بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الاثنين، 3 فبراير 2014

العروض الأولى: إبداع "مايا" الجزائرية ومسرح مدرسي في "البحث عن عزيزة سليمان"

عاش من أتيح له مشاهدة عروض الدورة السادسة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الذي أقيم خلال الفترة من 20 إلى 28 يناير 2014، تجربة نوعية أضافت له على الصعيد الإنساني والجماليات البصرية لتبقى بعض العروض في ذاكرته ووجدانه، ليخرج بعد المهرجان إنساناً متجدداً مشحوناً بالطاقة الإيجابية للإبداع.

المصدر: الفجيرة - رشا المالح البيان
التاريخ:
سعاد جناتي في دور مايا

في عبق الأجواء التراثية المحلية وكرم الضيافة العربية اجتمع ضيوف المهرجان والجمهور الذي توافد من مختلف الإمارات، في المقهى الشعبي الكائن خلف مسرح جمعية دبا قبل مشاهدة أول عرضين مسرحيين من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، ليشكل هذا التجمع لوحة من الموزاييك البشري لثقافات وحضارات وأعراق من مختلف بلدان العالم.
وبينما استغرق الجمهور إما في الحوار مع نجومهم المفضلين من العالم العربي أو في التقاط صور تذكارية معهم، تحلّق ضيوف المهرجان في مجموعات صغيرة هنا وهناك لتدور بينهم حوارات بمختلف اللغات.
وما إن قاربت الساعة من موعد العرض الأول "البحث عن عزيزة سليمان" في السادسة والنصف حتى انفرط العقد ليتجمع في قاعة المسرح التي امتلأت بكاملها. لينتقل الجميع بعد فاصل استراحة وعبور الشارع إلى مسرح بيت المونودراما المجاور الذي حرص المنظمون بالتعاون مع شرطة الفجيرة، على توفير أكبر قدر من راحة وسلامة الجمهور، لمشاهدة العرض التالي "مايا".

نجمة وعزيزة
(أمل عرفه وأسعد فضة)
قدم عرض"البحث عن عزيزة سليمان" هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وهو للكاتب الراحل عاطف الفراية والمخرج أسعد فضة والممثلة أمل عرفة. وتابع الجمهور سيرة الفنانة نجمة التي انحسرت عنها أجواء الشهرة فجأة بعد حادث أليم تعرضت له، لتجد نفسها وحيدة في دار للمسنين.

تبدأ نجمة مونولوجها الداخلي بعد مضي 10 سنين من تواجدها في الدار لتتكشف معاناتها في البحث عن هويتها الأصلية المتمثلة باسمها الحقيقي عزيزة سليمان، في أجواء درامية من الحسرة والندم والمرارة والنقمة على الشهرة التي سرقت عمرها وعطاءها الفني. ولتكتشف في النهاية أن معيلها في الدار لم يكن سوى ذلك الخباز الفقير الذي احتقرت مكانته وحبه لها وفضلت عليه أضواء الفن والنجومية.

كان العرض كلاسيكياً، وتمحور حول أدوات الممثلة أمل عرفة في الانتقال بأدائها بين الحاضر والماضي البعيد والقريب، وحمل ديكور العرض الكثير من الرمزية من السرير الذي يحمل تصميمه شاهدة القبر إلى حبل الغسيل في الخلفية الذي علقت عليه شهاداتها وجوائزها وصور أزواجها الخمس. والمأخذ على العرض أنه خلا من لحظات توهج الإبداع التي تأسر المشاهد وتأخذه إلى أمكنة أخرى تنبع من العوالم الداخلية الخفية لتلك الشخصية.

تألق "مايا"
قدم العرض الثاني "مايا" من الجزائر للكاتب والمخرج بوسهلة هواري هشام والممثلة جنّاتي سعيد، حكاية فتاة شابة تسكنها الأحلام بالمستقبل، لتعيش في واقع مغرق بالتناقض بين حياتها البائسة كخادمة وبين عشقها لرقص الفلامينكو المنبثق من بلاد الأندلس. لتدفعها صعوبات الحياة إلى هجرة غير شرعية إلى بلاد الفلامنكو لتحقق حلمها وتساعد أسرتها في محنتهم لترتطم بواقع مرير لا مكان لها فيه، حيث تبخر حلمها بالرقص أمام مطاردة البوليس. وبعد فوات الأوان يصلها المكتوب الذي تعرف من خلاله انتهاء معاناة عائلتها الذي تزامن مع انكسار روحها والجنون.

فرجة بصرية
حمل العرض فرجة بصرية آسرة لفن المونودراما، استطاعت خلاله الممثلة الشاملة جنّاتي سعاد بقدراتها الإبداعية في الحركة والصوت والإيماء وإيقاع الجسد أن تستأثر بالجمهور من اللحظة الأولى وحتى المشهد الأخير، لتضحكه وتبكيه وتدهشه بأدائها للعديد من الشخصيات كالجدة العجوز والخالة ماري والسائق والعم في بلادها، إلى صاحب المطعم ومدرسة الرقص واللاجئين مثلها من مختلف الجنسيات، لتجسدها ببراعة أذهلت الجميع، ولتسحرهم بصوتها في الغناء المسرحي بين الموال والأغنية الشعبية وغناء الأوبرا.

غنى المخيلة
واعتمد المخرج برؤيته على المسرح الفقير بأدواته الغني بمخيلته وإيقاعاته، ليتمثل ديكور العمل الذي استعانت به الممثلة، بثلاثة ستائر ذات بعدين، استعانت بها الممثلة في التحول من الجدة إلى أشرعة السفينة والأزياء المتعددة للشخصيات، والتي أغنت العرض ومنحته بعداً جميلاً في التخيل لفضاءات عوالم سافر الجميع إليها. كما يُحسب للممثلة قدرتها على امتلاك خشبة المسرح والجمهور على الرغم من صعوبة اللهجة والكلام بلغات مختلفة في بعض الأحيان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق