بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

الابتكار والإبداع ليسا حكراً على العباقرة

البيان: 
    إعداد – رشا المالح

كثيراً ما يتساءل الإنسان منا إن كان قادراً على الابتكار والإبداع، سواء في محيط دراسته أو عمله أو هوايته؟، وما يجب علينا تذكره حينما يراودنا الشك بقدراتنا، مقولة العبقري الألماني ألبرت أينشتاين (1879-1855) «العبقرية هي 1 % موهبة و99% عمل دؤوب».
 كما أشارت الدراسات والبحوث المعنية بالأساليب التي يتبعها العباقرة والمبدعون، إلى محاور مشتركة عدة في التفكير والأسلوب بين المبدعين على مر العصور، ومن ضمن تلك المحاور ما يلي:
منظور مختلف
المبدع ينظر إلى المعضلة بطرق عدة، وغالباً ما يجد منظوراً جديداً لم يسبقه إليه أحد. ويقول الفنان والمبتكر الإيطالي ليوناردو دافنشي (1452-1519): «اكتساب المعرفة المرتبطة بالمعضلة يساعد على تعلم إعادة بنائها بطرق مختلفة، والعمل على رؤيتها بمنظور مختلف وبنائها اعتماداً عليه، ثم الانتقال إلى منظور آخر، وهكذا. ومع كل انتقال تتعمق معرفته ويبدأ بفهم عمق الإشكالية».
أفكار مرئية
يجعل العباقرة أفكارهم مرئية، وأكبر مثال عليها تألقها المذهل في عصر النهضة، حيث ترجمت الأفكار الإبداعية إلى لغة معرفية موازية، وهي لغة الرسم والخطوط البيانية والغرافيك، مثل غرافيك النسبة الذهبية لعلم الجمال الذي ابتكره دافنشي، والرسم البياني الذي وضعه العالم والفلكي والفيلسوف غاليليو غاليلي (1564 – 1642) للعديد من اكتشافاته كالمنظار وحركة الكواكب وغيرهما
العبقرية إنتاج
يتميز العباقرة والمبدعون بإنتاجهم الغزير، مثل رجل الأعمال والمخترع الأميركي توماس أديسون (1847-1931) الذي سجل أكثر من ألف و93 براءة اختراع. وسعى أديسون إلى استمرارية هذا النتاج من خلال منح نفسه ومساعديه مجموعة من الأفكار، وكان ينتج من نسبة الأفكار الخاصة به اختراعاً صغيراً كل 10 أيام، واختراعاً ضخماً كل ستة أشهر.
ربط متجدد
يقول عالم النفس الأميركي دين كيث سيموتون (1948) المعني بدراسة ذكاء الإنسان وقدراته وارتقائه، إن الفارق بين المبدعين وغيرهم يكمن في قدرتهم على اختيار أفكار معينة دون سواها ليجمعوها في توليفة مع بعضها البعض لتشكل ابتكاراً. وعليه فالعبقري يعمل بشكل دائم على ربط الأفكار والصور والخواطر وتناسبها لتشكل معادلات إبداع جديدة.
فرض العلاقات
إن الابتكار أو الاختراع الذي يميز العبقري لا يعتمد على فكرة واحدة، بل على جمعه للعديد من الأفكار المرتبطة بمواضيع متقاربة ومتباعدة، ومن ثم غربلتها مرات عدة ليخرج بعدد منها تبدو للوهلة الأولى بالنسبة إلى الإنسان العادي بلا أية صلة في ما بينها، على عكس المبدع الذي يرى ما لا يراه الآخرون. ومثال على ذلك ليوناردو دافنشي الذي فرض علاقة بين صوت الجرس وحجر يرتطم بالماء. ما مكنه من الوصول إلى نظرية انتقال الصوت عبر موجات.
تفكير بالتضاد
يعتقد العلماء بأن العباقرة يأتون بأفكار مختلفة لأنهم يمتلكون القدرة على تحمّل التناقضات والتنافر بين المواضيع. وتجلى هذا النوع من التفكير لدى أينشتاين والموسيقار الألماني موزارت (1756-1791) والروائي البريطاني جوزيف كونراد (1867-1924)، وبابلو بيكاسو (1881-1973).
كما اعتبر الفيلسوف العبقري اليوناني أرسطو (384-322 ق.م) استخدام فكرة التحول دلالة على العبقرية، آخذاً في الاعتبار أن الفرد الذي يملك القدرة على التقاط العوامل المشتركة بين محورين منفصلين وربطهما معاً، مؤشر على الهبة الخاصة التي يتمتع بها.
قبول المغامرة
يختلف المبدع عن الإنسان العادي من خلال تعاطيه مع نتيجة التجربة، فإن فشلت ينتقل العادي إلى مجال مختلف، بينما يسأل المبدع نفسه: ما الذي فعلته؟ ليجيب عن سؤاله بمجموعة من التجارب المبتكرة. وأقرب مثال ما اكتشفه الاسكتلندي ألكسندر فليمنغ (1881-1955) عالم النباتات والأحياء الذي لاحظ عام 1928 في إحدى مزارع البكتريا بمختبره والتي تعرضت بالخطأ للهواء ظهور مادة حول الفطريات، ليدرس تلك المادة بدلاً من رميها لتسرب الهواء، ويكتشف قدرتها على قتل البكتيريا العنقودية.
ابتكر حياتك
«أنت تبتكر حياتك، وتعيد ابتكارها أيضاً. خاصة في زمن الركود الاقتصادي وعدم وضوح الرؤية. وعليك الاهتمام أكثر من أي وقت مضى بالنظر داخل أعماق نفسك لمعرفة نوعية الحياة التي تريدها والمواهب والشغف الذي يساعدك على تحقيقها».
كين روبنسون
كاتب ومحاضر (1950)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق