بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

السبت، 28 نوفمبر 2015

منحوتات منى السعودي.. عذوبة الروح تتغلب على برودة الرخام





أعمال تختزل رحلة 50 عاماً

المصدر: 
  • دبي - رشا المالح

يتعرف الزائر لمعرض «شِعرٌ في الحجر»، للنحاتة الأردنية الرائدة منى السعودي التي تعتبر من رواد النحت المعاصرين في العالم العربي، كيف تُحّول عذوبة الروح قسوة وبرودة الرخام إلى حالة عشق إنساني، وكيف يرسم النحات شعرية الكلمة بمفردات الكتلة على سطح اللوحة، وكيف يعكس تفاعله بأبعاد المعاني في لوحات تختزل نسيج مسيرته الفنية.
وسرعان ما يجد الزائر إجابات هذه التساؤلات، ليتولد الكثير غيرها خلال جولته في معرضها المقام بغاليري «لوري وشبيبي» في مجمع السركال بمنطقة القوز، حاليا، والذي يعكس في ما يضمه من المنحوتات الرخامية واللوحات، نتاج رحلتها مع النحت التي تجاوزت النصف قرن من الزمن.
تناغم أوتار
لا يملك الزائر إلا التوقف والتمعن في كل منحوتة بمختلف أوجهها ومعانيها، والتي جمعت في ما بينها انسيابية التكوين ورشاقة العلاقة بين استدارة الكتل وامتشاقها، وبين التفاعل والتحول والتشكل في حالات إنسانية من عوالم المرأة الإنسان والأرض والحياة، بتناغم موسيقي لا يخفى فيه دور خطوط التكوين في عزف أوتارها على فضاء الفراغ.
رشاقة الاختزال
وما يستوقف في أسلوب الفنانة منى كنحاتة، تلك الدقة المتناهية في نهايات وبدايات وتداخلات أسطح المنحوتة، ورشاقة الاختزال في التعبير التجريدي بلغة بسيطة، ما يولد لدى الزائر إحساسا بالألفة وتواصلاً عفويا يترجمه باقترابه من والمنحوتة واختبار انزلاق أصابعه على نعومة أسطحه المصقولة، لا سيما وأن إحجام مجسماتها متوسطة، حيث لا يزيد ارتفاع أعلى منحوتة على 82 سم كحد أقصى، ولا يتجاوز العرض 35 سم ولا تزيد سماكته على 21 سم.
كلمة لونية
ويعيش الزائر تجربة مشابهة وقريبة من شفافية الشعر والألوان المائية، أمام مجموعة لوحاتها التي استلهمتها من قصائد لمحمود درويش، منها: قصيدة «الرمل» و«الأرض» و«شجرة العاشق».. وغيرها، التي ترجمتها في لوحاتها بأسلوبها كنحاتة، معتمدة على مساحة الكتل مع اختزال تفاصيل عناصرها كالمرأة والطير وورقة الشجر، إلى تكوينات لها خصوصية في جمالياتها التي تتبلور بمساحة لونية تربط ما بين كلمات القصيدة التي سطرتها وبين أحد عناصر اللوحة كتناغم الجواب والقرار في الموسيقى، لتكمل النغمات مساحات تشابك الخطوط.
الحلم والأمنيات
تقول منى في لقائها مع «البيان» حول العوامل التي ساعدتها في تجاوز التحديات عبر رحلتها الفنية مع النحت: «أهم ما في الحياة لدى أي إنسان أن يعرف ما يريده وما الذي يسعى الى تحقيقه. وأنا عرفت ما أريد منذ طفولتي.. وكان حلمي أن أرسم وأقرأ وأسافر، ولا أزال أحلم وأستمر في تحقيق أحلامي وأنا أقترب من سن السبعين. إن تحقيق الحلم يعني العمل بشغف وإيمان من دون انتظار ثناء أو دعم أو مكافأة من الآخرين. أما الحل للتغلب على التحديات فيتمثل بالعمل المستمر».
سيرة
وُلدت منى السعودي عام 1945، وعاشت في بيت قريب من المعالم الأثرية في عمَّان. سافرت وهي في السابعة عشرة من عمرها، إلى بيروت لمدة عام فعاشت في أوساط المفكرين والشعراء والرسامين والنحاتين أمثال: أدونيس وبول غيراغوسيان وميشال بصبوص. وفي عام 1963 أقامت أول معرض رسومات في مقهى الصحافة الذي كان يمثِّل حينئذ، منتدى ثقافياً في مبنى صحيفة «النهار» اللبنانية، واستفادت من عوائد المعرض في شراء تذكرة إلى باريس لتدرس الفن هناك. واقتنيت أعمالها من قبل كبرى المؤسسات والمتاحف الفنية العالمية والعربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق