بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الأربعاء، 16 يونيو 2010

مقابلة مع المخرج السينمائي السوري نبيل المالح




2008-06-01 03:55:00 UAE
«مجهولون»
يصنعون من خلف الأضواء نجوماً




يندرج فن كتابة السيناريو في إطار فنون الإبداع الحديثة، ويلعب دورا رئيسياً سواء في السينما أو التلفزيون، فهو معيار نجاح الأعمال أو فشلها. ومع انتشار المحطات الفضائية أخذت الدراما التلفزيونية بصورة عامة حيزاً كبيراً من المتابعة والاهتمام والنقاش، خاصة فيما يتعلق بالسيناريو، وباتت أسوة بالسينما لها طقوسها لدى المشاهد.




لتسليط الضوء على هذه المسألة التقت «مسارات» مع مجموعة من المختصين السوريين المتميزين بتجربتهم وإبداعاتهم في كتابة السيناريو في عالم السينما والتلفزيون، وذلك بهدف الاقتراب والتعرف على هذا الفن الذي يعتبر بمثابة القاعدة الأساسية لتقديم أي فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني ناجح وجذاب.


- سيناريو الدراما التلفزيونية: «كتابة السيناريو عمل جماعي، يعتمد نجاحه أو تميزه على مبادرات المجموعة» هذا ما أكده الناقد السينمائي وكاتب السيناريو السوري نجيب نصير الذي حقق مكانة ونجاحا متميزين في هذا الإطار، حيث أعلن بأن شروط كتابة السيناريو كأدب حداثي تخضع لكل من: «وقعنة» الحدث أي مقاربته من الواقع، وتراكم الخبرة، وتعدد زوايا الرؤيا والموهبة.


أما نجاح السيناريو من وجهة نظر نصير، فيعتمد على معادلات أو حبكات لها خاصية تندرج كمعيار لضمان نجاح الأعمال. وتبعا لذلك فإنه يرى بأن كتابة السيناريو عمل إحصائي وليس تجريبي، أما التميز أو الإبداع فيأتي من خلال طرح معالجة جديدة للعلاقة بين الروح والعقل، الفرد والمحيط.


وفي إطار بدء العمل على كتابة السيناريو الذي يلي طرح فكرة العمل أكد شريكه الروائي والسيناريست حسن سامي يوسف بعد ذلك على أهمية كتابة الحكاية ومن ثم الانتقال إلى رسم المشاهد. وفي تلك المرحلة أي رسم المشاهد، يقول إن كل واحد منهما يتناول جانب الحكاية وتحديد معالم الشخصيات، والآخر الجانب التقني الفني. ويؤكد بأن النهاية تأتي على الأغلب في سياق الحدث ودون تخطيط هندسي مسبق وبدون افتعال و بلا مصداقية.


ولدى سؤاله عن أسباب تألق الدراما السورية التي تعيش حاليا عصرها الذهبي، يؤكد نجيب نصير أن التميز في الأعمال التي تركت بصمتها في ذاكرة الناس، مرده اعتماد معالجة جديدة ومعاصرة للدراما، واقترابها من منظومة الحياة المعاشة وقدرتها على تناول الصراع الإنساني بأبعاده الثلاثة: الداخلي على صعيد النفس (فكر وروح وقلب)، ومع الآخر، ومع المحيط وجميعها بتزامن واحد، وهذا التألق الدرامي المعاصر في وحدته هو بمثابة المرحلة التنويرية.


أما الأعمال الأخرى التي تعتمد على المادة التاريخية والسلفية التراثية التي تجتر أمجاد الماضي وتعزز منظومته، فلا يمكن أن تجد معادلتها في الزمن المعاصر. ويقول إن هذا الجانب من الدراما يغفل أو يتجاهل حقيقة جوهرية وهي أن الجميع يتعامل ويعتمد ويستخدم تكنولوجيا العولمة، إلا أنه مع ذلك يرفض تطور الفكر المواكب لها أو إيجاد منظومة معاصرة وصياغة جديدة للقيم والمثل خاصة في مجتمعاتنا الشرقية.


و«الدراما التعتيمية» تلبي متطلبات الشركة المنتجة أو جهة التمويل التي تسخر الدراما امكانيات كبيرة لتعزيز دورها و مكانتها، سواء على الصعيد العقائدي أو السياسي أو في عالم التجارة والمال.


طقوس سينمائية


وأوضح المخرج السينمائي وكاتب السيناريو نبيل المالح الذي يعتبر من مؤسسي فن السينما في سوريا ان « طقوس المشاهدة التلفزيونية تختلف عن السينمائية من خلال نوعية الاستقبال التي تتمثل في حجم الشاشة، والمشاهدة المخترقة سواء الداخلية منها مثل الإعلانات التجارية أو الخارجية مثل رنين الهاتف أو حركة جانبية، بالإضافة إلى محدودية المعلومة في السرد».


وعن كتابة السيناريو في السينما يقول المالح الذي درّس مادته في عدد من جامعات الولايات المتحدة والمعهد العالي للفنون المسرحية، «ان صورة السينما بسبب حجم الشاشة والتركيز من قبل المشاهد تحتمل عددا لا نهائيا من الرسائل المتواجدة مع بعضها في آن واحد، فهي تشكيلية، جمالية، درامية، تعبيرية وأسلوبية في جميع مفرداتها بدءا من التشكيل الأولي للسرد وبنيته إلى الصوت بمؤثراته المختلفة والتي يكتب لكل منها سيناريو خاص بها، وبذا نصنع البعد الرابع للفيلم».


الأسلوب هو المضمون


ويشير إلى أنه في عالمنا العربي، هنالك نوع من السذاجة في التعامل مع السينما، لأنها معالجة تعتمد على بنية الحكاية والشخصيات النمطية في أغلب الأحيان، ونادرا ما نجد عملا يكون الأسلوب فيه مضمونا للنص.


الحكاية في السينما مثل حبل الغسيل الذي تعلق عليه الأشياء الأهم، بعكس التلفزيون، حيث تلعب الحكاية دور البطولة في العمل الفني، ولذلك غالبا ما نجد ان معظم السينمائيين الكبار في العالم هم كتاب نصوصهم أو مشاركون أساسيون فيها. وبيّن ان النقطة الأساسية في كتابة السيناريو هي الاختزال وذلك عبر استخدام أدوات لا نهائية تختصر الطرق للتعبير عن أعمق المعاني والأفكار.


أبجدية السينما


إن كاتب السيناريو من وجهة نظر المالح، بمثابة مهندس تصميم لعمل يحمل أدوات وأساليب متعددة، والعظمة أن يكون ابتكاريا وغير مقلد، مع محاولة اكتشاف خصوصية أدواته وتكوين إضافة نوعية، ومشاهدة أكبر قدر ممكن من الأفلام السينمائية والأعمال المسرحية والموسيقية والفن، لكي لا يصنع مثلها.


ويؤكد ان التعرف على تقنيات السينما هو بمثابة إتقان لأبجدية اللغة، وان الحكاية في السينما، مثل حبل الغسيل الذي تعلق عليه الأشياء الأهم، ويعتبر المالح ان الفن هو الشيء الوحيد في الدنيا الذي يدعنا نتعرف على ما نعرف أننا بحاجة إليه وان أهم قاعدة في كتابة السيناريو هي وحدة الأسلوب.


دراما التلفزيون المعاصرة


منذ حلم الطفولة الأول لدراسة السينما باعتبارها البديل الأقرب والمتوفر في سوريا، شقت كاتبة السيناريو لبنى الحداد طريقها بنجاح من المعهد العالي المسرحي حيث بدأت رحلتها مع الفن، محققة لنفسها بذلك مع عدد من زملائها من الجيل المعاصر مكانة مميزة في عالم الدراما التلفزيونية، ترك بصمته الفذة في هذا القطاع.


وبالتأكيد تجاوزت لبنى رهبة الكتابة التلفزيونية لأنها ولدت في بيئة الإبداع والكتابة سيما وأنها عايشت عن قرب من خلال والدتها سلمى كركوتلي الإعلامية وكاتبة السيناريو هذه التجربة، ولهذا فأنها خاضت مع زميلتها لبنى مشلح مشروع كتابة سيناريو، وكانت النتيجة المسلسل الكوميدي «هومي هون» الذي أخرجه الفنان باسم ياخور.


وتكررت التجربة لدى لقائها الزميل الفنان زهير قنوع، ليكتبا معا مسلسل «أهل الغرام» الذي رسخ مكانتها ككاتبة سيناريو موهوبة ومتميزة سيما في معالجتها مع شريكها لقضايا اجتماعية.وعن الجانب التقني أوضحت لبنى بأن دراسة المسرح وفهم البنية الدرامية ودراسة الأحداث بحبكتها وتفاصيلها إلى جانب رسم المشاهد المترافق مع التحليل الموضوعي قد ساهما في امتلاكها لأدوات كتابة السيناريو الأساسية.


ومن «أهل الغرام» إلى «سيرة الحب» سارت لبنى الحداد في مشوار جميل محققة في هذه المسيرة المثقفة تجربة جديدة وناجحة في كتابة السيناريو، كما ان التعاون مع يزن أتاسي الذي يعمل في حقل الإعلان شكل إضافة مهمة لرصيد نجاحها وعزز من مكانتها بين كتاب السيناريو.


ورغم هذا النجاح الذي حققته لبنى إلا أنها عادت إلى هاجسها القديم، حيث قدمت فيلمين وثائقيين، كما شاركت في التصوير والمونتاج والإخراج إلى جانب كتابة السيناريو، الأول بعنوان «أنا هنا» أما الثاني «مملكة الصمت» الذي يحكي عن تعايش خليط متنافر من حاملي الأفكار العقائدية والإيديولوجية على أرض واحدة.


وفي قمة نجاحها، شدت لبنى رحالها إلى وطن جديد لتعمل في دبي كمحررة ومساعدة منتج في محطة «العربية»، وما يسعى إليه الأغلبية ابتعدت عنه، وذلك لحبها وشغفها بالكتابة التي تأبى أن تحولها إلى مهنة، مع التخوف من تكرار نفسها في حال امتهنت كتابة السيناريو. وهكذا رجحت كفة حبها للعمل على الأفلام الوثائقية في اتخاذها القرار، وأكدت بأن هذا لن يحول دون استمرارها في الكتابة والإبداع، ونحن في انتظار جديدها.


لبنى الحداد


* خريجة نقد مسرحي من المعهد العالي للمسرحيين.


* خريجة أدب فرنسي من جامعة دمشق.


* كتبت السيناريو للتلفزيون وحققت نجاحاً متميزاً قبل تخرجها من المعهد بعامين.


* ساهمت في إعداد حلقات بعض البرامج التلفزيونية في لبنان.


* قدمت عدداً من الأفلام الوثائقية والتسجيلية.


نجيب نصير في سطور


* مواليد دمشق 1958.


* كتب النقد السينمائي والتلفزيوني في العديد من الصحف والمجلات منذ عام 1989.


* أصدر كتابين في دراما التلفزيون السوري بالاشتراك مع مازن بلال.


* كتب 7 مسلسلات تلفزيونية بالاشتراك مع الكاتب حسن سامي يوسف، (نساء صغيرات، أسرار المدينة، قبل الغروب، حكاية خريف، أيامنا الحلوة، رجال ونساء، والانتظار).


* المشاركة في لجنة تحكيم جائزة أدونيا 2008 لتكريم الدراما السورية.


غارسيا السيناريست


يقول غارسيا غابرييل ماركيز في كتابة السيناريو: إن مخطط السيناريو بمثابة النخاع الشوكي الحقيقي للإبداع، ففي صفحة أو بضعة صفحات، يمكن للمبدع أن يلاحظ العلاقات، والمواقف، والتذبذبات، والإيقاعات، والنبرات. فهو الدليل والموجه لتطور السيناريو وهو بمثابة المنارة لمن يسقط في هذيان الإبداع والسحر خلال العمل، والمعروف ان غارسيا الحائز على جائزة نوبل للآداب قام بكتابة السيناريو لعدد من الافلام المهمة التي حققت شهرة عالمية.


نبيل المالح


* حصل على ماجستير في الإخراج السينمائي من تشيكوسلوفاكيا.


* كتب السيناريو وأخرج العديد من الأفلام الطويلة والقصيرة.


* حاز على أكثر من 50 جائزة من مهرجانات سينمائية دولية عن عدد من أفلامه مثل : رجال تحت الشمس، الفهد، الكومبارس.


* كرّمه مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2006.


* كتب سيناريو مسلسل (أسمهان) الذي بدأ تصويره في نهاية شهر مايو


رشا المالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق