بيت الأشباح

بيت الأشباح
أدب الرعب

الجمعة، 11 نوفمبر 2016

«متاهات» يكشف كواليس شخصية عالم النفس التحليلي يونغ وعلاقته بزوجته


عالم معقد وكريزما استثنائية وقدرة تأقلم هائلة لإيما





لم تكن حياة كارل يونغ، عالم النفس السويسري، (1875-1961)، خالية من الأمراض والعقد النفسية التي تناولها في دراساته، حيث كان يدعو ذاته المتعددة الأوجه باسم «شخصية رقم 1» و«شخصية رقم 2»، فبينما تتميز الشخصية الأولى بالجاذبية والتفاعل مع الزملاء والاستحواذ على إعجاب الآخرين واحترامهم.
فإن الشخصية رقم 2 بمنزلة كتلة من القلق وعدم الشعور بالأمان والانطواء على النفس، وهواجس الأصوات التي توقظ فيه تصورات قاتمة، ليعاني في مرحلة طفولته الشيزوفرينيا التي نجح في معالجتها بنفسه.

هذه المعلومات وغيرها تكشف عنها الكاتبة البريطانية كاترين كليّ، من خلال كتابها في أدب السيرة «المتاهات»، الذي تستعرض فيه العلاقة المركبة التي ربطته بزوجته الشابة إيما روشندباخ، التي أغرمت به حينما كانت في السابعة عشرة من عمرها، ليتزوجا عام 1899 بمباركة عائلتها السويسرية الثرية جداً.



عشق وطموح
ولم تتوقع زوجته، التي أصبحت متمرسة في التخصص نفسه أو أسرتها، أبعاد طموح يونغ والمدى الذي سيصل إليه، من مساعد طبيب معالج إلى أحد أبرز الرواد في التحليل النفسي، وبموازاة زميله وخصمه سيغموند فرويد «1886-1939»، الذي اختاره إلى حين ليكون وريثه المهني.

ولم تصل زوجته إيما إلى مرحلة النضج ومعرفة قدراتها إلا في الثلاثين من عمرها. وتقول الكاتبة إن ما يثير الإعجاب في شخصيتها قدرتها الهائلة على التأقلم، خاصة مع زوج يتمتع بشهرة واسعة توزاي سمعته كزير نساء، وكريزما تجعله يهيمن ويتحكم بما يحيط به.

أحبها مرضاها
وسارت إيما على خطا زوجها في منهجه، لتصبح هي أيضاً واحدة من الرواد، وبتشجيع من زوجها يانغ بدأت بوضع نهج تحليلي خاص بها، وأصبحت محللة معتمدة بعدما كبر أبناؤهما الخمسة، وقدمت محاضرات، وسافرت مع يونغ إلى المؤتمرات، وأصدرت كتاباً عن رموز الكأس المقدسة، وأحبها مرضاها ووصفوها بالصريحة والمتعاطفة.
وتقول الكاتبة إنها استلهمت عنوان كتابها من ورقة بحث كتبها يانغ عام 1925 بعنوان «الزواج كعلاقة نفسية»، ويذكر فيها أن الارتباط النموذجي يعني أن أحد الشريكين تربطه علاقة إيجابية بوالديه ووالديّ شريكه، أما الشريك الآخر فتربطه علاقة معقدة بهم، منها ما هو وراثي أو مرتبط بالماضي الذي من الصعب عليه التصالح أو التعايش معه.

إيما وفرويد
ويشير إلى أنه من السهل أن يفقد الشريكان نفسيّهما في طبيعة هذه المتاهة، خاصة عندما يضع أحدهما الآخر تحت المجهر مترصداً حركاته وسكناته، وما كتبه يعكس إلى حد كبير علاقته بشريكته التي كانت تدرك شغفه بالنساء. ولم يكن بالغريب أن تراسل إيما حينما كان أطفالها صغاراً العالم سيغموند فرويد دون علم زوجها.

  إزدواج
   يقول المحلل النفسي البريطاني دونالد وينيكوت «1896-1971»، في ورقة دراسته لمذكرات كارل يونغ «ذكريات أحلام انعكاسات» عام 1963: «يصف يونغ نفسه، ويرسم لنا صورة عن شيزوفرينا طفولته، التي استطاع بجهده أن يعالج نفسه. والجهد الذي بذله أغنى البحوث في هذا المجال».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق