحك، لكن المديرين يعتقدون أني وصلت إلى النهاية، وبِتُ في خبر كان. يا الله! كم سيكون رائعاً أن أجعلهم يبتلعون كلماتهم. هذا ما أكرهه في ما يخص التقدم بالعمر الرضا واللامبالاة، التي يظهرونها لك".

سيرة

ولد الممثل الكوميدي الإنجليزي السير تشارلز سبنسر تشابلن في 16 أبريل 1889. واعتبر بصفته ممثل ومخرج أفلام صامتة، من أشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية الحرب العالمية الأولى.
اعتمد تشابلن على لغة التعبير في الأداء الجسدي، واشتهر بشخصية الشاب المشرّد الفقير أو الصعلوك، ليمثل في أول فيلم عام 1914، وليقوم بعد ذلك بعامين بكتابة وإخراج معظم أفلامه ولاحقاً الانتاج، إلى جانب وضع ألحان موسيقى أفلامه.

الاثنين، 3 فبراير 2014

اليوم الثالث الصين والسودان: عرضان سوداني وصيني يطلقان صوت المرأة في مونودراما الفجيرة

هدى تروي مأساتها ومانشا تبدع في الغناء والرقص







حرص جمهور كبير في اليوم الثالث من الدورة السادسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، على حضور العرض الصيني "تـنـهُـد" لفرقة أكاديمية شنغهاي للمسرح على خشبة مسرح جمعية دبا، وعاش الجميع تجربة نوعية غير مألوفة مع الممثلة والمخرجة تيان مانشا ونص يو رونغجون برفقة فرقتها الموسيقية التي ضمت عازفي الإيقاع ومغنية والتي شغلت الجهة اليمنى من مقدمة المسرح.

فنانة التشوانجو
تابع الجمهور المشاهد الأولى التي جمعت بين الصمت والإيقاع والغناء، والتي جسّدت الممثلة حكاية مغنية وراقصة بزيها التقليدية الأوبرا الصينية "التشوانجو" من عهد أسرة مينغ، لتبدأ بتسليط الضوء على الحذاء التقليدي لفنانات التشوانجو وتعريف الجمهور بهذا الفن من حركة اليدين ومن ثم الساقين والقدمين فإيقاع حركة المشي، لتنتقل بعدها إلى مشاهد الرقص والغناء تخاطب فيه إنساناً متخيلاً جالساً على كرسي قبالتها، لينتهي الفصل الأول برمي الموسيقيين عليها أحذية مشابهة لحذائها.

مكانتها خادمة
نشاهد في الفصل الثاني تحول الممثلة بعد الثورة الثقافية للزعيم الصيني ماو تسي تونغ، الذي منع هذا الفن، إلى عاملة تنظيف وبينما هي تنظف الأرضية يشد انتباهها أصداء سقوط قطرات ماء، تتحول في مخيلتها إلى إيقاعات تعيدها إلى زمنها السابق فتعيشها بذاكرتها وتبدأ بالرقص والغناء، لتعود فجأة إلى واقعها الحزين لدى سماعها رنين الجرس.

عودة الأمل
في المشهد الثالث يعود الموسيقيون إلى أمكنتها بالتدريج مع الغناء مع انتهاء حقبة تونغ، لنشاهد فرحة الممثلة بحريتها التي تخرج ثيابها التقليدية في الأوبرا وتحاول أن تعود إلى دورها السابق في الرقص لكنها تفاجأ بعدم قدرتها على تأدية الحركات كسابق عهدها، فيكتنفها حزن شديد لينتشلها الأمل بتعليم الأجيال الجديدة فنون هذه الأوبرا، لينتهي العرض بتسليط الضوء على الحذاء نفسه الذي افتتح به المشهد الأول.

الجمهور والصمت
جدير بالقول قبل تناول الجانب الفني من العمل، الإشارة إلى أن الجمهور العربي عاش تجربة جديدة خلال العرض، حيث أربكه الصمت والإيقاع الهادئ، الذي جعله تحت وطأة عرض خاص به، حيث كان يُسمع بين الحين والآخر ارتباكه في سعال هنا أو كحة هناك أو ومضة نور لهاتف متحرك، غير أن إدراكه للقيمة الفنية لجماليات العمال دفعته إلى التحلي بالصبر، وهو إنجاز يُحسب له.

الإيقاع والسكون
تميز العرض الذي جسّد معاناة الفنانين في حقبة الثورة الثقافية، بانضباط الإيقاع والحركة والسكون المدروس وفق فن الأوبرا الصينية التقليدية، وبجماليات غناء الممثلة ومهارتها في الرقص والأداء التعبيري لمختلف الحالات، إلى جانب الإضاءة التي لعبت دوراً أساسياً في العرض، والتناغم بين الفرقة الموسيقية والممثلة، خاصة في انسيابية تبادل الغناء كتردد الصدى فيما بينهما.


غدر و"احتراق"
انتقل الجمهور مع العرض التالي، الذي جاء تحت عنوان "احتراق" من السودان، للممثلة والمخرجة هدى مأمون ابراهيم على في مسرح بيت المونودراما، إلى فضاء عالم آخر اقتبسته الممثلة من نص "صوت امرأة" للكاتب فرحان خليل، ليتفجر فيه هذيان الغضب والأسى لامرأة عاشت في كذبة الكلام المعسول لتستسلم للخطيئة وتكتشف بعدها معنى الغدر.
وجع الغدر
جسدت الممثلة ادائها بذلك الهذيان، الذي تسترجع فيه مأساتها، وفي هذيانها تقتل من غدر بها مرات ومرات وتسترجع بذاكرتها نساء من التاريخ عشن تجربتها بالغدر مثل هند بنت عتبة وبلقيس من اليمن ورابعة العدوية والجزائرية جميلة بوحيرد لتصل في نهاية العرض إلى الخلاص بالتطهر من خطيئتها وآلامها في اغتسالها بالماء.

تطهّر الخطيئة

بذلت الممثلة والمخرجة هدى جهداً كبيراً في الإخراج والأداء، لكنها لم تنجح في السيطرة على الخشبة والجمهور ولم توفق في مشهدها الأول بدخولها من قاعة الجمهور، والذي رمزت من خلال مشاركتهم في مسؤولية ما تعنيه الحكاية، خاصة عندما أدت المشهد الأول تحت مقدمة خشبة المسرح، حيث شكلت قطعاً بينها وبين جمهور الصالة، الذي لم يتمكن من مشاهدة أدائها على أرض الصالة.

لقاء مع تيان



مانشا تيان تروي محنة الفنانين خلال الثورة الثقافية
اللقاء مع الممثلة ومغنية الأوبرا الصينية التقليدية مانشا تيان التي قدمت أول من أمس عرض (تنهد)، بمثابة إطلالة على ثقافة الفن المسرحي وتاريخ وذاكرة غناء الأوبرا الصيني التقليدي التي تختزلها مانشا في عرضها.

تقول مانشا في بداية اللقاء، "بدأت بدراسة فن الأوبرا الصينية التقليدية من خلال معلمة مختصة عام 1979، وشملت دراستي الغناء والتمثيل والكلام والكونغ فو والرقص والتي استمرت 10 سنوات. كان عمري حينما بدأت الدراسة 16 سنة وهو عمر متأخر نسبياً حيث يلتحق عادة من يدرسون هذا الفن في عمر 11 عاماً".

وتابعت، "بعد دراستي عملت في مسرح بالريف بأدوار ثانوية انتقلت بعدها بالتدريج إلى مسارح المدينة ومن ثم إلى أكاديمية المسرح في مقاطعة شيوان مسقط رأسي التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة كان ذلك خلال عاميّ 1986 و1987. وبسبب حصولي على جائزتين من أكبر جوائز التمثيل في الصين، تم تعييني في الأكاديمية كمدرسة لطلبة الماجستير وبقيت فيها حتى عام 2006، لأنتقل بعدها إلى مسرح أكاديمية شنغهاي لأشغل منصب نائبة المدير إلى جانب دوري كمخرجة وممثلة.

تحديات الانفتاح
انتقلت مانشا بعد ذلك إلى الحديث عن تجربتها في تحديث الأوبرا الصينية التقليدية التي تبلورت في عرضها الحالي "تنهد" قائلة، "دعاني دالي يونغ مدير مسرح هونغ كونغ المتخصص في المسرح التجريبي عام 1999 إلى تقديم عمل تجريبي. وهناك أمضيت عامين أعتبرهما من أصعب المراحل التي واجهتها، حيث تمثلت فكرتي في كسر الأداء التقليدي الصارم للأوبرا الصينية، والانفتاح في حركات الأداء لتكون أكثر انطلاقاً. واجهت صعوبات كبيرة في القدرة على تحرير فكري من الأداء التقليدي لحركة الجسد.

كان العقل يرفض بعناد الخروج من أسر القواعد الصارمة التي تدربت عليها سنوات وسنوات. كان صراعاً على صعيد الفكر وفي المرحلة الأخيرة بدأت أتلمس ومضات منحتني الأمل حتى استطعت التحرر منها بإكساب تلك القواعد بعض الليونة والمرونة".

ذاكرة المحنة
وأشارت بشأن فكرة العرض "تنُهد" قائلة، "أنقل من خلال العرض ذاكرة المحنة التي واجهتها الأوبرا الصينية التقليدية خلال الثورة الثقافية في الصين، حيث تم منعها لمدة عشر سنوات ابتداء من عام 1966 وحتى وفاة زعيم الحزب الشيوعي الصيني 1976. في تلك المرحلة كان فنانو الأوبرا الذين لم يكونوا يجيدون الكتابة، يمارسون فنهم بسرية مطلقة وفي أغلب الأحيان في ذاكرتهم.

وحينما بدأ الانفتاح مجدداً لم يتمكن هؤلاء الفنانون من استعادة دورهم حيث فقدوا مرونتهم ولياقتهم خاصة وأن روحهم كسرت خلال المرحلة الماضية، لكنهم استطاعوا نقل ما اكتسبوه بتعليم الأجيال الجديدة لتستعيد الأوبرا مكانتها السابقة بروح حديثة. وأن في العرض أنقل ما جمعته ذاكرتهم وآلامهم".

سيرة مانشا

تختص الفنانة الممثلة والمخرجة مانشا تيان بفن الأوبرا الصينية التقليدية (التشوانجو)، وتدرس حالياً طلبة الماجستير في أكاديمية مسرح شانغهاي إلى جانب منصبها كنائب لرئيس الجامعة. حازت مانشا على العديد من الجوائز في الصين في مقدمتها، منحها الجائزة الكبرى "بلوم بلوسوم" الصينية من قبل وزير الثقافة كأفضل ممثلة في الأداء وهو أمر نادر.