بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

سينما: "صرخة جبل" تراجيديا إنسانية في قرية جبلية بالصين


أرملة بكماء لا تكاد تكتشف معنى السعادة في قرية نائية، حتى ينقلب عليها سكانها




المخرج يانغ: " لم أتصور أن حساسية الجمهور في الشرق الأوسط تؤهله للتفاعل مع العمق الدرامي في زمن أقصر نسبياً"



دبي  - رشا المالح 


يأخذ الفيلم الصيني "صرخة جبل" للمخرج وكاتب السيناريو لاري يانغ، المشاهد إلى عوالم الطبيعة البكر الساحرة في جبال تايهانغ بالصين، ليتابع أصداء التراجيديا التي تدور أحداثها في منتصف الثمانينات من القرن الماضي والتي يقع ضحيتها الزوجة البكماء هونغ كشيا (بوتينغ لانغ) الأم لطفلين والزوج المجرم والقاسي لا هونغ (يو آيلي)، الذي يقتل لوقوعه في الشرك الذي نصبه الشاب المرح هان شونغ (زيي وانغ) لاصطياد الحيوانات مستخدماً أيضاً الديناميت.

بعد موت هونغ يقرر أهل القرية احتواء المأساة وحل المشكلة بأنفسهم تفادياً لتدخل الحكومة بشؤونهم، ويفرضون على الشاب شونغ مسؤولية رعاية الأرملة وولدين إلى حين التمكن من دفعه لدّية مقتل زوجها. وتمضي الأيام وتنشأ علاقة حب نبيلة بين الأرملة وشونغ الذي يدرك عمق المعاناة التي كانت تعيشها هونغ والتي يتعرف المشاهد على بعضها من خلال "الفلاش باك".

وقبل أن تثمر علاقة حبهما بالزواج، تستعيد الحادثة حضورها، ويتفق أهل القرية على وجوب طرد الأرملة من منطقتهم كي يتفادوا مسؤولية إخفاء الجريمة، ويقف شونغ في وجه المجلس من المسنين ويقرر تسليم نفسه للشرطة مقابل بقاء كشيا في القرية. وبين صراع درامي تراجيدي طويل يتجاوز مضمون رسالة المشهد تصل الشرطة لتعترف الأرملة بقتلها لزوجها بعد إصابته بالفخ.

استنزاف المشاهد

ونعود لاستنزاف تراجيدي جديد حينما تعيد الشرطة شونغ إلى الموقع الجريمة لتعترف كشيا بأنها القاتلة حيث تأخذها الشرطة بينما يصرخ شونغ المقيد بإحدى السيارات كي لا يلحق بها، وأخيراً يتنفس المشاهد الصعداء حينما ينقله المخرج إلى مشهد تقف فيه كشيا على إحدى قمم الجبل وهي تقرع بالعصا الصحن المعدني الذي يثقب لتحاول استعادة صوتها الذي اختفى ضمن حدث تراجيدي يُكشف عنه خلال سياق الأحداث.
بالمجمل يُحسب للفيلم المقتبس من رواية قصيرة للكاتبة والممثلة غي شويبينغ الأكبر للفيلم، براعة تصوير الطبيعة بمدى جغرافية جبالها، وزاوية اللقطات الفنية للعديد من المشاهد الخاصة بالجانب التراجيدي إلى جانب المونتاج في النقل بين العوالم الداخلية للبطلين الأشبه بالسجن وبين حرية الطبيعة.



جرعة عالية
يقول المخرج لاري يانغ الذي قدم خمسة أفلام قبلها خلال لقائه مع "البيان" حول تركيزه المبالغ به على التصعيد الدرامي في النهاية: "قصدت هذه المبالغة كي يعيش المشاهد معاناة البطلين". وحينما أوضحنا له أن خمسة دقائق كانت كفيلة بمعايشتنا لعمق الألم وما تبقى كان بمثابة جرعة عالية من تعذيبنا، ردّ قائلا: "لم أتصور أن حساسية الجمهور في الشرق الأوسط تمكنه التفاعل مع العمق الدرامي في زمن سريع قياساً بثقافات أخرى. آنا آسف لذلك وسعيد بمعرفتي لهذه المعلومة التي تجعلني آخذ في الاعتبار ثقافات الجمهور من الشعوب الأخرى".

ادعاء غامض
ومع ابتسامة عريضة يقول رداً على بعض التساؤلات حول الحبكة الدرامية فيما يتعلق بمقتل الزوج الذي أعلنه طبيب القرية وفي الوقت نفسه قبول اعتراف الأرملة بقتله خنقاً لدى مغادرة الجميع منزلها: "لم ينتبه أحد لهذا الجانب في المهرجانات السابقة، وأردت من هذا التناقض الغموض والتأكيد على أن الأرملة بريئة وادعت قتله لإنقاذ حبيبها. وهذا يعني عودتها إليه قريباً".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق