بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

أدونيس: الفن مثل الحب لا يكتفي الإنسان منه








البيان = 21 ديسمبر 2008

 تفتح مقامات أدونيس أو لوحاته الرقيمة (كما أسماها) بعداً لإمكانية قراءة مفتوحة، تقدم عبر الصورة والنص للوصول إلى مدى أرحب وأوسع ربما في العودة إلى الذاكرة المتوارثة المختزنة أو في الانفتاح على مجهول المستقبل عبر أشباح تقتحم زمن القصيدة وتتماهى فيها.




معلقات تجمع المصادفة فيها بين نصوص لعمالقة الشعر العربي وبين اللعب في مساحة اللوحة البيضاء التي يحولها فن أدونيس إلى نحت بارز يخرجها من نمطية السطح المصقول للكتابة إلى بعد يتناغم معها ليخلق فضاءات جديدة للتأمل في الروح والكون، عبر انعتاق طفولي عفوي مشحون بالحيوية والفرح والاندفاع. وعن تلك الطفولة والفرح يقول أدونيس لـ «مسارات» في حفل افتتاح معرضه في هنر غاليري، «أعتقد أن ذلك يرجع إلى الطفولة النابعة من كوني لم أعش طفولة كما يقول الأطفال الذين عاشوها. فأنا ولدت في قرية فقيرة وأذكر أنني منذ ولادتي كنت في الحقل مع الشجر والنباتات والنهر، في فني أبحث عبر شيخوختي عن طفولتي المفقودة التي اقترب حزنها من حلم الفرح.

بقدر ما يتقدم الإنسان في العمر يعود في فكره أكثر فأكثر إلى طفولته خصوصا إن كانت حياته حينها صعبة ولا يخجل من تذكرها. يعود المرء إلى عمق طفولته وخصوصيتها والتي ربما يخجل في أن يحكيها لأن الأوضاع الاجتماعية والعلاقات ومفاهيم القيم تحد منها ومن أن يكون صريحا حتى مع نفسه في بعض الأحيان». وعن الحدود التي تمنع البوح والأقنعة التي يتوارى خلفها يقول، «في حياتي العديد من الأقنعة، هناك قناع لكل جزء منها. وبالإجمال فإن قناع الإنسان العربي كثيف أو متعدد الأوجه لأنه لا يعيش في ذاته بل في آلة الفارابي الذي يقول (كل موجود في ذاته فذاته له، وكل موجود في آلة فذاته في غيره). إنها الآلة المجتمعية السياسية.

ولدى سؤاله متى تنهار الأقنعة عنده أجاب: تتلاشى أقنعتي في بعض الحالات كالحب والشعر والفن. حتى الإبداع الفني عند العرب يتقنع حيث تمزق الأوراق وتعاد صياغتها عند النشر وما يكتب شيء آخر. ما نحتاج إليه هو نشر ما نكتب أي الكلام بحرية في شتى المواضيع وأن نصل إلى تلك المرحلة. فإن لم نعرف أنفسنا فلن نكتشفها ولن يعرف الآخر أيضا. وهكذا نصبح في مجتمع من المجهولات ولذا علاقاتنا محدودة. فمسافة الحرية التي يتحرك فيها العربي محدودة جدا. وبالعودة إلى مقاماته يقول، «تكوين اللوحة عندي مصادفة كالقصيدة تماما، حيث يكتب الشاعر بيتا ويظن أنه بداية لقصيدة ولكن مع عمله عليها تصبح البداية نهاية أو وسط، أي هناك كيمياء في تركيب القصيدة أو في تركيب عناصر الرقيمة أو فن الكولاج. ما من فكرة مسبقة في الفن».

وعن بدايته الفنية تلك أو ولادتها يقول، «صداقاتي واسعة مع الفنانين الموهوبين الذين كثيرا ما كتبت عنهم، وهذا يعني مشاهداتي الفنية واسعة وغنية. ومررت قبل عشر سنوات بمراحل لم أستطع خلالها القراءة أو الكتابة، ولا أعرف كيف خطر ببالي السؤال التالي لم لا أعطي ليديّ نوعا من الحرية لأعرف ما يمكنها أن تصنع؟ وهكذا بدأت بفن الرقيمة أو الكولاج.

كنت أعمل وأخبئ ما أنتجه لمدة عام. وذات يوم مزقتها جميعها، ثم عدت للعمل بأسلوب آخر، وزارني مصادفة صديق فرنسي وهو الشاعر ميشيل كامو الذي قال لي هذا العمل مهم وشجعني على الاستمرار. وهكذا عندما عرضت بعض القطع في معهد العالم العربي الفرنسي لاقت الاستحسان وشاهدها صاحب غاليري في باريس أصر على إقامة معرض لي. كما شجعني فنانون عرب منهم زياد دلول الذي كتب مقدمة لمعرضي الذي أقمته في دمشق.

وعن الفنان وحدود إبداعه يرى أدونيس أنه لا سقف للفن فهو في بداية دائمة ولا حدود له. ويضيف، «إنه مثل الحب لا يشعر المرء أبدا أنه وصل إلى مرحلة اكتفاء. الفنان العظيم بقدر ما يشعر أنه يتقدم يشعر بمسؤولية أكبر. أما التوقف عن الإبداع فهو بسبب قوالب ومفاهيم. لا يهمني أن يكتب الشاعر عن الحب بشكل العام، فهذا لا معنى له وغير موجود. الكتابة عن تجربته الذاتية وكيف تحولت أفكاره وكيف خلق عالما من خلال حالته. ذلك هو الإبداع، حيث يطرح ويتأمل ويشعر أنه بلا نهاية. إن الدخول في الأجواء الخاصة للأشياء المشتركة العامة يستنفذ الإبداع. التجربة العميقة الخاصة لا تستنفذ».

صناعة نحت الفراغ

من جهته قال الفنان التشكيلي السوري زياد دلول: إذا كان شعر أدونيس شعراً ملحمياً يسأل الكون والإنسان والجمال والصيرورة، ويحتار في نبوءة الأشياء والطبيعة، شعراً يحمل ذاكرة اللغة وفنونها وبراعتها، ويعتنق البلاغة مذهباً في الاختزال للوصول إلى الجوهر، فإن الشاعر في رسوماته يكتب قصائد غير مقروءة، يحضر العالم على سطحها بأشيائه الموشومة بأثر الإنسان أو بأثر الطبيعة. أشياءٌ - مادة للتأمل أكثر مما هي أشياء للرسم.

الشاعر يجد في خربشات الرسم سلاسة الكتابة خارج القواعد المملوءة وخارج الصرف والنحو والوزن. يجد لغته البيولوجية والحسية لا لغة القاموس والماضي والدلالات. مضيفا أن الكتابة تبقى في رقيمات وألواح أدونيس شبكات في نسيج تكوين العمل كمثلِ تهشيرات أفقية تحمل ذلك الطوطم على صدرها وفي محور بنائها، وهي عندما تكون مقروءة، مزدوجة الغرض في اختيار النص وفي الوظيفة الغرافيكية.

حوار مع المعريّ والمتنبي والنفّري، مع ديوان الشعر السالف القابع في الذاكرة. نص الآخر رسماً وسمعاً، تعقباً وتنويطاً بأدوات المرسم. فالمعرفة علبة ألوان وأقلام تعرّت من الضوء لتصير مساحات سوداء ورمادية تنظم تكوين اللوحة الأوّلي. أعمدة النصوص هي أعمدة البناء التشكيلي. أرجوحة للإطلال على ما وراء جداري حديقة الواقع: الشعر والرسم.

جَدل الكتابة الخارجة عن الكلمة مع ما تلتقطه اليد. جَدَل الفكر والملموس تحت غواية العين. ويذهب دلول في وصفه لأعمال أدونيس التشكيلية أنها تندرج في باب آخر يطرق صناعة أخرى: نحت الفراغ. هذه الأعمال الثلاثية الأبعاد استقلالية كاملة عن الكتابة. وهي ليست نحتاً وإنما هي تركيب نحتيٌّ لكل ما تلتقط يده، ولكلِّ ما يسمح بتشكيله لاحتلال فضاء منمنم.

مستطردا : إنها أعمال لا تدّعي النصبية ولا تسكن الساحات والشوارع، بل تعتلي منصّات الطاولات والشبابيك ومحطات القراءة. تركيبات تتجنب الصقل والتزويق والحرفة، وتؤالف مواد غير متآلفة، يوحدها منطق الإنشاء وضرورة التناسق، قانونها دادائي وجذورها في الإيحاء والإشارة. مَثَلُ أدونيس في ذلك مَثَلُ صانعُ دمى لعبادة الريح، أو صانع صناديق ثمينة لحصى الأرض والوديان والشواطئ، لبازلت كريم أو لفخار مُبتَذَل.

ويخلص دلول إلى القول ان: عمل أدونيس التشكيلي يأتي في باب اللَّعِب كمثل سائر الفنون. وفي تحديدٍ آخر، لا ينفصل عن تقنية الكتابة بمعناها الكبير. فإذا كانت الكتابة في نشأتها الأولى تجريداً وترميزاً فهي رسمٌ في حالتها المطلقة. مختتما: يلاحظ الرسّام: ما أكبر سرير القصيدة في الكتاب وما أعلى منبر الشاعر؛ ألم يحنْ وقت عودة القصيدة إلى الجدار؟

أدونيس وبرج دبي

خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الشاعر أدونيس إلى دبي كان له العديد من الأنشطة الثقافية والأدبية والفكرية، حيث أقام معرضا له في صالة «هنر غاليري» تحت عنوان «مقامات أدونيس» كذلك كان له مشاركة في الملتقى العربي الألماني الذي أقيم في فندق ميناء السلام منذ أسبوعين في دبي، وشارك في الكثير من الفعاليات التي أقيمت على هامش الملتقى، وبعد عودة الشاعر إلى فرنسا حيث يقيم في باريس منذ سنوات مع عائلته كتب مقالا في صحيفة الحياة الصادرة في لندن استهله بالقول: بين 26 تشرين الأول (أكتوبر) و10 تشرين الثاني (نوفمبر)، تَيسّر لي أن أرى ثلاثة أماكن تمثّل، بالنسبة إليّ، ثلاث رؤى للإنسان والعالم، وثلاثة نماذج لصناعة التاريخ :

الأول هو البندقية (فينيسيا، إيطاليا) والثاني هو المعبد البوذي، بورو بودور (BORO BUDUR)، في مدينة جوجاكارتا (أندونيسيا)، والثالث هو برج دبي (دبي، الإمارات العربية المتحدة). وأضاف أدونيس قائلا في مقاله الهام: يسير النموذج الأول في أفق الوحدة بين الأبديّ والزائل، وهو الأفق الكلاسيكي السائد، ويسير النموذج الثاني في أفق السماء محضونةً بِكَبِد الأرض، ويسير النموذج الثالث في أفُق التقنية.

وتحت عنوان فرعي « إشارات من برج دبي» تابع أدونيس كلامه بلغته النثرية والفاتنة

تحارُ أمام برج دبي:

هل الشعر هو الذي يأخذ أسراره من التقنية،

أم أنّ التقنية هي التي تأخذ أسرارها من الشعر؟

Volume 0%

ويتابع أدونيس :

العودة إلى الطفولة حلمٌ دائمٌ وعزيزٌ عند معظم البشر.

هنا، في برج دبي، ما يُغري بالتأسيس لقطيعة كاملة بيننا وبين هذا الحلم.

ما معنى، إذاً، أن نقول: الهوية ليست في «الأصل»، بل في مسيرته، وما يتولّد عنها؟

وإذا كنّا لم نجئ من ماضٍ، فكيف وصلنا إذاً إلى الحاضر، ومن أين جئنا؟

أليس علينا إذاً أن نؤمن بأن الإنسان يحتاج إلى ولادات متعددة ومتواصلة لكي يكون نفسه؟

أليس علينا كذلك، إن شئنا أن نقرأ حقاً، أن نبدأ فنُقصي عنّا، بعناية وإتقان، عدداً كبيراً من الكُتب؟

ويختتم مقالته بالقول :

ليس هناك حظٌّ يهبطُ عليك من خارج: من الواقع، أو من الغيب.

أنت نفسك حظُّ نفسك.

اختراع الورق

نشأ فن الكولاج في الصين عندما تم اختراع الورق في القرن 200 ق.م تقريبا. ومع ذلك ظل هذا الفن محدودا حتى القرن العاشر للميلاد حين بدأ الخطاطون في اليابان باستعمال مجموعة من قصاصات الورق ليكتبوا على سطحها أشعارهم.

أما ظهور هذا الفن في أوروبا فكان في القرون الوسطى خلال القرن الثالث عشر، عندما بدأت كاتدرائية غوثيك باستخدام لوحات تصنع من أوراق الأشجار المذهبة والأحجار الكريمة وبعض المعادن الثمينة في اللوحات الدينية. واستخدم الكولاج في القرن التاسع عشر بين أوساط هواة الأعمال اليدوية لصناعة التذكارات مثل ألبومات الصور والكتب. وقد اخترع اللفظ كولاج الفنان جورج براك وبيكاسو في بداية القرن العشرين عندما أصبح الكولاج جزءا مهما من الفن الحديث.

أدباء.. فنانون

* ويليام موريس (1834 ـ 1896) أديب وفنان ومهندس عمارة بريطاني، اشتهر بتصميمه لفن زخارف ورق الجدران الذي كان فنا جديدا، كما أسس مجلة أوكسفورد وكامبريدج للأدب

* دانتي غابرييل روزيتي (1828 ـ 1882)، شاعر ورسام ومترجم بريطاني من أصل إيطالي برع في كلا المجالين، وكان من ضمن مجموعة فنانين أخوية ما قبل رافاييل.

* جبران خليل جبران بن ميخائيل بن سعد، من أدباء المهجر وهو شاعر لبناني أميركي (1883 ـ 1931). سافر مع أمه وإخوته إلى أمريكا عام 1895، درس فن التصوير وعاد إلى لبنان، وبعد أربع سنوات قصد باريس لمدة ثلاث سنوات، وهناك تعمق في فن التصوير. عاد إلى الولايات الأمريكية المتحدة مرة أخرى وتحديدا إلى نيويورك، وأسس مع رفاقه «الرابطة القلمية» وكان رئيسها. من أشهر أعماله كتاب النبي والأجنحة المتكسرة وغيرها.

قصايد غير مقروءة

لوحات الشاعر أدونيس هي رسومات يكتب قصايد غير مقروءة، يحفر العالم على سطحها بأشيائه الموشومة بأثر الانسان أو بأثر الطبيعة. أشياء ـ مادة للتأمل أكثر مما هي أشياء للرسم.

رشا المالح

    الخميس، 15 مارس 2018

    منصور بن محمد يكرم الفائزين في جائزة حمــدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي

    ولي عهد دبي يرفع القيمة الإجمالية إلى 600 ألف دولار.. و3 صور فائزة ضمن الجوائز الخاصة بدءاً مـن العام المقبل

    دبي ــ رشا المالح




    منصور بن محمد وعبد الرحمن العويس وأحمد المنصوري وسعيد النابودة يتوسطون الفائزين | تصوير ـ محمد هشام 



    برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، شهد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، مساء أمس، في أوبرا دبي، الحفل الختامي للدورة السابعة من جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، والتي حملت عنوان «اللحظة».
    اهتمام كبير
    وبدأت مراسم الحفل بعزف النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم كلمة ترحيبية ألقاها علي بن ثالث أمين عام الجائزة، وأعلن من خلالها عن مفاجأةٍ سارة لكل عشاق التصوير للموسم الثامن، حيث سيقوم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، راعي الجائزة، في الدورة الثامنة، باختيار 3 صورٍ فائزة، تندرج تحت الجوائز الخاصة، وفق آليةٍ سيُعلن عنها لاحقاً، كما سيرفع سموه إجمالي قيمة الجوائز من 423 ألف دولار في الدورة الحالية، إلى 600 ألف دولار ابتداء من الدورة الثامنة. كما أكد علي بن ثالث أن الدورة السابعة حظيت باهتمام كبير وبمشاركة واسعة، حيثُ وصل عدد المشاركين إلى أكثر من 300 ألف مصور.
    اسهامات
    وكرّم سمو الشيخ منصور بن محمد، الفائزين بالجوائز الخاصة، حيثُ نال المصور الصحافي الأميركي جيمس ناشتوي، لقب الجائزة التقديرية، نظراً لإسهاماته المميزة في عالم التصوير طوال حياته المهنية الحافلة، والتي تخلّلها فوزه بميدالية «روبرت كابا» الذهبية خمس مرات، أما «جائزة صناع المحتوى الفوتوغرافي» فمنحت للمصور الأميركي والناشط البيئيّ جيمس بايلوغ لدوره الكبير في تسليط الضوء على عدد من القضايا البيئية الكبرى، من خلال التصوير الفوتوغرافي. وكانت «جائزة الشخصية/‏ المؤسسة الفوتوغرافية الواعدة» من نصيب مصور الناشيونال جيوغرافيك، حالياً، الفلسطينيّ محمد محيسن، والذي سبق له الفوز مرتين بجائزة البوليتزر، كما سبق له العمل كمصور رئيسي في وكالة أسوشيتد برس.
    وتابع سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، تكريم الفائزين عن محور «اللحظة»، حيثُ فاز بالجائزة الكبرى لهذا المحور من سوريا: محمد الراغب، والذي تعذر عليه السفر لاستلام جائزته ونال بطل صورته الفائزة صديقه المصور عبدالقادر حبق جائزة تقديرية لشجاعته في إنقاذ الطفل المصاب. أما المركز الأول فكان من نصيب كي إم أسد من بنغلاديش، تلاه الكندي بول نيكلين في المركز الثاني، ثم الروسي مكسيم كوروتشينكو بالمركز الثالث، كما جاء الأرجنتيني ماركوس فوريد في المركز الرابع والصيني روبو وو في المركز الخامس.
    «الأبيض والأسود»
    وكرّمت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، رئيسة جامعة زايد، الفائزين في المحور العام «الأبيض والأسود»، حيثُ جاء الإيراني مهدي بورعبادي في المركز الأول، والصيني كواتهوي ليو في المركز الثاني، أما المركز الثالث فكان من نصيب يوسف ذياب من الكويت. وفي المحور العام «الملون» حصد الصيني زود ينغ المركز الأول، وأحرز الكندي جاسم خليف المركز الثاني، وجاء الأميركي مايكل براون في المركز الثالث.
    «الفاصل الزمني»
    كما كرم معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع ورئيس مجلس أمناء الجائزة، الفائزين في محور «الفاصل الزمني»، حيثُ فاز بالمركز الأول بينو سارادجيتش من سلوفينيا، وحل في المركز الثاني الإسباني أوسكار كاراسكو، ثم اليمني أمين الغابري في المركز الثالث، وجاء السعودي عواد العطاوي في المركز الرابع، والإسباني إغناسيو غوروثياغا في المركز الخامس.
    «ملف الصور»
    كذلك كرم معالي محمد أحمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين في محور «ملف الصور»، حيثُ حل في المركز الأول الكندي بول نيكلين، تلاه برويال راشد من بنغلاديش في المركز الثاني، ثم بوريانا كاشاروفا من بلغاريا في المركز الثالث، وجاء الإيطالي سيرجيو سبيرنا في المركز الرابع والإماراتي محمد المصعبي في المركز الخامس.
    فرجة ممتعة
    وحضر حفل الختام عدد كبير من الدبلوماسيين وكبار الشخصيات. وأسوة بكل دورة، تميز الحفل بجمعه بين مختلف تقنيات وجماليات الفنون البصرية والسمعية الحديثة التي قدمت للجمهور الذي شغل القاعة بكاملها، فرجة بصرية ممتعة شملت صور أعمال وأسماء الفائزين بمختلف محاور الجائزة. وشارك في تقديم الحفل، كل من الإعلامي محمد استادي إلى جانب بيتر بيل عضو لجنة التحكيم المتخصص بمحور «الفاصل الزمني»، ومحمد محيسن الفائز بجائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة. وقد حقق المصورون العرب نجاحات مهمة في الدورة، إذ حازوا ما يقارب ربع الجوائز في هذه الدورة.
    إبداعات مؤثرة تحكي أحداثاً وقصصاً حول العالم
    الجائزة الكبرى
    محمد الراغب -سوريا
    محور اللحظة
    المركز الأول كي إم أسد - بنغلادش
    المركز الثاني بول نيكلين - كندا
    المركز الثالث مكسيم كوروتشنكو - روسيا
    المركز الرابع ماركوس فورر - الأرجنتين
    المركز الخامس روبو وو - الصين
    محور ملف مصور «قصة تروى»
    المركز الأول بول نيكلين - كندا
    المركز الثاني بروبال راشد - بنغلاديش
    المركز الثالث برويانا كاتساروفا - بلغاريا
    المركز الرابع سيرجيو سبيما - إيطاليا
    المركز الخامس محمد أحمسابي - الإمارات
    المحور العام «أ» أبيض وأسود
    المركز الأول مهدي بورشادي - إيران
    المركز الثاني كوانشوي - الصين
    المركز الثالث يوسف ثياب - الكويت
    المركز الأول زوها دينغ - الصين
    المركز الثاني جاسم خليف - كندا
    المركز الثالث مايكل كريستوفر براون - الولايات المتحدة
    المحور العام «ب» ملون
    المركز الأول مهدي بورشادي - إيران
    المركز الثاني كوانشوي - الصين
    المركز الثالث يوسف ثياب - الكويت
    المركز الأول زوها دينغ - الصين
    المركز الثاني جاسم خليف - كندا
    المركز الثالث مايكل كريستوفر براون - الولايات المتحدة
    محور الفاصل الزمني «تايم لابس»
    المركز الأول بينو سارادزيك - سلوفانيا
    المركز الثاني أوسكار كاراسكو راغيل - إسبانيا
    المركز الثالث أمين الغابري - اليمن
    المركز الرابع عوض الأتاوي - السعودية
    المركز الخامس إغناسيو تاجيرينا غوروسياغا - إسبانيا
    الجوائز الخاصة
    الجائزة التقديرية جيمس ناشتوي - الولايات المتحدة
    صُنّاع المحتوى الفوتوغرافي جيمس بايلوغ - الولايات المتحدة
    جائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة محمد محيسن - فلسطين
    حكاية صورة «الجائزة الكبرى»
    كان من المفترض أن يكون يوم 15 أبريل 2017، يوماً ربيعياً جميلاً، لكن انفجار سيارةٍ مفخّخة في حي الراشدين غرب مدينة حلب بسوريا، حال دون ذلك، حيث استهدف الانفجار تجمّعاً للمدنيين على أحد خطوط التماس ضمن خطةٍ للتبادل ترعاها منظّماتٍ وقِوىً دولية.
    وبعد الانفجار هَرَعَ عددٌ من المصورين الموجودين لتغطية خطة التبادل، لإجلاء بعض المصابين ونقلهم لسيارات الإسعاف في أجواءٍ مرعبة بسبب أعداد المصابين الكبيرة. وهنا التقطت عدسة محمد الراغب، ذلك المصور راكضاً بطفلٍ مُصاب والكاميرا مازالت بيده، وتعابير وجهه تختصر قصة معاناةٍ شعبٍ بأكمله.
    Ⅶمحكّمو محاور الجائزة
    Ⅶديفيد ألان هارفي: مؤسّس ومحرّر مجلة «بورن» الداعمة لإبداعات الشباب - أميركا
    Ⅶ راندي أولسون: عمل على مشاريع خاصة بالجمعية الجغرافية الوطنية، مع جوائز عالمية- أميركا
    Ⅶ إد كاشي: مصور صحافي ومخرجٌ ومتحدّثٌ وصاحب رسالة تعليمية - أميركا
    Ⅶ امي فيتالي: مصوّرة وكاتبة إحدى سفراء «نيكون» ومتعاقدة مع مجلة ناشيونال جيوغرافيك - أميركا
    Ⅶ خليل حمرا: يعمل لحساب وكالة أسوشييتد برس وفي رصيده أكثر من 26 جائزة دولية - فلسطين
    Ⅶ جان - فرانسوا ليروي: شارك في مشروع فوتوغرافيا بعنوان «3 أيام في فرنسا» - فرنسا
    Ⅶمحكّما الفاصل الزمني
    Ⅶ بيتر بيل: أنتج أول فيلم بطريقة الفاصل الزمني time lapse في أميركا الشمالية - أميركا
    Ⅶ غونتر ويجنر: مؤسّس ومطوّر الابتكار الرائد للتصوير بطريقة الفاصل الزمني - أميركا

    الجمعة، 9 مارس 2018

    فنجان قهوة

    رمز عالمي للتواصل أم بؤرة للصراع؟
     القهوة تدخل فيينا تحت عباءة الحصار العثماني
    تأليف :ستيوارت لي ألن 

                                                            
    عرض ومناقشة: رشا المالح
        بين سطح فنجان القهوة التركي، أو الكاباتشينو أو الاسبريسو أو الموكا وبين قاعه يكمن تاريخ حضارات عالمية ازدهرت وأفلت، وأمم ارتقت من عصور الظلمات الى عهود الامبراطوريات والتقدم. وقد آلى المسافر الجوال ستيوارت لي ألن على نفسه، أن يدرس تاريخ القهوة التي شكلت قوة لا يستهان بها عبر التاريخ فضلاً عن ارتباطها الوثيق بالحضارات العالمية.
    وهذا الكتاب من تأليفه الذي نناقشه هنا بحث شيق وملهم لمعرفة أصول وتأثير القهوة التي أصبحت حاجة ملحة في حياتنا المدنية والتي شربها الانسان على مدى العصور وطبيعة تأثيرها. وقد استهدف ستيوارت الذي اختار ان يكون باحثا ودارسا لتاريخ القهوة، الترحال والسفر أسوة بعلماء الآثار، الا أن ما ميزه عنهم هو اختباره الميداني لحقل بحثه فقد شرب خلال رحلته ما يعادل 2920 فنجان قهوة بأنواعها المختلفة.
    تحمل ستيوارت أنواع المشاق كافة وركب كافة وسائل النقل البدائية مثل الدواب والقوارب وغيرها، شرب القهوة مع ذواقتها في اليمن واسطنبول وفي الأزقة الخلفية في أندونيسيا وفي الصالونات الراقية في باريس وفيينا وفي مقاهي لندن حيث كانت مقرا لسوق الأسهم والتأمين وأيضا منشأ أول مجلة منوعات.
    ويستعرض المؤلف الأميركي ستيوارت لي ألن في كتابه الصادر مؤخراً عن دار نشر سوهو برس انكوربوريشن في نيويورك، وهو من القطع الصغير ويضم 231 صفحة، تاريخ القهوة ابتداء من اكتشافها في أثيوبيا ومن ثم انتقالها الى اليمن فالهند والى هيمنة الامبراطورية العثمانية عليها ومن بعد ذلك تأثيرها الفعال في دول أوروبا.
    الفنجان الأول
    بدأ المؤلف رحلته من أثيوبيا وتوجه الى مدينة هراري، مركز زراعة البن، حيث أقام الشاعر الفرنسي رامبو حتى وفاته، والذي جاء من فرنسا طمعا في تكوين ثروة من خلال التجارة، وما زالت آثار منزله المهجور تحمل ذكريات مرحلة حياته الأخيرة. وقد وصلت ثمرة البن الى أثيوبيا من خلال التجارة مع زائير.
    وهناك الكثير من الروايات والأساطير التي تدور حول كيفية اكتشاف الانسان لثمرة البن، غير أن ما يشاع في أثيوبيا بصورة عامة يدور حول قصة الراعي الذي كان يرعى قطيعاً من الماعز، ولاحظ خلال جولاته أنه في كل مرة يمر بمنطقة محددة تتصرف الماعز بصورة غريبة وتقوم بحركات أقرب الى الرقص، وحينما دقق في الأمر اكتشف أن ما تتعرض له يتم بسبب أكلها لاحدى النبتات.
    وتجرأ الراعي وأكل من الثمر نفسه، ولدهشته أحس بالنشاط والحيوية وبطاقة متجددة. وهكذا عرفت نبتة القهوة.
    عرف الأثيوبيون في البداية شراب «الكاتي» والذي يعتمد على غلي الأوراق الخضراء لثمرة البن المجففة في الظل كما كانوا يأكلون حبوب البن مطهية ومعجونة بالدهن والتي كانت تقدم على شكل كرات.
    وفي عام 1400 قدم رجل عربي يدعى الدهباني وتعرف على شراب «الكاتي» ثم تلاه تابعه رجل الدين الصوفي الشادهبان الذي أضاف لشراب الكاتي حبوب البن وذلك بعد زراعته لتلك الثمرة في جنوب اليمن. كان اليمنيون يحمصون البن في مقلاة مسطحة حتى تصبح حبوب البن داكنة اللون كثيفة الملمس، لتغلى بعد ذلك على نار هادئة لمدة عشر دقائق مع الماء والسكر وذرة من الملح. وتعرف نبتة القات في اليمن بالأخت الشريرة للبن.
    وذهب المؤلف مع أحد المرشدين لحضور مزار ديني يقصده العديد من سكان أثيوبيا للشفاء، ودافع زيارة المؤلف يكمن في أن القهوة كانت من ضمن طقوسه.
    كان القائمون على زراعة القهوة في هراري يحجزون في مزارعهم ولا يسمح لهم أو لعائلاتهم بمغادرتها خوفا من تسرب فنون زراعتها. وكان المزارعون ومع شربهم لأول فنجان قهوة في الصباح تعلو أصواتهم ضارعة:
    أيتها القهوة، امنحينا السلام،ساعدي أطفالنا على النمو،
    زيدي ثروتنا.
    نرجوك حمايتنا من الشر،وامنحينا المطر والعشب!
    كما كان رؤساء قبائل الأورمو يقومون في احتفالاتهم بمضغ حبوب البن التي تقلى بالزبدة وتحرك بملعقة خاصة ترمز الى الخصوبة، حيث يتلى خلال تحميصها عدد من الادعية. ويشّبه السكان الصوت الصادر عن فرقعة الحبوب لدى نضجها وتفتحها بسبب الحرارة، بالصرخة الأخيرة لرجل يحتضر وأيضا بالصرخة الأولى للطفل لدى ولادته.
    وبعد مضغهم للحبوب، يقدمونها لتخلط تلك الحبوب بالحليب المحلى وتشرب من جميع أفراد القبيلة لتمنحهم السعادة ولتفتح أذهانهم وتزيد من نمو أطفالهم. وتقام بعد ذلك مراسم القبيلة كالزواج والختان والتحكيم في الخلافات.
    الطريق الى اليمن
    عندما اكتشف الأثيوبيون قوى القهوة الخفية، كان عامل الزمن هو وحده الذي أوصلها لاحقاً الى الفراعنة في مصر. ومن منشأها في هراري شرق البحر الأحمر نقلت القهوة بالقوارب الى اليمن.
    وسافر ستيوارت بالقطار الى مدينة جيبوتي التي وصفها الرحالة «ابن بطوطة» في كتاب رحلاته في القرن الثالث عشر بأنها المدينة الأكثر قذارة وعفونة في العالم. والتي أضحت اليوم دولة قائمة بحد ذاتها بعد أن تخلصت من الاحتلال، ومنها أبحر ستيوارت الى اليمن.
    وعلى خلاف توقعاته في الوصول الى اليمن بعد يوم واحد، استغرقت رحلته ما يزيد على أسبوعين، وواجه العديد من الصعوبات عند دخوله اليمن، وقال له المسئول أخيرا بعد استجواب مطول وهو يسلمه جواز سفره، «اذا كنت قادما من أجل القهوة، فقد تأخرت 300 عام».
    واذا كان الأثيوبيون أول من مضغ ثمرة القهوة، وربما صنع الشراب من أوراقها، فإن الصوفي اليمني الشاذلي هو أول من غلى فنجان قهوة من حبوب تلك الثمرة. وفي عام 1400 حينما غزا الأتراك اليمن، انتشرت القهوة وبدأت تشرب في دول العالم الاسلامي كافة.
    لم ير المؤلف في اليمن سوى أطلال حضارة ازدهرت في الماضي، وكان وصفه لها مؤلما في بعض الجوانب وان لم يتجاوز في وصفه الواقع «كانت صنعاء من بين أكثر الدول الاسلامية التي زرتها عزلة».
    وفي جنوب اليمن وبالقرب من تعز، زرعت القهوة لأول مرة قبل 800 عام على جبل النبي شعيب، حيث أوهم اليمنيون الأوروبيين بأن نبتة القهوة لا تنمو الا على هذا الجبل. وجبل النبي شعيب أعلى جبل في الدول العربية وعلى قمته شيدت قلعتان لحماية تلك الثروة. ويبين المؤلف بأن ما يزرع اليوم على هذا الجبل هو القات فقط!
    ويعد القات من المخدرات السبعة الممنوعة عالميا، وتعتبرها الحكومة الأميركية من أخطر المواد مثل الهيرويين.
    وبدأت رحلة بحثه في سوق صنعاء القديم لتذوق أفضل فنجان قهوة يقدم في اليمن، وبعد مروره بسوق البهارات وصل أخيرا الى سوق القهوة.
    ولاحظ المؤلف أن اليمنيين يشربون نوعين من القهوة. أولهما، قهوة الصباح وهي القهوة المغلية مع السكر والقرنفل والهال، والثانية قهوة بعد الظهر وتغلى مع البهارات والبن المطحون. وطعم النوعين مختلف تماما عن القهوة التركية.
    تهريب القهوة
    ومن اليمن سافر المؤلف الى الهند، وهي أول دولة غير اسلامية زرعت نبتة القهوة في تربتها. وكان ذلك بفضل الصوفي الهندي «بابا بودان»، واسمه الحقيقي حضرة شاه جامرالله مازارابي، الذي ذهب الى مكه للحج، حيث قابل صوفيين يشربون القهوة. وقد قرر أخذ هذه النبتة البديعة معه الى بلده في جنوب الهند، ليشارك أخوته الصوفيين فيها.
    كان عقاب سرقة حبوب البن الخضراء في مكه هو قطع الرأس. وما قام به بابا بودان هو أنه بعد طوافه بالكعبة وتقبيل الحجر الأسود ثم الشرب من مياه زمزم، أخفى في حزام ثيابه سبع حبات بن، وهربها الى الهند وزرعها في أعالي الجبال بالقرب من مايسور.
    تنتج تلك الحبات السبع اليوم ما يقارب من 200 ألف طن في السنة الواحدة. كما نقل الكابتن الألماني أدريان فان أدمرين في عام 1696 ثمرها الى أندونيسيا حيث توجد احدى أهم مطاحن البن.
    وفي رحلته من شمال الهند الى جنوبها لزيارة جبال مايسور، التي استغرقت خمسة أيام في القطار لاحظ المؤلف الفارق التدريجي في محطات القطار، وما أثار اهتمامه هو الفارق بين محبي القهوة في الجنوب ومحبي شرب الشاي في الشمال.
    كانت محطات قطار الشمال قذرة مليئة بالمشردين والعائلات الفقيرة وعدد لا يستهان به من الشحاذين، في حين كانت محطات ولايات الجنوب أكثر نظافة وانضباطا ودقة في جدول مواعيد القطار وعدد المتسولين فيها أقل بكثير. كما أن الناس أكثر صحة وأدبا ومعدل دخلهم ضعف دخل الفرد في الشمال، وما يميز أهل الجنوب هو شربهم القهوة بدلا من الشاي!
    ومن تقاليد الماضي لشرب القهوة في الهند، أن تقدم في فناجين فخارية كانت تسحق بالأقدام لدى انتهائهم من شرب محتواها. وهو تقليد صحي ويحافظ على البيئة فيه الكثير من الطرافة.
    وحينما سأل المؤلف أحدهم لدى استبدال الفخار بأكواب البلاستيك وتأثيرها السييء على البيئة، أجابه بداية من خلال الاشارة الى مجموعة من الصبية في المحطة يحمل كل منهم في يد كيساً كبيراً وفي اليد الأخرى يلتقط الأكواب البلاستيكية عن الأرض، ثم ابتسم قائلا، «الهنود بارعون جدا في اعادة التصنيع».
    كانت مايسور مدينة جميلة وباردة، وشوارعها عريضة ومظللة بالأشجار والازدحام فيها قليل. ومن القصص والروايات التي تشاع فيها، بأن القردة كانت تأكل أفضل حبوب البن وكان السكان يستخدمون فضلاتها لصنع أفضل وأغلى أنواع القهوة!
    وعبر تقصي ستيوارت ألن لي للحقيقة من خلال مقولات الأسطورة، تبين له أن حيوان (كف القط الصغير) الذي يعيش في جاوة في أندونيسيا كان يتغذى على نسغ نوع من الأشجار، قريب من الكحول، الى جانب ثمار البن. كانوا يقومون بغسل فضلاته ويصنعون منها أفضل أنواع القهوة، التي تصدر الى اليابان وأميركا بأسعار خيالية.
    وتبيع احدى الشركات الأميركية تلك القهوة وتدعى «كوبي» بسعر 300 دولار أميركي للرطل الواحد، وتبيع شركة أخرى صنفا مشابها بقيمة 75 دولاراً أميركياً للرطل الواحد.
    ومن كلكتا سافر المؤلف الى تركيا، ومن أزمير توجه الى قونيه، لحضور الاحتفال السنوي الذي يقوم به مجموعة من الصوفيين. كانت قونية مقر تأسيس الصوفية قبل 700 عام والذين سموا فيما بعد بالدراويش.
    واحتكرت الامبراطورية العثمانية تجارة القهوة لما يزيد على 300 عام، وكانت مصدراً لثرواتها وقوتها الاقتصادية.
    ويرجع سبب انتشار القهوة في أوروبا إلى منعها في تركيا من قبل السلطان مراد في عام 1633، مما دفع تجارها الى الهرب الى ايطاليا والنمسا وفرنسا.
    القهوة في فيينا دخلت القهوة فيينا بعد حصار الأمبراطورية العثمانية لمدينة فيينا بأمر من السلطان محمد مصطفى في عام 1683، حيث حاصر الأتراك المدينة طيلة فصل الصيف.
    وبفضل الجاسوس فرانز كولشيزكي النمساوي الأصل الذي عاش معظم حياته في اسطنبول، تمكن النمساويون من معرفة خطط العثمانيين وحفرهم لأنفاق سرية تحت المدينة.
    وبمساعدة الجيوش البولندية التي هاجمت الجنود الأتراك من الخلف لدى اقتحامهم المدينة، اندحر الجيش التركي وفر الجنود مخلفين وراءهم أكياس حبوب البن. وهكذا عرفت فيينا القهوة.
    أما قهوة الكاباتشينو والتي تدعى في فيينا باسم كابوتزينر، فيرجع منشأها الى رهبان ديغلاس من مدينة كابوتشين في ايطاليا التابعين للكنيسة الكاثوليكية.
    ويذكر المؤلف أن القصة بدأت في بلدة أسيزي الايطالية في عام 1201، حيث بدأ أحد سكانها ـ ويدعى جيوفاني ـ يتصرف بقليل من الغرابة وخارج اطار تقاليد مجتمعه. كان يتجول عاريا ويتحدث مع الطيور، وأحاطه السكان بهالة كمعلم وبات له اثنا عشر تابعا، وهذا الشخص الذي كان سيودع في احدى المصحات العقلية في زمننا الحالي، دعي القديس فرانسيس الاسيزي نسبة الى هذه البلدة.
    ثم انضم الى اتباعه فيما بعد الشاب ماثيو دا باسكيو الصغير، الذي أحب القديس فرانسيس وطيوره وبساطته وحكمته.
    وذات يوم جاءه في الحلم شبح القديس فرانسيس وحدثه عن عدم رضاه عن أتباعه وسلوكياتهم. وما أثار اهتمام ماثيو هو اللباس الذي كان يرتديه القديس وعلى الأخص القبعة المروسة. والتمس ماثيو من الكنسية السماح له بحق ارتداء تلك القبعة، وحصل على موافقة البابا.
    غير أن أتباع فرانسيس تذمروا من عاداته الدينية الجديدة ورموا ماثيو في السجن، ولم يفرج عنه الا لدى تدخل البابا شخصيا واصداره أمرا خاصا به يحرره من سلطة الفرانسيسكان.
    وهكذا بدأ نظام الكابوتشين، فالجزء الأول من الكلمة «كاب» يعني القبعة المروسة التي تخص ماثيو، ولاحقا بدأت تعني الكريمة المخفوقة أو الحليب الساخن المخفوق الذي يتوج شراب القهوة. والجدير بالذكر أن رهبان الكابوتشين كانوا يأخذون قهوتهم على محمل جدي تماما أسوة بالصوفيين.
    وفي فيينا تبرعت إحدى الكونتيسات بتعليم المؤلف أصول وتقاليد شرب الكاباتشينو، اذ سكبت أولا الكريمة المخفوقة على القهوة ونثرت عليها قليلا من مسحوق الشوكولاته. وحينما هم بشربه نهرته الكونتيسة بعصبية وطلبت فنجانا جديدا.
    فالطريقة الصحيحة لشرب الكاباتشينو تتمثل في أن تترك الكريما المخفوقة لتذوب في القهوة في حين يتم التقاط نثرات الشوكولاته من على السطح وتناولها برأس الملعقة.
    وحينما انخفض ارتفاع الكريمة لما يقارب من نصف بوصة، سمحت الكونتيسة لستيوارت باختراق القشرة الخارجية، وذلك برفع الفنجان الى شفتيه لتلامسا الكريمة، ومن ثم يتم تنشق المشروب وارتشاف القهوة من خلال الكريمة دون خلطها. ومن المتعارف عليه تقبل اصدار صوت خفيف خلال ذلك.
    وأخيرا لدى امتزاج الكريمة بالقهوة، سمحت له بشربها بالصورة الاعتيادية على أن يترسب على محيط الفنجان اللون الداكن للقهوة.
    وذكرت له الكونتيسة بأن الجزء الأول، وهو الكريمة يرمز الى الطفولة شديدة الحلاوة والاثارة، والجزء الثاني يمثل المرحلة المتوسطة من العمر والقهوة السوداء في القاع تمثل مرحلة الشيخوخة الشديدة المرارة وان كانت الأفضل طعما ومذاقا.
    ومن القصص الطريفة الأخرى التي أوردها المؤلف منشأ الكرواسان. والحكاية بدأت خلال حصار العثمانيين لفيينا، حيث قام الخباز بيتر ويندر بخبز الرغيف على شكل الهلال الموجود في علم الأتراك.
    ولدى زواج الملكة ماري انطوانيت بملك فرنسا وانتقالها للعيش في فرنسا، شعرت بالحنين لبلدها فطلبت أن تكون وجبة افطارها مكونة من فطيرة الكرواسان التي تشبه في شكلها الهلال.
    وهكذا نشأ الفطور السياسي العالمي المكون من فطيرة الكرواسان (الهلال في علم تركيا) والقهوة المسروقة أيضا من تركيا!
    وفي عام 1640 وصلت قهوة العثمانيين الى بريطانيا، وافتتح أول مقهى لشرب القهوة في أوكسفورد ومن ثم انتشر في كافة أنحاء لندن. ويذكر المؤرخ جيمس هويل بأنه كان في عام 1652 مقهى واحد للقهوة في لندن وفي عام 1700 وصل عدد المقاهي الى 200 مقهى.
    وقد ساعدت المقاهي في لندن على بناء حوارات ومناقشات متحضرة، مما ساهم في قيام النهضة السياسية والفكرية وظهور الأفكار الراديكالية وأيضا بداية الحركة الديمقراطية، مما دفع الملك شارلز الثاني لاحقا الى اغلاقها في عام 1675 ثم سحب قراره بعد 11 يوما فقط.
    ومع مضي الوقت تحولت المقاهي الى مقر لادارة الأعمال ولقاء التجار وعقد الصفقات، كما تحول البعض منها الى مراكز للفن والعلوم. فمقهى ويل كان مركزا للكتاب مثل الكسندر بوب وفنانين مثل هوغارث وغيرهما الكثير.
    فالقصيدة ولدت في مقهى ويل، والأخبار الخارجية انتشرت من مقهى سانت جيمس، ويذكر الكاتب هارولد روث، «هنا في المقهى تعلم الرجال اعادة صياغة الأدب واللغة بأسلوب يتزامن مع التقدم والحضارة». كما نشأت ثاني أقدم جريدة في لندن «لويدز نيوز» من خلال منشور أخبار مقهى لويدز.
    ومع مضي 200 عام على دخول أول فنجان قهوة الى أوروبا، فإن المجاعة والأوبئة والفقر باتت من التاريخ، حيث اختفت العبودية وارتفع مستوى المعيشة بصورة قياسية كما انخفض معدل الحروب.
    ومن المعروف أن تناول ثلاثة ليترات من البيرة يضعف الذاكرة بنسبة 80% في حين أن شرب القهوة يزيد من قوتها والقدرة على التركيز.
    وفي باريس ولدت بذرة الثورة الفرنسية في المقاهي، كما كان نابليون الذي قاد فلاحيه وسيطر على أوروبا من عشاق القهوة، وانهارت امبراطوريته بعد اغلاقه للمقاهي. كما أن طلبه الأخير خلال احتضاره تمثل في طلب شربه لفنجان قهوة اسبريسو في جزيرة سانت هيلينا.
    وتناهى الى علم المؤلف ستيوارت خلال وجوده في فيينا، بأن أحد علماء الاجتماع الألمان قد ذكر في بعض مقالاته، بأن القهوة كانت السبب في انهيار العديد من الحضارات العظمى. وتبعا لتلك المعلومة شد المؤلف الرحال الى ألمانيا.
    وأفاد الدكتور جوفي لدى لقائه بالمؤلف في مكتبه في الجريدة التي كان يرأس تحريرها بقوله، «لقد اسأت فهم نظريتي، التي أدعوها نظرية قهوة جوفي في التخاذل».
    وقد بين العالم بأنه قد استلهم نظريته من خلال زيارته لروسيا، حيث اشتكى لأحد العاملين في المخابرات السرية من سوء طعم القهوة التي يقدمونها، فأجابه العميل باسما، «انها الرد الأمثل لكرملين على القنبلة الذرية التي قتلت ملايين الناس وتركت الأبنية على حالها».
    ويتابع الدكتور العالم شرح نظريته لستيوارت بقوله:
    ـ لقد كان هذا الحوار بداية تبلور نظريتي، فالقهوة السيئة تعادل الازدهار والامبريالية والحروب. والقهوة الجيدة تقطر بالمدنية
    والاسترخاء والتخاذل. قل لي بسرعة من يصنع أفضل قهوة في العالم؟
    ـ أعتقد انهم الايطاليون! (أجاب ستيوارت)
    ـ ومتى ربح الايطاليون آخر حرب لهم؟
    ـ أظن في عام 300 قبل الميلاد.
    ـ ومتى أنتم الأميركيون نجحتم في عمل القهوة أخيرا؟
    ـ آه، ربما في الستينيات.
    ـ ومتى كانت حرب فيتنام؟
    ـ فهمت قصدك. أعتقد بأن ما ترمي اليه، هو أن نهضة وازدهار الصين يعود الى عدم قدرتهم على صنع كوب من القهوة الجيدة، أليس كذلك؟
    ـ تماما
    ثم أشار الدكتور الى النافذة وأردف قائلا:
    ـ اذا أردنا أن نوقف نهضة الصين اليوم، ما علينا سوى امطارهم بوابل من قذائف آلات تصنيع القهوة!
    ـ ربما على هيئة الأمم المتحدة أن تحمل معها ( شراب القهوة الأثيوبي)
    ـ بدلا من الأسلحة؟ هذا صحيح.
    ـ كيف هي القهوة في هيئة الأمم المتحدة؟ هل لديك دراية بذلك؟
    ـ لا أعتقد بأنها فكرة جميلة.
    وانقطع الحوار بينهما لدى تلقي الأخير مكالمة هاتفية، مما أفسح المجال لستيوارت للتأمل في الأفكار الجديدة، فقد كان من الواضح له بأن الدكتور جوفي من مدمني القهوة، وبأن نظريته ناتجة عن فكر نير. ولخص ستيوارت نظرية الدكتور بما يلي، «ان كانت القهوة السيئة تصنع محاربين والقهوة الجيدة تصنع متخاذلين، فإن القهوة بمجملها أمر شائن».
    وبعد انتهاء المحادثة الهاتفية تابع الدكتور الحوار قائلا:
    ـ قبل الحرب كان الألمان يصنعون أردأ أنواع القهوة في العالم، وقد أوصلهم ذلك لاحتلال موسكو. ومنذ نجحنا في صنع كوب جيد من القهوة أصبحنا مسالمين، وهذا لا يبدو جيدا في نظر أميركا.
    فأجاب ستيوارت بحيرة:
    ـ لا أفهم ما تعنيه؟
    ـ كانت أميركا، تصنع قهوة سيئة وقنابل عظيمة، ولكن منذ افتتاح مقاهي «ستار بكس» لم يعد بمقدورهم ربح أية حرب. واذا انتشرت ستار بكس دون رقابة فإن عصر عظمة أميركا سينتهي في محيط أصناف القهوة بمختلف أنواعها.
    ـ لا بأس بهذا يا جوفي. ولكن ان كانت القهوة الجيدة تعني التخاذل، والقهوة السيئة تعني الحرب فكيف يمكن للقهوة أن تكون سوى كوب مشؤوم؟!
    ـ لا يا صديقي، مطلقا .. اسأل نفسك هل الحروب أمر ايجابي؟
    ـ بالطبع لا .. الحروب أمر سييء.
    ـ فاذا القهوة أمر جيد، والقهوة السيئة أمر سلبي، أليس هذا منطقي؟
    ـ تعجبني حقا يا جوفي؟
    تحت آفاق باريس
    وقد افتتح أول مقهى في باريس في عام 1672 من قبل أرمني يدعى باسكال، وذلك بالقرب من سان جيرمان ولم يستمر طويلا. ولدى المفاوضات العثمانية الفرنسية خلال حصار الأتراك لفيينا ومحاولات توقيع معاهدة عدم التدخل مع ملك فرنسا لويس، بدأ اهتمام الفرنسيين بالقهوة التركية.
    غير أن حبهم للقهوة انحصر في اطار الطقوس الخاصة بها. فالمقاهي التي لاقت اقبالا كبيرا كانت بسبب ديكوراتها الفاخرة والتقاليد الملكية التي يعمل بها. كانت المقاهي فيها بمثابة صالونات للنبلاء، وكان فولتير ونابليون وروسو وغيرهم من روادها الدائمين.
    وتعد مقاهي باريس من أغلى المقاهي في العالم حيث يبلغ سعر فنجان القهوة فيها 7 دولارات مقارنة بسعره في فيينا البالغ 4 دولارات وفي أمستردام دولارين. كما بات واضحا أن عدد المقاهي فيها يتناقص باستمرار مع دخول مطاعم الوجبات السريعة.
    وتمثل ختام رحلة ستيوارت لتقصي تاريخ القهوة في السفر الى البرازيل حيث سيطر البرتغاليون على تجارة القهوة فيها وأحضروا العبيد من أفريقيا، وتابع جولته في مختلف أنحاء الولايات المتحدة باحثا عن أفضل كوب قهوة يقدم فيها وان لم يجد فيها ما يماثل جودة ومذاق القهوة في أوروبا أو الدول الأخرى.
    والتساؤل الذي يطرح نفسه في ختام عرض الكتاب، هو: لماذا لم تنجح معظم الشعوب العربية التي تعد من عشاق القهوة ومدمنيها في الازدهار ومواكبة التطور الحضاري أسوة بدول العالم الأخرى؟ ربما لأن القهوة هي التي تبلور مخيلتنا بدلا من أفكارنا! 

    الخميس، 8 مارس 2018

    روض الشعر وفصيح المعاني في "دبي أوبرا"




    12 شاعراً من مختلف الثقافات يشاركون في أبرز أمسيات "مهرجان الآداب"





     رشا المالح

    احتفى "مهرجان طيران الإمارات للآداب" أول أمس وأسوة بكل عام، بجماليات الشعر ومكانته في الأدب العالمي من خلال أمسية "في حب الكلمات" التي شارك فيها 12 شاعراً من أبرز الشعراء الإماراتيين والمتحدثين باللغة الانجليزية، وذلك على مسرح "دبي أوبرا". وهي المرة الأولى التي تقدم على خشبته أمسية تحتفي بالقصيدة، والتي تفاعل معها الجمهور الكبير من مختلف الجنسيات والأعمار وكبار الشخصيات والمسؤولين وعشاق الأدب والشعر.








    تبادل ثقافي
    وتميزت الأمسية التي استمرت لما يقارب من ساعتين بالحيوية والديناميكية، وبأسلوب غير تقليدي في التقديم للشعراء من قبل الإعلاميّين ابراهيم استادي وبول بليزارد اللذان جسدّا مفهوم تبادل وعبور الثقافات عبر تقديم بليزارد كلمة الحفل في البداية باللغة العربية واستادي بالانجليزية، كذلك الضبط الزمني للفقرات حيث خصص لكل شاعر خمسة دقائق ألقى خلالها قصيدتين أو أكثر، والتي تناولوا فيها وكل بأسلوبه الخاص سواء بنظم القصيدة أو الأداء، مختلف نواحي الحياة والمعاني الإنسانية. وتفاعل الجمهور معها بحماس وصفق طويلاً.


    مفاجأة الحفل
    أما مفاجأة الحفل الأبرز فكانت، الشاعرة الإماراتية عفراء عتيق الحائزة على العديد من الجوائز والباحثة المتخصصة. والتي تمكنت من أسر انتباه الجمهور بقصيدتها التي جمعت في نظمها، بين اللغتين العربية والانجليزية  لتروي قصة فتاة تحكي بفخر عن والدها "النوخذة" الذي ورثت منه العديد من الصفات الإنسانية كالعزيمة والقوة والإرادة، والتي جسدتها بصورة شعرية وأداء قوي درامي كان له عميق الأثر في الحضور.
    خلف الكواليس


    والتقت "البيان" قبل الحفل خلال تجارب الحفل بخمسة من الشعراء المشاركين ثلاثة منهم من الإمارات واثنين من بريطانيا، ليتحدث كل منهم عن مشاركته ودوافع اختياره للقصائد التي سيلقيها في الأمسية.





    خريف
    قال الشاعر والكاتب حسين لوتاه: " تجربة جديدة بالنسبة لي إلقاء شعري أمام جمهور من ثقافات مختلفة. واخترت قصيدتين موضوعهما إنساني. وفي قصيدتي "خريف" تتوالى تأملات الإنسان الذي بلغ الخمسين بين النضج والعطاء". وينتقل إلى جديده قائلاً: "أعد بحثاً لمجموعة أفكار سأطرحها في قالب روائي. أما الشعر فيأتيك دون استئذان".




    المتنمرون
    قال الشاعر الشاب هاري بيكر: "أنا فخور بوجودي بين كوكبة من كبار الشعراء الذين في رصيد كل منها أكثر من 20 ديواناً. وأعتمد في شعري على اللعب بالكمات وإيقاعها وموسيقاها والتي كانت تستهويني منذ طفولتي. وتطورت تجربتي مع كل قصيدة. وقصيدتي الأولى عن الجري الحركي والعقلي، والثانية عن معاناة الذين يستهدفهم المتنمرون".


    شكرا لانتظاركم
    قال الشاعر سايمون أرميتاج الحائز على لقب "شاعر القرن" عام 1999: "اخترت قصيدة " استلهمتها من عمل لشاعر مجهول كتبها قبل 1200 عام، وكتبتها حسب نظم الشعر القديم الذي يعتمد شطرين في البيت كما القصيدة العربية". علماً أن أرميتاج بدّل رأيه واختار قصيدة عنوانها "شكراً لانتظاركم"، وتناول فيها بأسلوب ساخر الطبقة المهمشة.




    الوالد زايد
    قال الشاعر خالد البدور من رواد الشعر الحداثي في الإمارات والمساهم في تأسيس اتحاد الكتاب الإماراتي بكلماته على خشبة المسرح: "اخترت للحفل قصيدتي "الشيخ زايد" بمناسبة مرور 100 على ولادة المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأهدي هذه القصيدة لروحه الطاهرة".
    قلب العالم
    تقول الشاعرة نجوم الغانم التي أبدعت في الشعر كما في الإخراج السينمائي: "تعلمت الكثير من المهرجان الذي فتح باباً جداً للتواصل مع   الكتاب والشعراء من مختلف بلدان العالمي والذين تعلمنا منهم الكثير سواء على المستوى الفكري أو أساليب الأداء في الشعر. واخترت قصيدتان ماء المساء وقلب العالم وبالأمس".