بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

حمى الاستقطاب مستمرة بين الإنترنت والوسائط القديمة

اختلاف آراء المتلقين بين الوسائل السمعية البصرية الافتراضية والورقية

فرضت إشكالية المعلومة المنقولة علينا في الزمن الراهن البحث عن الوسيط الأقرب إلينا، لا سيما بعد ولادة الشبكة العنكبوتية، وتعدد وسائط النقل من الإنترنت إلى المطبوعات والفضائيات، وتحول الناقل للمعلومة إلى وسيطٍ غير محايدٍ في معظم الأحيان.
ومع شيوع استخدام الشبكة العنكبوتية، تحوّل الوسيط الإعلامي التقليدي تدريجياً باتجاه (الصحافة المواطنية) كما يذكر كلود يونان في كتابه الجديد (التضليل الكلامي وآليات السيطرة على الرأي)، وذلك بمساعدة (فيسبوك) و(تويتر) والمواقع الالكترونية الخاصة.
الوسائط القديمة
لم يهيمن هذا التحول السريع على جميع شرائح المجتمع، إذ لا يزال هناك من يتمسك بالصحيفة أو المذياع أو التلفزيون كمصدر للمعلومة الخبرية، للخروج بتحليله الأولي عبر المقارنة بين الصحف أو بين المحطات.
أما الوسيط الناقل للمعلومة الشاملة ببعدها التحليلي التاريخي، فيرجع إلى قنوات أخرى منها الكتب والمجلات المتخصصة، أو نشرات مراكز الدراسات، أو المسرح، أو الأفلام الوثائقية والدرامية، أو البحوث المنشورة على الانترنت، كما يرى محمد المر، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، بقوله (الوسيط الثقافي الذي أعتمد عليه لتلقي المعلومة، الإنترنت بالدرجة الأولى لكونها الأسرع، لانتقل من المصادر الإخبارية إلى المواقع الأدبية، وكل ما له علاقة بالذاكرة العربية من الخطب السياسية في الستينات والسبعينات إلى زمن أغنية الطرب العربي.
هذا الوسيط يتطور بشكل عجيب في الغرب، مثل الكتاب المسموع باللغة الانجليزية للعديد من الروايات الكلاسيكية العالمية وبالمجان، كذلك الأمر بالنسبة للمحاضرات والدراسات التي قدمتها كبرى جامعات العالم في شتى الحقول كالتاريخ والفلسفة والأدب، لا سيما قبل ثلاث أو أربع سنوات).
تفاؤل صباحي
فيما تقول الكاتبة مانيا سويد المقيمة في الإمارات: (أبدأ صباحي في السابعة والنصف بقراءة صحيفتيّ البيان والخليج، لأبدأ من الخلف إلى الأمام، وفي المقدمة رسم الكاريكاتور في صحيفة البيان. وأبدأ من الصفحات الأخيرة لأكتسب جرعة من التفاؤل والثقافة قبل دخول الأحداث الدرامية في صفحات الأخبار والسياسة.
انتقل بعد ذلك إلى الانترنت، للقيام بجولة سريعة لا تتجاوز مدتها 10 دقائق لتفقد الـ "فيس بوك"). لكنها تحبذ المعلومة الشاملة (أحب وسائط الفنون إلى السينما، التي تمنحني رؤيا أوسع، مثل فيلم (آفاتار) الذي يحتمل الكثير من القراءات، كطمع الغرب بأماكننا المقدسة وخيراتنا وثرواتنا، حيث أقرأ بين السطور ما يطرحه الغرب من منظومات ليست في صالح الأمم الضعيفة).
العقل البارد
يعتمد عبدالحميد أحمد رئيس تحرير صحيفة "غلف نيوز" على وسائط مختلفة ويقول، (أبدأ صباحي عادة مع الجرائد بحكم مهنتي، ومعظم الأخبار المنشورة فيها نكون قد شاهدناه عبر وسائط أخرى في اليوم السابق، وعليه فإن ما أركز عليه في الصحف المقالات والتقارير والدراسات.
بعد ذلك أفتح هاتفي المتحرك، لأتابع ما تلقيته من أخبار عبر خدمات وسائل الإعلام خلال مساء الأمس، والمستجدات. وفي حال أثار اهتمامي خبر ما، أبحث عن تفاصيله في المواقع الالكترونية للصحف، وإن كان الخبر ذا أهمية أتابع التغطية الميدانية المباشرة في القنوات التلفزيونية.
وفي حال كنت على سفر، أتابع التويتر التي تشمل عناوين الأخبار التي تقدمها الصحف، أما الموضوع الذي يحظى باهتمامي الأكبر فأتابع ما يكتبه الأفراد من موقع الحدث).
فيما يتعلق بالوسيط الثقافي الخاص بالمعلومة الشاملة يقول، (ألجأ خلال البحث عن معلومة (العقل البارد) إلى قراءة الكتاب. وإن توفر عمل مسرحي أو سينمائي ينقل المعلومة بإطار تاريخي واقعي، فالوسيط عندها يجمع بين المعلومة والجانب الترفيهي. ونظراً لإيقاع الحياة السريع، أفضل مشاهدة الفيلم السينمائي المقتبس عن رواية ذات أهمية).
الشباب والوسائط
ويعتمد الكثيرون على البلاك بيري لأنهم لا يتوفر لهم على الوقت اللازم لتصفح الشبكة العنكبوتية، أما لمشاغلهم أو لسرعة استلام الخبر. هكذا تختلف الوسائط التي تنقل المعلومة، فالشابة فاطمة ابراهيم، خريجة جامعة زايد، فتعتمد على مصادر أخرى مثل التويتر: (أبدأ صباحي بمراجعة التويتر، لأنها تقدم جميع عناوين وأخبار الصحف في سطر واحد، كذلك الأمر بالنسبة لأعمدة الكتّاب.
أما البعد الأشمل للمعلومة فأبحث عنه في الأفلام الوثائقية المتوفرة على الانترنت أيضاً). وقد أخذ توتير مساحة كبيرة من تفكير الشبان، الذين ولودوا تقريباً مع ولادة الوسائط الحديثة، وهم أكثر التصاقاً بها عن غيرهم من كبار السن.
مصادر معرفية
ويتفق الشاب حمد بن حاضر، مع فاطمة إبراهيم الذي يبدأ يومه بالتويتر أيضا، وإن كان يميل إلى مشاهدة السينما، كمصادر معرفية أخرى، خاصة وأنه يدرس الإنتاج السينمائي حالياً: (أحب الأفلام الخيالية ذات الانتاجية الضخمة التي تدور أحداثها خارج الاستوديوهات، ولا يتحكم فيها المنتج كالأفلام الهندية ذات الميزانية الضخمة).
فيما يفضل شقيقه الأكبر خالد، الذي يدير منتجع دبي مارين وأعمال العائلة، الانترنيت: (أتلقى المعلومة من الانترنت، وأبدأ صباحاّ من زاوية دوت كوم، وبعدها مواقع الأخبار العربية للاطلاع على المعلومة الاقتصادية والسياسية وما يرتبط بالعمل. أما متعتي الثقافية فمع الكتاب، وللأسف لا يتيح إيقاع الحياة السريع، تخصيص زمن كافٍ له).
وسيط مفضل
وترجح مجدداً كفة المطبوعات مع سالم باليوحه في هيئة دبي للثقافة والفنون، حيث قال: (منذ زمن طويل، استهل صباحي بقراءة الجريدة لمدة نصف ساعة، أما ما يأتي بعد ذلك فهو غالباً تكرار لخبر الصباح. أفضل الجريدة لكونها تلم جميع الأخبار.
أما صحيفتي المفضلة فهي (البيان)، وأحيانا (الإمارات اليوم)، وإن كنت لا أميل كثيراً لتوجهاتها التي تتجاوز الموضوعية لصالح التسويق، مع حضور للمعلن. كما يشكل إخراج الصحيفة عاملاً إيجابياً في اختياري للصحيفة، أما بقية الصحف فأقرا أعمدة بعض كتابها على الانترنت.
كما أني لا أحتمل خدمة الأخبار على الهاتف على مدى 24 ساعة، فهي تستهلك من طاقة الإنسان وتركيزه). ويرى على خلاف قطاع واسع من الجمهور أن الكتاب هو الوسيط المفضل دون منازع عنده، مضيفاً ( آخر كتاب قرأته عن مؤسسة تويوتا للسيارات، أضخم شركة في اليابان، حيث تعرفت على آلية عمل المؤسسة وسياستها الإدارية، التي لم أقرأ مثيلا لها في الكتب، حيث اعتمدت في نجاحها على اختلاف وجهات النظر، فالاختلاف عندنا لغة سلبية، بينما عندهم عامل إيجابي، وهو السر وراء نجاح هذه الأسطورة العالمية. وهذا الكتاب من أهم الأعمال التي ترجمتها مؤسسة محمد بن راشد).
شاشة التواصل
يختلف الدكتور عبد الواحد لؤلؤة، المقيم في الإمارات عن الآخرين، حيث يقول: (أبدأ صباحي بمتابعة الأخبار على التلفزيون، لأبدأ بمحطة الجزيرة ثم الــ"بي بي سي". أما على صعيد المعلومة الشاملة فألجأ إلى الكتاب والأفلام الوثائقية التي لا تزيد مدتها عن نصف ساعة والمرتبطة بفلسطين والعراق والتي أبحث عنها في المحطات الفضائية.
وعندما امتلك فسحة إضافية من الزمن، أقرأ الكتب. وآخر ما قرأته كتاب (نظرات جديدة في أدب العراق القديم) للشاعر سامي مهدي، ويحكي الكتاب عن الحضارات القديمة كالسومرية والبابلية. واطلاعي على معلومات وآراء جديدة يكسبني متعة إضافية).
وتتفق الفنانة والممثلة لارا ماتوسيان، المقيمة في الإمارات مع فكرة الاعتماد على تصفح الجرائد: (أبدأ صباحي تبدأ بتصفح 4 جرائد هي "ذا ناشيونال"، و"خليج تايمز"، و"غلف نيوز"، و"7 ديّز"، وأتابع بعدها الأخبار والأحداث على التلفزيون. أما الوسيط الذي أنشد من خلال المتعة المرتبطة بالمعرفة فهو السينما). وهو ما تراه مريهم بهنام، (الفائزة بجائزة امرأة العام من مجلة ــ المرأة الإماراتية ــ لعام 2010).
الورق والقهوة
وتقول إيزابيل أبي الهول، (لدهشتي أحب الكتنولوجيا الحديثة وما أضافته لحياتنا. وأمضي الفترة الأولى من صباحي في البحث عما يحدث في العالم المحيط بنا، سواء كنت في البيت أو خارجه. ما أزال أحب علاقتي بالورق، وتشكل هذه العلاقة جزء من صباحاً مع فنجان من القهوة الكثيفة! كما لدي اشتراك مع الموقع الالكتروني لصحيفة (تايمز أوف لند) في جهاز الآي باد الذي أجده مفيداً جداً، والذي يقدم لي ما يستجد من أخبار على مدار اليوم والتي أرجع إليها لاحقاً.
كما أجد المذياع والتلفزيون وسيطا مهما لتقديمه قصص أخبارية لكنه ليس بديلا عن الكلمة المكتوبة)، تنتقل بعد ذلك إلى المعلومة الشاملة وتقول، (الكتب بنظري، الوسيط الثقافي الأكثر أهمية كمصدر للمعلومة والآراء.
كما أرجع إلى بعض المصادر في الانترنت، لكني أحب التدقيق في المصادر إما من خلال المكتبة أو من مجموعة كتبي الخاصة. يلي الكتب، وسيط الفيلم الذي أجد فيه متعة كبيرة خاصة الأفلام المترجمة. فمن يكلف نفسه عناء ترجمة الفيلم، فلأنه يقدم بصورة عامة معلومة تتجاوز المفهوم الترفيهي. يضاف إليه المسرح وأية تجربة ثقافية ميدانية كمهرجانات الأدب، ونوادي الكتب وغيرها، والتي تعتبر من الوسائل الشيقة لمعرفة كيف نفكر. كما أحب في الفنون رقص الباليه والموسيقى الكلاسيكية خاصة حينما تقدم بصورة فنية راقية.
والكتاب الذي وصلت إلى منتصفه في القراءة هو رواية بعنو (الخيط) لفيكتوريا هيسلوب، وتدور أحداثها في مدينة تسالونيكا اليونانية عام 1900).

هناك تعليق واحد: